«نيكي» يرتفع مع انحسار المخاوف من الركود

عوائد السندات اليابانية تتحسن رفقة نظيرتها الأميركية

يابانيان يمران أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم على مؤشر «نيكي» وسط العاصمة طوكيو (رويترز)
يابانيان يمران أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم على مؤشر «نيكي» وسط العاصمة طوكيو (رويترز)
TT

«نيكي» يرتفع مع انحسار المخاوف من الركود

يابانيان يمران أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم على مؤشر «نيكي» وسط العاصمة طوكيو (رويترز)
يابانيان يمران أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم على مؤشر «نيكي» وسط العاصمة طوكيو (رويترز)

ارتفعت عائدات سندات الحكومة اليابانية، الجمعة، بعد ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية خلال الليل، عقب انخفاض أكبر من المتوقع في طلبات إعانة البطالة الأميركية، ما خفف المخاوف من ركود وشيك.

وارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 2.5 نقطة أساس إلى 0.855 بالمائة. كما ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل عامين، بمقدار 3.5 نقطة أساس إلى 0.3 بالمائة، وارتفع العائد على سندات السنوات الخمس، بمقدار 3.5 نقطة أساس إلى 0.435 بالمائة.

ورغم الارتفاع، يقول الاستراتيجيون إن المستوى الحالي للعائدات على آجال الاستحقاق الأقصر منخفض للغاية في ضوء احتمال رفع بنك اليابان أسعار الفائدة.

وقال شينغي إيبيهارا، كبير استراتيجيي الدخل الثابت في «طوكيو مارين» لإدارة الأصول: «إن موقف بنك اليابان، المتمثل في أنه سيرفع أسعار الفائدة إذا أظهرت البيانات أن الظروف الاقتصادية تسير على المسار الصحيح، لم يتغير، وقد شهدت السوق بعض البيانات التي تدعم تحول السياسة».

وكان معدل مقايضة المؤشر لمدة عامين بين عشية وضحاها نحو 0.375 بالمائة، انخفاضاً من أعلى مستوى له مؤخراً عند 0.5475 بالمائة في الأول من أغسطس (آب).

وبعد أن رفع بنك اليابان سعر الفائدة بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي، تحوّلت السوق إلى الحذر بشأن وتيرة رفع الأسعار، ما أدى إلى عمليات بيع ضخمة للأسهم، وتصفية تجارة فوائد الين.

وتراجعت المخاوف بعد أن قال نائب محافظ بنك اليابان المؤثر، شينيتشي أوتشيدا: «إن البنك المركزي لن يرفع أسعار الفائدة عندما تكون الأسواق غير مستقرة...». لكن نظرة فاحصة على الخطاب تشير إلى أن بنك اليابان سيرفع أسعار الفائدة إذا نما الاقتصاد بما يتماشى مع التوقعات. وعلق إيبيهارا بالقول: «لن أتفاجأ إذا كانت هناك زيادة أخرى في أسعار الفائدة هذا العام».

وعادت حالة التوتر إلى السوق بعد أن أظهر ملخص للمناقشات التي جرت في اجتماع البنك المركزي يومي 30 و31 يوليو (تموز) أن صناع السياسات ركزوا على سلسلة من زيادات أسعار الفائدة لمنع التضخم من الارتفاع. وانخفض العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 30 عاماً بمقدار 2.5 نقطة أساس إلى 2.060 بالمائة، بعد مزاد سلس للسندات ذات الاستحقاق نفسه يوم الخميس.

وفي الأسواق، ارتفع المؤشر «نيكي» الياباني الجمعة، مع انحسار مخاوف من الركود الاقتصادي الأميركي، بعد أن أظهرت بيانات انخفاضاً أكبر من المتوقع في طلبات إعانة البطالة بالولايات المتحدة.

وأغلق المؤشر «نيكي» مرتفعاً 0.6 بالمائة عند 35025 نقطة، في حين صعد المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.9 بالمائة عند 2483.3 بالمائة.

وسجلت الأسهم الأميركية ارتفاعاً حاداً عند الإغلاق يوم الخميس، بعد أن أشار تقرير طلبات إعانة البطالة إلى أن المخاوف من احتمال اتجاه الاقتصاد نحو هبوط حاد ربما كانت مبالغاً فيها، وأن التحسن التدريجي في سوق العمل لا يزال قائماً.

وتمكن المؤشر «نيكي» من تعويض معظم خسائره، بعد أن هوى بأكثر من 12.4 بالمائة وسط موجة بيع محمومة يوم الاثنين، بسبب المخاوف من الركود وتصفية الاستثمارات الممولة بالين، لينهي الأسبوع على انخفاض محدود نسبياً بلغ 2.5 بالمائة.

لكن اليوم الجمعة شهد تقلباً في التداولات، إذ انخفض المؤشر لفترة وجيزة واحداً بالمائة، قبل أن يستعيد توازنه مع استمرار الاضطرابات بعد التقلبات الشديدة التي هزّت سوق الأسهم اليابانية في وقت سابق من هذا الأسبوع. ويقول المحللون إن التقلبات ستستمر على الأرجح في الأسبوع المقبل، مع بحث المتعاملين عن بيانات تؤيد توقعات الهبوط الهادئ لأكبر اقتصاد في العالم.

كما دقّ قرار بنك اليابان الأسبوع الماضي برفع أسعار الفائدة ناقوس الخطر، بشأن وتيرة تشديد البنك المركزي السياسة النقدية، ما دفع نائب محافظ البنك إلى بذل بعض الجهود للحد من الأضرار يوم الأربعاء.

وبالنسبة للأسهم الفردية، أدّت نتائج الشركات إلى عدد من أكبر التحركات. وقفز سهم شركة «فوجيكورا» المصنعة لمكونات الأجهزة الإلكترونية 19.7 بالمائة، ليسجل أكبر المكاسب على المؤشر «نيكي»، في حين ارتفعت أسهم شركة «ريكروت القابضة للتوظيف» 6.8 بالمائة.

وهوت أسهم شركة «شيسيدو لمستحضرات التجميل» 12.1 بالمائة بعد إعلان نتائج أعمال منتصف العام التي تضررت بسبب تكاليف إعادة الهيكلة وتراجع الطلب في الصين.


مقالات ذات صلة

«دافوس»: الصراعات المسلحة أكبر خطر على النمو الاقتصادي العالمي في 2025

الاقتصاد شعار «منتدى دافوس» (رويترز)

«دافوس»: الصراعات المسلحة أكبر خطر على النمو الاقتصادي العالمي في 2025

أظهر استطلاع أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي أن الصراعات المسلحة هي أكبر خطر خلال عام 2025 في الوقت الذي يجتمع فيه قادة حكومات وشركات لحضور المنتدى بدافوس

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية فاطمة شيبوب في مؤتمر التعدين الدولي (الشرق الأوسط) play-circle 01:15

وزيرة الصناعة التونسية: نستهدف مضاعفة مساهمة الفوسفات في الناتج المحلي

أكدت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية فاطمة شيبوب، أن الفوسفات يساهم بنسبة 1 في المائة بالناتج المحلي الخام، وتهدف البلاد إلى مضاعفة هذه المساهمة.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد صورة عامة لقصر وزارة المالية في روما (رويترز)

إيطاليا تسجل دَيناً عاماً قياسياً يتجاوز 3 تريليونات دولار في نوفمبر

أعلن البنك المركزي الإيطالي، الأربعاء، أن الدين العام الإيطالي قد ارتفع بشكل إضافي في نوفمبر (تشرين الثاني) ليجاوز 3 تريليونات يورو (نحو 3.1 تريليون دولار).

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي» يلمح إلى استمرار التيسير النقدي وسط حالة من عدم اليقين

قال اثنان من كبار مسؤولي «المركزي الأوروبي»، يوم الأربعاء، إن البنك من المحتمل أن يواصل تخفيف سياسته النقدية هذا العام.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يسير الناس على طول الواجهة البحرية في لا ديفانس بالحي المالي والتجاري بالقرب من باريس (رويترز)

فرنسا تستهدف تضخماً 1.4 % وخفض الإنفاق العام في موازنة 2025

قالت وزيرة الموازنة الفرنسية أميلي دي مونتشالين، يوم الأربعاء، إن الحكومة تستهدف معدل تضخم يبلغ 1.4 في المائة، هذا العام، كما تهدف إلى خفض الإنفاق العام.

«الشرق الأوسط» (باريس)

أميركا تفرض ضوابط تصدير جديدة على التكنولوجيا الحيوية بسبب الصين

آلة أتمتة عينات الحمض النووي تعمل في مختبر شركة «ريغينيرون» في نيويورك (رويترز)
آلة أتمتة عينات الحمض النووي تعمل في مختبر شركة «ريغينيرون» في نيويورك (رويترز)
TT

أميركا تفرض ضوابط تصدير جديدة على التكنولوجيا الحيوية بسبب الصين

آلة أتمتة عينات الحمض النووي تعمل في مختبر شركة «ريغينيرون» في نيويورك (رويترز)
آلة أتمتة عينات الحمض النووي تعمل في مختبر شركة «ريغينيرون» في نيويورك (رويترز)

أعلنت وزارة التجارة الأميركية يوم الأربعاء أنها ستفرض ضوابط تصدير جديدة على معدات التكنولوجيا الحيوية والتقنيات ذات الصلة، وذلك في إطار مخاوف تتعلق بالأمن القومي المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات.

وأعربت واشنطن عن قلقها من أن الصين قد تستخدم التكنولوجيا الأميركية لتعزيز قدراتها العسكرية وتطوير أسلحة جديدة باستخدام الذكاء الاصطناعي. وأوضحت الوزارة أن معدات المختبرات قد تُستخدم في «تعزيز الأداء البشري، وواجهات الدماغ والآلة، والمواد الاصطناعية المستوحاة من البيولوجيا، وربما الأسلحة البيولوجية»، وفق «رويترز».

وتستهدف ضوابط التصدير الجديدة، التي تفرض قيوداً على الشحنات إلى الصين ودول أخرى دون ترخيص أميركي، أجهزة قياس التدفق عالية المعلمات وبعض معدات قياس الطيف الكتلي. وقالت الوزارة إن هذه الأجهزة «يمكن أن تولد بيانات بيولوجية عالية الجودة وعالية المحتوى، بما في ذلك تلك المناسبة لتسهيل تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي والتصميم البيولوجي».

وتعد هذه الخطوة الأحدث في سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها واشنطن لتقييد وصول الصين إلى التكنولوجيا الأميركية. ففي يوم الاثنين، فرضت وزارة التجارة قيوداً إضافية على صادرات رقائق وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من الصين، في محاولة لمساعدة الولايات المتحدة على الحفاظ على مكانتها المهيمنة في هذا المجال على الصعيد العالمي.

وكان المشرعون الأميركيون قد درسوا عدة مقترحات تهدف إلى حماية المعلومات الصحية والوراثية الشخصية للأميركيين من الأعداء الأجانب، ودفعوا شركات الأدوية والتكنولوجيا الحيوية الأميركية إلى تقليل اعتمادها على الصين في مجالات مثل تصنيع مكونات الأدوية والبحوث المبكرة.

وفي الأسبوع الماضي، دعا المشرعون وزارة التجارة إلى النظر في فرض قيود على تصدير التكنولوجيا الحيوية الأميركية إلى الجيش الصيني، مشيرين إلى مخاوف من إمكانية استخدام الصين لهذه التكنولوجيا لأغراض عسكرية. من جانبها، أكدت السفارة الصينية في واشنطن الأسبوع الماضي أن بكين «تعارض بشدة تطوير أي دولة للأسلحة البيولوجية أو امتلاكها أو استخدامها».

وفي أغسطس (آب) الماضي، دعا المشرعون الأميركيون إدارة الغذاء والدواء إلى تكثيف التدقيق في التجارب السريرية الأميركية التي أجريت في الصين، بسبب المخاوف من سرقة الملكية الفكرية واحتمالية المشاركة القسرية لأفراد من أقلية الأويغور في الصين.