اليابان تأمر بـ«إصلاحات جذرية» بعد «انتهاكات جديدة» في تويوتا

عمليات التفتيش كشفت عن سوء سلوك متعمد ومخالفات واسعة النطاق

سيارة تويوتا تاكوما على أحد الطرق (أ.ب)
سيارة تويوتا تاكوما على أحد الطرق (أ.ب)
TT

اليابان تأمر بـ«إصلاحات جذرية» بعد «انتهاكات جديدة» في تويوتا

سيارة تويوتا تاكوما على أحد الطرق (أ.ب)
سيارة تويوتا تاكوما على أحد الطرق (أ.ب)

أمرت الحكومة اليابانية شركة «تويوتا موتور» يوم الأربعاء بإجراء «إصلاحات جذرية» بعد اكتشاف انتهاكات جديدة في إجراءات اعتماد المركبات التي تتبعها الشركة.

وفيما يسمى بالأمر التصحيحي، قالت وزارة النقل إن عمليات التفتيش في الموقع كشفت عن سوء سلوك متعمد ومخالفات واسعة النطاق في سبعة طرز إضافية لم يتم الكشف عنها من قبل.

وقالت «تويوتا» إن الأمر التصحيحي أمرها «بإجراء إصلاحات جذرية لضمان عمليات اعتماد مناسبة»، وأضافت الشركة أنها في صدد تأكيد الامتثال للمتطلبات الخاصة بالطرز المعنية، وأن العملاء ليسوا في حاجة إلى التوقف عن استخدام المركبات المتأثرة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت «تويوتا» إنها لم تجد أي حالات جديدة من المخالفات في طلبات اعتماد طرازات السيارات بخلاف تلك التي أبلغت عنها بالفعل في يونيو (حزيران) الماضي. واعترفت «تويوتا» وأربع شركات أخرى لصناعة السيارات في يونيو بتقديم بيانات معيبة أو تم التلاعب بها عند التقدم بطلبات اعتماد المركبات.

وتضمنت مخالفات «تويوتا» ثلاثة نماذج إنتاجية، تضم «كورولا فيلدر» و«كورولا أكسيو» و«ياريس كروس»، وإصدارات متوقفة من أربعة نماذج أخرى، بما في ذلك نموذج تم بيعه تحت العلامة التجارية الفاخرة «لكزس». وقالت «تويوتا» إنها تخطط لاستئناف إنتاج هذه النماذج من بداية سبتمبر (أيلول) بعد أن أكدت وزارة النقل أنها تلبي متطلبات الامتثال.

وأجرت شركات صناعة السيارات اليابانية التحقيق بعد أن أمرت وزارة النقل بإجراء فحوص واسعة النطاق على ممارسات الاعتماد في الصناعة في أعقاب فضيحة اختبارات السلامة في وحدة سيارات «دايهاتسو» المدمجة التابعة لـ«تويوتا».

وقالت الوزارة إن ستة من النماذج السبعة الإضافية لـ«تويوتا» التي بها مخالفات تم اعتمادها أيضاً في دول أخرى، وقد نبهت السلطات في الخارج بشأن هذه القضايا. ولا تزال أربعة من النماذج الإضافية - وهي شاحنة صغيرة تباع تحت أسماء «نوا وفوكسي» و«راف 4» و«هارير» و«لكزس إل إم» - في مرحلة الإنتاج من قبل «تويوتا»، بينما توقفت ثلاثة نماذج أخرى عن التصنيع.

وتأتي التطورات عقب ساعات من إعلان «تويوتا» يوم الثلاثاء أن مجموعتها باعت 5.16 مليون سيارة في أنحاء العالم خلال النصف الأول من العام الجاري، متفوقة بذلك على منافستها الألمانية «فولكسفاغن»، لتحتفظ بالمركز الأول على قائمة المبيعات العالمية للعام الخامس على التوالي.

وقالت وكالة أنباء كيودو اليابانية يوم الثلاثاء إنه رغم هذا الإنجاز تراجعت مبيعات الشركة العالمية في الفترة من يناير (كانون الثاني) وحتى يونيو، إضافة إلى مبيعات شركة «دايهاتسو موتور» لتصنيع السيارات الصغيرة وشركة صناعة الشاحنات «هينو موتورز» التابعة لها بنسبة 4.7 في المائة عن العام السابق بسبب توقف الإنتاج بعد سلسلة من الفضائح المتعلقة بالجودة وتباطؤ حركة مبيعاتها في الصين.

وقالت «تويوتا» إن حجم الإنتاج العالمي لمجموعتها تراجع بنسبة 9.8 في المائة إلى 5.07 مليون سيارة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري. كما أعلنت المجموعة عن تراجع مبيعاتها المحلية بنسبة 32 في المائة، إلى 823.595 ألف سيارة، بعد إيقاف «دايهاتسو» لإنتاجها بشكل مؤقت لاكتشاف تزوير للبيانات في اختبارات السلامة.

ويشار إلى أن شركة «دايهاتسو موتور» المتخصصة في صناعة السيارات الصغيرة استأنفت عملياتها في جميع مصانع التجميع المحلية في أوائل مايو (أيار) الماضي، بعد توقف مصانعها في ديسمبر (كانون الأول).


مقالات ذات صلة

«تويوتا» تحافظ على مجلس إدارتها... والكل يترقب «حجم الثقة»

الاقتصاد مساهمون يصلون إلى مقر شركة «تويوتا» وسط العاصمة اليابانية طوكيو الثلاثاء من أجل التصويت على مجلس الإدارة (أ.ب)

«تويوتا» تحافظ على مجلس إدارتها... والكل يترقب «حجم الثقة»

أيد مساهمو شركة «تويوتا موتورز» بقاء رئيس مجلس الإدارة أكيو تويودا وتسعة أعضاء آخرين في مجلس إدارة الشركة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد صورة لأحد معارض السيارات اليابانية في العاصمة السعودية الرياض (وكالة عبد اللطيف جميل)

هل تؤذي فضيحة «السلامة» اليابانية سوق السيارات السعودية؟

وُضعت شركات سيارات يابانية عملاقة في مرمى الفضائح بسبب تزوير بيانات السلامة، وهو ما دفع وزارة النقل إلى مداهمة شركات كبرى مثل «تويوتا».

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد شعار «تويوتا» يظهر في معرض طوكيو للسيارات بطوكيو، اليابان في 24 أكتوبر 2019 (رويترز)

«تويوتا» تسجل رقماً قياسياً في الإنتاج والمبيعات

أعلنت شركة «تويوتا موتور»، يوم الأربعاء، أن إنتاجها العالمي، خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) حتى نوفمبر (تشرين الثاني) الماضيين، بلغ 9.23 مليون سيارة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد تواجه شركة «تويوتا موتور» اليابانية أزمة ثقة بعد فضيحة تزوير واسعة النطاق تطال شركة «دايهاتسو» التابعة لها (رويترز)

«تويوتا» تواجه أزمة ثقة وأسهمها تتراجع بعد فضيحة «دايهاتسو»

يتخبّط عملاق صناعة المركبات الياباني «تويوتا» في فضيحة تزوير واسع تطال شركة «دايهاتسو» التابعة له وعمليات سحب سيارات من السوق في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الولايات المتحدة​ العلامة التجارية لشركة تويوتا (رويترز)

«تويوتا» تستدعي مليون سيارة في الولايات المتحدة

أعلنت شركة تويوتا، أمس (الأربعاء)، أنّها استدعت نحو مليون سيارة من ماركتي «تويوتا» و«ليكزس» في الولايات المتحدة بسبب مشكلة في الوسائد الهوائية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

انخفاض أسعار الذهب يعزز الطلب الفعلي ويعيد تشكيل السوق

سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
TT

انخفاض أسعار الذهب يعزز الطلب الفعلي ويعيد تشكيل السوق

سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)

أسهم انخفاض أسعار الذهب هذا الشهر في جذب المشترين الذين كانوا ينتظرون تراجع الارتفاع الكبير الذي شهدته السوق هذا العام، وفقاً لما أفاد به مختصون في الصناعة ومحللون.

ووصلت أسعار الذهب الفورية إلى مستوى قياسي، بلغ 2790.15 دولار للأونصة في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، لكنها تراجعت بنحو 4 في المائة حتى الآن في نوفمبر (تشرين الثاني)، متأثرة بفوز الحزب الجمهوري في الانتخابات الأميركية.

وقال الرئيس التنفيذي المشارك لمصفاة «أرغور-هيريوس» السويسرية، روبن كولفينباخ، في تصريح لـ«رويترز»: «لقد شهدنا زيادة ملحوظة في الطلب الفعلي منذ أكتوبر، خصوصاً بعد الانخفاض الحاد في الأسعار في نوفمبر، ما أدى إلى تغيير في معنويات السوق».

وقد عزّزت التوقعات التي قدّمها بعض المحللين بأن الذهب قد يصل إلى 3000 دولار، ما جعل بعض أجزاء السوق يشير إلى أن الأسعار، حتى إذا تجاوزت 2700 دولار، لم تعد مرتفعة بشكل مفرط.

وأضاف كولفينباخ: «لقد ارتفع الطلب بشكل كبير على المنتجات المسكوكة، التي يستهلكها المستثمرون الأفراد بشكل رئيس، لكننا لاحظنا أيضاً زيادة في طلبات الإنتاج للذهب الفعلي من المستثمرين المؤسساتيين».

وفي الأسواق الحسّاسة للأسعار مثل الهند، كان المستهلكون يواجهون صعوبة في التكيّف مع ارتفاع أسعار الذهب في الأشهر الأخيرة حتى بدأ السعر يتراجع.

ومن المرجح أن يستمر هذا الارتفاع في الطلب في الهند -ثاني أكبر مستهلك للذهب بعد الصين، ومن أكبر مستورديه- في ديسمبر (كانون الأول) إذا استقرت الأسعار حول مستوى 2620 دولاراً، وفق ما أفاد رئيس قسم السبائك في بنك خاص لاستيراد الذهب في مومباي.

وقال: «لقد شهد المستهلكون ارتفاع الذهب إلى نحو 2790 دولاراً؛ لذا فهم مرتاحون نفسياً مع السعر الحالي». وأضاف: «المطلب الوحيد أن تظل الأسعار مستقرة. التقلبات السعرية تزعج المشترين، وتجعلهم ينتظرون اتجاهاً واضحاً».

ورغم أن الطلب في الصين أقل حيوية وأكثر تنوعاً في جنوب شرقي آسيا، قالت المحللة في «ستون إكس»، رونيا أوكونيل، إن هناك عدداً من المستثمرين الاستراتيجيين الذين كانوا ينتظرون تصحيحاً مناسباً.

وأوضحت: «انخفضت الأسعار بعد الانتخابات، ما فتح المجال لبعض المستثمرين للاستفادة من الفرصة».