السياحة الفضائية تُعزز الاستثمارات بالقطاعات المبتكرة والمتقدمة تقنياً في السعودية

الرئيس التنفيذي لشركة «هالو سبيس» لـ«الشرق الأوسط»: سنجري تجربتنا بالمملكة في سبتمبر

صورة داخلية لكبسولة «هالو سبيس» الفضائية (الشرق الأوسط)
صورة داخلية لكبسولة «هالو سبيس» الفضائية (الشرق الأوسط)
TT

السياحة الفضائية تُعزز الاستثمارات بالقطاعات المبتكرة والمتقدمة تقنياً في السعودية

صورة داخلية لكبسولة «هالو سبيس» الفضائية (الشرق الأوسط)
صورة داخلية لكبسولة «هالو سبيس» الفضائية (الشرق الأوسط)

في الوقت الذي تتضافر فيه الجهود بين هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، والهيئة العامة للطيران المدني السعوديتين، من أجل إبراز ريادة المملكة في سياحة الفضاء، تتأهب شركة «هالو سبيس (HALO Space)» لإجراء تجربتها السادسة في السياحة الفضائية في السعودية في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «هالو سبيس»، كارلوس ميرا، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ملتزمون بدعم رؤية المملكة 2030 من خلال تسريع الجهود لتعزيز السياحة الفضائية، عبر شراكتنا الاستراتيجية مع السلطات السعودية، وإنشاء قاعدتنا التشغيلية في المملكة، حيث ندعم بشكل مباشر ومن كثب رحلة التحول في جميع القطاعات الاقتصادية في المستقبل».

وتوقّع ميرا مسار نمو ملحوظ، مع زيادة رحلات السياحة الفضائية العالمية المتوقعة بنسبة 700 في المائة في السنوات الخمس الأولى، وهو ما يؤكد التزام «هالو سبيس»، بجعل الفضاء في متناول الجميع، ودفع المملكة العربية السعودية نحو الريادة في استكشاف الفضاء، ودفع عجلة الابتكار والتنويع الاقتصادي.

وأكد أن التعاون الوثيق مع مؤسسات القطاعين الخاص والحكومي لتبني معايير السلامة وإجراءات الاعتماد يعد ركيزة أساسية لنجاح المهمة، مبيناً أن التعاون مع هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، والهيئة العامة للطيران المدني يجسد التزام «هالو سبيس» بتوفير تجربة طيران آمنة في الفضاء القريب.

من جهته، كشف الشريك الإداري في شركة «آرثر دي ليتل» - الشرق الأوسط، وعضو مجلس إدارة «هالو سبيس»، توماس كوروفيلا لـ«الشرق الأوسط»، عن شراكة في مجال السياحة الفضائية في المملكة، مشيراً إلى أن ابتكار «هالو سبيس»، يأتي ضمن شركة «آرثر دي ليتل»، بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية؛ لتعزيز الريادة السعودية بمجال السياحة الفضائية.

وأضاف كوروفيلا أن «استعداد السعودية لأن تصبح قاعدة الإطلاق الرئيسية لشركة (هالو سبيس) في منطقة الشرق الأوسط من شأنه أن يدفع مزيداً من الاستثمارات في القطاعات المبتكرة والمتقدمة تقنياً، بما في ذلك استكشاف الفضاء والسياحة المرتبطة به. ومن المنتظر أن تدخل المملكة التاريخ بوصفها واحدة من أُولَيات الدول في العالم التي تطلق السياحة الفضائية القريبة».

ويعد إعلان شركة «هالو سبيس» عزمها إجراء تجربة السياحة الفضائية المقبلة في السعودية في سبتمبر المقبل، بالتعاون مع هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، حدثاً بارزاً يمثل تجربة السياحة الفضائية السادسة للشركة، بوصفها خطوة مهمة للغاية، تتماشى مع «رؤية المملكة 2030»، وتؤكد ريادتها في مجال استكشاف الفضاء القريب.

قفزة نوعية

وستشهد التجربة إطلاق الكبسولة «أورورا»، وهي النموذج الأولي الرائد لشركة «هالو سبيس»، بالحجم الفعلي، حيث ستطير إلى ارتفاع يصل إلى 35 كيلومتراً فوق سطح الأرض، وتهدف المهمة إلى إجراء تقييم دقيق وشامل للتحقق من سلامة تشغيل جميع الأنظمة الحيوية التي تم تطويرها خلال السنوات الثلاث الماضية.

وقال المدير التنفيذي للتقنية في شركة «هالو سبيس»، ألبرتو كاستريلو: «صممت المهمة، للتحقق من كفاءة وفعالية جميع أنظمتنا الحرجة، التي كرّسنا جهودنا لتطويرها على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، حيث تم تحديد التوقيت والموقع بعناية فائقة لضمان التشغيل الأمثل والموثوق لمعداتنا المتطورة، وتوفير أقصى درجات الأمان للفِرق المتخصصة التي ستتولى إدارة الرحلة الفضائية على الأرض».

صورة داخلية لكبسولة «هالو سبيس» الفضائية (الشرق الأوسط)

معايير السلامة

وعملت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية من خلال جهودها التعاونية مع شركة «هالو سبيس»، على تقديم الدعم اللازم منذ مطلع العام الحالي، حيث تتولى الهيئة الإشراف على الاستعدادات للتجربة، بما يعزز توجهات «رؤية السعودية 2030».

ويأتي قرار الشركة باختيار المملكة مقراً لقاعدتها التشغيلية الرئيسية وموقعاً للتجميع النهائي، تأكيداً على ما تتمتع به المملكة من مقومات مثالية لأنشطة استكشاف الفضاء، بالإضافة إلى دعمها المتواصل لنماذج الأعمال المبتكرة.

وعملت الهيئة ضمن جهودها الرامية إلى ترسيخ مكانة المملكة مركزاً عالمياً للتجارب الابتكارية الرائدة والتنوع الاقتصادي، بالتنسيق مع جهات حكومية أخرى، على رأسها الهيئة العامة للطيران المدني، على تلبية جميع المتطلبات التنظيمية لتجربة السياحة الفضائية، وهو ما يعكس مدى حرصها على ضمان سلامة الأفراد والمعدات المشاركة في مشروع السياحة الفضائية.

من جهته، قال نائب المحافظ المكلف قطاع الفضاء في هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، فرنك سالزجيبر: «انطلاقاً من دورها التنظيمي، عملت الهيئة على تمكين قطاع الفضاء، وذلك من خلال دعم نماذج الأعمال المبتكرة، وتحفيز أنشطة استكشاف الفضاء، وتعزيز جهود التعاون مع الجهات المعنية لتطوير هذا القطاع الحيوي».

وأضاف أن «المشروع يمثل قفزة كبيرة في مجال سياحة الفضاء، وانطلاقاً من التزامها بدعم هذه التطورات التقنية المتقدمة وتعزيز فرص الاستثمار في المملكة، فإن الهيئة حريصة على توفير الأطر التنظيمية التي تدعم الابتكار في الشركات والمشروعات مثل (هالو سبيس)، مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة للأفراد والمعدات».


مقالات ذات صلة

السعودية… حوكمة عمليات الشراء الحكومية ورفع كفاءة أداء المحتوى المحلي

الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة «هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية» بندر الخريف (واس)

السعودية… حوكمة عمليات الشراء الحكومية ورفع كفاءة أداء المحتوى المحلي

ركزت السعودية على تحفيز الفئات المستهدفة في تبني المحتوى المحلي وإعطائه الأولوية، إلى جانب تحسين حوكمة عمليات الشراء الحكومية، ورفع كفاءة الأداء في هذا المجال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى المكعب ضمن وجهة المربع الجديد (الشرق الأوسط)

رئيس «المربع الجديد»: توظيف مبادئ الاقتصاد الدائري في تطوير الداون تاون

أكد الرئيس التنفيذي لشركة «المربع الجديد»، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، مايكل دايك، على التزام الوجهة بتوظيف مبادئ الاقتصاد الدائري.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد جناح "بلت الصناعية" في أحد المعارض بالسعودية (موقع الشركة الإكتروني)

شركة تابعة لـ«لدن للاستثمار» السعودية توقع عقداً بـ171 مليون دولار لتنفيذ مشروع «ذا بوينت»

وقعت شركة «بلت الصناعية»، التابعة لـ«لدن للاستثمار» السعودية، عقداً بقيمة 645.66 مليون ريال (171.8 مليون دولار)، لتنفيذ أعمال مشروع «ذا بوينت» بمدينة أبها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحمد الخطيب وزير السياحة ورئيس المجلس التنفيذي للسياحة بالأمم المتحدة (الشرق الأوسط)

مع ختام رئاستها المجلس التنفيذي... السعودية تدعو لدعم السياحة العالمية

من المتوقع أن ترتفع مساهمة السياحة مدعومة بزيادة الربط الجوي والطلب في مرحلة ما بعد جائحة «كورونا»، وتوسع القاعدة السياحية للطبقة المتوسطة في الأسواق الناشئة.

«الشرق الأوسط» (قرطاجنة)
سفر وسياحة التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)

مساعٍ سعودية لتحويل 8 مدن واعدة إلى وجهات عالمية

قال الدكتور فهد بن مشيط، الرئيس التنفيذي لشركة أسفار: «نسعى إلى تحويل المدن الواعدة في السعودية إلى وجهات عالمية».

غازي الحارثي (الرياض)

أميركا توسّع لائحتها السوداء ضد الشركات الصينية

حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT

أميركا توسّع لائحتها السوداء ضد الشركات الصينية

حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، أنها وسّعت مجدداً لائحتها السوداء التي تحظر استيراد منتجات من منطقة شينجيانغ الصينية، أو التي يُشتبه في أنها صُنعت بأيدي أويغور يعملون قسراً.

وقد اتُّهمت نحو 30 شركة صينية جديدة باستخدام مواد خام أو قطع صنِعَت أو جمِعَت بأيدي أويغور يعملون قسراً، أو بأنها استخدمت هي نفسها هذه العمالة لصنع منتجاتها.

وبهذه الإضافة، يرتفع إلى 107 عدد الشركات المحظورة الآن من التصدير إلى الولايات المتحدة، حسبما أعلنت وزارة الأمن الداخلي.

وقالت الممثلة التجارية الأميركية، كاثرين تاي، في بيان: «بإضافة هذه الكيانات، تواصل الإدارة (الأميركية) إظهار التزامها بضمان ألّا تدخل إلى الولايات المتحدة المنتجات المصنوعة بفعل العمل القسري للأويغور أو الأقليات العرقية أو الدينية الأخرى في شينجيانغ».

وفي بيان منفصل، قال أعضاء اللجنة البرلمانية المتخصصة في أنشطة «الحزب الشيوعي الصيني» إنهم «سعداء بهذه الخطوة الإضافية»، عادّين أن الشركات الأميركية «يجب أن تقطع علاقاتها تماماً مع الشركات المرتبطة بالحزب الشيوعي الصيني».

يحظر قانون المنع الذي أقرّه الكونغرس الأميركي في ديسمبر (كانون الأول) 2021، كل واردات المنتجات من شينجيانغ ما لم تتمكّن الشركات في هذه المنطقة من إثبات أن إنتاجها لا ينطوي على عمل قسري.

ويبدو أن المنتجات الصينية ستجد سنوات صعبة من التصدير إلى الأسواق الأميركية، مع تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية تزيد على 60 في المائة على السلع الصينية جميعها، وهو ما أثار قلق الشركات الصينية وعجَّل بنقل المصانع إلى جنوب شرقي آسيا وأماكن أخرى.

كانت وزارة التجارة الصينية، قد أعلنت يوم الخميس، سلسلة من التدابير السياسية التي تهدف إلى تعزيز التجارة الخارجية للبلاد، بما في ذلك تعزيز الدعم المالي للشركات وتوسيع صادرات المنتجات الزراعية.

وكانت التجارة أحد المجالات النادرة التي أضاءت الاقتصاد الصيني في الآونة الأخيرة، في وقت يعاني فيه الاقتصاد من ضعف الطلب المحلي وتباطؤ قطاع العقارات، مما أثقل كاهل النمو.

وقالت الوزارة، في بيان نشرته على الإنترنت، إن الصين ستشجع المؤسسات المالية على تقديم مزيد من المنتجات المالية؛ لمساعدة الشركات على تحسين إدارة مخاطر العملة، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق بين السياسات الاقتصادية الكلية للحفاظ على استقرار اليوان «بشكل معقول».

وأضاف البيان أن الحكومة الصينية ستعمل على توسيع صادرات المنتجات الزراعية، ودعم استيراد المعدات الأساسية ومنتجات الطاقة.

ووفقاً للبيان، فإن الصين سوف «ترشد وتساعد الشركات على الاستجابة بشكل نشط للقيود التجارية غير المبررة التي تفرضها البلدان الأخرى، وتخلق بيئة خارجية مواتية لتعزيز الصادرات».

وأظهر استطلاع أجرته «رويترز»، يوم الخميس، أن الولايات المتحدة قد تفرض تعريفات جمركية تصل إلى 40 في المائة على وارداتها من الصين في بداية العام المقبل، مما قد يؤدي إلى تقليص نمو الاقتصاد الصيني بنسبة تصل إلى 1 نقطة مئوية.