مصر تراهن على السياحة البيئية لتعظيم مواردها الاقتصادية

اختتمت مشروع «دمج التنوع البيولوجي»

واحة سيوة تجتذب كثيراً من السائحين (تصوير: عبد الفتاح فرج)
واحة سيوة تجتذب كثيراً من السائحين (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر تراهن على السياحة البيئية لتعظيم مواردها الاقتصادية

واحة سيوة تجتذب كثيراً من السائحين (تصوير: عبد الفتاح فرج)
واحة سيوة تجتذب كثيراً من السائحين (تصوير: عبد الفتاح فرج)

انتهت مصر من مشروع يحافظ على التنوع البيولوجي، ويساهم في تنشيط السياحة البيئية، إذ يتضمن إعداد البنية التحتية والخدمات وربط محميات ومواقع بيولوجية مهمة بالخطط والمسارات السياحية.

وشاركت وزارة السياحة والآثار المصرية في الاحتفالية، التي نظّمتها وزارة البيئة أمام بحيرة القاهرة في الفسطاط، مساء الثلاثاء، وافتتحتها الوزيرة الدكتورة ياسمين فؤاد، معلنة الانتهاء من تنفيذ أنشطة مشروع «دمج صون التنوع البيولوجي في قطاع السياحة في مصر».

وأكدت على «الترابط بين البيئة والسياحة والإنسان وحماية الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي، وطرح قضايا حسن إدارة الموارد الطبيعية في القطاع السياحي، الذي يعد قطاعاً اقتصادياً حيوياً في مصر وفرصة بيئية واستثمارية فريدة».

وشدّدت الوزيرة على أهمية دور المجتمع المحلي في أعمال التطوير بالمحميات وبقطاع السياحة البيئية بتراثه الثقافي والبيئي، وما يتضمنه من حرف يدوية وأطعمة وأزياء وأغانٍ، ما يشكل منتجاً سياحياً مصرياً فريداً ومميزاً.

وكانت الوزارة أطلقت هذا المشروع بالتنسيق مع وزارة السياحة وبرنامج «الأمم المتحدة» الإنمائي، وبتمويل من مرفق البيئة العالمي. ويتضمن عناصر متعددة، من بينها خطة لإدارة 4 محميات، هي سيوة ونبق ووادي الجمال والعميد، من خلال تحديث خط الأساس وخطط إدارة الزوار، بحسب تصريحات سابقة لمدير مشروع «دمج التنوع البيولوجي في السياحة البيئية» محمد عليوة.

وأكدت نائبة وزير السياحة، يمنى البحار، أن استراتيجية الوزارة تستهدف تحقيق الأمن الاقتصادي السياحي، واستدامة النشاط السياحي والأثري. وأشارت إلى محاور مشتركة للعمل في المشروع، من بينها تطبيق منظومة التصاريح بالمحميات الطبيعية وتقييم الفرص الاستثمارية بها.

كما لفتت إلى إطلاق حملة وطنية للسياحة البيئية والمحميات الطبيعية، التي تقدم تجربة سياحية، وصفتها بـ«غير التقليدية»، وأكدت أن هذه الحملة سلطت الضوء على الكنوز الطبيعية التي تزخر بها مصر، والتراث الثقافي الثري للسكان المحليين بالمحميات الطبيعية.

مصر تهتم بتطوير المحميات الطبيعية للاستفادة سياحياً (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وتضم مصر نحو 30 محمية طبيعية، من بينها رأس محمد وسانت كاترين بسيناء، ووادي الريان وبركة قارون بالفيوم، والعلاقي بأسوان، والغابة المتحجرة بالقاهرة، والصحراء البيضاء.

وأشارت وزيرة البيئة إلى أن المشروع أكد على عنصر مهم في دعم القطاع السياحي، يتمثل في «التنمية البشرية داخل القطاع السياحي، بالتعاون مع غرف الغوص واتحاد الغرف السياحية لتعزيز الممارسات البيئية بالقطاع السياحي».

وقال الخبير السياحي المصري، محمد كارم، إن السياحة البيئية «تشكل عنصر جذب للسياحة الوافدة إلى مصر»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك أنماطاً متنوعة من السياحة البيئية بمصر، سواء محميات طبيعية أو مناطق للسياحة العلاجية، وهذا سيشكل عامل جذب كبيراً وتعاوناً مثمراً بين وزارتي البيئة والسياحة»، ولفت إلى «خطط متعددة تعتمدها الدولة؛ لتعظيم الاستفادة من السياحة البيئية خلال الفترة المقبلة».

أنشطة متنوعة في المحميات الطبيعية (وزارة البيئة) (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وشهدت إيرادات مصر السياحية زيادة بنسبة 8 في المائة خلال العام الماضي 2023 على أساس سنوي، لتصل إلى 13.2 مليار دولار، بعد أن ارتفعت أعداد السائحين الوافدين إلى مصر بنسبة 27.4 في المائة، مقارنة بالعام السابق لتصل إلى 14.9 مليون سائح. وبلغ معدل إنفاق السائح نحو 93 دولاراً يومياً بمتوسط إقامة 9.5 ليلة في العام الماضي، وفق إحصائيات لاتحاد الغرف العربية.

وتستهدف استراتيجية مصر السياحية المعلنة الوصول إلى 30 مليون سائح في عام 2028، وزيادة الإيرادات من قطاع السياحة عبر زيادة الليالي وتنوع التجربة السياحية.


مقالات ذات صلة

«عطلة حربية»... سياح صينيون يطلقون القنابل ويقودون الدبابات في روسيا (فيديو)

يوميات الشرق شابة تتعلم كيفية إطلاق النار من سلاح في ساحة تدريب بالقرب من موسكو (تليغراف)

«عطلة حربية»... سياح صينيون يطلقون القنابل ويقودون الدبابات في روسيا (فيديو)

يسافر السياح الصينيون إلى روسيا لقيادة الدبابات واللعب بالبنادق، ولقضاء عطلات «الألعاب الحربية»، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (موسكو- بكين)
يوميات الشرق تستهدف السعودية تطوير القطاع السياحي وتنمية سياحة المناطق الزراعية والريفية (واس)

أرياف المرتفعات في السعودية وجهة سياحية بطابع تراثي

أضحت الأرياف في مدن المرتفعات السعودية الباردة خياراً مفضلاً لدى الكثير من السياح والمصطافين من داخل وخارج البلاد ويجد فيها السائح فرصة للحياة وسط طبيعة بِكر.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق مصر تسعى لزيادة أعداد السائحين الأجانب عبر «الرحلات المباشرة» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تعوّل على «الرحلات المباشرة» لتنشيط السياحة

بهدف «تنشيط حركة السياحة» أعلنت وزارتا السياحة والآثار والطيران المدني المصريتان تسيير خط طيران مباشر جديد بين العاصمة الإسبانية مدريد ومدينة شرم الشيخ

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق إقبال كبير من الزوّار على الشواطئ البحرية رغم ما يشهده الصيف من ارتفاع بدرجات الحرارة (واس)

ارتفاع درجات الحرارة يدفع سكان جدة نحو الشواطئ

رغم موجة ارتفاع درجات الحرارة في العديد من البلدان حول العالم، تشهد الوجهات البحرية في جدة الساحلية إقبالاً كبيراً من الزوّار؛ للاستمتاع بالأجواء البحرية.

إبراهيم القرشي (جدة)
سفر وسياحة شواطئ الساحل الشمالي تشهد إقبالاً من المصريين (الشرق الأوسط)

الشواطئ ملاذ المصريين في مواجهة لهيب الطقس

دفعت موجة الحرارة الشديدة كثيراً من المصريين نحو الشواطئ القريبة منهم، والمعروفة بقلّة تكلفتها أو العروض الخاصة التي تقدّمها خلال الصيف.

محمد الكفراوي (القاهرة )

شركة «نفط الكويت» تعلن عن حفر 6 آبار استكشافية جديدة

منصة الحفر (أورينتال فينيكس) (كونا)
منصة الحفر (أورينتال فينيكس) (كونا)
TT

شركة «نفط الكويت» تعلن عن حفر 6 آبار استكشافية جديدة

منصة الحفر (أورينتال فينيكس) (كونا)
منصة الحفر (أورينتال فينيكس) (كونا)

أعلنت شركة نفط الكويت، اليوم الأربعاء، انتقال منصة الحفر (أورينتال فينيكس) إلى (قطاع جزة) استعداداً لحفر البئر الاستكشافية الجديدة (جزة 1) بعد نجاح المنصة في اكتشاف حقل «النوخذة» البحري.

وقالت الشركة في بيان صحافي: «إن قطاع جزة الذي يقع في المياه الاقتصادية الكويتية يعد قطاعاً واعداً باحتوائه على موارد هيدروكربونية كبيرة مبينة أن البئر الاستكشافية الجديدة (جزة 1) يستهدف أعماق العصر الطباشيري».

وقالت الشركة إنها تستهدف حفر ست آبار استكشافية في المرحلة الحالية من العمل في المنطقة البحرية، يعقبها عمليات مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد.

وأعلنت مؤسسة البترول الكويتية يوم الأحد عن كشف نفطي ضخم في حقل «النوخذة» البحري شرق جزيرة فيلكا الكويتية، باحتياطي نفطي يقدر بنحو 3.2 مليار برميل نفط مكافئ.

وقال الرئيس التنفيذي للمؤسسة الشيخ نواف سعود ناصر الصباح في مقطع مصور على منصة «إكس» في حينها: «إن احتياطيات الاكتشاف الجديد تعادل إجمالي إنتاج البلاد في ثلاث سنوات».

وأكدت شركة نفط الكويت بيانها، اليوم الأربعاء، قيامها حالياً بوضع خطة تطويرية لحقل «النوخذة» البحري حتى يدخل الإنتاج في أسرع وقت ممكن.

وأضافت أن قطاع جزة يعد أحد القطاعات الأربعة التي تستهدفها المرحلة الاستكشافية الحالية لشركة نفط الكويت، التي سيتم خلالها اكتشاف طبقات العصر الطباشيري والعصر الجوراسي في المنطقة البحرية الكويتية.

وأوضحت أن هذا القطاع يعد كذلك أحد القطاعات الواعدة في المنطقة البحرية الكويتية لما قد يحويه من موارد هيدروكربونية كبيرة، استناداً إلى الدراسات والبيانات الجيولوجية والجيوفيزيائية والبيانات المستمدة والمأخوذة من بئر (نوخذة 1) التي تم من خلالها اكتشاف حقل النوخذة البحري، الذي سيزيد من احتمالية فرص اكتشاف موارد هيدروكربونية جديدة في قطاع جزة.

وذكرت أنه سيتم خلال المرحلة الحالية حفر ست آبار استكشافية، والتي تعد نقطة انطلاق العمل في المنطقة البحرية الكويتية وبناء على النتائج الواعدة والمبشرة للمرحلة الحالية فستقوم الشركة بعمل مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد للقطاعات البحرية المختلفة في المياه الكويتية وذلك للحصول على بيانات أدق وأفضل وحتى تكتمل الصورة قبل البدء بالمرحلة الثانية من رحلة الاستكشافات البحرية في دولة الكويت.

ولفتت إلى أنه بموازاة ذلك تقوم الشركة حالياً بوضع خطة تطويرية لحقل النوخذة البحري حتى يدخل الإنتاج في أسرع وقت ممكن، ولكي تتم الاستفادة من موارده الهيدروكربونية الضخمة التي ستساهم بوصفها رافداً مهماً لتعزيز خطة التنمية في البلاد وتحفيز النمو الاقتصادي عبر القيمة المضافة من دخول المنطقة البحرية في عجلة الاقتصاد وتوفير فرص عمل جديدة للشباب الكويتي في قطاع النفط والغاز البحري والتخصصات ذات الصلة.

وقالت إن اكتشاف حقل «النوخذة» البحري بمثابة حجر زاوية ولبنة أساسية أخرى لتحقيق استراتيجية شركة نفط الكويت 2040، مبينة أن هذه الحملة الاستكشافية البحرية تعكس جدية التزام الشركة باكتشاف الموارد الهيدروكربونية الكامنة في المياه الكويتية، وتمثل فرصة فريدة لتعزيز مكانة الكويت بين أكبر منتجي وحاملي الموارد الهيدروكربونية المثبتة في العالم.

وأفادت بأن هذه الاكتشافات تؤكد موقع ومكانة دولة الكويت وذلك بانضمامها إلى اللاعبين الإقليميين البارزين بوصفها مشغلاً بحرياً بارزاً يعتمد عليه ويعمل وفق المعايير الدولية، وستكون هذه الاكتشافات فرصة لفتح أسواق جديدة للتصدير وتعزيز العلاقات التجارية بالدول المستوردة للنفط.

وأوضحت أن عملية نقل منصة الحفر البحري (أورينتال فينيكس) تمت إلى موقعها الجديد بسلاسة ودون أي إصابات أو تأخير في العمليات بفضل الخطة الموضوعة والتعاون الوثيق بين الفرق العاملة في شركة نفط وقطاعات الدولة المختلفة.

وأشارت إلى أن وزارة الدفاع قامت ممثلة بالقوة البحرية الكويتية بدور حيوي في توفير تأمين الحماية الأمنية اللازمة والدعم اللوجيستي في أثناء النقل والعمليات، بينما قدمت وزارة الداخلية تسهيلات أمنية لضمان سلامة جميع العمليات وساهمت قوة الإطفاء العام في تأمين التدابير اللازمة لضمان السلامة العامة والتعامل مع أي حالات طارئة محتملة.