إنتاجية العمال في الولايات المتحدة تسجل تسارعاً في الربع الثاني

ارتفاع طلبات البطالة إلى أعلى مستوى منذ 11 شهراً

عامل بناء على قمة مبنى «وان تايمز سكوير» في مانهاتن (رويترز)
عامل بناء على قمة مبنى «وان تايمز سكوير» في مانهاتن (رويترز)
TT

إنتاجية العمال في الولايات المتحدة تسجل تسارعاً في الربع الثاني

عامل بناء على قمة مبنى «وان تايمز سكوير» في مانهاتن (رويترز)
عامل بناء على قمة مبنى «وان تايمز سكوير» في مانهاتن (رويترز)

تسارع نمو إنتاجية العمال في الولايات المتحدة في الربع الثاني، مما حافظ على زيادة تكاليف العمالة تحت السيطرة، وزاد من تفاؤل التوقعات بشأن التضخم.

وقال مكتب إحصاء العمل، التابع لوزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، إن إنتاجية القطاع غير الزراعي، التي تقيس إنتاجية العامل في الساعة، زادت بمعدل سنوي قدره 2.3 في المائة في الربع الماضي، بعد ارتفاعها بوتيرة معدلة بالزيادة، بلغت 0.4 في المائة، في فترة يناير (كانون الثاني) - مارس (آذار).

وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا زيادة الإنتاجية بمعدل 1.7 في المائة، بعد ارتفاعها بوتيرة 0.2 في المائة في الربع الأول.

وزادت الإنتاجية بمعدل 2.7 في المائة عن مستواها قبل عام. وارتفعت تكاليف وحدة العمل (سعر العمل لكل وحدة إنتاج) بمعدل 0.9 في المائة في الربع من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران).

وتم تعديل بيانات الربع الأول بالخفض لتظهر ارتفاع تكاليف وحدة العمل بمعدل 3.8 في المائة، بدلاً من 4 في المائة، كما ورد في السابق. وارتفعت تكاليف العمالة بمعدل 0.5 في المائة مقارنة بالعام الماضي.

وأفادت الحكومة يوم الأربعاء بأن تكاليف العمالة السنوية سجلت أصغر ارتفاع لها في عامين ونصف العام، في الربع الثاني.

في المقابل، ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة إلى أعلى مستوى له منذ 11 شهراً، الأسبوع الماضي، مما يشير إلى بعض التراجع في سوق العمل، على الرغم من أن المطالبات تميل إلى التقلب في هذا الوقت من العام.

وقالت وزارة العمل، يوم الخميس، إن الطلبات الأولية على إعانات البطالة الحكومية زادت 14 ألف طلب إلى 249 ألف طلب معدَّل موسمياً للأسبوع المنتهي في 27 يوليو (تموز)، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس (آب) من العام الماضي.

وتوقَّع خبراء الاقتصاد الذين شملهم استطلاع أجرته «رويترز» 236 ألف طلب للأسبوع الأخير.

وقد كانت الطلبات في اتجاه تصاعدي منذ يونيو، حيث تم إلقاء اللوم جزئياً على التقلبات المرتبطة بإغلاق مصانع السيارات المؤقتة لإعادة تجهيزها والاضطرابات الناجمة عن إعصار بريل في تكساس.

وعلى الرغم من أن الطلبات تجاوزت الحد الأعلى من نطاقها البالغ 194 ألفاً إلى 245 ألفاً لهذا العام، فإن حالات التسريح لا تزال منخفضة بشكل عام.

وأظهرت بيانات حكومية يوم الثلاثاء أن معدل التسريح في يونيو كان الأدنى منذ أكثر من عامين. ويُعزى تباطؤ سوق العمل إلى انخفاض التوظيف، حيث أدت زيادات أسعار الفائدة التي قام بها مجلس الاحتياطي الفيدرالي في عامي 2022 و2023 إلى تقليل الطلب.

وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم بأول، للصحافيين، يوم الأربعاء، إنه بينما يرى أن التغييرات في سوق العمل «متسقة بشكل عام مع عملية التطبيع»، فإن صُنّاع السياسة «يراقبون عن كثب لمعرفة ما إذا كان يبدأ في إظهار علامات على أنه أكثر من ذلك».

وترك «المركزي الأميركي»، يوم الأربعاء، سعر الفائدة الأساسي عند النطاق من 5.25 في المائة إلى 5.50 في المائة، حيث ظل منذ يوليو الماضي، لكنه فتح الباب أمام خفض تكاليف الاقتراض في أقرب اجتماع له، سبتمبر (أيلول).

وأظهر تقرير المطالبات أن عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد أسبوع أولي من المساعدة، وهو مقياس للتوظيف، زاد 33 ألفاً إلى 1.877 مليون معدل موسمي خلال الأسبوع المنتهي في 20 يوليو.

ولا يوجد تأثير لبيانات المطالبات على تقرير التوظيف لشهر يوليو حيث إنه يقع خارج فترة الاستقصاء. ومن المتوقَّع أن تعلن الحكومة يوم الجمعة أن الرواتب غير الزراعية زادت بمقدار 175 ألف وظيفة الشهر الماضي بعد ارتفاعها بمقدار 206 آلاف وظيفة في يونيو.

ويُتوقع أن يظل معدل البطالة دون تغيير عند 4.1 في المائة، بعد أن ارتفع لثلاثة أشهر متتالية.


مقالات ذات صلة

الناتج غير النفطي السعودي ينمو 4.9 % بالربع الثاني متجاوزاً التقديرات

الاقتصاد تظهر أرقام هيئة الإحصاء انكماش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 0.3 % في الربع الثاني (الشرق الأوسط)

الناتج غير النفطي السعودي ينمو 4.9 % بالربع الثاني متجاوزاً التقديرات

حققت الأنشطة غير النفطية في السعودية نمواً بلغ 4.9 % خلال الربع الثاني من العام، متجاوزة تقديرات أواخر يوليو البالغة 4.4 %.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شخص يشتري الخضراوات من سوبرماركت في أميركا (رويترز)

المستثمرون يترقبون أرقام التضخم الأميركية قبيل اجتماع «الفيدرالي»

تحتل بيانات التضخم في الولايات المتحدة لشهر أغسطس يوم الأربعاء مركز الاهتمام مع توقع المستثمرين أن يبدأ «الاحتياطي الفيدرالي» في خفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الاقتصاد مقر المصرف المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

خفض جديد مرجح لـ«المركزي» الأوروبي وسط ضبابية التوقعات المستقبلية

يبدو أن البنك المركزي الأوروبي يتجه إلى خفض أسعار الفائدة مرة أخرى يوم الخميس، لكن التوقعات بعد ذلك أقل وضوحاً.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد عمال يسيرون باتجاه جسر البرج في لندن (رويترز)

تقرير: بريطانيا تحتاج استثمارات بقيمة 1.3 تريليون دولار في العقد المقبل

كشف تقرير يوم الجمعة أن بريطانيا بحاجة إلى استثمارات إضافية بقيمة تريليون جنيه إسترليني (1.3 تريليون دولار) في العقد المقبل لتحقيق نمو اقتصادي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد العَلم الوطني الألماني يرفرف في برلين (رويترز)

معهد «إيفو» يتوقع ركود الاقتصاد الألماني هذا العام

من المتوقع أن يركد الاقتصاد الألماني هذا العام، حسبما أفاد معهد به «إيفو» الألماني يوم الخميس، متخلياً عن توقعاته السابقة بنمو قدره 0.4 في المائة.

«الشرق الأوسط» (برلين)

الصين تعتزم فتح قطاع التصنيع أمام الاستثمارات الأجنبية

تجمِّع الأذرع الآلية السيارات على خط إنتاج السيارات الكهربائية «ليب موتور» بمصنع في جينهوا الصينية (رويترز)
تجمِّع الأذرع الآلية السيارات على خط إنتاج السيارات الكهربائية «ليب موتور» بمصنع في جينهوا الصينية (رويترز)
TT

الصين تعتزم فتح قطاع التصنيع أمام الاستثمارات الأجنبية

تجمِّع الأذرع الآلية السيارات على خط إنتاج السيارات الكهربائية «ليب موتور» بمصنع في جينهوا الصينية (رويترز)
تجمِّع الأذرع الآلية السيارات على خط إنتاج السيارات الكهربائية «ليب موتور» بمصنع في جينهوا الصينية (رويترز)

أعلنت الصين أنها ستفتح قطاع التصنيع لديها بالكامل أمام الاستثمارات الأجنبية، كما ستسمح أيضاً بمجال أكبر لرأس المال الأجنبي في قطاع الصحة، مما يضيف إلى الجهود المبذولة لإحياء ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وجاء في بيان صادر عن اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، الأحد، أن بكين ستزيل القيود الباقية الأخيرة أمام الاستثمارات الأجنبية في قطاع التصنيع، بدءاً من الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) وتقليص قائمتها للمجالات المحظورة على المستثمرين الأجانب.

وأضافت اللجنة أن الحكومة تعهدت بتعزيز التوسع والانفتاح في صناعة الخدمات، وتشجيع وصول الاستثمار الأجنبي إلى ذلك القطاع.

وتدرس السلطات حالياً تعديلات محتملة للسياسات؛ حيث يتمثل أحد الاتجاهات الرئيسية في تشجيع مزيد من الاستثمار الأجنبي في قطاع الخدمات.

وبشكل منفصل، أعلنت الصين أيضاً عن مجموعة من السياسات لمزيد من الانفتاح لقطاع الرعاية الصحية.

كانت وزارة العدل الصينية قد أعلنت يوم الجمعة الماضي أنها ستعزز بشكل استباقي الجهود التشريعية في القطاعات الرئيسية، وذلك بهدف تحفيز التنمية الاقتصادية عالية الجودة، وتحسين نظام حوكمة الاقتصاد الكلي.

وأشار جيانغ شان -وهو مسؤول بالوزارة- في مؤتمر صحافي، إلى أن الوزارة تعمل على تسريع عملية مراجعة قانون مكافحة المنافسة غير العادلة بالتعاون مع السلطات المختصة، لبناء سوق وطنية موحدة وتحسين بيئة الأعمال.

كما سلط جيانغ الضوء على المساعي الرامية إلى وضع إطار قانوني وتنظيمي لحل مشكلة المدفوعات المتأخرة المستحقة للمؤسسات. وفي الوقت نفسه، تجري مراجعة اللوائح التي تهدف إلى حماية المدفوعات المستحقة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وفي إطار مكافحة المخاطر المالية، قال جيانغ إن الوزارة ستعمل بنشاط على تعزيز مراجعة قانون تنظيم القطاع المصرفي والإشراف عليه، والمشاركة في صياغة القانون المالي.

وفيما يتعلق ببناء أنظمة جديدة لاقتصاد مفتوح بمعايير أعلى، قال شان إن الوزارة والإدارات الأخرى المعنية تدرس مراجعة قانون التجارة الخارجية وقانون الجمارك، لتتماشى مع القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية عالية المستوى، وكذلك توسيع الانفتاح.

على صعيد موازٍ، أعلنت بلدية شانغهاي (المركز المالي الصيني) يوم السبت، عن إنشاء صندوق بقيمة 10 مليارات يوان (نحو 1.41 مليار دولار) لرعاية الصناعات المستقبلية.

وستمول حكومة شانغهاي الصندوق بالكامل، ويستمر لمدة 15 عاماً يمكن تمديدها 3 سنوات إضافية إذا لزم الأمر، وفقاً للجنة العلوم والتكنولوجيا في بلدية شانغهاي.

ويهدف الصندوق إلى تعزيز الثقة في الاستثمار التكنولوجي في مراحله المبكرة، وتسريع تحويل الابتكارات المتطورة إلى قوى إنتاجية حديثة النوعية.

وستقود شركة «شانغهاي للاستثمار الرأسمالي المحدودة» المملوكة للدولة إنشاء منصة موجهة نحو السوق لإدارة الصندوق. وتأتي هذه الخطوة جزءاً أساسياً من جهود شانغهاي المستمرة لترسيخ مكانتها بوصفها مركزاً عالمياً للابتكار العلمي والتكنولوجي.