الدولار يتراجع قبل بيانات التضخم والمناظرة الرئاسية الأميركية

توقعات انخفاض أسعار الفائدة تدعم ضعفه

أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
TT

الدولار يتراجع قبل بيانات التضخم والمناظرة الرئاسية الأميركية

أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

انخفض الدولار، الثلاثاء، قبل بيانات التضخم في الولايات المتحدة، ومناظرة تلفزيونية بين المرشحين الرئاسيين كامالا هاريس ودونالد ترمب، التي قد تلقي بثقلها على التوقعات بشأن آفاق أسعار الفائدة.

ولم يتمكن تقرير العمل المختلط الصادر يوم الجمعة من تقديم دليل واضح على ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أو 50 نقطة أساس في اجتماعه للسياسات يومي 17 و18 سبتمبر (أيلول). وينتظر المتعاملون الآن تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأميركي يوم الأربعاء، وفق «رويترز».

وأشار استراتيجيو بنك «باركليز» إلى أن الدولار يضعف عادة قبل دورات تخفيف أسعار الفائدة التي ينفذها بنك الاحتياطي الفيدرالي، ويميل إلى المبالغة في تقدير خفض أسعار الفائدة خلال ما يسمى بالهبوط الناعم. ومع ذلك قالوا إن كثيراً من تحركاته ربما حدثت بالفعل. كما سيركز المستثمرون على المناظرة الرئاسية الأميركية التي تبث على شاشات التلفزيون في وقت لاحق الثلاثاء، والتي قد يكون لها تأثير كبير على انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال رئيس استراتيجية الفوركس في «آي إن جي»، كريس تورنر: «إذا ظهر فائز واضح من المناظرة، فتوقع أن تبدأ سوق الفوركس في تحميل المراكز مقدماً التي كانت ستتخذها بعد نتيجة الانتخابات في نوفمبر».

ويرى المستثمرون أن الدولار سيرتفع في حالة فوز دونالد ترمب، حيث قد تدعم الرسوم الجمركية العملة، وقد يؤدي الإنفاق المالي المرتفع إلى تعزيز أسعار الفائدة.

وكان مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ستة منافسين عند 101.62، منخفضاً بنسبة 0.03 في المائة.

وتضع الأسواق حالياً في الحسبان خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، مع تسعير خفض بمقدار 50 نقطة أساس بنسبة 30 في المائة، انخفاضاً من أعلى مستوى عند 50 في المائة يوم الجمعة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ولعام 2024 يتوقع المتداولون 110 نقاط أساس من التيسير، ارتفاعاً من نحو 100 نقطة أساس، من الاجتماعات الثلاثة المتبقية.

وأشار صنّاع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي إلى استعدادهم لبدء سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة، حيث قال المحافظ كريستوفر والر إنه قد يدعم تخفيضات متتالية، أو تخفيضات أكبر، إذا أشارت البيانات إلى الحاجة إلى ذلك.

وفي الوقت نفسه، استقر اليورو عند 1.1034 دولار بعد انخفاضه بنحو 0.5 في المائة يوم الاثنين.

ويراقب المستثمرون الخلفية السياسية في أوروبا، مشيرين إلى الجمود في فرنسا، وعدم اليقين الزائد في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي بعد الانتخابات الإقليمية الألمانية.

وقالت كبيرة استراتيجيي الصرف الأجنبي في «رابوبانك»، جين فولي: «يمكن تفسير مرونة اليورو هذا العام جزئياً بفائض الحساب الجاري في المنطقة، ولامبالاة السوق بقضايا الموازنة التي تواجه دول الاتحاد الأوروبي المختلفة مثل إيطاليا وفرنسا».

ومع ذلك، ستكون السياسة المالية أكثر تركيزاً في النصف الثاني من العام، وقد يؤثر هذا على العملة الموحدة.

ويتوقع خبراء الاقتصاد في «باركليز» أن تعيق الهشاشة السياسية التعديلات المالية في منطقة اليورو في 2024 - 2025.

وقال رئيس المصرف المركزي الأوروبي السابق ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، الاثنين، إن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى استثمارات ضخمة إذا كان يريد مواكبة المنافسين اقتصادياً، قبل الدعوة إلى مصادر جديدة للتمويل المشترك التي كانت الدول بقيادة ألمانيا مترددة في الموافقة عليها.

وقال فولي: «من وجهة نظرنا فإن هذه القضايا (التي أثارها دراغي) ينبغي أن توفر سقفاً لمكاسب اليورو - الدولار في المستقبل».

ولكن الضوء سوف يسلط أيضاً على الرسائل التي سيصدرها المركزي الأوروبي يوم الخميس بعد اجتماعه للسياسة النقدية. ويتوقع المتداولون أن يخفف المركزي أسعار الفائدة بمقدار 63 نقطة أساس هذا العام.

وارتفع الدولار 0.15 في المائة إلى 143.42 ين، مبتعداً عن أدنى مستوى في شهر عند 141.75 ين الذي سجله يوم الجمعة.

وانخفض الدولار 2.7 في المائة مقابل الين الأسبوع الماضي. ولا يتوقع المحللون أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة، أو يقدم توجيهات حاسمة يوم الجمعة من الأسبوع المقبل.

وقال الخبير الاقتصادي في «يو بي إس» ماساميتشي أداتشي: «لا تزال ظروف السوق الحالية تبدو هشة، ومن المرجح أن يؤدي رفع أسعار الفائدة بشكل غير متوقع من جانب بنك اليابان بعد أول خفض متوقع لأسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي في 18 سبتمبر إلى تعطيل السوق مرة أخرى في رأينا».

وانخفض اليوان الصيني قليلاً الثلاثاء، لكن الخسائر كانت محدودة ببيانات صادرات أفضل من المتوقع.

وجاءت الواردات دون التوقعات، حيث نمت بنسبة 0.5 في المائة فقط. ويأتي ذلك بعد بيانات تضخم أضعف من المتوقع يوم الاثنين، مما يسلط الضوء على ضعف الطلب المحلي.


مقالات ذات صلة

«قفزة تاريخية» في تحويلات المصريين بالخارج... لماذا زادت؟

شمال افريقيا سيدات مصريات في فرنسا يحملن علم مصر عقب التصويت في الانتخابات الرئاسية الأخيرة (وزارة الهجرة)

«قفزة تاريخية» في تحويلات المصريين بالخارج... لماذا زادت؟

سجلت تحويلات المصريين العاملين بالخارج «قفزة تاريخية»، خلال شهر يوليو الماضي، مع وصول إجمالي تحويلاتهم إلى 3 مليارات دولار.

أحمد عدلي (القاهرة)
الاقتصاد صورة توضيحية تظهر أوراقاً نقدية بقيمة 100 دولار أميركي (رويترز)

الدولار يعوض بعض خسائره وسط ترقب لخفض الفائدة الأميركية

عوّض الدولار بعض خسائره الاثنين بينما قلّص الين مكاسبه مع ترقب المستثمرين لحجم الخفض المتوقع لأسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد مقر البنك المركزي الصيني في بكين (رويترز)

ارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي الصيني 32 مليار دولار في أغسطس

ارتفع إجمالي احتياطيات الصين من النقد الأجنبي، بنسبة 0.98 في المائة بنهاية شهر أغسطس (آب) الماضي، ليصل إلى 3.2882 تريليون دولار، بزيادة 31.8 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد رجل يعد عملة «النيرة» النيجيرية في أحد المحال (رويترز)

«المركزي» النيجيري يستأنف مبيعات النقد الأجنبي دعماً للعملة المحلية

استأنف البنك المركزي النيجيري مبيعات النقد الأجنبي، بعد أن تراجعت النيرة (عملة نيجيريا)، إلى مستوى منخفض جديد، مقابل الدولار هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (أبوجا)
الاقتصاد نائب الرئيس التركي جودت يلماظ ووزراء المجموعة الاقتصادية خلال عرض البرنامج الاقتصادي الجديد (من البث المباشر بحساب يلماظ على إكس)

تركيا تعلن برنامجاً اقتصادياً جديداً يستهدف الاستقرار الكلي

أعلنت الحكومة التركية برنامجها الاقتصادي متوسط المدى الجديد الذي يغطي المدة من 2025 - 2027، متضمناً تعديلاً بالزيادة لمعدل التضخم، وبخفض توقعات النمو والصادرات.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الأسواق الأميركية تستعيد هدوءها بعد أسابيع من التقلبات الحادة

العلم الأميركي معلق على واجهة بورصة نيويورك (أ.ب)
العلم الأميركي معلق على واجهة بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

الأسواق الأميركية تستعيد هدوءها بعد أسابيع من التقلبات الحادة

العلم الأميركي معلق على واجهة بورصة نيويورك (أ.ب)
العلم الأميركي معلق على واجهة بورصة نيويورك (أ.ب)

ارتفعت معظم الأسهم الأميركية بشكل طفيف، مقدمةً فترة راحة بعد أسابيع من التقلبات الحادة.

وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.3 في المائة في التعاملات الصباحية. ويظل المؤشر منخفضاً بنسبة 3.2 في المائة عن أعلى مستوياته في يوليو (تموز)، لكنه شهد تقلبات حادة منذ ذلك الحين وسط مخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأميركي وما إذا كانت تخفيضات أسعار الفائدة المحتملة ستمنع الركود المحتمل.

وانخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 17 نقطة، أو أقل من 0.1 في المائة، في حين ارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.2 في المائة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وارتفعت أسهم «أوراكل» بنسبة 12.1 في المائة بعد أن أعلنت الشركة عن أرباح وإيرادات أفضل من المتوقع في الربع الرابع، مما ساعد في قيادة السوق. وبخلاف ذلك، كان التداول هادئاً بشكل عام، بما في ذلك في سوق السندات حيث ظلت العائدات ثابتة نسبياً.

وكما هو الحال مع الأسهم، كانت عائدات سندات الخزانة متقلبة قبيل اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض سعر الفائدة الرئيسي لأول مرة منذ أزمة كوفيد - 19 في عام 2020.

والآن يركز الاحتياطي الفيدرالي على حماية الاقتصاد بدلاً من كبح جماح التضخم المرتفع. ويدور الجدل في «وول ستريت» حول مدى خفض أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية، والتي ظلت عند أعلى مستوياتها منذ عقدين من الزمان، وما إذا كان تخفيف الفائدة سيكون متأخراً للغاية لمنع الركود.

وقد تؤثر التقارير المتعلقة بالتضخم المقرر صدورها يومي الأربعاء والخميس على حجم التخفيضات التالية لأسعار الفائدة من قِبَل بنك الاحتياطي الفيدرالي. السيناريو الأسوأ بالنسبة لبنك الاحتياطي الفيدرالي هو تسارع التضخم في حين تبدو سوق العمل هشة، لأن معالجة أي من هذين الأمرين تتطلب اتخاذ تدابير مضادة.

ومن المتوقع أن يظهر أحدث تقرير للتضخم المقرر صدوره يوم الأربعاء أن أسعار المستهلك ارتفعت بنسبة 2.6 في المائة في أغسطس (آب) مقارنة بالعام السابق، وهو تباطؤ عن معدل يوليو البالغ 2.9 في المائة.

وقبل ذلك، سيكون هناك مناظرة ليلة الثلاثاء بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترمب. ويقول استراتيجيو «بنك أوف أميركا» إن هذا قد يكون المحفز التالي للسوق.

وارتفع الدولار الأميركي سابقاً مقابل العملات الأخرى عندما زادت توقعات إعادة انتخاب ترمب، على سبيل المثال، جزئياً بسبب دعواته لفرض تعريفات جمركية إضافية. لكن خبراء الاقتصاد يناقشون تأثير السياسات المقترحة من قبل أي من المرشحين على الاقتصاد، وقد تكون القضية الكبرى هي ما إذا كان أحد الحزبين سيكون قادراً على السيطرة على الكونغرس والبيت الأبيض.

وعلى الرغم من الاهتمام الشديد بالمناظرة الرئاسية، يقول جوليان إيمانويل وغيره من الاستراتيجيين في «إيفركور آي إس آي»: «إن التأثيرات المحركة للسوق معدومة تقريباً».

وفي «وول ستريت»، انخفضت أسهم شركة «أبل» بنسبة 1.7 في المائة بعد أن رفضت المحكمة العليا في الاتحاد الأوروبي التحدي القانوني الأخير للشركة لأمر من السلطة التنفيذية للكتلة بدفع 13 مليار يورو - أكثر من 14 مليار دولار - في الضرائب المتأخرة إلى آيرلندا.

واتهمت المفوضية الأوروبية شركة «أبل» بإبرام صفقة ضريبية غير قانونية مع السلطات الآيرلندية سمحت لها بدفع معدلات ضريبية منخفضة للغاية، وهو ما تنفيه الشركة.

ولم تكن شركة «أبل» الشركة التكنولوجية الأميركية الوحيدة التي تضررت من قبل الجهات التنظيمية الأوروبية يوم الثلاثاء. فقد خسرت «غوغل» تحديها القانوني الأخير لغرامة الاتحاد الأوروبي لمنح اقتراحات التسوق الخاصة بها ميزة غير قانونية على المنافسين في نتائج البحث. وينهي القرار قضية مكافحة الاحتكار طويلة الأمد التي تأتي مع غرامة قدرها 2.4 مليار يورو (2.7 مليار دولار). وارتفعت أسهم شركة «ألفابت»، الشركة الأم لشركة «غوغل»، بنسبة 1 في المائة.

وفي سوق السندات، انخفض العائد على السند لمدة 10 سنوات إلى 3.69 في المائة من 3.70 في المائة في أواخر يوم الاثنين.

وفي الأسواق العالمية، كانت الإشارات متباينة في مختلف أنحاء أوروبا وآسيا. وارتفعت الأسهم بنسبة 0.2 في المائة في هونغ كونغ و0.3 في المائة في شنغهاي بعد أن أعلنت هيئة الجمارك الصينية أن الصادرات نمت للشهر الخامس على التوالي، وهو ما يشير إلى زيادة الطلب الخارجي.