أسهم الرقائق تعود إلى الانتعاش وتدفع بالمؤشرات الآجلة للارتفاع

بعد أن سجلت أكبر خسارة ليوم واحد منذ عام 2020 وسط مخاوف تجارية مع الصين

متداول يعمل في قاعة التداول في بورصة نيويورك في مانهاتن (رويترز)
متداول يعمل في قاعة التداول في بورصة نيويورك في مانهاتن (رويترز)
TT

أسهم الرقائق تعود إلى الانتعاش وتدفع بالمؤشرات الآجلة للارتفاع

متداول يعمل في قاعة التداول في بورصة نيويورك في مانهاتن (رويترز)
متداول يعمل في قاعة التداول في بورصة نيويورك في مانهاتن (رويترز)

أدى انتعاش أسهم الرقائق إلى رفع عقود «ناسداك» و«ستاندرد آند بورز 500» الآجلة يوم الخميس حيث من المقرر أن تعزز التوقعات والنتائج المتفائلة لشركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات المحدودة (تي إس إم سي)، القطاع بعد عمليات بيع مكثفة في الجلسة السابقة.

وقفزت أسهم «تي إس إم سي» المدرجة في الولايات المتحدة بنسبة 3.6 في المائة في تداول ما قبل السوق بعد أن حققت الشركة التايوانية، أكبر شركة تصنيع الرقائق في العالم، أرباحاً في الربع الثاني أعلى من التوقعات وتوقعت إيرادات قوية للربع الثالث، وفق «رويترز».

وقفزت أسهم «أبل» و«إنفيديا»، وهما عميلتان لشركة «تي إس إم سي»، بنسبة 0.9 في المائة و3.3 في المائة على التوالي. وارتفعت أسهم شركات تصنيع الرقائق الأخرى مثل «إيه دي إم» و«إنتل» و«ميكرون تكنولوجي» بنسبة تتراوح بين 1.9 في المائة و2.5 في المائة.

وباستثناء شركة «إنتل»، فقدت أسهم الرقائق أكثر من 500 مليار دولار في القيمة السوقية خلال جلسة الأربعاء من قيمة الأسهم السوقية في أسوأ جلسة لها منذ 2020 بعدما ذكر تقرير أن واشنطن تدرس فرض قيود أكثر صرامة على تصدير تكنولوجيا أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين.

وبعد تعليقات مرشح الرئاسة الأميركية دونالد ترمب قال فيها إن تايوان، وهي أحد مراكز الإنتاج الرئيسية، يجب أن تدفع للولايات المتحدة نظير الدفاع عنها، زاد بيع أسهم تصنيع الرقائق.

وتصاعدت أحدث مخاوف مستثمري الرقائق بعد أن تبنت واشنطن في السنوات القليلة الماضية موقفا أكثر تشدداً لحماية صناعة أشباه الموصلات الأميركية، والتي ترى أن لها أهمية استراتيجية للتنافس ضد الصين.

وأفادت وكالة «بلومبرغ» يوم الثلاثاء بأن الولايات المتحدة أبلغت حلفاء لها بأنها تدرس تشديد القيود التجارية إذا استمرت الشركات في منح بكين إمكانية الوصول إلى تكنولوجيا أشباه الموصلات المتقدمة.

وتحركت إدارة بايدن بقوة في الأشهر القليلة الماضية للحد من وصول الصين إلى تكنولوجيا الرقائق المتطورة، بما في ذلك قيود واسعة صدرت في أكتوبر (تشرين الأول) للحد من صادرات معالجات الذكاء الاصطناعي التي صممتها شركات منها «إنفيديا».

وأدت القيود إلى تراجع مبيعات شركات صناعة الرقائق الأميركية للصين. وبلغت إيرادات «إنفيديا» من الصين نحو 18 في المائة من إجمالي الإيرادات في الربع المنتهي يوم 28 أبريل (نيسان)، مقارنة مع 66 في المائة في الفترة ذاتها قبل عام.

كما شهد مؤشر «فيلادلفيا إس إي» لأشباه الموصلات أسوأ يوم له في أربع سنوات يوم الأربعاء. كما أن الضغط على أسهم الرقائق أثر على أسهم الشركات الكبرى.

وارتفعت مجموعة أسهم «مجموعة السبع الكبار» في تداول ما قبل السوق يوم الخميس. وارتفعت أسهم «ميتا بلاتفورمز» و«تسلا» و«أمازون دوت كوم» بنسبة تتراوح بين 0.4 في المائة و1.7 في المائة.

وانخفضت عقود المؤشرات التي تتبع مؤشر «راسل 2000» للأسهم ذات القيمة السوقية الصغيرة بنسبة 0.1 في المائة. وأغلق المؤشر منخفضاً بنسبة 1 في المائة في الجلسة السابقة، محطماً سلسلة مكاسب استمرت خمسة أيام.

كما انخفضت عقود «داو» الآجلة قليلاً بعد أن حقق المؤشر أعلى إغلاق له على التوالي للمرة الثالثة يوم الأربعاء.

وتراجع مؤشر «فيكس»، وهو «مقياس الخوف» في «وول ستريت»، قليلاً لكنه ظل عند أعلى مستوى له في ستة أسابيع.

وسيكون موسم الأرباح الفصلية الذي يجري على قدم وساق بمثابة اختبار مهم لمدى قدرة الشركات الكبرى ذات القيمة العالية على إبقاء المستثمرين راضين عن النتائج القوية.

وفي ما يتعلق بالبيانات الاقتصادية، فإن بيانات طلبات البطالة الأسبوعية بالإضافة إلى مؤشر الأعمال الفيدرالي الاحتياطي في فيلادلفيا تتصدر قائمة الترقب. كما تُنتظر تعليقات من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» لوري لوغان وماري دالي وميشيل بومان في وقت لاحق من اليوم.

ولا يزال المستثمرون يضعون في الحسبان احتمالاً يزيد على 91 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي بحلول اجتماعه في سبتمبر (أيلول)، وفقاً لتوقعات «فيد ووتش».


مقالات ذات صلة

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مستثمران يتابعان أسعار الأسهم على شاشة «تداول» السعودية (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تُنهي الأسبوع بتراجع إلى 11840 نقطة

أغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية «تاسي» آخِر جلسات الأسبوع متراجعاً بمقدار 27.40 نقطة، وبنسبة 0.23 في المائة، إلى 11840.52 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد تستهدف «بوني» تقييماً يصل إلى 4.55 مليار دولار في طرحها العام الأولي (موقع الشركة)

«بوني» الصينية المدعومة من «نيوم» السعودية تسعى لجمع 260 مليون دولار في طرحها بأميركا

قالت شركة «بوني إيه آي»، الأربعاء، إنها تستهدف تقييماً يصل إلى 4.55 مليار دولار في طرحها العام الأولي الموسع في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مخطط مؤشر أسعار الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة «فرانكفورت» (رويترز)

الأسواق العالمية تتباين وسط تصاعد التوترات في الحرب الروسية الأوكرانية

شهدت الأسواق العالمية أداءً متبايناً، الأربعاء، على الرغم من المكاسب التي حققتها «وول ستريت»، وسط تزايد المخاوف بشأن تصعيد الحرب الروسية الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد مستثمر يمر أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تضيف 45 نقطة بسيولة 1.6 مليار دولار

سجل «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، الثلاثاء، ارتفاعاً بمقدار 45.53 نقطة، وبنسبة 0.38 في المائة، إلى 11875.91 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
TT

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودولاً غنية أخرى، خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035. وفق وكالة «رويترز» نقلاً عن مصادر مطلعة.

وكان من المقرر اختتام القمة الجمعة، لكنها امتدت لوقت إضافي مع سعي مفاوضين من نحو 200 دولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة التمويل المناخي العالمية في العقد المقبل. ولا بد من حدوث توافق بين المفاوضين من أجل اعتماد أي اتفاق.

جاء هذا التحول في المواقف بعد أن رفضت الدول النامية يوم الجمعة اقتراحاً صاغته أذربيجان التي تستضيف المؤتمر لاتفاق ينص على تمويل قيمته 250 مليار دولار، ووصفته تلك الدول بأنه قليل بشكل مهين.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الدول النامية في مؤتمر (كوب29) قد أُبلغت بالموقف الجديد للدول الغنية، ولم يتضح كذلك ما إذا كان الموقف كافياً للفوز بدعم الدول النامية.

وقالت خمسة مصادر مطلعة على المناقشات المغلقة إن الاتحاد الأوروبي أبدى موافقته على قبول المبلغ الأعلى. وذكر مصدران أن الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وافقت أيضاً.

وأحجم المتحدثان باسم المفوضية الأوروبية والحكومة الأسترالية عن التعليق على المفاوضات. ولم يرد وفد الولايات المتحدة في المؤتمر أو وزارة الطاقة البريطانية بعد على طلب للتعليق.

وتترقب الوفود المشاركة في (كوب29) في باكو بأذربيجان مسودة جديدة لاتفاق عالمي بشأن تمويل المناخ يوم السبت، بعد أن واصل المفاوضون العمل خلال ساعات الليل.

وكشفت محادثات (كوب29) عن الانقسامات بين الحكومات الغنية المقيدة بموازنات محلية صارمة وبين الدول النامية التي تعاني من خسائر مادية هائلة نتيجة العواصف والفيضانات والجفاف، وهي ظواهر ناجمة عن تغير المناخ.

ومن المزمع أن يحل الهدف الجديد محل تعهدات سابقة من الدول المتطورة بتقديم تمويل مناخي بقيمة 100 مليار دولار سنوياً للدول الفقيرة بحلول عام 2020. وتم تحقيق الهدف في 2022 بعد عامين من موعده وينتهي سريانه في 2025.