«إنفيديا» تستعد لإعلان تضاعف مبيعاتها الفصلية رغم تباطؤ النمو السنوي

رقائق الذكاء الاصطناعي تعزز أرباح الشركة بقوة

هاتف ذكي يحمل شعار «إنفيديا» على اللوحة الأم للكومبيوتر (رويترز)
هاتف ذكي يحمل شعار «إنفيديا» على اللوحة الأم للكومبيوتر (رويترز)
TT

«إنفيديا» تستعد لإعلان تضاعف مبيعاتها الفصلية رغم تباطؤ النمو السنوي

هاتف ذكي يحمل شعار «إنفيديا» على اللوحة الأم للكومبيوتر (رويترز)
هاتف ذكي يحمل شعار «إنفيديا» على اللوحة الأم للكومبيوتر (رويترز)

من المتوقع أن تعلن شركة «إنفيديا» يوم الأربعاء أن مبيعاتها الفصلية قد تضاعفت بأكثر من الضعف، على الرغم من تباطؤ النمو على أساس سنوي، بينما تستعد «وول ستريت» لأحد تقارير الأرباح الأكثر مراقبة في العالم.

ويتوقع المحللون أن تعلن شركة صناعة أشباه الموصلات الأميركية «إنفيديا» عن إيرادات بقيمة 28.7 مليار دولار للربع، ما يمثل زيادة بنسبة تزيد على 100 في المائة عن العام السابق. ومع ذلك، فإن هذا يمثل تباطؤاً كبيراً مقارنة بالربع السابق، حيث بلغ نمو الإيرادات 262 في المائة، مدفوعاً بطلب شديد على رقائقها التي تدعم موجة من الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وفق صحيفة «فاينانشال تايمز».

وسيراقب المستثمرون على وجه الخصوص إلى أي مدى قد يعيق تأخير رقائق «بلاكويل» من الجيل التالي قصة نموها الهائلة.

وأصبحت «إنفيديا» بسرعة مؤشراً للمستثمرين الذين يراقبون علامات تباطؤ طفرة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي التي استمرت شهوراً. وقد أدى ذلك إلى إمكانية حدوث تقلبات في السوق حول الإعلان عن سهم دفع بأكثر من ربع مكاسب العام حتى الآن في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500».

وهناك علامات على أن بعض المستثمرين يستعدون بالفعل للارتدادات الأوسع نطاقاً من إصدار يوم الأربعاء. وكانت أسواق الخيارات الأسبوع الماضي تسعر تقلباً بنسبة 1.3 في المائة في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500». ليوم التداول الأول بعد نشر «إنفيديا» نتائجها، وفقاً لبيانات من «سيتي بنك» - نفس التقلب المتوقع في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل. وكانت الخيارات تسعر تقلباً يصل إلى 10 في المائة في أي اتجاه لسهم «إنفيديا».

وارتفعت أسهم «إنفيديا» بأكثر من 160 في المائة هذا العام، ولكن أداءها أصبح أكثر تقلباً في الأسابيع الأخيرة حيث أعاد المستثمرون تقييم بعض رهاناتهم على الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. وكانت أسهم تكنولوجيا المعلومات والسلع الاستهلاكية التقديرية - والتي تشمل عملاقي التكنولوجيا «أمازون» و«تسلا» - من بين القطاعات الأقل أداءً في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» في الربع الثالث. وفي أدنى نقطة لها خلال عمليات البيع الأخيرة، كانت «إنفيديا» أقل بنسبة 35 في المائة من أعلى مستوى لها على الإطلاق. وبحلول يوم الجمعة الماضي، كانت قد استعادت معظم الخسائر ولكنها كانت لا تزال أقل بنسبة 8 في المائة من رقمها القياسي.

وقال المدير الإداري في «سي إل سي مانجمنت»، ديك مولاركي: «أعتقد أن هناك تحولاً حقيقياً وصحوة بشأن بعض الرهانات الأكثر تطرفاً على الذكاء الاصطناعي. وفي حال عدم تحقيق التوقعات، قد يؤدي ذلك إلى تصحيح كبير نسبياً وتأثير متسلسل على السوق».

ورغم هذه المخاوف، لم تظهر أي علامات على تراجع طفرة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي من قبل شركات مثل «غوغل» و«مايكروسوفت» و«ميتا» و«أمازون». وبناءً على ذلك، يتوقع كثير من المحللين ربعاً قوياً آخر لشركة «إنفيديا».

ولكن هناك بعض العقبات المحتملة. فقد تأخر إطلاق الجيل التالي من وحدات معالجة الرسومات (GPUs) من «إنفيديا»، المعروف باسم «بلاكويل»، بسبب مضاعفات التصنيع مع شريكتها شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة (تي إس إم سي).

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا»، جينسن هوان، في مكالمة الأرباح السابقة للشركة في مايو (أيار) إنه يتوقع أن يساهم «بلاكويل» في الكثير من الإيرادات هذا العام.

وقال محللو «سيتي بنك» الأسبوع الماضي إن المستثمرين سيركزون على الطلب على الجيل الحالي من رقائق «هوبر» من «إنفيديا»، والتي يمكن أن تعوض أي تأثير من التأخيرات في «بلاكويل».

وأشار محللو «إتش إس بي سي» إلى أنهم لا يتوقعون «أي مخاطر جوهرية سلبية» على أرباح الشركة في عامي 2025 و2026 نتيجة للتأخير في رقاقة «بلاكويل». كما كانوا متفائلين بشأن النتائج القادمة، قائلين إنهم يتوقعون أن تتجاوز الإيرادات التوقعات مرة أخرى وأن تصل إلى 30 مليار دولار.

وأعطت أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى التي تشارك في السباق للهيمنة على الذكاء الاصطناعي نظرة على طفرة الإنفاق التي استفادت منها «إنفيديا». وفي نتائجها الفصلية في يوليو (تموز)، أعلنت «غوغل» عن زيادة أخرى في نفقاتها الرأسمالية، لتصل إلى 13 مليار دولار للربع الذي انتهى في يونيو (حزيران)، ما يعكس جزئياً إنفاقها المستمر على رقائق «إنفيديا». وأعلنت «ميتا» و«مايكروسوفت» و«أمازون» أيضاً عن خططها لمواصلة الإنفاق الكبير على الذكاء الاصطناعي.

وأثار التركيز المستمر على الإنفاق مع القليل من التوجيه بشأن متى سيتم ترجمته إلى أرباح ونمو الإنتاجية بعض المستثمرين الذين كانوا قلقين من أن القيم بين مجموعات التكنولوجيا الكبيرة قد أصبحت متوترة.

ويشكل الإنفاق من قبل مجموعة صغيرة من «مُطوري الذكاء الاصطناعي» في شركات التكنولوجيا الكبرى ما يقرب من نصف إيرادات أعمال مركز البيانات لشركة «إنفيديا»، والتي أصبحت بسرعة المصدر الرئيسي للدخل للشركة.

وقال جي دان هوتشيسون من «تيك إنسايتز» لصحيفة «فاينانشال تايمز»: «القلق الكبير الذي سيواجهه الجميع هو تأخير بلاكويل». وأضاف: «العامل الآخر هو عندما يبدأ الناس في النظر إلى العالم ويقولون: هل يستطيع هؤلاء العملاء الكبار تحقيق الربح من هذا؟ لأنهم في مرحلة ما يجب أن يبرروا ما يفعلونه».

وأضاف هوتشيسون: «شعوري أن مستثمري (إنفيديا) سيستمرون في مسارهم، خاصة مع الاقتصاد الذي يسير بشكل جيد والتوقعات بانخفاض معدلات الأعمال على المستوى الكلي».


مقالات ذات صلة

ترقب أوروبي حذر لموسم الأرباح وسط تحديات الرسوم وقوة اليورو

الاقتصاد متداولون في بورصة يورونكست بحي لا ديفانس في باريس (رويترز)

ترقب أوروبي حذر لموسم الأرباح وسط تحديات الرسوم وقوة اليورو

يترقب المستثمرون الأوروبيون موسم أرباح حاسم للرُّبع الثاني، يُتوقَّع أن يُلقي الضوء الأول على قدرة الشركات على التكيُّف مع فترة جديدة من التقلبات التجارية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أشخاص يتجولون قرب بورصة نيويورك (رويترز)

أرباح الشركات الأميركية للربع الثاني تواجه تحديات حرب الرسوم

تستعد الشركات الأميركية لفتح دفاتر أرباحها للربع الثاني، حيث يبحث المستثمرون عن مؤشرات على تأثير حرب الرسوم الجمركية التي أطلقها الرئيس دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

«وول ستريت» تعود إلى المكاسب وسط أرباح متباينة وتحديات الرسوم

استعادت «وول ستريت» بعضاً من مكاسبها الكبيرة التي حقّقتها خلال الأسبوع والشهر الجاري، يوم الجمعة، وسط تقارير أرباح متباينة من شركات مثل «غاب» و«ألتا بيوتي».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شعار شركة «إنفيديا» على مبنى في تايبيه (رويترز)

«إنفيديا» تتغلب على اضطرابات الرسوم... نتائج الربع الأول تفوق التوقعات

تغلبت شركة «إنفيديا»، الرائدة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، على موجة من الاضطرابات الناجمة عن الرسوم الجمركية، محققةً ربعاً آخر من النمو القوي.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)

«وول ستريت» تستقر قبيل صدور نتائج أرباح «إنفيديا»

استقرت مؤشرات الأسهم الأميركية، الأربعاء، بعد أن سجلت مكاسب قوية أعادتها إلى مستوياتها التاريخية، وسط ترقب الأسواق لتقرير أرباح شركة «إنفيديا» الرائدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

النحاس الأميركي يرتفع بعد إعلان ترمب عن رسوم بنسبة 50 %

قضبان النحاس معروضة بمتجر لإعادة بناء المنازل في نيويورك (أ.ف.ب)
قضبان النحاس معروضة بمتجر لإعادة بناء المنازل في نيويورك (أ.ف.ب)
TT

النحاس الأميركي يرتفع بعد إعلان ترمب عن رسوم بنسبة 50 %

قضبان النحاس معروضة بمتجر لإعادة بناء المنازل في نيويورك (أ.ف.ب)
قضبان النحاس معروضة بمتجر لإعادة بناء المنازل في نيويورك (أ.ف.ب)

ارتفعت أسعار النحاس الأميركي، يوم الخميس، عقب إعلان الرئيس دونالد ترمب عن بدء فرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المائة بدءاً من الأول من أغسطس (آب)، إلا أن الأسعار بقيت دون ذروتها التاريخية، في ظل وفرة المعروض المحلي وعدم وضوح التفاصيل المرتبطة بالرسوم.

وصعدت عقود النحاس الآجلة الأكثر نشاطاً في بورصة «كومكس» بنسبة 2.1 في المائة لتسجل 5.60 دولار للرطل بحلول الساعة 09:45 بتوقيت غرينيتش، منخفضةً عن ذروتها القياسية البالغة 5.90 دولار التي بلغتها يوم الثلاثاء، وفق «رويترز».

وكان ترمب قد لمَّح إلى هذه الخطوة يوم الثلاثاء، قبل أن يؤكدها رسمياً في اليوم التالي، ضمن حزمة جديدة من الإجراءات التجارية.

وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في «ساكسو بنك» بكوبنهاغن: «أتوقع استمرار هذا الارتفاع لبعض الوقت، لكن وجود إمدادات وفيرة في السوق خلال المستقبل القريب يحد من انعكاس الرسوم بنسبة 50 في المائة على أسعار نيويورك». وأضاف: «ما زال أمامنا ثلاثة أسابيع، والكثير قد يحدث خلالها».

وبلغت علاوة عقود «كومكس» على عقود بورصة لندن للمعادن يوم الخميس نحو 2,690 دولاراً للطن، أي ما يعادل 28 في المائة، متراجعة بشكل طفيف عن ذروتها المسجلة يوم الثلاثاء.

وتسابق التجار منذ إعلان التحقيق في فبراير (شباط) على شحن النحاس إلى الولايات المتحدة، ليبلغ إجمالي الشحنات هذا العام ما يعادل واردات عام كامل، تحسباً للرسوم المقبلة.

ويتوقع المحللون أن تنخفض علاوات «كومكس» خلال الأشهر المقبلة مع تراجع المخزون وتأثير الرسوم الجمركية المشددة على وتيرة الطلب.

وفي الصين، تراجعت أسعار النحاس في بورصة شنغهاي وسط توقعات بتحوّل مسار الشحنات من السوق الأميركية نحو آسيا. وانخفض عقد النحاس الأكثر تداولاً في بورصة شنغهاي بنسبة 0.4 في المائة إلى 78,600 يوان (ما يعادل 10,952.87 دولار) للطن، في خامس جلسة هبوط على التوالي، مسجلاً أدنى مستوياته منذ 23 يونيو (حزيران).

وفي المقابل، تعافت عقود النحاس القياسية لأجل ثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن بعد خمسة أيام من الخسائر، وارتفعت بنسبة 0.5 في المائة لتبلغ 9,681.50 دولار للطن.

أما بالنسبة لباقي المعادن، فقد ارتفع الألومنيوم في بورصة لندن بنسبة 0.6 في المائة إلى 2,613 دولاراً للطن، والنيكل بنسبة 1.2 في المائة إلى 15,165 دولاراً، والزنك بنسبة 1.2 في المائة إلى 2,774 دولاراً، والرصاص بنسبة 0.1 في المائة إلى 2,057 دولاراً، بينما صعد القصدير بنسبة 1.2 في المائة إلى 33,675 دولاراً للطن.