بنك إنجلترا على حافة خفض الفائدة: هل يفعلها اليوم؟

شخص يمشي أمام بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
شخص يمشي أمام بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
TT

بنك إنجلترا على حافة خفض الفائدة: هل يفعلها اليوم؟

شخص يمشي أمام بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
شخص يمشي أمام بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

من المحتمل خفض تكاليف الاقتراض في المملكة المتحدة الخميس للمرة الأولى منذ بدء جائحة «كوفيد - 19» قبل أكثر من أربع سنوات، على الرغم من أن خبراء الاقتصاد أكدوا أن القرار من المرجح أن يكون صعباً.

وينقسم الاقتصاديون حول ما إذا كان بنك إنجلترا، الذي يتمتع باستقلالية عن الحكومة، سيخفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة من المستوى الحالي البالغ 5.25 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ 16 عاماً، أو سيبقي عليه حتى سبتمبر (أيلول)، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وعلى الرغم من أن التضخم وصل إلى هدف البنك البالغ 2 في المائة، فإن عدة أعضاء في لجنة السياسة النقدية المكونة من تسعة أعضاء أعربوا عن مخاوف مستمرة بشأن استمرار الضغوط على الأسعار في قطاع الخدمات الذي يمثل نحو 80 في المائة من الاقتصاد البريطاني.

في وقت متأخر من يوم الأربعاء، كانت الأسواق المالية تتوقع خفضاً بنسبة 66 في المائة لسعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، ثم توقعت خفضاً آخر بمقدار ربع نقطة مئوية قبل نهاية العام، وفق «رويترز».

وظلت أسعار الفائدة في المملكة المتحدة دون تغيير لمدة عام بعد سلسلة دراماتيكية من الارتفاعات، لكن من الواضح منذ عدة أشهر أن لجنة السياسة النقدية تتجه نحو الخفض. وفي الاجتماعين الأخيرين، دعّم عضوان من الأعضاء التسعة قرار الخفض.

وقال كبير الاقتصاديين للأسواق المتقدمة في «آي إن جي»، جيمس سميث إنه سيكون «قراراً صعباً» لكنه يتوقع أن يدعم عدد كاف من الأعضاء في نهاية المطاف خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية بعد البيانات الأخيرة.

وأضاف: «خلاصة القول هي أن هناك ما يكفي تقريباً في البيانات الأخيرة لمنح البنك الثقة لبدء خفض الأسعار».

ورفعت المصارف المركزية في جميع أنحاء العالم تكاليف الاقتراض بشكل كبير من المستويات المنخفضة التي شوهدت خلال جائحة «كورونا» عندما بدأت الأسعار في الارتفاع، أولاً نتيجة لمشاكل سلسلة التوريد التي تراكمت خلال الوباء، ثم بسبب الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا والذي دفع بتكاليف الطاقة إلى الأعلى.

وساعدت أسعار الفائدة المرتفعة - التي تبرد الاقتصاد من خلال جعل الاقتراض أكثر تكلفة - في تخفيف التضخم، لكنها أثرت أيضاً على الاقتصاد البريطاني الذي بالكاد نما منذ انتعاش الوباء.

ويقول منتقدو بنك إنجلترا إنه يتوخى الحذر الزائد بشأن التضخم، وإن إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة للغاية لفترة طويلة سيؤثر سلباً على الاقتصاد دون داع. وهي تهمة وجهت أيضاً إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الذي أبقى أيضاً الأسعار دون تغيير في الأشهر الأخيرة، لكنه مثل بنك إنجلترا يفكر في موعد بدء خفضها.

وبدأت بعض المصارف المركزية، بما في ذلك المصرف المركزي الأوروبي، في خفض الأسعار ولكنها تفعل ذلك بحذر.


مقالات ذات صلة

بنك إنجلترا يخفض الفائدة للمرة الأولى منذ 2020

الاقتصاد منظر عام لمبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

بنك إنجلترا يخفض الفائدة للمرة الأولى منذ 2020

خفّض بنك إنجلترا أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات بتصويت حاسم وذلك في إطار تعزيز جهود حكومة حزب «العمال» لرفع النمو الاقتصادي

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك من ذهب في قبو أحد المصارف في زيوريخ (رويترز)

الذهب يرتفع إلى أعلى مستوى في أسبوعين

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها في أسبوعين يوم الخميس بعد أن فتح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول الباب أمام خفض الفائدة في وقت مبكر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد البنك الوطني السويسري في برن (رويترز)

البنك الوطني السويسري يسجل أكبر ربح نصف سنوي في تاريخه

سجل البنك الوطني السويسري أكبر ربح نصف سنوي في تاريخه البالغ 117 عاماً يوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
الاقتصاد قطار يمر من أمام مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (أ.ب)

ارتفاع التضخم في أوروبا يعقد الخطوة التالية لـ«المركزي»

ارتفع التضخم في الدول العشرين التي تستخدم اليورو إلى 2.6 في المائة في يوليو (تموز)، وهو ما يزيد بعناد عن هدف البنك المركزي الأوروبي ويعقد قرار البنك المركزي.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد مستثمر يتابع حركة الأسهم في البورصة الصينية بالعاصمة بكين (أ.ف.ب)

أسهم الصين تواصل خسائرها مع تقييم المستثمرين للتوقعات الاقتصادية

تراجعت أسهم الشركات القيادية في الصين لليوم الثاني على التوالي مع اتساع حالة التشاؤم بشأن التوقعات الاقتصادية للصين.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)

انكماش التصنيع بالصين يثقل كاهل الشركات في آسيا

عامل يتابع إحدى المعدات في مصنع بمقاطعة شانغدونغ الصينية (أ.ف.ب)
عامل يتابع إحدى المعدات في مصنع بمقاطعة شانغدونغ الصينية (أ.ف.ب)
TT

انكماش التصنيع بالصين يثقل كاهل الشركات في آسيا

عامل يتابع إحدى المعدات في مصنع بمقاطعة شانغدونغ الصينية (أ.ف.ب)
عامل يتابع إحدى المعدات في مصنع بمقاطعة شانغدونغ الصينية (أ.ف.ب)

أظهرت مسوح خاصة الخميس أن تباطؤ نشاط التصنيع في الصين أدى إلى أداء ضعيف بشكل عام للمصانع في آسيا الشهر الماضي، مع معاناة أصحاب الأعمال من ضعف الطلب مما يزيد من مخاطر ضعف التعافي الاقتصادي في المنطقة.

وانكمش نشاط التصنيع في اليابان، وتوسع بوتيرة أبطأ في كوريا الجنوبية، وذلك بسبب ضعف الطلب المحلي، وارتفاع تكاليف المدخلات مما يزيد من الكآبة الناجمة عن انكماش نشاط المصانع في الصين.

وهبط مؤشر مديري المشتريات الصناعي الصيني الذي يصدره «كايكسين - ستاندرد آند بورز غلوبال» إلى 49.8 نقطة في يوليو (تموز) الماضي، من 51.8 نقطة في الشهر السابق، وهو أدنى قراءة للمؤشر منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ويخالف توقعات المحللين التي كانت حول 51.5 نقطة.

وكانت القراءة التي تغطي في الغالب الشركات الصغيرة الموجهة للتصدير متوافقة مع مسح رسمي لمؤشر مديري المشتريات يوم الأربعاء أظهر تراجع نشاط التصنيع إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر.

وقال شيفان تاندون، الخبير الاقتصادي في «كابيتال إيكونوميكس»: «بالنظر إلى المستقبل، نتوقع أن تؤثر فترة من النمو العالمي الأقل من اللازم على نشاط التصنيع في مختلف أنحاء آسيا لبقية هذا العام».

وانخفض مؤشر مديري المشتريات الصناعي الياباني الذي يصدره بنك أو جيبون إلى 49.1 نقطة في يوليو من 50.0 نقطة في يونيو (حزيران) لينزل عن عتبة 50.0 التي تفصل النمو عن الانكماش للمرة الأولى في ثلاثة أشهر.

ويشير ضعف التصنيع في الاقتصادات التصديرية الرئيسية الصين واليابان إلى آفاق صعبة للمنطقة، على الرغم من أن خبراء الاقتصاد يراهنون على دورة تخفيف أسعار الفائدة العالمية المتوقعة لتوفير حاجز حمائي للاقتصادات.

وأشار بنك الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) يوم الأربعاء إلى إمكانية بدء خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) المقبل؛ إذا اتبع الاقتصاد الأميركي مساره المتوقع.

بينما يتوقع صندوق النقد الدولي أن تتجه اقتصادات آسيا نحو هبوط ناعم، حيث يخلق التضخم المعتدل مساحة للبنوك المركزية لتخفيف السياسات النقدية لدعم النمو. ويتوقع أن يتباطأ النمو في المنطقة من 5 في المائة في عام 2023 إلى 4.5 في المائة هذا العام، و4.3 في المائة في عام 2025.

وكان أداء كوريا الجنوبية، وهي محرك تصدير إقليمي رئيسي آخر، أفضل قليلاً، حيث بلغ مؤشر مديري المشتريات 51.4 في يوليو، وظل فوق علامة 50 للشهر الثالث على التوالي، ولكنه تباطأ من أعلى مستوى في 26 شهراً عند 52.0 في يونيو.

وكانت الصين مرة أخرى بمثابة عقبة محتملة أمام توسع الأعمال في المنطقة. فعلى سبيل المثال، ارتفعت صادرات كوريا الجنوبية في يوليو بأسرع وتيرة في ستة أشهر بفضل مبيعات الرقائق القوية، لكنها جاءت دون توقعات السوق، وسط مخاوف بشأن التعافي المستدام للطلب الصيني.

وقالت مؤسسة «سيتي ريسيرش» إن قطاع التصنيع الإجمالي في الصين قد يدخل «صيفاً قاسياً»، بعد أن أشارت بيانات مؤشر مديري المشتريات الرسمية إلى زخم اقتصادي ضعيف في يوليو، مما يشير إلى مزيد من الألم للدول المعتمدة على سوق المستهلكين الضخمة في الصين.

وفي مكان آخر، توسع نشاط المصانع في تايوان، لكنه تباطأ أيضاً قليلاً عن يونيو، حيث بلغ مؤشر مديري المشتريات 52.9 في يوليو، بانخفاض عن 53.2 في الشهر السابق.

وتوسع نشاط التصنيع في الهند بوتيرة قوية في يوليو بفضل استمرار الطلب القوي، على الرغم من ارتفاع ضغوط التكلفة مع ارتفاع الأسعار المفروضة على العملاء بأسرع معدل في أكثر من عقد من الزمان. بينما أظهرت المسوحات أن إندونيسيا وماليزيا شهدتا انكماشاً في نشاط التصنيع في يوليو.

وفي الأسواق عقب نشر البيانات، هبطت أسهم الصين يوم الخميس بعد أن سجلت أكبر مكسب يومي في خمسة أشهر في الجلسة السابقة، كما أثر ضعف اليوان أيضاً على معنويات المستثمرين.

ومن جهة أخرى، قال تينغ لو، كبير خبراء الاقتصاد الصيني في نومورا، إن قطاع العقارات في الصين من المقرر أن ينخفض ​​بشكل أكبر في النصف الثاني من عام 2024، واستشهد ببيانات من مؤسسة معلومات العقارات الصينية تفيد بأن أحجام مبيعات العقود لأكبر 100 مطور انخفضت بنسبة 22.7 في المائة على أساس سنوي في يوليو مقابل انخفاض بنسبة 22.4 في المائة في يونيو، على الرغم من القاعدة المنخفضة.

وانخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.22 في المائة، ومؤشر «سي إس آي 300» الصيني للأسهم القيادية بنسبة 0.57 في المائة، مع ارتفاع مؤشره الفرعي للقطاع المالي بنسبة 0.03 في المائة، وانخفض قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية بنسبة 2.2 في المائة، ومؤشر العقارات بنسبة 2.25 في المائة، ومؤشر الرعاية الصحية الفرعي بنسبة 1.03 في المائة.

وهبطت الأسهم الصينية المدرجة في بورصة هونغ كونغ بنسبة 0.37 في المائة، ومؤشر «هانغ سنغ» بنسبة 0.19 في المائة. كما انخفض مؤشر «شنتشن» الأصغر بنسبة 0.63 في المائة، ومؤشر «تشينيكست» المركب للشركات الناشئة بنسبة 1.33 في المائة، ومؤشر «شانغهاي ستار 50» الذي يركز على التكنولوجيا بنسبة 0.83 في المائة.