نمو الاقتصاد البريطاني يوافق التوقعات ويسجل 0.6 % في الربع الثاني

عامل في أحد الأكشاك يجمع أغراضه في وسط مدينة روثرهام شمال إنجلترا (أ.ف.ب)
عامل في أحد الأكشاك يجمع أغراضه في وسط مدينة روثرهام شمال إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

نمو الاقتصاد البريطاني يوافق التوقعات ويسجل 0.6 % في الربع الثاني

عامل في أحد الأكشاك يجمع أغراضه في وسط مدينة روثرهام شمال إنجلترا (أ.ف.ب)
عامل في أحد الأكشاك يجمع أغراضه في وسط مدينة روثرهام شمال إنجلترا (أ.ف.ب)

نما اقتصاد بريطانيا بنسبة 0.6 في المائة في الربع الثاني من عام 2024، بما يتماشى مع توقعات خبراء الاقتصاد وبناءً على تعافٍ سريع بنسبة 0.7 في المائة في الربع الأول من العام، بعد ركود ضحل في النصف الثاني من عام 2023.

وقال مكتب الإحصاء الوطني، يوم الخميس، إن مستوى الناتج المحلي الإجمالي لبريطانيا في يونيو (حزيران) وحده لم يتغير، بما يتماشى أيضاً مع توقعات خبراء الاقتصاد في استطلاع أجرته «رويترز»، وبالمقارنة مع العام السابق كان أعلى بنسبة 0.7 في المائة.

وقال سورين ثيرو، مدير الاقتصاد في معهد المحاسبين القانونيين في إنجلترا وويلز: «تؤكد هذه الأرقام أن تعافي المملكة المتحدة من الركود اكتسب زخماً في الربع الثاني، رغم الإضرابات والطقس الرطب الذي تسبب في ثبات النشاط في يونيو».

ومع ذلك، قال إنه يتوقع تباطؤ النمو في النصف الثاني من عام 2024 بسبب أسعار الفائدة التي تظل بالقرب من أعلى مستوى لها في 16 عاماً، رغم خفض بنك إنجلترا هذا الشهر، وكذلك قيود العرض المستمرة وتباطؤ نمو الأجور.

ولم يكن هناك رد فعل فوري يذكر من السوق على البيانات.

في بداية الشهر، رفع بنك إنجلترا توقعاته للنمو السنوي لعام 2024 إلى 1.25 في المائة من 0.5 في المائة بسبب بداية أقوى من المتوقع للعام وتوقعات بنمو بنسبة 0.7 في المائة على أساس ربع سنوي في الأشهر الثلاثة حتى يونيو. لكنه كان أقل تفاؤلاً بشأن التوقعات لبقية عام 2024؛ حيث شهد تباطؤ النمو إلى 0.4 في المائة في الربع الثالث و0.2 في المائة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام - وهو ما يراه أقرب إلى معدل النمو الأساسي للاقتصاد.

نما اقتصاد بريطانيا ببطء منذ جائحة «كوفيد – 19»؛ حيث توسع بنسبة 2.3 في المائة فقط بين الربع الرابع من عام 2019 والربع الثاني من عام 2024. ولم يكن أداء ألمانيا، التي تضررت بشدة أيضاً من ارتفاع تكاليف الطاقة بعد غزو روسيا لأوكرانيا، أسوأ بشكل ملحوظ بين أكبر الاقتصادات المتقدمة في العالم.

وقال رئيس البريطاني الوزراء كير ستارمر إنه يريد أن يحقق الاقتصاد نمواً سنوياً بنسبة 2.5 في المائة عند الحملة التي تسبق انتخابات 4 يوليو (تموز)، وهو معدل لم تصل إليه بريطانيا بانتظام منذ ما قبل الأزمة المالية عام 2008.

وحددت وزيرة المالية راشيل ريفز هدفاً أكثر رسمية بأن تتمتع بريطانيا بأسرع نمو للفرد في الناتج المحلي الإجمالي بين اقتصادات مجموعة السبع المتقدمة لمدة عامين متتاليين.

وأظهرت أرقام يوم الخميس أن الناتج للفرد في الربع الثاني من عام 2024 كان أقل بنسبة 0.1 في المائة عن العام السابق وكان أقل بنسبة 0.8 في المائة مما كان عليه قبل الوباء.

وقالت ريفز إن أحدث البيانات أظهرت التحدي الذي تواجهه الحكومة الجديدة وكررت موقفها بأنها ستحتاج إلى اتخاذ قرارات صعبة لتحسين الأساسيات الاقتصادية.

وقد تباطأ نمو الناتج لكل ساعة عمل في معظم الاقتصادات المتقدمة منذ أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين - مما حد من الزيادات في مستويات المعيشة - وتفاقمت الرياح المعاكسة المحلية طويلة الأمد في بريطانيا من انخفاض الاستثمار التجاري بسبب تصويت الجمهور عام 2016 لمغادرة الاتحاد الأوروبي.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد الألماني يتباطأ مجدداً... نمو أقل من المتوقع

الاقتصاد تظهر سحب داكنة فوق مبنى الرايخستاغ مقر البرلمان الألماني في برلين (رويترز)

الاقتصاد الألماني يتباطأ مجدداً... نمو أقل من المتوقع

نما الاقتصاد الألماني بوتيرة أقل من التقديرات السابقة في الربع الثالث، بحسب ما أعلن مكتب الإحصاء يوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

الصين تتأهب لاضطرابات تجارية مع تهديدات ترمب الجمركية

أعلنت وزارة التجارة الصينية، يوم الخميس، سلسلةً من التدابير السياسية التي تهدف إلى تعزيز التجارة الخارجية للبلاد.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد منظر عام لأفق مدينة عمان (رويترز)

الأردن يقر موازنة 2025 ويخفض العجز الأولي إلى 2%

أقر مجلس الوزراء الأردني مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2025، تمهيداً لإحالته إلى مجلس الأمة خلال الأيام المقبلة.

«الشرق الأوسط» (عمان)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي»: تصاعد التوترات التجارية يزيد المخاطر على الاستقرار المالي

خلص البنك المركزي الأوروبي، في تقريره نصف السنوي للاستقرار المالي، إلى أن تصاعد التوترات التجارية العالمية يشكل خطراً على اقتصاد منطقة اليورو.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

«غولدمان ساكس» يتوقع وصول «ستاندرد آند بورز 500» إلى 6500 نقطة بنهاية 2025

توقع «غولدمان ساكس» أن يصل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى 6500 نقطة بحلول نهاية عام 2025، لينضم إلى «مورغان ستانلي».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«كوب 29»: اتفاق على تمويل سنوي قدره 300 مليار دولار

شعار قمة «كوب 29» (رويترز)
شعار قمة «كوب 29» (رويترز)
TT

«كوب 29»: اتفاق على تمويل سنوي قدره 300 مليار دولار

شعار قمة «كوب 29» (رويترز)
شعار قمة «كوب 29» (رويترز)

تعهّدت الدول المُتقدّمة، يوم الأحد، في باكو، تقديم مزيد من التمويل للدول الفقيرة المهددة بتغير المناخ.

وبعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، وافقت دول العالم المجتمعة في باكو، الأحد، على اتفاق يوفر تمويلاً سنوياً لا يقل عن 300 مليار دولار للدول النامية التي كانت تطالب بأكثر من ذلك بكثير لمكافحة التغير المناخي.

ويتمثل هذا الالتزام المالي من جانب دول أوروبية والولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان ونيوزيلندا، تحت رعاية الأمم المتحدة، في زيادة القروض والمنح للدول النامية من 100 مليار إلى «300 مليار دولار على الأقل» سنوياً حتى عام 2035.

والأموال مخصصة لمساعدة هذه الدول على التكيف مع الفيضانات وموجات الحر والجفاف، وأيضاً للاستثمار في الطاقات منخفضة الكربون.

وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن مشاعر متباينة حيال الاتفاق بشأن تمويل المناخ الذي تم التوصل إليه في أذربيجان، فجر الأحد، حاضاً الدول على اعتباره «أساساً» يمكن البناء عليه.

وقال غوتيريش: «كنت آمل في التوصل إلى نتيجة أكثر طموحاً... من أجل مواجهة التحدي الكبير الذي نواجهه»، داعياً «الحكومات إلى اعتبار هذا الاتفاق أساساً لمواصلة البناء» عليه.

وأعربت وزيرة الانتقال البيئي الفرنسية أنياس بانييه - روناشيه عن أسفها، لأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه، الأحد، في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في أذربيجان «مخيب للآمال»، و«ليس على مستوى التحديات».

وقالت الوزيرة في بيان، إنه على الرغم من حصول «كثير من التقدّم»، بما في ذلك زيادة التمويل للبلدان الفقيرة المهددة بتغيّر المناخ إلى 3 أضعاف، فإنّ «النص المتعلّق بالتمويل قد اعتُمِد في جوّ من الارتباك واعترض عليه عدد من الدول».

اتفاق حاسم في اللحظة الأخيرة

في المقابل، أشاد المفوض الأوروبي فوبكه هوكسترا، الأحد، بـ«بداية حقبة جديدة» للتمويل المناخي. وقال المفوض المسؤول عن مفاوضات المناخ: «عملنا بجدّ معكم جميعاً لضمان توفير مزيد من الأموال على الطاولة. نحن نضاعف هدف الـ100 مليار دولار 3 مرات، ونعتقد أن هذا الهدف طموح. إنه ضروري وواقعي وقابل للتحقيق».

من جهته، رحب وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، واصفاً إياه بأنه «اتفاق حاسم في اللحظة الأخيرة من أجل المناخ». وقال ميليباند: «هذا ليس كل ما أردناه نحن أو الآخرون، لكنها خطوة إلى الأمام لنا جميعاً».

كما أشاد الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، باتفاق «كوب 29» بوصفه «خطوة مهمة» في مكافحة الاحترار المناخي، متعهداً بأن تواصل بلاده عملها رغم موقف خلفه دونالد ترمب المشكك بتغيّر المناخ.

وقال بايدن: «قد يسعى البعض إلى إنكار ثورة الطاقة النظيفة الجارية في أميركا وحول العالم أو إلى تأخيرها»، لكن «لا أحد يستطيع أن يعكس» هذا المسار.