يستعد المستثمرون في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» لاستقبال أسبوع حافل بالتطورات، فما التوقعات بشأن مستقبل سهم «إنفيديا»؟ وما انعكاساتها المحتملة على أداء المؤشر؟
استغلت «إنفيديا» هوس «وول ستريت» بالذكاء الاصطناعي لتصبح إحدى أضخم شركات سوق الأوراق المالية، بقيمة إجمالية تتجاوز 3 تريليونات دولار. وقد دعم المال الحقيقي هذا الارتفاع، وتستمر شركات التكنولوجيا في التهام رقائق «إنفيديا» لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وفق وكالة «أسوشييتد برس».
وعندما تقدم «إنفيديا» أحدث نتائجها الفصلية، يوم الأربعاء المقبل، يتوقع المحللون أن ترتفع إيراداتها إلى 28.65 مليار دولار في الربيع، بزيادة 112 في المائة عن العام السابق. وهذا الرقم سيكون أعلى بكثير من النمو البالغ 5 في المائة بالإيرادات الذي من المحتمل أن تحققه شركات «ستاندرد آند بورز 500» بشكل عام للربع نفسه، وفقاً لشركة «فاكت ست».
ويقول النقاد إن المشكلة تكمن في أن هذا النمو الرائع قد أثار الكثير من الحماسة بين المستثمرين. وخلال الأشهر الستة الأولى من العام، ارتفعت أسهم «إنفيديا» بنحو 150 في المائة.
في تلك المرحلة، كانت الأسهم تتداول بأكثر قليلاً من أرباح الشركة 100 مرة خلال الأشهر الاثني عشر السابقة. وهذا أعلى كثيراً من أي وقت مضى، وأكثر من مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بشكل عام.
وبفضل الحجم الهائل لـ«إنفيديا»، أدى الأداء المذهل للشركة إلى مساهمتها بنحو 30 في المائة من إجمالي عائد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» خلال الأشهر الستة الأولى من العام. كل ذلك من شركة واحدة فقط من بين 500 شركة مدرجة في المؤشر، أو 0.2 في المائة من أعضائه.
وقد أظهر هذا الثقل الهائل جانبه السلبي هذا الصيف، عندما هبط سهم «إنفيديا» بنسبة 27 في المائة من ذروته في أواخر يونيو (حزيران) إلى أوائل أغسطس (آب). كانت «وول ستريت» قلقة من أن أسهم «إنفيديا»، وغيرها من أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، قد أصبحت باهظة الثمن ببساطة في ارتفاع يُذكّر بطفرة التكنولوجيا في التسعينات، حتى مع التحذير من أنها كانت تحقق أرباحاً أكبر بكثير من أي شركة «دوت كوم» في أواخر القرن العشرين.
وساعد انخفاض «إنفيديا» في انخفاض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنحو 10 في المائة من أعلى مستوى له على الإطلاق تم تسجيله الشهر الماضي. وفي بعض الأيام، انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» على الرغم من ارتفاع معظم الأسهم في «وول ستريت». وطغت الانخفاضات التي شهدتها «إنفيديا»، وغيرها من أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى المؤثرة في تلك الأيام، على كل شيء آخر.
وقالت كبيرة مسؤولي الاستثمار في إدارة الأصول لدى «مورغان ستانلي»، ليزا شاليت، إن الانخفاضات تخلصت من «بعض التجاوزات» بعد أن تزاحم المتداولون في رهانات على «إنفيديا»، وعدد قليل من شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى.
وسيكشف تقرير أرباح «إنفيديا» المقبل النقاب عن مدى قدرة الشركة على تجاوز التوقعات المالية. لكن تجدر الإشارة إلى أن الأرباح القوية وحدها قد لا تكون كافية لدفع أسهم الشركة نحو المزيد من الارتفاعات، كما أثبتت نتائج شركة «ألفابت» في الفترة الأخيرة.
وانخفضت أسهم «ألفابت» حتى مع تحقيقها الربح والإيرادات التي تجاوزت توقعات المحللين، وهي إشارة إلى مدى صعوبة تحقيق المزيد من الارتفاع في أسهمها.
ولهذا السبب، وفي حين كان المستثمرون يتطلعون إلى خطاب رئيس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، عن توجيهات حول أسعار الفائدة يوم الجمعة، رأى استراتيجيو «بنك أوف أميركا»، بقيادة أوهسونغ كوان، أن التقرير المقبل لشركة «إنفيديا» هو المؤشر الأهم لتوجيه استثماراتهم.