تضخم منطقة اليورو ينخفض إلى أدنى مستوياته منذ 3 سنوات

سجل 2.2 % معززاً التوقعات بخفض الفائدة في سبتمبر

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر المصرف المركزي (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر المصرف المركزي (رويترز)
TT

تضخم منطقة اليورو ينخفض إلى أدنى مستوياته منذ 3 سنوات

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر المصرف المركزي (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر المصرف المركزي (رويترز)

تراجعت معدلات التضخم في منطقة اليورو إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاث سنوات هذا الشهر، مما يعزز التوقعات بخفض آخر لأسعار الفائدة من قبل المصرف المركزي الأوروبي في سبتمبر (أيلول)، على الرغم من أن نمو الأسعار من المحتمل أن يرتفع مرة أخرى نحو نهاية العام.

وانخفض التضخم في الدول العشرين التي تستخدم العملة الموحدة إلى 2.2 في المائة من 2.6 في المائة، بما يتماشى مع التوقعات، حيث دفع انخفاض تكاليف الطاقة التضخم إلى الاقتراب من هدف المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة بعد ثلاث سنوات من النمو المفرط في الأسعار، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تقدم الأرقام الأساسية صورة أكثر تعقيداً، حيث تسارع التضخم في الخدمات، وهو عامل قد يظل يقلق بعض صانعي السياسات في المركزي الأوروبي بشأن نمو الأجور في هذا القطاع.

وتراجع التضخم الأساسي، الذي يستثني تكاليف الغذاء والطاقة المتقلبة، إلى 2.8 في المائة من 2.9 في المائة في الشهر السابق، بما يتماشى مع التوقعات، حيث عوضت أسعار السلع المستوردة الهادئة الزيادة في تضخم الخدمات إلى 4.2 في المائة من 4 في المائة.

ومن المحتمل أن تكون أسعار الخدمات قد تأثرت بتداعيات دورة الألعاب الأولمبية في باريس، حيث قفزت تكاليف الخدمات في فرنسا بشكل حاد في ما وصفه بعض الاقتصاديين بأنه تأثير مؤقت لمرة واحدة.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يخفض المركزي الأوروبي أسعار الفائدة في 12 سبتمبر (أيلول)، والنقاش الحقيقي هو ما إذا كان سيتبع هذا التحرك بمزيد من التيسير في أكتوبر (تشرين الأول) في ظل ضغوط الأسعار المعتدلة، وضعف النمو الاقتصادي، وضعف سوق العمل.

وبينما ستتلقى بيانات يوم الجمعة ترحيباً من صانعي السياسات في المركزي الأوروبي، قد يستغرق الأمر حتى نهاية عام 2025 لتهدأ نمو الأسعار بشكل أكثر استدامة.

ويبقى من المنتظر أن يرى خبراء الاقتصاد في السوق انخفاضاً أكبر مما يتوقعه موظفو المركزي الأوروبي، وهو ما يجعل توقعات أسعار الفائدة عرضة للتقلبات إذا تحققت توقعات أقل تفاؤلاً.

وفي الوقت الحالي، تتوقع السوق حوالي ستة تخفيضات في أسعار الفائدة قبل نهاية العام المقبل، أي ما يقرب من خفض واحد أكثر من المتوقع في توقعات المركزي الأوروبي الاقتصادية، مما يشير إلى أن الأسواق أكثر تفاؤلاً بشأن توقعات المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة.

ومن المرجح أن يظل النمو السريع للأجور هو الشاغل الأكبر لصناع السياسات في المركزي الأوروبي، خاصة أن الخدمات، وهي المكون الأكبر في سلة أسعار المستهلك، حساسة بشكل خاص للأجور.

ورغم تباطؤ نمو الأجور بشكل حاد، فإنه لا يزال أسرع من المعدل المتسق مع معدل التضخم البالغ 2 في المائة، وتستمر النقابات في المطالبة بزيادات كبيرة في الأجور للتعويض عن الدخل الحقيقي المفقود بسبب التضخم المرتفع.

ويجادل المركزي الأوروبي منذ فترة طويلة بأن بعض التعويض في الأجور مبرر، لكن صانعي السياسات يقولون إنهم لن يكونوا واثقين في توقعات التضخم حتى يتم الانتهاء من عملية التعويض.

وكان المصرف المركزي الألماني قد عبر عن المخاوف بشكل خاص بشأن مخاطر الأجور، مجادلاً بأن النقابات تطالب بشكل متزايد بزيادات كبيرة في الأجور، لذا فمن المرجح أن يستمر الضغط على الدخل.


مقالات ذات صلة

«بنك إسرائيل» يبقي على الفائدة دون تغيير مع استقرار التضخم

الاقتصاد مبنى «بنك إسرائيل» في القدس (رويترز)

«بنك إسرائيل» يبقي على الفائدة دون تغيير مع استقرار التضخم

قرر «بنك إسرائيل»، يوم الاثنين، الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه السابع على التوالي، حيث استقر التضخم الناجم عن الحرب.

«الشرق الأوسط» (القدس)
الاقتصاد شخص يمشي أمام بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

نائبة محافظ «بنك إنجلترا»: خطر ارتفاع التضخم أكبر من انخفاضه

عبّرت نائبة محافظ بنك إنجلترا، كلير لومبارديللي، يوم الاثنين، عن قلقها بشأن احتمال ارتفاع التضخم إلى مستويات أعلى من التوقعات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو، إن «المركزي» ليس متأخراً في خفض أسعار الفائدة، لكنه بحاجة إلى مراقبة من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد البنك المركزي التركي

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة عند 50 في المائة دون تغيير، للشهر الثامن، مدفوعاً بعدم ظهور مؤشرات على تراجع قوي في الاتجاه الأساسي للتضخم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد المصرف المركزي التركي (رويترز)

«المركزي» التركي يمدد تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن

مدَّد البنك المركزي التركي تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن على التوالي، إذ قرر إبقاء سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع دون تغيير عند 50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

الخطيب: توقيع اتفاقيات استراتيجية مصرية - سعودية تمتد 5 أعوام

وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري أثناء مشاركته في المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار بالرياض (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري أثناء مشاركته في المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

الخطيب: توقيع اتفاقيات استراتيجية مصرية - سعودية تمتد 5 أعوام

وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري أثناء مشاركته في المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار بالرياض (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري أثناء مشاركته في المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار بالرياض (الشرق الأوسط)

أفصح وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري المهندس حسن الخطيب عن توقيع اتفاقيات استراتيجية بين القاهرة والرياض في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تستمر 5 سنوات، وذلك في سياق حل المشكلات الاقتصادية التي استمرت 4 عقود.

وأكد أن الاتفاقيات المتعددة الأطراف تمثل جزءاً أساسياً من استراتيجية بلاده لتطوير الاقتصاد الوطني، وجذب الاستثمارات، وأن القاهرة توفر للمستثمرين فرصة الوصول إلى 70 في المائة من السوق المحلية، مشيراً إلى أن البلاد تهدف إلى تحسين البيئة الاستثمارية، وتعزيز التعاون مع شركاء مصر الدوليين، خصوصاً مع المملكة العربية السعودية.

وأضاف الخطيب في جلسة حوارية بعنوان: «تحدي الجاذبية: الدور المتغير للاقتصادات الناشئة في الاقتصاد العالمي والبيئة الاستثمارية» ضمن المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار، في الرياض، أن الاستقرار في السياسات الاقتصادية المصرية يعد أحد العوامل الأساسية لجذب الاستثمارات، مع التركيز على القطاعات الصحيحة مثل التحول الأخضر والتكنولوجيا.

وأكد أن القطاع الخاص سيكون له دور محوري في دعم الناتج المحلي بنسبة تتراوح بين 6 إلى 7 في المائة خلال الأعوام المقبلة.

وأشار الوزير إلى أن مصر قد استثمرت أكثر من 550 مليار دولار في إطار أوسع للتعاون مع الشركاء الدوليين.

وعن مستقبل مصر في مجالات السياحة والطاقة، أضاف الخطيب أن هناك خططاً طموحة لزيادة قدرة البلاد على توليد الطاقة البديلة بمقدار 50 غيغاواط في الفترة من 2030 إلى 2040، مشيراً إلى أهمية تعزيز قطاع السياحة من خلال مضاعفة عدد الغرف الفندقية وعدد الأسرة في المستشفيات حتى عام 2030.

وأردف الخطيب: «نحن نبني أطر التعاون التاريخية، ونعمل على تحقيق أهداف طويلة المدى تضمن استدامة النمو الاقتصادي في مصر، وتعزيز مكانتها وجهة استثمارية رئيسية في المنطقة».