«بي بي» تسجل 2.8 مليار دولار أرباحاً بالربع الثاني وترفع توزيعات الأرباح

أعطت «بي بي» الضوء الأخضر لتطوير حقل نفط كاسكيدا في خليج المكسيك بالولايات المتحدة (رويترز)
أعطت «بي بي» الضوء الأخضر لتطوير حقل نفط كاسكيدا في خليج المكسيك بالولايات المتحدة (رويترز)
TT

«بي بي» تسجل 2.8 مليار دولار أرباحاً بالربع الثاني وترفع توزيعات الأرباح

أعطت «بي بي» الضوء الأخضر لتطوير حقل نفط كاسكيدا في خليج المكسيك بالولايات المتحدة (رويترز)
أعطت «بي بي» الضوء الأخضر لتطوير حقل نفط كاسكيدا في خليج المكسيك بالولايات المتحدة (رويترز)

زادت شركة «بريتيش بتروليوم» (بي بي) توزيعاتها النقدية ومددت برنامج إعادة شراء أسهمها يوم الثلاثاء، حيث أعلنت عن توقعات بتجاوز أرباح الربع الثاني البالغة 2.76 مليار دولار، مع تعويض ضعف التكرير عن طريق أسعار النفط والغاز الأقوى.

وستخفف النتيجة الضغوط على الرئيس التنفيذي موراي أوكينكلوس، بعد أن فشلت «بي بي» في تحقيق توقعات الأرباح بالربعين السابقين، وفق «رويترز».

وقد تعهد الكندي البالغ من العمر 53 عاماً، والذي تولى منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي، بتجديد عمليات «بي بي» والتركيز على أكثرها ربحية، ومعظمها في النفط والغاز.

وفي إشارة إلى التغيير عن استراتيجية سلفه برنارد لوني لتنمية مصادر الطاقة المتجددة والحد من إنتاج الوقود الأحفوري، قالت «بي بي» إنها أعطت الضوء الأخضر لتطوير حقل نفط كاسكيدا في خليج المكسيك بالولايات المتحدة، وهو مشروع معقد للغاية في تكوينات جيولوجية عميقة.

ومن المتوقع أن يبدأ الحقل الإنتاج في عام 2029، وأن تبلغ طاقته 80 ألف برميل من النفط يومياً.

وقال أوكينكلوس في بيان: «نحن نقود التركيز عبر الأعمال ونخفض التكاليف، وكل ذلك مع بناء الزخم في سعينا إلى عام 2025».

التكرير الضعيف

رفعت «بي بي» توزيعاتها النقدية بنسبة 10 في المائة إلى 8 سنتات للسهم من 7.27 سنت، بما يتماشى مع توقعات المحللين، استناداً إلى بيانات بورصة لندن. كما حافظت على معدل برنامج إعادة شراء الأسهم عند 1.75 مليار دولار على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، وقالت إنها تظل ملتزمة بشراء ما مجموعه 14 مليار دولار من الأسهم هذا العام والعام المقبل.

وبلغ صافي ربح تكاليف الاستبدال الأساسية، وهو تعريف الشركة للدخل الصافي، 2.76 مليار دولار في الأشهر الثلاثة حتى يونيو (حزيران)، متجاوزاً توقعات بلغت 2.54 مليار دولار في استطلاع أجرته الشركة للمحللين. هذا بالمقارنة بربح 2.7 مليار دولار في الربع السابق، و2.6 مليار دولار قبل عام.

وأثر ضعف هوامش التكرير بسبب انخفاض الطلب على الديزل وارتفاع مستوى صيانة المصافي على النتيجة، لكن تم تعويض ذلك بارتفاع أسعار النفط والغاز في الربع ومعدل ضريبي أقل من المتوقع.

وقالت الشركة إن مساهمة تداول النفط كانت ضعيفة بعد أداء قوي في الربع السابق. وفي الأسبوع الماضي، أعلنت شركة «توتال إنرجيز» الفرنسية عن انخفاض بنسبة 6 في المائة بأرباح الربع الثاني، متأثرة أيضاً بانخفاض هوامش التكرير الأوروبية.

وستحافظ «بي بي» على الإنفاق الرأسمالي عند 16 مليار دولار سنوياً في عامي 2024 و2025.


مقالات ذات صلة

النفط يستقر قرب أدنى مستوياته منذ أوائل يونيو مع ازدياد المخاوف بشأن الصين

الاقتصاد صورة لمصفاة «الزور» النفطية في المنشأة الواقعة جنوب مدينة الكويت (أرشيفية - أ.ف.ب)

النفط يستقر قرب أدنى مستوياته منذ أوائل يونيو مع ازدياد المخاوف بشأن الصين

استقر النفط يوم الثلاثاء قرب أدنى مستوياته منذ أوائل يونيو (حزيران) الماضي مع موازنة المخاوف بشأن الطلب في الصين.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد «سيبسا» هي ثاني أكبر شركة نفط في إسبانيا (رويترز)

«سيبسا» الإسبانية للنفط تعود إلى الربحية بفضل ارتفاع الأسعار

عادت ثاني أكبر شركة نفط في إسبانيا «سيبسا» إلى تحقيق أرباح في الربع الثاني بفضل ارتفاع أسعار النفط والغاز وانخفاض التكاليف واتساع هوامش التكرير.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الاقتصاد ارتفعت إيرادات «الأنابيب» إلى 343.07 مليون ريال للربع الثاني من العام المالي 2024 (موقع الشركة)

المبيعات تصعد بأرباح «الأنابيب» السعودية 25.5 % في الربع الثاني

ارتفع صافي ربح الشركة العربية للأنابيب خلال الربع الثاني إلى 57 مليون ريال (15 مليون دولار) مقابل 45.4 مليون ريال في الربع المماثل من العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد حقل نفط في الصين (رويترز)

مخاوف اتساع الصراع في الشرق الأوسط ترفع أسعار النفط

ارتفعت أسعار النفط، اليوم الاثنين، لتقلص خسائر الأسبوع الماضي، وسط مخاوف من اتساع الصراع في الشرق الأوسط في أعقاب هجوم صاروخي على هضبة الجولان.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد لا تزال صادرات العراق النفطية من حقول كركوك وكردستان عبر خط أنابيب تصدير النفط العراقي إلى ميناء جيهان التركي متوقفة (وكالة الأنباء العراقية)

صادرات العراق النفطية تتجاوز 3.410 مليون برميل يومياً الشهر الماضي

أعلنت وزارة النفط العراقية، الأحد، أن متوسط الصادرات النفطية لشهر يونيو (حزيران) الماضي تجاوز سقف 3 ملايين و410 آلاف برميل يومياً.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

مستويات قياسية للطلب على الذهب منذ عام 2000 وسط زخم الأحداث العالمية

بائع يحمل أساور الذهب في أحد متاجر المجوهرات بالعاصمة السعودية الرياض (تصوير: تركي العقيلي)
بائع يحمل أساور الذهب في أحد متاجر المجوهرات بالعاصمة السعودية الرياض (تصوير: تركي العقيلي)
TT

مستويات قياسية للطلب على الذهب منذ عام 2000 وسط زخم الأحداث العالمية

بائع يحمل أساور الذهب في أحد متاجر المجوهرات بالعاصمة السعودية الرياض (تصوير: تركي العقيلي)
بائع يحمل أساور الذهب في أحد متاجر المجوهرات بالعاصمة السعودية الرياض (تصوير: تركي العقيلي)

في ظل ما يشهده العالم من زخم في الأحداث، والتوترات الجيوسياسية وعدم اليقين في البيانات الاقتصادية، وأمام الاقتراب أكثر فأكثر من معركة السباق إلى البيت الأبيض، تتجه الأنظار إلى الذهب الذي بات معروفاً أنه الملاذ الآمن في وقت الشدة، حيث سجل الطلب عليه ارتفاعات كبيرة دفعته إلى مستويات قياسية لم نشهدها منذ أكثر من عقدين أي منذ العام 2000، وسط تراجع حاد من قبل المستهلكين لشراء المجوهرات المشغولة.

ففي الربع الثاني من العام الجاري، ارتفع إجمالي الطلب على الذهب بنسبة 4 في المائة إلى 1258 طناً مقارنة مع الفترة ذاتها من العام السابق، ليصبح أعلى ربع سنوي منذ عام 2000.

ووفق تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، انخفض الطلب على الذهب باستثناء «بورصة لندن للمعادن» في الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 6 في المائة على أساس سنوي إلى 929 طناً، حيث فاق الانخفاض الحاد في استهلاك المجوهرات المكاسب الطفيفة في جميع القطاعات الأخرى.

وبحسب التقرير، شهدت حيازات صناديق الاستثمار المتداولة العالمية للذهب انخفاضاً طفيفاً بمقدار 7 أطنان في الربع الثاني مقارنة مع تراجع بلغ 21 طناً في الربع الثاني من العام السابق. كما أعقبت التدفقات الخارجة المبكرة الكبيرة تدفقات ناشئة لاحقة. حيث انخفض الاستثمار في سبائك التجزئة والعملات المعدنية بنسبة 5 في المائة عند 261 طناً، ويرجع ذلك إلى ضعف الطلب من الأسواق الغربية. وإلى جانب ذلك، قفز الذهب المستخدم في التكنولوجيا بنسبة 11 في المائة على أساس سنوي، حيث استمر الاتجاه التصاعدي للذكاء الاصطناعي في دفع الطلب على هذا القطاع.

توقعات النصف الثاني

يتوقع مجلس الذهب العالمي أن تحافظ الأسعار على المستويات الحالية أو أن تبني عليها ببطء في النصف الثاني من العام الجاري، كما يرجح أن ينتج الطلب على الاستثمار الغربي نصفاً ثانياً إيجابياً، لكن التقديرات للعام بأكمله جاءت منخفضة بشكل طفيف، نظراً للربع الثاني المخيب للآمال لصناديق الاستثمار المتداولة مقارنة بالتوقعات. ومن المرجح أن يساهم الاستثمار خارج البورصة بشكل كبير كما فعل في النصف الأول.

وأضاف التقرير أن تكيف المستهلكين مع ارتفاع الأسعار قد يستغرق بعض الوقت. ومن المرجح أن تظل الهند نقطة مضيئة وحيدة ومؤقتة، مدعومة بخفض الرسوم والخلفية الصحية للاقتصاد الكلي. وبشكل أكثر إيجابية بالنسبة للتصنيع، والتكنولوجيا. حيث قدمت الحكومة الهندية ميزانيتها لعام 2024 - 25 في 23 يوليو (تموز)، وأعلنت عن تخفيض إجمالي رسوم الاستيراد على سبائك الذهب من 15 إلى 6 في المائة.

ويرجح مجلس الذهب العالمي أن تظل إعادة تدوير الذهب في الربع الأعلى من نطاقها التاريخي بسبب ارتفاع الأسعار وعدم اليقين الاقتصادي، ولا يزال المعروض من المناجم يستعد لعام قياسي، رغم أن النطاق المحتمل للعام بأكمله قد تحول إلى انخفاض طفيف.

وفي سياق شراء البنوك المركزية وضعف الاستثمار في التجزئة للأسواق الناشئة. أبان التقرير أن المخاطر المتصاعدة ستأتي من تباطؤ اقتصادي جوهري أكثر في الأسواق المتقدمة، جنباً إلى جنب مع مسار سعر فائدة منخفضة والذي من شأنه أن يزيد الاهتمام بمنتجات الاستثمار في الذهب. بالإضافة إلى ذلك، قد يمتد عدم اليقين الجيوسياسي إلى تقلبات السوق، وفي المقام الأول مع احتدام السباق إلى البيت الأبيض.

السوق فوضوية

وقال رئيس مؤسسة «إيه يو سكيور» الاستثمارية في مجال المعادن، بيتر توماس، في حديثه إلى «الشرق الأوسط» إن أسعار الذهب في الوقت الحالي تعد في أعلى مستوياتها على الإطلاق، لكن الأمر سيستغرق الكثير من الأموال الجديدة لدفعها إلى المزيد من النمو، مبيناً أن عدم الاستقرار الجيوسياسي لا يزال قوياً جداً وستظل السوق فوضوية مع تدفق الأخبار إلى الداخل والخارج.

انخفاض حاد

في جانب المجوهرات، استجاب الطلب بشكل غير مفاجئ بانخفاض حاد في الاستهلاك العالمي بنسبة 19 في المائة على أساس سنوي إلى 391 طناً. ليصبح أضعف ربع ثانٍ منذ عام 2020، ومن حيث القيمة، انخفض الطلب على المجوهرات في الفترة ذاتها إلى 29 مليار دولار على أساس سنوي.

بينما في النصف الأول من العام الجاري، كان الطلب على المجوهرات من حيث القيمة أعلى بنسبة 2 في المائة على أساس سنوي عند 61 مليار دولار أميركي، وهو الأعلى منذ عام 2013 عندما بلغ 834 طناً.

جولة في أسواق الرياض

وفي هذا السياق، أجرت «الشرق الأوسط» جولة في أسواق الذهب بالعاصمة السعودية الرياض، حيث أكد مسؤول المبيعات بأحد متاجر المجوهرات بدر المدعج، في تصريح، أن أسعار الذهب وصلت إلى قمة عالية في الفترة الحالية لم يسبق أن وصلتها سابقاً، مضيفاً «نتمنى في الأيام القادمة أن يكون هناك انخفاض رغم أن الوضع يشير إلى أنه سيكون في مسار أكثر ارتفاعاً مما بلغه تقريباً».

ونوّه المدعج إلى أن الهدوء كان يعم السوق خلال موسم الإجازة الصيفية نتيجة لسفر غالبية الناس، وبالتالي كانت القوة الشرائية ضعيفة، لكنه يتوقع أن يعود الإقبال مع قرب استئناف الدراسة، وأن تستعيد السوق نشاطها وحيويتها مرة أخرى.