يبحث تجمع دولي وإقليمي في مدينة الشارقة الإماراتية، يوم الأربعاء، دور الاتصال في تعزيز المرونة بوصفها «مبدأ للنمو والتنمية وبناء الشراكات بين التجارب العالمية المختلفة»، وذلك من خلال انعقاد الدورة الثالثة عشرة من «المنتدى الدولي للاتصال الحكومي»، الذي يستضيف خبراء الاتصال، وصناع قرار، وقادة الأعمال، ورواد القطاعات الاقتصادية والثقافية والعلمية على مدى يومين.
المحاور الخمسة
وقال طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، إن المنتدى الذي يُعقد تحت شعار «حكومات مرنة... اتصال مبتكر»، يناقش دور الاتصال في تعزيز مرونة وكفاءة القطاعات الاقتصادية والتنموية الحيوية، عبر 5 محاور.
وبيّن علاي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن المحور الأول يتناول، أثر الاتصال على المرونة الاقتصادية، ودوره في ترسيخ ثقافة المواكبة والجاهزية والتغيير الإيجابي لدى قادة القطاعات الاقتصادية ورواد الأعمال وصناع القرار، في حين يتناول المحور الثاني، دور الابتكار في أدوات الاتصال والرسائل الموجهة إلى الجمهورَين المحلي والعالمي في تعزيز نمو القطاعات الاقتصادية التقليدية والناشئة والواعدة، من بينها الاقتصاد القائم على المغامرات، وعلى الفرص الكبيرة التي يتيحها هذا النوع من الأعمال.
وأشار إلى أن المحور الثالث يسلط الضوء على الدور المركزي للاتصال في استقطاب المواهب بوصفها ثروةً للأمم، حيث يركز على الاتجاهات المستقبلية للحكومات المرنة في «تنافسية المواهب» و«حرب المعلومات»، وأبرز التحديات والفرص التي تواجه الحكومات والشعوب في القرن الحادي والعشرين، التي تمتد من حرب المعلومات التي تتجاوز الحدود الجغرافية، إلى الاقتصاد القائم على تنافسية المواهب والمستقبل الرقمي في ظل انتشار «التزييف العميق».
وأكد أن المحور الرابع يستشرف مستقبل التواصل في نمط حياة افتراضي، خصوصاً في ظل تبني التكنولوجيا الرقمية واستخدام البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، والتقنيات السحابية، أما المحور الخامس والأخير، فيتناول الموجة الجديدة من التفاعل الشخصي وقدرته على تحقيق التفاهم بين الثقافات، وكيف تساعد خيارات التواصل الرقمي الجديدة والمبتكرة على دعم هذا المجال.
أدوات تعزيز الوعي
وشدد مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة على أن الفعاليات التي تنظمها الدول أو الهيئات والمؤسسات، تعدّ إحدى أهم أدوات تعزيز الوعي والمعرفة حول القضايا التي تطرحها وتتبناها، وذلك لما لها من أثر في الوعي المجتمعي والمؤسساتي، وأيضاً من خلال ما تخرج به من أفكار وآراء ونظريات ومعارف.
ولفت إلى أن المنتدى أسهم، من خلال نقاشاته ومخرجاته على مدى دوراته المنعقدة، في ترسيخ ثقافة الاتصال الحكومي، وتأكيد الدور الكبير والمحوري للاتصال في تحقيق التنمية والاستقرار والازدهار، وفي تعزيز القيم والمبادئ العامة للمجتمعات والأمم، وشكّل منصةً دوليةً معرفيةً تطويريةً لتقديم الطروحات وتبادل الخبرات والتجارب حول تطوير الاتصال ومناهجه وأدواته، وتعزيز قدراته على إيصال الرسائل، وترسيخ الحوار والتعاون بين المؤسسات والجهات الرسمية في القطاعَين العام والخاص.
الدورة الثالثة عشرة
وتطرّق علاي إلى أن التطورات التي شهدها العالم خلال السنوات الماضية، وبشكل خاص بعد الأثر الكبير الذي أحدثته الاختراعات والتقنيات الحديثة، تثبت أن أحد أهم المبادئ التي يجب أن تتبناها الهيئات والمؤسسات الرسمية والخاصة، وحتى الأفراد أيضاً، مبدأ المرونة والابتكار في أدوات الاتصال والتواصل، وهو ما جعل دورة هذا العام تتبنى شعار «حكومات مرنة... اتصال مبتكر».
وقال: «المرونة التي تتبناها الدورة الثالثة عشرة، هي أحد عناصر القوة في التعامل مع المستجدات والتحولات السريعة، وتقتضي المرونة هنا استيعاب متغيرات الحاضر والجاهزية للمستقبل، والاستفادة من الفرص التي يقدمها هذا الواقع سريع التغير».
وأكد أن دورة هذا العام تشهد مشاركة ما يزيد على 250 متحدثاً من أكثر من 15 دولة من حول العالم، منها الصين، والمملكة المتحدة، وكوريا الجنوبية، وسنغافورة، والولايات المتحدة الأميركية، وكندا، والمغرب، ومصر، والسعودية، يتبنون نهجاً رائداً في استكشاف مسارات جديدة ورسم ملامح مستقبلية للاتصال، وذلك من خلال أجندة غنية تتضمن 160 فعالية ما بين جلسات رئيسية وجانبية.
وأضاف: «من ضمن أبرز الضيوف المشاركين هذا العام كل من الدكتور ثاني الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية بالإمارات، وسايمون كوفي وزير النقل والطاقة والاتصالات والابتكار في توفالو، وجوستين لين كبير الاقتصاديين في الصين ونائب الرئيس الأول الأسبق للاقتصاد التنموي في البنك الدولي، وبير غريلز مستكشف ومتسلق جبال وإعلامي بريطاني، وألان سيمثسون المؤسس المشارك لـ(ميتافرس)، ورشيد يزمي مهندس ومخترع مغربي متخصص بعلم المواد».
جائزة الشارقة
وأوضح أن «جائزة الشارقة للاتصال الحكومي 2024»، التي تقام على هامش المنتدى، شهدت ازدياداً في عدد المشارَكات في دورتها الحالية، تخطى الأعوام السابقة، حيث بلغ العدد 3815 مشاركة عربية وعالمية بنسبة زيادة 230 في المائة عن العام السابق، وبإجمالي 1129 ملفاً مقبولاً، وتصدرت مصر أعداد المشارَكات من خارج دولة الإمارات تلتها السعودية، والأردن، والبحرين، ولبنان، والكويت، ونيجيريا، وعُمان، والسودان وغيرها من الدول.