أسبوع نفطي متقلّب بموازين «العرض والطلب» و«الدولار والفائدة»

الأسعار قفزت 2 % يوم الجمعة

حارس في أحد حقول النفط غير المستخدمة في دولة كازاخستان (رويترز)
حارس في أحد حقول النفط غير المستخدمة في دولة كازاخستان (رويترز)
TT

أسبوع نفطي متقلّب بموازين «العرض والطلب» و«الدولار والفائدة»

حارس في أحد حقول النفط غير المستخدمة في دولة كازاخستان (رويترز)
حارس في أحد حقول النفط غير المستخدمة في دولة كازاخستان (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط نحو 2 في المائة يوم الجمعة، مع تراجع الدولار، لكنها كانت لا تزال تتجه نحو إنهاء الأسبوع على انخفاض، بعد أن أثارت بيانات أضعف عن الوظائف في الولايات المتحدة مخاوف بشأن صحة أكبر مستهلك للنفط في العالم، وخفّفت محادثات وقف إطلاق النار المتجددة في غزة المخاوف بشأن الإمدادات.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.53 دولار، أو 1.98 في المائة إلى 78.64 دولار للبرميل بحلول الساعة 1530 بتوقيت غرينتش، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.56 دولار أو 2.14 في المائة إلى 74.54 دولار.

وهبطت العقود الآجلة لخامي برنت وغرب تكساس نحو 1 في المائة خلال الأسبوع، وسجل الخامان القياسيان أدنى مستوياتهما منذ أوائل يناير (كانون الثاني) هذا الأسبوع، بعد أن خفّضت الحكومة الأميركية بصورة حادة تقديراتها للوظائف التي أضافها أصحاب العمل هذا العام حتى مارس (آذار). وأثار ذلك مخاوف بشأن ركود محتمل في الولايات المتحدة يضر بالطلب في أكبر دولة مستهلكة للنفط، لكن بعض المحللين يقولون إن ذلك كان رد فعل مبالغاً فيه على تعديل الوظائف.

وراقبت السوق من كثب خطاباً رئيسياً لرئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يوم الجمعة، مع توقع السوق على نطاق واسع خفض أسعار الفائدة من الشهر المقبل. وقال جون إيفانز المحلل لدى «بي في إم أويل»، إن «التلميح إلى خفض ربع نقطة في سبتمبر (أيلول) هو أمر تم تسعيره بالفعل، وسيتلقى رد فعل فاتراً». وأضاف: «لكن خفضاً مزدوجاً بنصف نقطة مئوية يتعارض مع رغبة بنك (الاحتياطي الفيدرالي) في إدارة تحرك محكم بعيداً عن التشديد».

وتراجع مؤشر الدولار الأميركي إلى نحو 101.45 قبل الخطاب، وظل قريباً من أدنى مستوى في عام 2024 عند 100.92 نقطة الذي سجله يوم الأربعاء، ويتجه إلى الأسبوع الخامس على التوالي من الخسائر.

وعادة ما يرفع الدولار الأرخص الطلب على النفط المقوّم بالدولار من المستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.

وقال «مورغان ستانلي»، في مذكرة يوم الجمعة، إن انخفاض مخزونات النفط قدّم بعض الدعم إلى أسعار النفط. وأضاف البنك: «في الوقت الحالي، التوازن في سوق النفط ضيّق، إذ سحبت المخزونات ما يقرب من 1.2 مليون برميل يومياً في الأسابيع الأربعة الماضية، وهو ما نتوقع أن يستمر في بقية الربع الثالث».

وأشارت البيانات الأخيرة من الصين، أكبر مستورد للنفط، إلى اقتصاد متعثر وتباطؤ الطلب على النفط من المصافي. كما ساعد الدفع المتجدد لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل و«حماس» في تخفيف مخاوف العرض، وأثر في أسعار النفط. وبدأت الوفود الأميركية والإسرائيلية جولة جديدة من الاجتماعات في القاهرة يوم الخميس، لحل الخلافات بشأن اقتراح الهدنة.

وفي سياق منفصل، قالت دائرة شؤون النفط بدبي يوم الجمعة، إن الإمارة حدّدت فرق السعر الرسمي لشحنات نوفمبر (تشرين الثاني) من خام دبي عند مستوى مماثل لسعر العقود الآجلة للخام العماني في بورصة دبي للطاقة.

وسيطبق الفرق على متوسط التسويات اليومية لعقد أقرب شهر استحقاق للخام العماني تسليم نوفمبر، في نهاية سبتمبر (أيلول)، وذلك لتحديد سعر البيع الرسمي لخام دبي تحميل نوفمبر.


مقالات ذات صلة

«الوحدة» الليبية للسيطرة على أزمة نقص الوقود

شمال افريقيا المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أعلنت وصول ناقلة «أنوار أفريقيا» محمّلة بالبنزين (المؤسسة الوطنية)

«الوحدة» الليبية للسيطرة على أزمة نقص الوقود

بدا أن حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في سبيلها للسيطرة على أزمة نقص الوقود التي تعاني منها مناطق بالعاصمة طرابلس، منذ عدة أيام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد تصميم لمشروع ذا لاين في مدينة نيوم (واس)

المجلس السعودي - الأميركي: 31.7 مليار دولار قيمة عقود تمت ترسيتها في الربع الأول

أعلن مجلس الأعمال السعودي - الأميركي أن قيمة العقود التي تمت ترسيتها خلال الربع الأول من عام 2024 شهدت زيادة هائلة بلغت 118.8 مليار ريـال (31.7 مليار دولار).

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد نموذج لحفارة نفط وفي الخلفية شعار «أوبك» (رويترز)

«أوبك»: العراق وكازاخستان حدّثتا خطط تعويض الإنتاج الزائد

قالت منظمة «أوبك» يوم الخميس إنها تلقت خططاً محدثة لتعويض الإنتاج من العراق وكازاخستان، مشيرة إلى أنهما تهدفان إلى تعويض إنتاجهما الزائد.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد ميناء العقبة على البحر الأحمر في الأردن في عام 2005 (أ.ف.ب)

تحالف «إيه جي آند بي» يفوز بعقد محطة الغاز الطبيعي المسال في الأردن

فاز تحالف «إيه جي آند بي» بعقد بناء محطة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح البرية لاستيراد الغاز الطبيعي المسال في ميناء العقبة في الأردن.

«الشرق الأوسط» (عمان)
الاقتصاد ميناء جدة الإسلامي (واس)

صادرات السعودية غير النفطية تنمو 7.3 % في يونيو على أساس سنوي

واصلت الصادرات غير النفطية في السعودية ارتفاعها في يونيو (حزيران) على أساس سنوي، حيث نمت بنسبة 7.3 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الدولار يتراجع قبيل خطاب باول في «جاكسون هول»

أوراق نقدية بالدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية بالدولار الأميركي (رويترز)
TT

الدولار يتراجع قبيل خطاب باول في «جاكسون هول»

أوراق نقدية بالدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية بالدولار الأميركي (رويترز)

تراجع الدولار يوم الجمعة مع استعداد المتداولين لخطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول، في حين قاد الين المكاسب بين العملات الرئيسية بعد أن أكد محافظ بنك اليابان كازو أويدا موقفه المتشدد.

وسيكون محافظو المصارف المركزية عنصراً أساسياً في تحديد لهجة الأسواق المالية خلال الأيام المقبلة مع بدء تجمع صناع السياسة النقدية الأكثر نفوذاً في العالم في جاكسون هول بولاية وايومنغ، وفق «رويترز».

وكان الين من أصحاب التحركات الكبيرة نسبياً يوم الجمعة، حيث ارتفع بنسبة 0.3 في المائة إلى 145.82 مقابل الدولار بعد أن أكد أويدا عزمه على رفع أسعار الفائدة إذا ظل التضخم على مساره للوصول إلى هدف 2 في المائة بشكل مستدام.

وقال المدير الإداري لاستراتيجية الاستثمار في «أو سي بي سي»، فاسو مينون: «تشير تعليقاته (أويدا) إلى أن اضطرابات السوق لن تردع بنك اليابان عن التفكير في المزيد من رفع أسعار الفائدة في المستقبل حتى لو لم تكن الخطوة التالية وشيكة».

وأضاف: «ما دامت حركة الدولار والين منظمة وتدريجية، فلا ينبغي أن يؤدي هذا إلى اهتزاز الأسواق العالمية بقدر ما حدث في وقت سابق من هذا الشهر».

لكن أويدا، الذي تحدث في البرلمان، حيث تم استدعاؤه لشرح قرار بنك اليابان برفع أسعار الفائدة في يوليو (تموز)، حذر من أن الأسواق لا تزال متوترة وقد تؤثر على توقعات التضخم للمصرف المركزي.

وأثار رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان تفكيكاً هائلاً لصفقات «تجارة الفائدة» الممولة بالين. وقد أدى هذا، إلى جانب المخاوف من الركود الأميركي، إلى عمليات بيع عالمية في أوائل أغسطس (آب). ومع ذلك، تعافت معظم الأسواق منذ ذلك الحين.

وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، بنسبة 0.11 في المائة عند 101.37 وظل قريباً من أدنى مستوى في عام 2024 عند 100.92 الذي لامسه يوم الأربعاء. ويتجه المؤشر إلى الأسبوع الخامس على التوالي من الخسائر.

عيون على «جاكسون هول»

ومن المقرر أن يلقي باول كلمة في مؤتمر جاكسون هول البحثي السنوي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي في وقت لاحق اليوم، وسيراقب المتداولون مدى انخفاض تكاليف الاقتراض الأميركية في الأمد القريب.

وأظهرت أداة «فيد ووتش» أن الأسواق تتوقع الآن بنسبة 76 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه في سبتمبر (أيلول)، مع تراجع المتداولين عن الرهانات على خفض كبير بمقدار 50 نقطة أساس.

وبشكل عام، يتوقعون خفض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس خلال الاجتماعات الثلاثة المقبلة، على الرغم من أن بعض المحللين يعتقدون أن الأسواق عدوانية للغاية وقد يشعرون بخيبة أمل إذا كان باول متساهلاً.

وقالت مديرة محفظة الدخل الثابت في «فيديريتد هيرميس»، أورلا غارفي: «لا أتوقع أن يلمح باول حتى إلى خفض بمقدار 25 نقطة أساس مقابل 50 نقطة أساس في ما يتعلق بما قد يأتي في سبتمبر».

وأضافت: «لكن إذا تم النظر إليه على أنه متساهل، فإن ذلك يدعم الأسواق الأوسع نطاقاً بشكل كبير وقد يؤدي إلى مزيد من انحدار المنحنى في الولايات المتحدة لأن البيانات فقدت زخمها لفترة طويلة الآن ولم يتم الاعتراف بها من قبل السوق والبنك الاحتياطي الفيدرالي».

وارتفع اليورو 0.1 في المائة إلى 1.1123 دولار، وهو مستوى غير بعيد عن أعلى مستوى في 13 شهراً الذي لامسه يوم الأربعاء، في حين ارتفع الجنيه الاسترليني 0.2 في المائة إلى 1.3125 دولار، وهو مستوى أقل قليلاً من أعلى مستوى في 13 شهراً الذي سجله يوم الخميس.

وظلت ثقة المستهلك البريطاني عند أعلى مستوى في نحو ثلاث سنوات في أغسطس، بدعم من تحسن المشاعر بشأن الشؤون المالية الشخصية والمشتريات الكبرى، وفقاً لمسح أضاف إلى العلامات الإيجابية في الاقتصاد الأوسع.