أكّد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للذكاء الاصطناعي في «سدايا»، الدكتور ياسر العنيزان، أن الذكاء الاصطناعي يُشكل علاقة تكاملية مع البشر، وهو أداة مصممة لخدمة البشرية وليس غاية في حد ذاته بل وسيلة، ولن يسلب الوظائف بل يسهل إجراءاتها، مشدداً على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، مع مراعاة المخاطر المحتملة التي ينطوي عليها.
جاء ذلك في الجلسة الحوارية التي تحدّث فيها الدكتور ياسر العنيزان، الأربعاء، ضمن أعمال اليوم الثاني للقمة العالمية للذكاء الاصطناعي بنسختها الثالثة، بعنوان: «تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسانية: من الفكرة إلى التنفيذ».
وعرج الدكتور ياسر في حديثه على الفرق بين تقنيتي ذكاء الأعمال والذكاء الاصطناعي، مبيناً أن كثيراً من الناس يخلطون بينهما، موضحاً أن الأولى تُركز على جمع البيانات وتحليلها لاتخاذ القرارات البشرية، في حين تشارك الذكاء الاصطناعي في كل خطوة، بدءاً من إنشاء البيانات إلى تطوير النموذج والحكم النهائي.
ونوه إلى أهمية الأخذ بالاعتبارات الأخلاقية في العمل بالذكاء الاصطناعي ودمجها عند تصميمها، مفيداً أن علاقة هذه التقنية مع البشر تكاملية، بما يجعل وظائفنا أسهل وأكثر كفاءة، وأن تعمل بتناغم معنا، لا أن تحل محلنا.
وحول علاقة البيانات بالذكاء الاصطناعي، ذكر الدكتور ياسر أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الفعالة تتطلب تركيزاً قوياً على إدارة البيانات والتطبيق الواقعي، ودون بيانات حقيقية لا يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تكون فعالة حقاً، مشيراً إلى أن هذه التقنية تقدم إسهامات كبيرة في مجالات عدة، مثل: العدالة، والتعليم، والرعاية الصحية، وإمكانية الوصول، والحفاظ على الثقافة، كما يمكنها تحقيق جودة الحياة للناس.
ودعا إلى التحسين المستمر لأنظمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، لتظل فعالة وملائمة، مبيناً أنك تتواصل مع الآلة كما لو أنك تتواصل مع إنسانٍ آخر، وهذا ما سيُعزز ويطور هذه التقنيات المتقدمة.
ولفت النظر إلى أن الاستفادة من تكنولوجيا النمذجة تتطلب توحيد الجهود بين المنشآت والمنظمات المختصة في هذا المجال، حيث لا يتوقف الأمر على مركز أبحاث محدد، ولا على فريق تطوير المنتج.
وشدد على أهمية إشراك العلماء والمطورين وكل من يعملون في هذا المجال وكذلك العمل مع كل المختصين؛ حيث يحتاج تطوير حلول الذكاء الاصطناعي إلى جهود متواصلة دون انقطاع مع كل الجهات المعنية، لكي تستمر دورة التطوير حتى تكون هذه الحلول فعالة وقادرة على خدمة المستخدمين بأفضل صورة ممكنة.