بكين وواشنطن تؤسسان مجموعة اتصال للتعامل مع «الضغوط المالية»

توقعات بإبقاء الصين على معدلات الفائدة المرجعية للإقراض دون تغيير

مقر بنك الشعب الصيني في العاصمة بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب الصيني في العاصمة بكين (رويترز)
TT

بكين وواشنطن تؤسسان مجموعة اتصال للتعامل مع «الضغوط المالية»

مقر بنك الشعب الصيني في العاصمة بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب الصيني في العاصمة بكين (رويترز)

أعلن بنك الشعب الصيني، في بيان، أن اجتماعاً جرى عقده في شنغهاي أسفر عن إبرام اتفاق مع وزارة الخزانة الأميركية لتعيين مجموعة اتصال للتعامل مع أي «أحداث ضغوط مالية» في المستقبل، وهو مثال نادر لأكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، وهما يسعيان إلى أرضية مشتركة.

وقال البيان: «تبادل الجانبان قوائم الاتصالات المتعلقة بالاستقرار المالي» خلال الاجتماع الخامس لما يسمى بـ«مجموعة العمل المالية» التي تأسست بعد زيارة وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين للصين العام الماضي، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

وأضاف البيان، حول الاجتماعات التي جرت يومي 15 و16 أغسطس (آب) الحالي: «وقّع بنك الشعب الصيني ووزارة الخزانة الأميركية مذكرات متبادلة بشأن تعزيز التعاون بين الصين والولايات المتحدة في مجال الاستقرار المالي». وقال البيان إن البلدين «تبادلا أيضاً قوائم الاتصالات الخاصة بالاستقرار المالي».

وتمثل المحادثات أول لقاء بين كبار المسؤولين الاقتصاديين الأميركيين والصينيين منذ أن حددت القيادة الصينية، في اجتماع يعقد مرتين كل عقد، أولوياتها طويلة المدى في يوليو (تموز) الماضي.

وفي سياق منفصل، أظهر استطلاع للرأي أجرته «رويترز» أن من المتوقع أن تترك الصين أسعار الفائدة المرجعية للإقراض دون تغيير يوم الثلاثاء، بعد أن فاجأ صناع السياسات الأسواق العالمية بخفض سلسلة من أسعار الفائدة الرئيسية في يوليو.

وقال مراقبو السوق إن انكماش هوامش الفائدة لدى المقرضين يظل القيد الرئيسي الذي يثني البنوك التجارية عن خفض أسعار الفائدة المرجعية للإقراض بشكل أكبر، على الرغم من أن الإجماع العام هو أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يحتاج إلى مزيد من التحفيز لدعم التعافي الهش.

ويتم حساب سعر الفائدة الأساسي للقرض، الذي يتم فرضه عادة على أفضل عملاء البنوك، كل شهر بعد أن تقدم 20 بنكاً تجارياً محدداً أسعاراً مقترحة إلى بنك الشعب (البنك المركزي) الصيني.

وفي استطلاع أجرته «رويترز» لـ37 من مراقبي السوق وأجري هذا الأسبوع، توقع جميع المستجيبين بقاء سعر الفائدة الأساسي للقرض لمدة عام وخمس سنوات دون تغيير.

وفاجأت الصين الأسواق بخفض أسعار الفائدة الرئيسية القصيرة والطويلة الأجل في يوليو، وهي أول خطوة واسعة النطاق من نوعها منذ ما يقرب من عام، مما يشير إلى نية صنّاع السياسات تعزيز النمو الاقتصادي.

وتم خفض كل من أسعار الفائدة على القروض لمدة عام وخمس سنوات بمقدار 10 نقاط أساس في يوليو إلى 3.35 و3.85 في المائة على التوالي.

وقال محللون إنه «من المتوقع أن تبقي الصين أسعار الفائدة على القروض لمدة عام وخمس سنوات ثابتة غداً بعد التخفيضات المفاجئة الشهر الماضي».

وأظهرت البيانات الرسمية أن هوامش الفائدة الصافية للبنوك التجارية - وهي مقياس رئيسي للربحية - انخفضت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 1.54 في المائة في نهاية مارس (آذار) من هذا العام. كما انخفض الإقراض المصرفي في الصين أكثر من المتوقع الشهر الماضي، حيث وصل إلى أدنى مستوى له فيما يقرب من 15 عاماً، بسبب الطلب الفاتر على الائتمان والعوامل الموسمية ورفع التوقعات بأن البنك المركزي قد يقدم مزيداً من خطوات التيسير.

وقال متعاملون ومحللون إن تسلسل التخفيضات الشهر الماضي أظهر أن الإطار النقدي لبنك الشعب الصيني قد تغير، مما أدى إلى تحول سعر الفائدة قصير الأجل إلى الإشارة الرئيسية التي توجه الأسواق. كانت أسعار الفائدة على القروض طويلة الأجل مرتبطة بشكل فضفاض بتسهيل الإقراض متوسط ​​الأجل لبنك الشعب الصيني لمدة عام واحد، وكان المشاركون في السوق يرون عادة أن التغييرات في سعر تسهيل الإقراض متوسط ​​الأجل هي مقدمة للتغييرات في مقياس الإقراض القياسي.

وقال كارلوس كازانوفا، كبير الاقتصاديين في آسيا في بنك «يو بي بي»: «يتحرك بنك الشعب الصيني بشكل أسرع من المتوقع نحو إطار جديد للسياسة النقدية، مع التركيز بشكل أكبر على سعر إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام. هذه محاولة لتحسين انتقال تخفيضات الأسعار من خلال التركيز على أسعار سوق المال والسيولة، ولا يُتوقع أن يتغير المسار المتوقع لخفض آخر لسعر الفائدة في الربع الرابع من عام 2024».

وفي الأسواق، قادت أسهم هونغ كونغ المكاسب في آسيا يوم الاثنين بدعم من احتمال تفادي الاقتصاد الأميركي للركود، في حين دفعت علامات الدعم الحكومي البنوك المدرجة في شنغهاي إلى مستويات قياسية مرتفعة.

وأغلق مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ مرتفعاً 0.8 في المائة، وارتفع مؤشر «شنغهاي المركب» 0.49 في المائة، كما تقدم مؤشر «إم إس سي آي» للأسهم الآسيوية باستثناء اليابان 0.8 في المائة، وارتفع مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية في الصين 0.34 في المائة مع ارتفاع مؤشره الفرعي للبنوك 1.9 في المائة، وهو أكبر ارتفاع له في يوم واحد في ستة أشهر.

وسجلت أسهم بنك الزراعة الصيني المدرجة في بورصة شنغهاي أعلى مستوى لها على الإطلاق، حيث ارتفع سهم أكبر بنك مقرض في البلاد، بنسبة 2 في المائة، متجهاً لتسجيل مكاسب للجلسة التاسعة على التوالي.

كما عززت معنويات المستثمرين توزيعات الأرباح السخية من جانب البنوك الصينية والتدفقات الضخمة إلى عدد قليل من صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة التي تستخدمها صناديق مدعومة من الدولة.


مقالات ذات صلة

«جيه بي مورغان»: صناديق التحوط تعود للإقبال على الأسهم اليابانية

الاقتصاد مقر البورصة اليابانية في العاصمة طوكيو (رويترز)

«جيه بي مورغان»: صناديق التحوط تعود للإقبال على الأسهم اليابانية

قال محللون في «جيه بي مورغان» بمذكرة إن صناديق التحوط التي تتبع الاتجاهات عكست وجهات نظرها المتشائمة بشأن الأسهم اليابانية وبدأت في شرائها أواخر الأسبوع

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد شعار «مترو طوكيو» على محطة في وسط العاصمة اليابانية (رويترز)

اليابان تستهدف تقييماً بـ4.7 مليار دولار لطرح «مترو طوكيو»

تسعى حكومة اليابان وإدارة العاصمة طوكيو إلى تقييم بقيمة نحو 4.7 مليار دولار لشركة «مترو طوكيو» في إطار استعدادهما لإدراج مشغل مترو الأنفاق

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد سفينة حاويات تُفرغ حمولتها في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)

تراجع الصادرات والواردات الألمانية خلال النصف الأول من العام

تراجعت الصادرات والواردات الألمانية في الأشهر الستة الأولى من هذا العام على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد امرأة تمر بالقرب من بورصة نيويورك للأوراق المالية (رويترز)

«غولدمان ساكس» يخفض احتمالات الركود الأميركي إلى 20 %

خفّض بنك «غولدمان ساكس» احتمالات دخول الولايات المتحدة في ركود خلال الأشهر الـ12 المقبلة إلى 20 في المائة، من 25 في المائة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي للإعلان عن تفاصيل المؤتمر والمعرض الدولي لإدارة المرافق (الشرق الأوسط)

السعودية تتجه لتعزيز اقتصاد سوق إدارة المرافق

تتجه السعودية لتعزيز سوق إدارة المرافق والربط بين القطاعين: الحكومي والخاص؛ حيث من المقرر أن تستضيف المملكة المؤتمر والمعرض الدولي لإدارة المرافق في سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«جيه بي مورغان»: صناديق التحوط تعود للإقبال على الأسهم اليابانية

مقر البورصة اليابانية في العاصمة طوكيو (رويترز)
مقر البورصة اليابانية في العاصمة طوكيو (رويترز)
TT

«جيه بي مورغان»: صناديق التحوط تعود للإقبال على الأسهم اليابانية

مقر البورصة اليابانية في العاصمة طوكيو (رويترز)
مقر البورصة اليابانية في العاصمة طوكيو (رويترز)

قال محللون في «جيه بي مورغان» في مذكرة إن صناديق التحوط التي تتبع الاتجاهات عكست وجهات نظرها المتشائمة بشأن الأسهم اليابانية، وبدأت في شرائها أواخر الأسبوع الماضي.

وتستخدم صناديق التحوط هذه المعروفة باسم «مستشاري تداول السلع الأساسية» خوارزميات للاستفادة من اتجاهات السوق.

وقال محللون في «جيه بي مورغان» في مذكرة يوم الجمعة إن مستشاري تداول السلع الأساسية ربما استعادوا مراكزهم في عقود مؤشر «نيكي 225» الآجلة، وعقود مؤشر «توبكس» الآجلة بدءاً من 15 أغسطس (آب) بعد موجة بيع أخيرة لأن «انتعاش المؤشر كبير للغاية».

وكان التحول أسرع مما توقعته شركة الوساطة في السابق، وكان محللو «جيه بي مورغان» يتوقعون أن يتخذ مستشارو تداول السلع الأساسية موقف الانتظار والترقب إذا تعافى مؤشر «نيكي» للأسهم مؤقتاً إلى ما يزيد على 35 ألف نقطة بعد الهزيمة في أوائل أغسطس.

وارتفع مؤشر «نيكي» القياسي بأكثر من 20 في المائة من أدنى مستوياته التي سجلها في الخامس من أغسطس، عندما سجل أكبر هبوط يومي له منذ عام 1987، ثم أغلق فوق مستوى 38 ألف نقطة يوم الجمعة.

واستشهد المحللون بالاستدانة الهائلة وتجارة الفائدة من جانب مستشاري التداول بوصف ذلك أحد العوامل التي دفعت السوق العالمية إلى الانهيار الذي أشعلته زيادة أسعار الفائدة غير المتوقعة من جانب بنك اليابان. وتستخدم استراتيجية التداول المنهجية قواعد صارمة بدلاً من حدس المضارب، وتتضمن في بعض الأحيان الترميز والخوارزميات، لتوجيه قرارات التداول والاستثمار.

وهدأ الذعر، الذي تسبب في تفكيك هائل للتداولات العالمية الممولة بالين، بعد أن أكد نائب محافظ بنك اليابان شينيتشي أوشيدا للأسواق أن ارتفاع أسعار الفائدة سيكون تدريجياً، وأيضاً مع بيانات الاقتصاد الياباني القوية في الربع الثاني، وتراجع المخاوف من الركود في الولايات المتحدة.

وقال ماساناري تاكادا، الخبير الاستراتيجي العالمي في التحليل الكمي والمشتقات لدى «جيه بي مورغان»، إن التقديرات تشير إلى أن مستشاري التحليلات الاستراتيجية قد تخلوا عن نحو 50 في المائة من مراكزهم الطويلة الأجل في عقود «نيكي» الآجلة بحلول التاسع من أغسطس. وانخفض مؤشر «إس جي ترند»، الذي يتتبع معدل العائد اليومي لمجموعة من مستشاري التحليلات الاستراتيجية، بنسبة 4.4 في المائة في أول 15 يوماً من هذا الشهر. وأضاف تاكادا أنه على الرغم من الخسائر الضخمة التي تكبدتها الصناديق التي تتبع الاتجاهات والصناديق الكلية خلال الاضطرابات الأخيرة في السوق، فإنه قد بدأ أداء الصناديق التي تتبع الاتجاهات والصناديق الكلية في التحسن.

وقال «جيه بي مورغان» إن مستشاري التحليلات الاستراتيجية يقومون «بعمليات شراء لاختبار المياه»، مضيفاً أنه إذا استمر التعافي في الأسهم اليابانية، فإن صناديق التحوط الكلية الأخرى، وخبراء التحليلات الاستراتيجية والصناديق التي تسعى إلى اكتساب الزخم سوف تعود أيضاً إلى السوق.

وبالتزامن، أظهرت بيانات حكومية استفادة المستثمرين النشطاء من التدهور الكبير في أسعار الأسهم اليابانية خلال الأسبوع قبل الماضي لزيادة حصصهم في مجموعة واسعة من الشركات التي تعمل في مجالات عدة، بدءاً من صناعة الأدوية وحتى التشييد.

وذكرت وكالة «بلومبرغ»، نقلاً عن بيانات لوزارة المالية، أن صناديق الاستثمار المرتبطة بالمستثمرين النشطاء اليابانيين مثل «استراتيجيك كابيتال»، و«نيبون أكتيف فاليو فاند» المملوكين للمستثمر يوشياكي موراكامي، كانا ضمن الصناديق التي عززت حصصها من الأسهم اليابانية أثناء انهيار البورصة يوم 5 أغسطس الحالي.

واشترى الصندوقان نحو 2.8 مليون سهم، وهي أكبر مشتريات يومية لهما خلال الـ60 يوماً الأخيرة، في شركات تشمل: «سوميتومو ميتسوي كونستراكسن»، وشركة بيع السيارات «يوولو هات ليمتد».

يُذكر أن المستثمرين النشطاء اليابانيين يضغطون على الشركات اليابانية لتحسين عوائد المساهمين، وهو الهدف الذي يشتركون فيه مع صناع السياسة الاقتصادية في اليابان الذين يحاولون زيادة جاذبية الأسهم اليابانية المحلية أمام المستثمرين الأجانب.

في الوقت نفسه، فإن المشتريات الكثيفة للمستثمرين النشطاء أثناء انهيار أسعار الأسهم يوم 5 أغسطس الحالي تشير إلى استعدادهم للمخاطرة من أجل زيادة حصصهم في الشركات المستهدفة.

وفي الأسواق، تراجع مؤشر «نيكي» في ظل ارتفاع الين مقابل الدولار، في حين قفز سهم شركة مبيعات التجزئة «سيفن آند آي هولدينغز»، التي تدير التي تدير سلسلة متاجر «سيفن - إليفن» في البلاد، 23 في المائة، بعد تلقيها عرض استحواذ بصفة مبدئية من شركة «أليمنتاسيون كوس - تار» الكندية.

وقالت «سيفن آند آي» إنها شكلت لجنة خاصة لمراجعة العرض، لكن اللجنة ومجلس الإدارة لم يتخذا أي قرار.

وأغلق مؤشر «نيكي» منخفضاً 1.77 في المائة عند 37388.62 نقطة، لينهي سلسلة مكاسب دامت خمسة أيام وقادت المؤشر للصعود 8.7 في المائة الأسبوع الماضي. ومن بين 225 سهماً مدرجاً على مؤشر «نيكي»، انخفض 191 سهماً وارتفع 22 سهماً، واستقر سهم واحد. وتراجع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 1.4 في المائة إلى 2641.14 نقطة، في ظل انخفاض سهم «تويوتا موتور» 3.06 في المائة.

وقال فوميو ماتسوموتو، كبير المحللين لدى «أوكاسان سيكيورتيز»: «كان من المتوقع أن ينخفض مؤشر (نيكي) هذا الأسبوع بعد ارتفاعه الحاد، لكن مكاسب الين مقابل الدولار خلال الجلسة عجلت بهذا التحرك». وأوضح: «تشير تحركات اليوم (الاثنين) إلى أن السوق ستظل متقلبة لبعض الوقت».