تراجع «التصنيع» في اليابان خلال يوليو و«الخدمات» تعدل الكفة

«نيكي» عند أدنى مستوى في شهر وسط نتائج أميركية متباينة وصعود الين

رجل يتابع شاشة تعرض تحركات المؤشر «نيكي» وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
رجل يتابع شاشة تعرض تحركات المؤشر «نيكي» وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
TT

تراجع «التصنيع» في اليابان خلال يوليو و«الخدمات» تعدل الكفة

رجل يتابع شاشة تعرض تحركات المؤشر «نيكي» وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
رجل يتابع شاشة تعرض تحركات المؤشر «نيكي» وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

أظهر مسح للأعمال، الأربعاء، انكماش نشاط المصانع في اليابان قليلاً خلال يوليو (تموز) الحالي مع تراجع الإنتاج والطلبيات الجديدة وبقاء الشركات تحت ضغط من ارتفاع الأسعار. لكن المسح وجد أن التوسع في قطاع الخدمات ساعد النشاط الإجمالي في القطاع الخاص الياباني على العودة إلى النمو في يوليو.

وانخفض «مؤشر مديري المشتريات الصناعي» الياباني الصادر عن بنك «أو جيبون»، إلى 49.2 نقطة في يوليو، من 50.0 نقطة في يونيو (حزيران) السابق عليه، لينزلق تحت عتبة 50.0 الفاصلة بين النمو والانكماش على أساس شهري لأول مرة في 3 أشهر.

وقال أسامة بهاتي، الخبير الاقتصادي في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس» التي تجمع بيانات المسح: «قاد مقدمو الخدمات التوسع، وشهدوا نمو النشاط إلى أعلى مستوى في 3 أشهر، بينما شهد المصنعون انخفاضاً متجدداً في الإنتاج كان مع ذلك هامشياً فقط».

وأظهر المسح أن «المؤشر الفرعي الرئيسي للإنتاج» انكمش قليلاً في يوليو وعكس اتجاهه من التوسع في يونيو، كما انخفضت الطلبات الجديدة إلى أضعف مستوى منذ فبراير (شباط) الماضي.

ووجد المسح أن الشركات المصنعة ظلت تحت الضغط مع تكثيف تضخم تكاليف المدخلات إلى أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2023، في حين تراجعت أسعار الإنتاج إلى أدنى مستوى في 4 أشهر.

وتسارع التضخم في أسعار الجملة باليابان الشهر الماضي، حيث دفع انخفاض الين تكلفة واردات المواد الخام إلى الارتفاع. كما انخفضت العملة اليابانية إلى أدنى مستوى لها في 38 عاماً مقابل الدولار الأميركي في وقت سابق من هذا الشهر. وقد يفرض انخفاض الين الأخير ضغوطاً تصاعدية على تكاليف الواردات.

وفي المقابل، انتعش نشاط قطاع الخدمات في يوليو عن الشهر السابق مع مكسب قوي في الأعمال الجديدة. وارتفع «مؤشر مديري المشتريات للخدمات» من بنك «أو جيبون» إلى 53.9 نقطة في يوليو، وهو أعلى مستوى في 3 أشهر، متأرجحاً من 49.4 في يونيو.

وارتفع النشاط المتميز للقطاع إلى أعلى مستوى منذ مارس (آذار) الماضي، مما يشير إلى وجود ضغوط على الطاقة. وارتفع «مؤشر مديري المشتريات المركب» لبنك «أو جيبون» الياباني، الذي يجمع بين نشاط قطاعي التصنيع والخدمات، إلى 52.6 نقطة في يوليو من 49.7 خلال يونيو.

وفي الأسواق، تراجعت الأربعاء عملات الدول التي تعتمد على تجارة السلع الأولية إلى أدنى مستوياتها في أسابيع عدة، في ظل انخفاض أسعار المواد الخام وعمليات البيع الأكثر كثافة مقابل الين، مما دعم العملة اليابانية لتقفز إلى أعلى مستوى في شهرين.

وجاءت هذه التحركات على أثر انخفاض أسعار المعادن المستخدمة في الصناعة، مثل خامي الحديد والنحاس، التي سجلت أدنى مستوياتها في 3 أشهر ونصف الشهر، وسط توقعات قاتمة للطلب الصيني، وإحجام عن المخاطرة في أسواق الأسهم في أعقاب عدد من نتائج الشركات الأميركية المخيبة للآمال.

وأدى خطر رفع أسعار الفائدة في اليابان وحالات التدخل التي يُعتقد أن الدولة قامت بها في الآونة الأخيرة لدعم العملة، إلى إسراع المضاربين بإغلاق صفقات «اقتراض» مربحة ممولة بالين. وسيراجع «بنك اليابان» سياسته النقدية يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.

وانخفض الدولار مقابل الين بنحو واحد في المائة يوم الثلاثاء، وهبط 0.6 في المائة أخرى الأربعاء في التعاملات الآسيوية إلى أدنى مستوى منذ منتصف مايو (أيار) الماضي.

وفي سوق الأسهم، أغلق المؤشر «نيكي» الياباني منخفضاً للجلسة السادسة على التوالي الأربعاء متأثراً بنتائج متباينة لشركات تكنولوجيا أميركية كبرى واستمرار ارتفاع الين. وهبط المؤشر «نيكي» 1.11 في المائة إلى أدنى مستوى إغلاق في شهر عند 39154.85 نقطة، مسجلاً أيضاً أطول سلسلة خسائر منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2021. وتراجع المؤشر «توبكس الأوسع نطاقاً» 1.42 في المائة إلى 2793.12 نقطة.

وارتفع الين إلى أعلى مستوى في 7 أسابيع إلى 154.36 للدولار يوم الأربعاء؛ إذ توقعت الأسواق وجود فرصة بنسبة 56 في المائة لرفع أسعار الفائدة في اجتماع «بنك اليابان» للسياسة النقدية يومي 30 و31 يوليو الحالي.

ومن شأن قوة الين أن تضر بأسهم شركات التصدير؛ لأن ارتفاع الين يقلل من قيمة الأرباح الآتية بالعملات الأجنبية عندما تحولها الشركات إلى اليابان.

وتراجع سهم «فاست ريتيلينغ» المالكة للعلامة التجارية للملابس «يونيكلو» 0.8 في المائة، وهبط سهم «طوكيو إلكترون» العملاقة لمعدات صناعة الرقائق 0.9 في المائة، وسهم شركة «شين إتسو» للكيماويات التي تنتج رقائق السيليكون 2.3 في المائة، لتسجل هذه الأسهم أكبر خسائر على المؤشر «نيكي».

وكان المؤشر قد ارتفع إلى مستوى قياسي بلغ 42426.77 نقطة في 11 يوليو، لكنه عانى منذ ذلك الحين من سلسلة من الخسائر مع ضعف أداء أسهم الشركات المرتبطة بالرقائق وارتفاع الين كثيراً مبتعداً عن نطاق 161 للدولار.

وهوى سهم «ميتسوبيشي موتورز» 7.4 في المائة على خلفية أرباح مخيبة للآمال، ليسجل الأداء الأسوأ بالنسبة المئوية.


مقالات ذات صلة

صادرات السعودية غير النفطية تسجل في مايو أعلى مستوى منذ عامين

ميناء الملك عبد العزيز بالدمام شرق السعودية (موقع «موانئ»)

صادرات السعودية غير النفطية تسجل في مايو أعلى مستوى منذ عامين

سجلت الصادرات السعودية غير النفطية أعلى مستوى لها في عامين في مايو (أيار) الماضي، حيث بلغت 28.89 مليار ريال سعودي (7.70 مليار دولار).

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد أحد قطارات نقل الركاب التابعة للخطوط الحديدية السعودية (الموقع الرسمي)

قطارات السعودية تنقل 9 ملايين راكب في الربع الثاني

نقلت قطارات السعودية أكثر من 9.3 مليون راكب في الربع الثاني من العام الحالي، بنسبة نمو بلغت 13 في المائة مقارنة بالربع المماثل من العام المنصرم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ميناء الملك عبد العزيز بالدمام شرق السعودية (موقع «موانئ»)

الحاويات الصادرة بميناء الدمام السعودي ترتفع 39 % في منتصف 2024

ارتفعت أعداد الحاويات الصادرة بميناء الدمام (شرق السعودية) بنسبة 39 في المائة، خلال النصف الأول من العام الجاري، لتصل إلى نحو 625 ألف حاوية.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
الاقتصاد صينيون يحتمون بمظلات وسط أمطار غزيرة في العاصمة بكين (أ.ب)

«المركزي الصيني» يفاجئ الجميع بمزيد من الإقراض المخفض

فاجأ البنك المركزي الصيني الأسواق للمرة الثانية هذا الأسبوع بإجراء عملية إقراض غير مجدولة يوم الخميس بأسعار فائدة منخفضة بشكل حاد.

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم العربي طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية في طريقها من صنعاء إلى عمان (أرشيفية - أ.ب)

اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي في اليمن يدخل مسار التنفيذ

دخل اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي بين الحكومة اليمنية والحوثيين حيّز التنفيذ مع عودة «السويفت» الدولي إلى البنوك المعاقبة، واستئناف الرحلات من صنعاء إلى عمان.

علي ربيع (عدن)

الاقتصاد الأميركي يفوق المتوقع وينمو بـ2.8 % في الربع الثاني

موظفو «أمازون» يحملون الطرود على عربات قبل وضعها في الشاحنات للتوزيع خلال الحدث السنوي للشركة (أ.ب)
موظفو «أمازون» يحملون الطرود على عربات قبل وضعها في الشاحنات للتوزيع خلال الحدث السنوي للشركة (أ.ب)
TT

الاقتصاد الأميركي يفوق المتوقع وينمو بـ2.8 % في الربع الثاني

موظفو «أمازون» يحملون الطرود على عربات قبل وضعها في الشاحنات للتوزيع خلال الحدث السنوي للشركة (أ.ب)
موظفو «أمازون» يحملون الطرود على عربات قبل وضعها في الشاحنات للتوزيع خلال الحدث السنوي للشركة (أ.ب)

سجل الاقتصاد الأميركي نمواً سنوياً أقوى بكثير من المتوقع عند 2.8 في المائة في الربع الثاني، في إشارة إلى مرونة المستهلك مع دراسة بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة. وأشاد الرئيس جو بايدن، بأرقام النمو القوية معتبراً أنها تأكيد على أن الولايات المتحدة لديها «الاقتصاد الأقوى في العالم»، لكنه قال إن أمامه «مزيد من العمل» في الأشهر الأخيرة الستة له في البيت الأبيض.

وتجاوزت بيانات يوم الخميس الصادرة عن مكتب التحليل الاقتصادي توقعات خبراء الاقتصاد بنمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2 في المائة بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران)، وتقارن بتوسع بنسبة 1.4 في المائة في الربع الأول.

ويدرس «الاحتياطي الفيدرالي» موعد خفض أسعار الفائدة بعد رفعها إلى أعلى مستوى لها في 23 عاماً بين 5.25 و5.5 في المائة استجابةً لصدمة التضخم الناجمة عن الوباء.

وتشير البيانات الأخيرة إلى أن البنك المركزي ينجح في معركته لترويض ضغوط الأسعار. ووفق تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر يونيو، فإن التضخم في الولايات المتحدة يحوم الآن حول 3 في المائة.

وكان مقياس نفقات الاستهلاك الشخصي، المستخدم لهدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة، 2.6 في المائة في مايو.

كما أشارت الأرقام الصادرة في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن سوق العمل بدأت في التراجع، مما عزز بشكل أكبر من حجة خفض أسعار الفائدة الوشيك.

وأشاد الرئيس جو بايدن الخميس، بأرقام النمو القوية، معتبراً أنها تأكيد أن الولايات المتحدة لديها «الاقتصاد الأقوى في العالم» لكنه قال إن أمامه «مزيداً من العمل» في الأشهر الأخيرة الستة له في البيت الأبيض.

وأضاف بايدن الذي رشح نائبته كامالا هاريس، لخوض الانتخابات بعد قراره الانسحاب من السباق الرئاسي، أن «نائبة الرئيس وأنا سنواصل النضال من أجل مستقبل أميركا».

كما أشادت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، بالرئيس بايدن لـ«التعافي الاقتصادي الملحوظ»، وقالت إن بيانات الناتج المحلي الإجمالي والتضخم في الربع الثاني أكدت أن الولايات المتحدة على مسار «النمو المطرد وانخفاض التضخم».

وفي أول تصريحات عامة لها حول هذا الموضوع منذ أنهى بايدن حملته لإعادة انتخابه وأيّدت نائبة الرئيس كامالا هاريس خلفاً له، قالت يلين إن بايدن أعاد مكانة أميركا في العالم. وأضافت يلين: «أنا فخورة للغاية بخدمة الشعب الأميركي معه ونائبة الرئيس هاريس، وأتطلع إلى مواصلة تعزيز القيادة الأميركية في جميع أنحاء العالم وتحقيق نتائج للأسر والشركات الأميركية في الداخل». وأوضحت أن النمو القوي في الولايات المتحدة، الذي خلق 15.7 مليون وظيفة منذ تولى بايدن وهاريس منصبيهما، لم يكن مصادفة، بل نتيجة لخطة إدارتهما الاقتصادية، وكان يساعد في الحفاظ على مرونة الاقتصاد العالمي.