تسارع التضخم الأساسي في اليابان إلى 2.7 %

«نيكي» يصعد بعد تخفيف رئيس «المركزي» نبرة تشديد السياسة النقدية

مشاة في شارع «غينزا» الرئيسي المزدحم في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
مشاة في شارع «غينزا» الرئيسي المزدحم في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
TT

تسارع التضخم الأساسي في اليابان إلى 2.7 %

مشاة في شارع «غينزا» الرئيسي المزدحم في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
مشاة في شارع «غينزا» الرئيسي المزدحم في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

أظهرت بيانات نشرت يوم الجمعة أن التضخم الأساسي في اليابان تسارع للشهر الثالث على التوالي في يوليو (تموز)، مما يبقي على احتمالات قيام البنك المركزي بدراسة رفع أسعار الفائدة بصورة أكبر في الأشهر المقبلة.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي على مستوى البلاد، الذي يستثني المواد الغذائية الطازجة، 2.7 في المائة مقارنة بالعام السابق، بعد صعوده 2.6 في المائة في يونيو (حزيران). وجاء المعدل متوافقا مع متوسط توقعات السوق.

وزاد المؤشر الأساسي -الذي يستثني تكاليف الأغذية الطازجة والطاقة ويتابعه بنك اليابان من كثب كمقياس رئيسي لاتجاهات التضخم الأوسع- بنسبة 1.9 في المائة، بعد ارتفاعه 2.2 في المائة في يونيو.

وتعد بيانات التضخم جوهرية لاتخاذ المزيد من القرارات بشأن الفائدة من جانب بنك اليابان الذي فاجأ الأسواق في يوليو الماضي برفعها إلى أعلى مستوى في 15 عاما والإشارة إلى استعداده لزيادة تكاليف الاقتراض بشكل أكبر، وسط توقعات متزايدة بأن يظل التضخم دائما فوق مستهدف البنك عند اثنين في المائة.

وأظهرت بيانات صدرت الأسبوع الماضي أن الاقتصاد الياباني تعافى بشكل أسرع بكثير من المتوقع في الربع الثاني بدعم من الاستهلاك القوي، وهو ما يدعم استمرار البنك المركزي في توجهه لتشديد السياسة النقدية. وفي استطلاع أجرته «رويترز» هذا الشهر، توقع 57 في المائة من خبراء الاقتصاد أن يرفع بنك اليابان المركزي تكاليف الاقتراض مجددا قبل نهاية العام.

ويوم الجمعة، صرح محافظ البنك المركزي الياباني كازو أويدا بأن البنك سوف يواصل رفع أسعار الفائدة إذا ما ظل التضخم والبيانات الاقتصادية يسيران وفق التوقعات. ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن أويدا قوله: «إذا ما تأكدنا من بقاء الاقتصاد والأسعار وفق التوقعات، فلن يتغير موقفنا بشأن الاستمرار في تعديل درجة التيسير المالي».

وردا على تساؤلات أمام البرلمان بشأن تراجع الأسواق العالمية في وقت سابق هذا الشهر، أشار أويدا إلى المخاوف بشأن أوضاع الاقتصاد الأميركي باعتبارها المحفز الرئيسي. وأكد أنه لا يعتزم الإسراع في رفع أسعار الفائدة، مشيرا إلى ضرورة مراقبة تأثير اضطراب الأسواق المالية على التضخم في الوقت الحالي.

وتشير تصريحات محافظ البنك المركزي الياباني إلى وضع قوي نسبيا يقلل من تأثير رفع أسعار الفائدة في اليابان على أزمة الأسواق المالية التي حدثت مطلع أغسطس (آب) الجاري، بحسب وكالة «بلومبرغ» التي أشارت إلى أن تصريحات أويدا تعكس أن اضطرابات الأسواق لن تمنع البنك المركزي الياباني من رفع الفائدة مجددا في المستقبل.

وأنهى المؤشر نيكي الياباني تعاملات الجمعة مرتفعا بعد جلسة متقلبة، وسط تفاعل المتعاملين مع تغير نبرة محافظ بنك اليابان فيما يتعلق بتشديد السياسة النقدية في شهادته التي أدلى بها أمام البرلمان لمدة خمس ساعات.

واختتم المؤشر نيكي تعاملات الجمعة على ارتفاع 0.4 في المائة إلى38364.27 نقطة، بعد أن بدأ اليوم مرتفعا ثم تراجع في منتصف الجلسة ليعاود الارتفاع بعد ذلك. وصعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.5 في المائة.

وشهد الين تعاملات متقلبة أيضا بسبب تعليقات أويدا، ليرتفع في أحدث تداول بنحو 0.5 في المائة إلى 145.65 مقابل الدولار، ليعوض معظم انخفاضات الخميس.

ومن بين 225 سهما مدرجا على المؤشر نيكي، ارتفع 175 سهما وتراجع 50 سهما. وسجل قطاع التكنولوجيا التراجع الوحيد من بين قطاعات المؤشر نيكي، إذ اقتفت أسهم شركات الرقائق أثر موجة بيع الليلة السابقة شهدتها أسهم أقرانها في وول ستريت.

وتراجع سهم عملاقة تصنيع آلات صنع الرقائق «طوكيو إلكترون» 2.52 في المائة. وهوى سهم شركة تصنيع معدات اختبار الرقائق «أدفانتست» 3.41 في المائة ليصبح الأكثر تراجعا على المؤشر من حيث النسبة المئوية. وفقد سهم شركة «ليزرتيك» 3.09 في المائة.

وفي المنطقة الخضراء، واصل قطاع الرعاية الصحية مكاسبه القوية مستفيدا من تقدم سهم «سوميتومو فارما» 3.53 في المائة.

وحقق سهم «شارب كورب» لصناعة الإلكترونيات أكبر مكاسب من حيث النسبة المئوية على المؤشر نيكي، إذ قفز نحو سبعة في المائة بعد أن كشف تقرير أن شركة سوفت بنك تجري محادثات لاستثمار نحو 100 مليار ين (686.72 مليون دولار). وارتفع سهم سوفت بنك 0.48 في المائة.


مقالات ذات صلة

أسبوع نفطي متقلّب بموازين «العرض والطلب» و«الدولار والفائدة»

الاقتصاد حارس في أحد حقول النفط غير المستخدمة في دولة كازاخستان (رويترز)

أسبوع نفطي متقلّب بموازين «العرض والطلب» و«الدولار والفائدة»

ارتفعت أسعار النفط نحو 2 في المائة يوم الجمعة مع تراجع الدولار، لكنها كانت لا تزال تتجه نحو إنهاء الأسبوع على انخفاض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس الفيدرالي جيروم باول خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع لجنة السوق المفتوحة في 31 يوليو 2024 (رويترز)

باول في «جاكسون هول»: حان الوقت لكي يبدأ «الفيدرالي» خفض الفائدة قريباً

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الجمعة، إن البنك يستعد لبدء خفض أسعار الفائدة الرئيسية من أعلى مستوى لها في 23 عاماً.

«الشرق الأوسط» (جاكسون هول)
الاقتصاد طلاب أمام إحدى المدارس في مدينة غلاسكو الأسكوتلندية (أ.ف.ب)

بريطانيا تفرض ضرائب على المدارس الخاصة لدعم التعليم الرسمي

قررت الحكومة البريطانية العمالية الجديدة فرض ضرائب على المدارس الخاصة لتوفير مزيد من الموارد للتعليم الرسمي، واستحداث آلاف الوظائف للمدرسين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا صيدلاني يرتب بعض المستحضرات الطبية في صيدلية بالعاصمة الكورية الجنوبية (إ.ب.أ)

«كوفيد» يعاود غزو كوريا بالتزامن مع إضراب للأطباء

حذّرت الجمعية الطبية في كوريا الجنوبية من أن ارتفاع حالات الإصابة بمرض «كوفيد-19»، وإضراب الأطباء المستمر، قد يشلان غرف الطوارئ في المستشفيات الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد سيارات في ميناء شرق الصين في انتظار دورها للشحن (أ.ف.ب)

الصين تبحث زيادة الرسوم الجمركية على استيراد السيارات

عقدت وزارة التجارة الصينية اجتماعاً للاستماع إلى آراء ومقترحات خبراء الصناعة بشأن زيادة الرسوم الجمركية على استيراد السيارات ذات المحركات الكبيرة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

تدفقات قياسية إلى الأسهم الأميركية مع اقتراب خفض الفائدة

متداولون في بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ.ف.ب)
متداولون في بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ.ف.ب)
TT

تدفقات قياسية إلى الأسهم الأميركية مع اقتراب خفض الفائدة

متداولون في بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ.ف.ب)
متداولون في بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ.ف.ب)

اجتذبت صناديق الأسهم الأميركية تدفقات كبيرة في الأسبوع المنتهي في 21 أغسطس (آب)، مدفوعة بتوقعات بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) وتراجع المخاوف بشأن تباطؤ محتمل في النمو الاقتصادي.

ووفقاً لبيانات «إل إس إي جي»، جمع المستثمرون صافي 5.97 مليار دولار من صناديق الأسهم الأميركية خلال الأسبوع، وهو أكبر صافي شراء أسبوعي منذ 17 يوليو (تموز)، وفق «رويترز».

وعزز تقرير التضخم الحميد الأسبوع الماضي ومحضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، الذي يشير إلى خفض محتمل لأسعار الفائدة في سبتمبر، شهية المستثمرين للأصول الخطرة.

وفي الوقت نفسه، خففت بيانات مبيعات التجزئة الأميركية القوية وأرقام الثقة الاستهلاكية المتفائلة الأسبوع الماضي المخاوف السابقة من تباطؤ حاد، ودعمت أسواق الأسهم.

واستحوذ المستثمرون على 5.19 مليار دولار من صناديق الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة في الولايات المتحدة في أكبر عملية شراء أسبوعية صافية لهم منذ 24 يوليو. كما استحوذوا على 1.77 مليار دولار من صناديق الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة، لكنهم باعوا صناديق الشركات ذات القيمة السوقية المتوسطة والمتعددة بقيمة 1.29 مليار دولار و807 ملايين دولار على التوالي.

ومن بين الصناديق القطاعية، اجتذبت السلع الاستهلاكية الأساسية، والمؤسسات المالية، والسلع الاستهلاكية التقديرية، والتكنولوجيا تدفقات كبيرة، بقيمة 768 مليون دولار، و589 مليون دولار، و309 ملايين دولار، و257 مليون دولار على التوالي.

في الوقت نفسه، سحب المستثمرون حوالي 620 مليون دولار من قطاع المرافق، مما أنهى اتجاه الشراء الذي استمر لمدة خمسة أسابيع.

واستمر الطلب على صناديق السندات الأميركية للأسبوع الثاني عشر على التوالي، حيث خصص المستثمرون حوالي 4.43 مليار دولار لهذه الصناديق على أساس صافي.

وحصلت صناديق السندات الحكومية الأميركية على 2.26 مليار دولار ضخم، وهو التدفق الأسبوعي الرابع على التوالي. كما شهدت صناديق الدخل الثابت المحلية عالية العائد والعامة عمليات شراء صافية بقيمة 1.83 مليار دولار و865 مليون دولار على التوالي.

وظلت صناديق أسواق المال تحظى بشعبية كبيرة للأسبوع الثالث على التوالي، حيث ضخ المستثمرون نحو 19.19 مليار دولار في هذه الصناديق.