«غولدمان ساكس» و«سيتي غروب» يخفّضان توقعاتهما لنمو الصين

«بي دبليو سي» تستثمر في أعمال «عالية الجودة» بعد «ضربة إيفرغراند»

مواطنون في مدينة شنغهاي الصينية يتابعون إصلاحات لخطوط الطاقة عقب مرور إعصار «بيبينكا» الذي أسفر عن أضرار واسعة (أ.ف.ب)
مواطنون في مدينة شنغهاي الصينية يتابعون إصلاحات لخطوط الطاقة عقب مرور إعصار «بيبينكا» الذي أسفر عن أضرار واسعة (أ.ف.ب)
TT

«غولدمان ساكس» و«سيتي غروب» يخفّضان توقعاتهما لنمو الصين

مواطنون في مدينة شنغهاي الصينية يتابعون إصلاحات لخطوط الطاقة عقب مرور إعصار «بيبينكا» الذي أسفر عن أضرار واسعة (أ.ف.ب)
مواطنون في مدينة شنغهاي الصينية يتابعون إصلاحات لخطوط الطاقة عقب مرور إعصار «بيبينكا» الذي أسفر عن أضرار واسعة (أ.ف.ب)

خفّض «غولدمان ساكس» و«سيتي غروب» توقعاتهما للعام بأكمله لنمو الاقتصاد الصيني إلى 4.7 في المائة، بعد تباطؤ الناتج الصناعي لثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر في أغسطس (آب) الماضي.

وأدى ضعف النشاط الاقتصادي في أغسطس إلى زيادة الاهتمام بالتعافي الاقتصادي البطيء في الصين، وسلّط الضوء على الحاجة إلى مزيد من تدابير التحفيز لدعم الطلب. ودفع النمو المتعثر شركات الوساطة العالمية إلى تقليص توقعاتها للصين في عام 2024 إلى ما دون هدف الحكومة البالغ نحو 5 في المائة.

وفي وقت سابق من العام الجاري، توقع «غولدمان ساكس» نمو الاقتصاد الصيني للعام بأكمله بنسبة 4.9 في المائة، في حين توقع «سيتي غروب» نمواً بنسبة 4.8 في المائة.

وأظهرت بيانات من «المكتب الوطني للإحصاء» يوم السبت، أن الناتج الصناعي في الصين في أغسطس توسع بنسبة 4.5 في المائة على أساس سنوي، وهو ما يتباطأ من وتيرة 5.1 في المائة في يوليو (تموز)، ويمثّل أبطأ نمو منذ مارس (آذار) الماضي.

وارتفعت مبيعات التجزئة -وهي مقياس رئيسي للاستهلاك- بنسبة 2.1 في المائة في أغسطس، ولكنها تباطأت من زيادة بنسبة 2.7 في المائة في يوليو، وسط طقس قاسٍ وذروة السفر في الصيف. وكان المحللون يتوقعون أن تنمو مبيعات التجزئة التي كانت هزيلة طوال العام، بنسبة 2.5 في المائة على الأقل.

وقال بنك «غولدمان ساكس»، في مذكرة مؤرخة 15 سبتمبر (أيلول) الحالي: «نعتقد أن خطر فشل الصين في تحقيق هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي البالغ (نحو 5 في المائة) آخذ في الارتفاع، وبالتالي فإن الحاجة الملحة إلى مزيد من تدابير تخفيف جانب الطلب تتزايد أيضاً». وأبقى البنك على توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في عام 2025 عند 4.3 في المائة.

لكن «سيتي غروب» خفّضت يوم الأحد، توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي للصين في نهاية عام 2025 إلى 4.2 في المائة -من 4.5 في المائة سابقاً- بسبب الافتقار إلى المحفزات الرئيسية للطلب المحلي. وقال خبراء الاقتصاد في «سيتي غروب»: «نعتقد أن السياسة المالية بحاجة إلى تكثيف الجهود لكسر فخ التقشف ونشر دعم النمو في الوقت المناسب».

وفي شأن منفصل، قالت «برايس ووترهاوس كوبرز» (بي دبليو سي) في مذكرة إلى الموظفين، إنها تقوم «باستثمارات ملموسة» لضمان حصول الشركة -وهي واحدة من الأربعة الكبار- على أعمال عالية الجودة ومستدامة في الصين، وذلك بعد أن فرضت الجهات التنظيمية الصينية يوم الجمعة، عقوبة قياسية على وحدة الشركة في البر الرئيسي.

وتعرّضت شركة «برايس ووترهاوس كوبرز تشونغ تيان إل إل بي» للإيقاف لمدة 6 أشهر، وغرامة قدرها 441 مليون يوان (62 مليون دولار) يوم الجمعة، بسبب تدقيق الشركة حسابات شركة التطوير العقاري الفاشلة «تشاينا إيفرغراند غروب».

وكانت السلطات الصينية تفحص دور «بي دبليو سي» في ممارسات المحاسبة في «إيفرغراند» منذ أن اتهمت هيئة تنظيم الأوراق المالية في البلاد المطور في مارس بالاحتيال بمبلغ 78 مليار دولار على مدى عامين حتى عام 2020.

وقالت مذكرة داخلية لشركة «بي دبليو سي»، صدرت في وقت متأخر من يوم الجمعة، بعد إعلان العقوبة التنظيمية، واطلعت عليها «رويترز»: «نريد أن ندرك أن هذه كانت فترة صعبة للغاية بالنسبة إليكم جميعاً». وأضافت: «أظهرت مجموعة (بي دبليو سي) أيضاً دعماً مستمراً لشركتنا الصينية طوال هذه الفترة... إنهم يقومون باستثمارات ملموسة لضمان حصولنا على أعمال طويلة الأجل وعالية الجودة ومستدامة في الصين».

وقال رئيس الوحدة الصينية الجديد بالشركة، هيميون هدسون، في المذكرة: «أعلم أن الأسابيع المقبلة لن تكون سهلة؛ إذ وضعنا خطة علاج مفصّلة، وبدأنا وضع الأعمال لتحقيق النجاح في المستقبل».

وعيّنت «بي دبليو سي» قائد المخاطر والتنظيم العالمي، هدسون، ليحل محل الشريك الأول في إقليم الصين دانييل لي بوصفه جزءاً من إجراءاتها العلاجية. وتنحى لي عن منصبه نظراً إلى «مسؤولياته السابقة» رئيساً لأعمال التدقيق المحلية. وقالت الشركة إن فريق قيادتها سيساعد الموظفين على «التعامل مع أي أسئلة أو مخاوف» قد تكون لديهم فيما يتعلق بالإعلانات التنظيمية الصينية.

وقال هدسون في المذكرة: «سيكون أحد مجالات تركيزي هو قضاء الوقت معكم، والبحث في طرق لتطوير مواهبنا بشكل أكبر، بما في ذلك الاستثمار فيكم بصفتكم شعبنا».

وأضافت المذكرة أيضاً أن «بي دبليو سي تشاينا» لديها تاريخ طويل من عمليات التدقيق عالية الجودة. وقالت: «لا نعتقد أن سلوك عدد صغير جداً من أعضاء فريق المشاركة يمثّل عمل الغالبية العظمى من محترفينا البالغ عددهم 18 ألف شخص».


مقالات ذات صلة

السعودية ومصر تعتزمان توقيع اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار قريباً

الاقتصاد وزير الاستثمار السعودي (الشرق الأوسط)

السعودية ومصر تعتزمان توقيع اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار قريباً

تعتزم حكومتا مصر والسعودية توقيع اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار قريباً، في ظل سعيهما لتعزيز العلاقات والشراكات الاقتصادية والاستثمارية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان (الشرق الأوسط)

عبد العزيز بن سلمان: السعودية تواصل تنفيذ مشروعها الوطني للطاقة النووية

أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أن السعودية استكملت مقومات الاستعداد الإداري الأساسية المتعلقة بالعمل الرقابي النووي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد عَلما الصين وإيطاليا على سيارة في العاصمة بكين لدى زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية للصين الصيف الماضي (رويترز)

إيطاليا تؤيد الرسوم الجمركية الأوروبية على السيارات الكهربائية الصينية

قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، إن بلاده تؤيد الرسوم الجمركية التي اقترحتها المفوضية الأوروبية على صادرات السيارات الكهربائية الصينية.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد وزير التجارة السعودي (الشرق الأوسط)

القصبي: توقيع اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار بين السعودية ومصر قريباً

كشف وزير التجارة السعودي الدكتور ماجد القصبي أنه سيتم قريباً توقيع اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار بين السعودية ومصر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الاستثمار السعودي (الشرق الأوسط)

الفالح: 33 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين السعودية ومصر خلال عامين

قال وزير الاستثمار السعودي المهندس خالد الفالح إن حجم التبادل التجاري بين السعودية ومصر بلغ أكثر من 124 مليار ريال خلال 2022 - 2023.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

بنك «كريدي أغريكول» يتخلى عن الذهب من أجل الكربون

شعار «كريدي أغريكول» خارج أحد مكاتب البنك في ريزي بالقرب من نانت بفرنسا (رويترز)
شعار «كريدي أغريكول» خارج أحد مكاتب البنك في ريزي بالقرب من نانت بفرنسا (رويترز)
TT

بنك «كريدي أغريكول» يتخلى عن الذهب من أجل الكربون

شعار «كريدي أغريكول» خارج أحد مكاتب البنك في ريزي بالقرب من نانت بفرنسا (رويترز)
شعار «كريدي أغريكول» خارج أحد مكاتب البنك في ريزي بالقرب من نانت بفرنسا (رويترز)

قرر البنك الفرنسي «كريدي أغريكول»؛ ثاني أكبر بنك مدرج في فرنسا، استبدال الكربون بالمعادن الثمينة بالتداول في أسواقه المنظمة، بدءاً من عام 2025، وفق ما صرحت به 3 مصادر مطلعة لـ«رويترز».

وتشير هذه الخطوة إلى ازدياد جاذبية «أكبر سوق عالمية للكربون»، وهي «نظام تداول الانبعاثات الأوروبي (ETS)»، بالنسبة إلى البنوك الأوروبية.

وقال أحد المصادر: «(كريدي أغريكول) يتخارج من المعادن الثمينة، ويتعامل مع المخاطر القائمة، ويترك المراكز الحالية تتلاشى».

وأضاف المصدر: «بدلاً من ذلك، يركز البنك على أسواق الكربون مع التركيز أيضاً على بدء التداول العام المقبل»، مضيفاً أن الإدارة تسعى إلى مواءمة هذه الخطوة مع سوق الكربون في ظل «طموحات (كريدي أغريكول) الخضراء».

ووصلت قيمة الأسواق العالمية لتداول تصاريح ثاني أكسيد الكربون إلى رقم قياسي بلغ 881 مليار يورو (949 مليار دولار) في عام 2023، وفقاً لتحليلات «إل إس إي جي». وقد شكل «نظام تداول الانبعاثات» في الاتحاد الأوروبي 87 في المائة من الإجمالي العالمي؛ أي 770 مليار يورو.

ولن يؤثر القرار على سوق المعادن الثمينة، فنشاط «كريدي أغريكول - سي آي بي»، الذي يركز أساساً على تداول المشتقات المتعلقة بالمعادن الثمينة للعملاء، قليل نسبياً مقارنة بعمالقة الصناعة.

وقالت المصادر إن البنك كان يقلل تدريجياً من وجوده في هذا المجال منذ أن تعرض لضربة عندما أحدثت جائحة «كوفيد19» اضطراباً في سوق الذهب قبل 4 سنوات.

وأثارت قيود الطيران وإغلاق مصافي المعادن الثمينة في أوائل عام 2020 مخاوف من عدم قدرة المتداولين على نقل الذهب إلى الولايات المتحدة في الوقت المناسب لتسليمه مقابل العقود الآجلة.

ونتيجة لذلك، تباعدت أسعار الذهب والفضة في لندن ونيويورك بشكل كبير، مما أدى إلى ارتفاع الطلب على «تبادل العقود الآجلة المادية (EFPs)»، التي تسمح للمتداولين بتبديل مراكز عقود الذهب أو الفضة الآجلة إلى المعدن المادي، وإلى التقلبات الشديدة في علاوات «EFP».

وتمكن كثير من البنوك من الصمود في وجه الأزمة؛ لأنها لم تقلص مراكزها، واختارت الانتظار حتى تعود فجوة الأسعار إلى طبيعتها.

وقال مصدران إن «كريدي أغريكول» اختار إغلاق مراكزه والخسارة، دون الكشف عن حجم المركز أو مقدار الخسارة.

وكانت أعمال البنك في مجال المعادن الثمينة، وفقاً لأحد المصادر، تحقق عشرات الملايين من الدولارات سنوياً قبل عام 2020. وللمقارنة، فقد قُدّر حجم تداولات الذهب العالمية من قبل «مجلس الذهب العالمي» بنحو 241 مليار دولار يومياً في أغسطس (آب) الماضي.

وقال مصدر آخر: «حاولوا إعادة تنمية أعمالهم قبل عامين، ولكن للأسف لم ينجحوا قط. ثم اتُّخذ القرار بنقل الميزانية العمومية إلى أسواق جديدة، مثل أسواق الكربون؛ للمساعدة في تعزيز الإيرادات».