نمو التضخم الياباني ينعش آمال رفع الفائدة

غالبية الخبراء يتوقعون اتخاذ الخطوة في أكتوبر

سائحون يزورون إحدى الأسواق القديمة في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
سائحون يزورون إحدى الأسواق القديمة في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
TT

نمو التضخم الياباني ينعش آمال رفع الفائدة

سائحون يزورون إحدى الأسواق القديمة في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
سائحون يزورون إحدى الأسواق القديمة في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

أظهرت بيانات، الجمعة، أن التضخم الأساسي في اليابان تسارع للشهر الثاني على التوالي في يونيو (حزيران)؛ ليواصل ارتفاعه لأكثر من عامين فوق هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة، ويبقي توقعات السوق برفع أسعار الفائدة في الأمد القريب حية.

لكن أكثر من ثلاثة أرباع خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقعون أن يحجم بنك اليابان المركزي عن رفع أسعار الفائدة هذا الشهر، مع تأثر الاقتصاد الهش بالاستهلاك الضعيف.

وقال تاكيشي مينامي، كبير خبراء الاقتصاد في «معهد نورينشوكين للأبحاث» إن «الضغوط التضخمية الناجمة عن الطلب تظل ضعيفة. والواقع أن ارتفاع الأسعار الناجم عن ارتفاع تكاليف الاستيراد يؤدي إلى خفض الأجور الحقيقية وتقليص الاستهلاك». وأضاف: «لا يوجد تغيير في وجهة نظرنا بأن أي زيادة في أسعار الفائدة لن تأتي قبل أكتوبر (تشرين الأول) على أقرب تقدير».

وصعد مؤشر أسعار المستهلك الأساسي، الذي يستبعد تأثير أسعار المواد الغذائية الطازجة المتقلبة، بنسبة 2.6 في المائة في يونيو مقارنة بالعام السابق، وهو ما يقل قليلاً عن توقعات السوق التي كانت تشير إلى ارتفاع بنسبة 2.7 في المائة.

وتبع ذلك ارتفاع بنسبة 2.5 في المائة في مايو (أيار)، وتجاوز هدف بنك اليابان للشهر السابع والعشرين على التوالي، ويرجع ذلك جزئياً إلى ارتفاع بنسبة 7.7 في المائة في تكاليف الطاقة التي تعكس خفض دعم المرافق.

وصعد مؤشر منفصل يستبعد تأثيرات تكاليف المواد الغذائية الطازجة والوقود، والذي يراقبه بنك اليابان من كثب كمؤشر لاتجاه الأسعار على نطاق أوسع، بنسبة 2.2 في المائة في يونيو، بعد قراءة بلغت 2.1 في المائة في مايو.

وستكون البيانات من بين العوامل التي سيفحصها بنك اليابان في اجتماعه للسياسات في 30 و31 يوليو (تموز) الحالي، عندما يصدر المجلس توقعات ربع سنوية جديدة ويناقش ما إذا كان سيرفع أسعار الفائدة من مستوياتها الحالية القريبة من الصفر.

وأبلغت مصادر «رويترز» أن بنك اليابان من المرجّح أن يتوقع في الاجتماع أن يظل التضخم حول هدفه البالغ 2 في المائة في السنوات المقبلة؛ مما يشير إلى استعداده لرفع تكاليف الاقتراض.

وخرج بنك اليابان من أسعار الفائدة السلبية والسيطرة على عائد السندات في مارس (آذار)، في تحول تاريخي بعيداً عن برنامج التحفيز الجذري الذي استمر لعقد من الزمان.

وألقى محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، تلميحات بأن البنك المركزي سيرفع أسعار الفائدة أكثر إذا أدت الأجور وأسعار الخدمات المرتفعة إلى زيادة احتمالات تحقيق هدف التضخم بنسبة 2 في المائة بشكل دائم.

ويشعر بعض المحللين بأن الظروف لرفع أسعار الفائدة بدأت بالفعل. وأظهرت بيانات الجمعة أن تضخم الخدمات ارتفع إلى 1.7 في المائة في يونيو، من 1.6 في المائة في مايو، وهي علامة على أن الشركات استمرت في تمرير تكاليف العمالة المتزايدة من خلال زيادات الأسعار.

وقال مارسيل ثيليانت، رئيس قسم آسيا والمحيط الهادي في «كابيتال إيكونوميكس»: «بالنظر إلى المستقبل، نتوقع أن يظل التضخم الأساسي عند حوالي 2 في المائة حتى أوائل عام 2025، وهو ما نعتقد أنه سيدفع بنك اليابان إلى رفع أسعار الفائدة هذا الشهر وفي أكتوبر».

ويعمل ضعف الين على تعقيد مسار سياسة بنك اليابان. ففي حين يدفع أسعار الواردات والتضخم الأوسع نطاقاً إلى الارتفاع، فإن هبوط العملة أضر بالأسر من خلال جعل الغذاء والوقود أكثر تكلفة.

وحذّر بعض أعضاء مجلس اقتصادي كبير، الجمعة، من أن الحكومة يجب ألا تتجاهل الضغط الذي يلحقه ضعف الين وارتفاع الأسعار بالأسر. وقال يوشيكي شينكي، كبير خبراء الاقتصاد في «معهد داي - إيتشي لايف للأبحاث»: «هناك حدود لمدى قدرة الشركات على رفع الأسعار إذا لم يتمكن المستهلكون من مواكبة ذلك. والمفتاح هو ما إذا كانت زيادات الأجور وتخفيضات الضرائب ستساعد في رفع الاستهلاك الضعيف حالياً».

وبالتزامن مع بيانات التضخم، أصدر بنك اليابان، الجمعة، محضر اجتماعاته التي عُقدت يومي التاسع والعاشر من يوليو، حيث تبادل المسؤولون وأعضاء المؤسسات المالية وجهات نظرهم بشأن حجم ووتيرة وتوجيهات خفض مشتريات البنك المركزي من السندات الحكومية. وجاء المحضر في أعقاب ملخص لآراء السوق بشأن خطة خفض مشتريات السندات الذي صدر في وقت سابق من هذا الشهر.


مقالات ذات صلة

النفط يتعرض لخسائر أسبوعية وسط معنويات ضعيفة

الاقتصاد النيران والأدخنة الكثيفة تتصاعد من ناقلة النفط «هافنيا نايل» التي تعرضت لحريق على سواحل سنغافورة  (أ.ف.ب)

النفط يتعرض لخسائر أسبوعية وسط معنويات ضعيفة

تراجعت أسعار النفط، يوم الجمعة، في طريقها لتكبد خسائر أسبوعية؛ إذ أثرت مؤشرات اقتصادية متباينة على معنويات المستثمرين، ودعمت الدولار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «كرواد ستريك» على شاشة أحد أجهزة الكومبيوتر (أ.ف.ب)

«كراود سترايك» تتسبب في أكبر أزمة تقنية بالتاريخ

أعلن رئيس مجموعة «كراود سترايك» الأميركية للأمن السيبراني أنه تم «تحديد» المشكلة التي تسببت بعطل معلوماتي شل كثيرا من الشركات الجمعة عبر العالم و«يجري تصحيحها»

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد ركاب ينتظرون في مطار برلين خلال عطل فني عالمي أصاب الأجهزة صباح الجمعة (أ.ب)

عطل في «مايكروسوفت» يتسبب في خلل فني عالمي واسع النطاق

أعلنت شركة «مايكروسوفت» (الجمعة) أنها بصدد اتخاذ «إجراءات» لإصلاح أعطال في الخدمة، التي أثرت في مطارات وشركات طيران ونقل عبر العالم أشارت إلى تعرضها لعطل فني.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
أوروبا محصول قمح يتم جمعه في حقل قرب كييف على رغم الحرب الروسية على أوكرانيا (أ ف ب)

اقتصاد العالم يقارع حربين

يقارع اقتصاد العالم، منذ شهور طويلة، حربي روسيا ــ أوكرانيا وإسرائيل ــ «حماس». فبعد جائحة «كورونا» التي أرهقت العالم بأكبر إغلاق في التاريخ، جاءت الحرب الروسية

مالك القعقور ( لندن)
أفريقيا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان استقبل رئيس وزراء النيجر على الأمين زين في أنقرة فبراير (شباط) الماضي (الرئاسة التركية)

تركيا تسارع لملء الفراغ الغربي في النيجر بشراكة متعددة الأبعاد

كشفت زيارة الوفد التركي رفيع المستوى، برئاسة وزير الخارجية هاكان فيدان، إلى النيجر عن استمرار التركيز من جانب أنقرة على ترسيخ حضورها في أفريقيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

خلل عالمي يضغط على الأسهم الأميركية والأسواق المالية

مسافرون ينظرون إلى لوحة زمنية بعد انقطاع عالمي لتكنولوجيا المعلومات في مطار برلين (رويترز)
مسافرون ينظرون إلى لوحة زمنية بعد انقطاع عالمي لتكنولوجيا المعلومات في مطار برلين (رويترز)
TT

خلل عالمي يضغط على الأسهم الأميركية والأسواق المالية

مسافرون ينظرون إلى لوحة زمنية بعد انقطاع عالمي لتكنولوجيا المعلومات في مطار برلين (رويترز)
مسافرون ينظرون إلى لوحة زمنية بعد انقطاع عالمي لتكنولوجيا المعلومات في مطار برلين (رويترز)

انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية، يوم الجمعة، حيث تحول المتداولون بعيداً عن أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة باهظة الثمن، وسط تقييمهم لتأثير انقطاع عالمي للإنترنت طال شتى القطاعات.

وتسبب هذا الخلل في تعطيل أنظمة شركات الطيران والخدمات المالية والمصارف، ما أثار قلق المستثمرين بشأن استقرار العمليات وتأثيرها على الأرباح، وفق «رويترز».

وتعرضت أسهم شركات التكنولوجيا لضغوط كبيرة، حيث انخفضت أسهم «مايكروسوفت» بنسبة 2.7 في المائة في تداولات ما قبل السوق بعد تعطل خدماتها السحابية، بينما هوت أسهم «كراود سترايك هولدينغز» بنسبة 19 في المائة بعد ربط السلطات الأسترالية بعض انقطاعات الإنترنت في البلاد بمشكلة في أنظمة الشركة.

ويأتي هذا الانخفاض بعد جلستين متتاليتين شهدتهما «وول ستريت» تميزتا بعمليات تقييم حذر لأداء الشركات في الربع الثاني، حيث ابتعد المستثمرون عن أسهم التكنولوجيا الضخمة التي كانت المحرك الرئيسي لارتفاع الأسواق خلال العام الحالي.

وانخفضت أسهم الشركات الكبرى الأخرى مثل «إنفيديا» و«أبل» بنسبة 0.9 في المائة و0.3 في المائة على التوالي. وكانت أسهم الرقائق متباينة في تداولات ما قبل الافتتاح، مع انخفاض الإدراج الأميركي لتصنيع أشباه الموصلات التايوانية بنسبة 1.8 في المائة، في حين ارتفع سهم «برودكوم» بنسبة 0.10 في المائة.

وتضررت أيضاً منصة الأخبار والبيانات التابعة لمجموعة بورصة لندن للأوراق المالية من انقطاع الخدمة، ما أثّر على وصول المستخدمين في جميع أنحاء العالم وأدى إلى اضطرابات في الأسواق المالية، في حين قالت «يورونكست» إن بعض المؤشرات القائمة على الأسهم في أميركا الشمالية يتم بثها بشكل غير صحيح.

وقال محلل الاستثمار في شركة «إيه جيه بل» دان كواتسوورث: «هناك أحاديث مفادها أن شركة (كراود سترايك) للأمن السيبراني أجرت تحديثاً لم يعمل على نظام تشغيل (مايكروسوفت) مما أدى إلى انهيار الأنظمة. ونظراً لأننا لا نعرف التفاصيل الكاملة، فمن السابق لأوانه بالنسبة للمستثمرين التوصل إلى حل مالي أو يتعلق بالسمعة وتأثيرها على هذه الأعمال».

وعلى مدى الجلستين الماضيتين، انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 3.5 في المائة، وخسر مؤشر «ستاندرد آند بورز500» بنسبة 2.1 في المائة، وقطع مؤشر «راسل 2000» سلسلة مكاسب استمرت 5 أيام يوم الأربعاء.

وفي إشارة إلى قلق المستثمرين، تم تداول مؤشر «فيكس»، وهو «مقياس الخوف» في وول ستريت، فوق 16 نقطة - وهو أعلى مستوى له منذ أواخر أبريل (نيسان).

وينتظر المستثمرون أيضاً تعليقات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي جون ويليامز ورافائيل بوستيك للحصول على تلميحات حول مسار السياسة النقدية في وقت لاحق من يوم الجمعة.

وقامت الأسواق بتسعير خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بحلول اجتماع الفيدرالي في سبتمبر (أيلول)، وما زالت تتوقع تخفيضين بحلول نهاية العام، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».

وصباح الجمعة، انخفض مؤشر «داو جونز» الإلكتروني 128 نقطة، أو 0.31 في المائة، وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الإلكتروني 13.5 نقطة، أو 0.24 في المائة، وانخفض مؤشر «ناسداك» 100 الإلكتروني 73.25 نقطة، أو 0.37 في المائة.

وارتفعت أسهم شركات الأمن السيبراني بما في ذلك «بالو التو نت ووركس» و«فورتينت» و«زسكالر» بما يتراوح بين 1.4 في المائة و6.3 في المائة بعد الاضطراب العالمي.

ومن بين الأسهم الفردية، انخفض سهم «نتفليكس» بنسبة 1.6 في المائة بعد أن حذرت شركة البث العملاقة من أن مكاسب المشتركين في الربع الثالث ستكون أقل من العام السابق وتوقعت إيرادات الربع الثالث أقل من التقديرات.