الرئيس التنفيذي لـ«إيش بنك»: البنوك تدفع ثمن معركة تركيا مع التضخم

توقع خفض أسعار الفائدة في نوفمبر

الرئيس التنفيذي لـ«إيش بنك» التركي هاكان أران خلال مقابلته مع «رويترز» في إسطنبول (رويترز)
الرئيس التنفيذي لـ«إيش بنك» التركي هاكان أران خلال مقابلته مع «رويترز» في إسطنبول (رويترز)
TT

الرئيس التنفيذي لـ«إيش بنك»: البنوك تدفع ثمن معركة تركيا مع التضخم

الرئيس التنفيذي لـ«إيش بنك» التركي هاكان أران خلال مقابلته مع «رويترز» في إسطنبول (رويترز)
الرئيس التنفيذي لـ«إيش بنك» التركي هاكان أران خلال مقابلته مع «رويترز» في إسطنبول (رويترز)

قال الرئيس التنفيذي لبنك «إيش بنك» إن البنوك التركية ستدفع الثمن طوال العام المقبل، مع استمرار التحديات الناجمة عن التحول الاقتصادي في البلاد، مضيفاً أنه يتوقع أن يبدأ البنك المركزي في خفض أسعار الفائدة، في نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال الرئيس التنفيذي هاكان أران لـ«رويترز» إن أكبر بنك خاص في تركيا من حيث الأصول يخطط لتوسيع وجوده في البنية الأساسية لأنظمة الدفع والمنصات الرقمية والخدمات المصرفية، حيث سيعقد شراكات وعمليات استحواذ جديدة في الخارج.

تأتي خطة النمو في وقت يحتفل فيه «إيش بنك» بالذكرى المئوية لتأسيسه، وفي وقت تسعى السلطات التركية إلى القضاء على التضخم المرتفع بأسعار فائدة مرتفعة وتدابير تشديد أخرى ضغطت على الميزانيات العمومية للقطاع المالي.

وقال أران في المقابلة التي أُجريت بمقر «إيش بنك» في إسطنبول: «أعتقد أن الصعوبات ستستمر أيضاً طوال عام 2025. وسنستمر جميعاً في دفع الثمن من أجل ضمان استقرار الأسعار وخفض التضخم. ستتغلب البنوك على هذه العملية بتدهور هامش الفائدة الصافي هذا العام، وتدهور جودة الأصول، العام المقبل».

وأضاف أران أن جودة الأصول بدأت بالفعل في التآكل، في يوليو (تموز)، في حين تتعرض هوامش الفائدة الصافية لضغوط خطيرة. وقال إن «عائد البنوك على حقوق الملكية آخذ في الانخفاض. وإذا تم تكليفنا بإجراء محاسبة التضخم، فمن المحتمل أن تبلغ العديد من البنوك عن خسائر... يبدو أن البنوك مربحة الآن لأنه لا يوجد محاسبة للتضخم».

واستبعدت الحكومة العام الماضي البنوك من الشركات التي تطبق أساليب المحاسبة المعدلة للتضخم على ميزانياتها العمومية، بسبب مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى خسائر في عائدات الضرائب.

منذ يونيو (حزيران) من العام الماضي، رفع البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي إلى 50 في المائة من 8.5 في المائة لعكس سنوات من سياسات التيسير النقدي غير التقليدية في عهد الرئيس رجب طيب إردوغان، الذي أيد التراجع. وانخفض التضخم إلى أقل من 62 في المائة، الشهر الماضي، ومن المتوقَّع أن يستمر في التخفيف، مما يمهِّد الطريق لخفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.

وتوقَّع أران أن يبدأ البنك المركزي في تخفيف السياسة النقدية في نوفمبر بخفض 250 نقطة أساس، بما يتماشى تقريباً مع توقعات المحللين.

التضخم السنوي

وقال أران إن بيانات التضخم في سبتمبر (أيلول)، التي صدرت في أوائل أكتوبر (تشرين الأول) «ستشهد على الأرجح تضخماً سنوياً أقل من 50 في المائة. في حين سيظل سعر الفائدة الرئيسي أعلى من ذلك. لذلك أعتقد أنه قد يكون هناك خفض تدريجي لسعر الفائدة بدءاً من نوفمبر».

وظل التضخم أعلى بكثير من هدف البنك المركزي البالغ 5 في المائة لسنوات.

وتوقع أران انخفاضاً إلى نحو 42 في المائة بحلول نهاية العام وإلى 20 في المائة بعد عام، وهو أعلى قليلاً من التوقعات الرسمية. وقال إن توقعات أسعار الأسر يجب أن تتقارب مع توقعات البنك المركزي الأقل بكثير في عام 2025.

ورأى أران أن البنك المركزي سيحافظ على موقفه الصارم في السياسة النقدية ما لم يكن هناك خطر «غير عادي» أو ظهور اتجاه الدولرة من جديد. وتوقع أن تضعف الليرة إلى 38 مقابل الدولار بحلول نهاية عام 2024. وقد لامست 34 لأول مرة يوم الجمعة.

تأسس «إيش بنك» عام 1924 لتمويل التنمية الصناعية وتوسيع مدخرات الأسر في المقام الأول، وتبلغ الآن قيمته السوقية ما يقرب من 10 مليارات دولار. ولديه خطط دولية طموحة.


مقالات ذات صلة

ترقب لمؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» الجمعة

الاقتصاد امرأة تسير أمام نافذة متجر تعرض الفساتين في بروكلين (أ.ف.ب)

ترقب لمؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» الجمعة

ستعزز أرقام التضخم بالولايات المتحدة في الأسبوع المقبل حقيقة أن تخفيضات أسعار الفائدة التي طال انتظارها مقبلة قريباً

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد فيليب لين (على اليمين) يتحدث مع محافظ البنك المركزي البرتغالي ماريو سينتينو في جاكسون هول (رويترز)

كبير خبراء الاقتصاد في «المركزي الأوروبي»: هدف التضخم ليس آمناً بعد

حذر كبير خبراء الاقتصاد في البنك المركزي الأوروبي من أن هدف البنك المتمثل في إعادة التضخم إلى 2 في المائة «ليس آمناً بعد».

«الشرق الأوسط» (جاكسون هول)
الاقتصاد وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك (إكس)

شيمشك ينفي استقالته لخلافات مع إردوغان حول إعفاءات ضريبية

نفى وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك أن يكون قد تقدم باستقالته لخلافات مع الرئيس رجب طيب إردوغان حول إعفاءات ضريبية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب ينظر إلى باول مرشحه لرئاسة «الفيدرالي» وهو يتحدث في البيت الأبيض في نوفمبر 2017 (رويترز)

«الفيدرالي» لن يتردد بخفض الفائدة في عام الانتخابات رغم انتقادات ترمب

أوضح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن البنك المركزي الأميركي لن يتردد في التحول إلى خفض أسعار الفائدة في الأسابيع الأخيرة من الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (جاكسون هول)
الاقتصاد رئيس الفيدرالي جيروم باول خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع لجنة السوق المفتوحة في 31 يوليو 2024 (رويترز)

باول في «جاكسون هول»: حان الوقت لكي يبدأ «الفيدرالي» خفض الفائدة قريباً

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الجمعة، إن البنك يستعد لبدء خفض أسعار الفائدة الرئيسية من أعلى مستوى لها في 23 عاماً.

«الشرق الأوسط» (جاكسون هول)

«إس تي سي» السعودية للاتصالات تحفز المنافسة برفع توزيعاتها النقدية

جناح «إس تي سي» في معرض «ليب 23» الذي أقيم بالرياض (الشرق الأوسط)
جناح «إس تي سي» في معرض «ليب 23» الذي أقيم بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

«إس تي سي» السعودية للاتصالات تحفز المنافسة برفع توزيعاتها النقدية

جناح «إس تي سي» في معرض «ليب 23» الذي أقيم بالرياض (الشرق الأوسط)
جناح «إس تي سي» في معرض «ليب 23» الذي أقيم بالرياض (الشرق الأوسط)

في خطوة من المتوقع أن تحفز المنافسة في قطاع الاتصالات، أقرّت شركة الاتصالات السعودية (إس تي سي) -التي يعدّ «صندوق الاستثمارات العامة» من كبار مساهميها، بنسبة ملكية 64 في المائة- سياسةَ توزيع الأرباح لفترة السنوات الـ3 المقبلة، التي تتضمّن زيادة بنسبة 37.5 في المائة عن التوزيعات المعلَن عنها للربع الثاني.

وأوضحت الشركة في بيان على موقع سوق الأسهم السعودية الرئيسية (تداول)، الأحد، أنها ستقوم بتوزيع 0.55 ريال (0.15 دولار) للسهم الواحد، عن كل ربع سنة، وذلك لفترة السنوات الـ3 المقبلة، تبدأ بتوزيعات الربع الرابع من العام الحالي، وتنتهي بتوزيعات الربع الثالث من عام 2027، ما يعني أنها سوف توزّع على الأقل ما قيمته ملياران و750 مليون دولار على مساهميها فصلياً.

وأبانت «إس تي سي»، وهي سادس أكبر شركة مُدرَجة بالسوق السعودية، أنها قد تنظر في دفع توزيعات إضافية بعد تقييم الوضع المالي، والتوقعات المستقبلية، والاستثمارات الاستراتيجية والمتطلبات الرأسمالية للشركة، وستخضع أي توزيعات إضافية لتوصية مجلس الإدارة، وموافقة الجمعية العامة للشركة.

وقفز سهم الشركة بنهاية جلسة تداولات الأحد بمعدل 10 في المائة تقريباً، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ يوليو (تموز) من العام الماضي عند 43.70 ريال.

تعزيز الثقة

يرى الرئيس الأول لإدارة الأصول في «أرباح كابيتال»، محمد الفراج، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا القرار سينعكس بشكل إيجابي على قطاع الاتصالات السعودية بشكل عام، من ناحية تعزيز الثقة، وجعله أكثر جاذبيةً للاستثمارات، بالإضافة إلى زيادة المنافسة، وتحسين الخدمات المقدَّمة للمستهلكين.

وقال الفراج إن هذا القرار يؤكد على مكانة «إس تي سي» الاستثنائية في قطاع الاتصالات، ويمكن أن يجذب المزيد من المستثمرين لأسهمها، ما يسهم في زيادة قيمتها السوقية، وإنه على الرغم من احتمالية تأثير زيادة التوزيعات على التدفقات النقدية المتاحة للاستثمار، فإنها تشجّع الشركة على البحث عن فرص استثمارية جديدة تحقّق عوائد أعلى، ما يعزّز نموها على المدى الطويل.

ويرجّح الفراج أن تكون الدوافع خلف هذا القرار تتمثّل في الأداء المالي القوي للشركة، حيث تحقّق الشركة أرباحاً مرتفعة وتدفقات نقدية قوية، تمكّنها من توزيع جزء منها على المساهمين، بالإضافة إلى أنها قد تكون نفّذت برامج لتحسين الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف، ما زاد من أرباحها المتاحة للتوزيع، إلى جانب احتمالية تأثير الطلب المتزايد على خدمات الاتصالات -خصوصاً مع التحول الرقمي- على زيادة إيرادات الشركة وأرباحها.

نمو الأرباح

كانت أرباح «إس تي سي» ارتفعت بنحو 8 في المائة تقريباً، إلى 6.590 مليار ريال بنهاية النصف الأول من العام الحالي، مقارنةً بـ6.117 مليار ريال في الفترة ذاتها من عام 2023، وذلك نتيجة نمو الإيرادات بمبلغ 1.749 مليار ريال، الذي قابله ارتفاع في تكاليف الإيرادات بمليار ريال، ما أدّى إلى زيادة إجمالي الربح بـ708 مليون ريال، كما انخفضت كلٌّ من المصاريف التشغيلية ومصروف الزكاة وضريبة الدخل.

ووزّعت الشركة أرباحاً نقدية على المساهمين عن الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 4 في المائة، وكان إجمالي المبلغ 1.994 مليار ريال، حيث بلغت حصة السهم 0.40 ريال.

وكانت «إس تي سي» وقّعت، في أبريل (نيسان) الماضي، اتفاقية لتشكيل كيان جديد يملك ويدير نحو 30 ألف برج اتصالات في 5 دول تقريباً، وذلك بعد إبرامها اتفاقية بيع 51 في المائة من أسهم شركة أبراج الاتصالات (توال) لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، حيث يقدَّر المقابل النقدي الذي ستحصل عليه بنحو 8.7 مليار ريال (2.3 مليار دولار).