مخاوف الطلب الصيني تؤرّق أسواق النفط

وسط ترقب لمستقبل الفائدة الأميركية

مضخة في حقل نفطي بولاية نورث داكوتا الأميركية (أ.ب)
مضخة في حقل نفطي بولاية نورث داكوتا الأميركية (أ.ب)
TT

مخاوف الطلب الصيني تؤرّق أسواق النفط

مضخة في حقل نفطي بولاية نورث داكوتا الأميركية (أ.ب)
مضخة في حقل نفطي بولاية نورث داكوتا الأميركية (أ.ب)

تراجعت أسعار النفط، الثلاثاء، بفعل المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الصيني الذي يضغط على الطلب، لكن الإجماع المتزايد على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) سيبدأ خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) المقبل، حدّ من التراجع.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 72 سنتاً، بما يعادل 0.85 في المائة، إلى 84.13 دولار للبرميل بحلول الساعة 1027 بتوقيت غرينتش، في حين نزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 75 سنتاً، أو 0.92 في المائة، إلى 81.16 دولار.

ونما الاقتصاد الصيني أبطأ كثيراً من المتوقع في الربع الثاني، متأثراً بالانكماش العقاري الذي طال أمده وانعدام الأمن الوظيفي.

وأظهرت بيانات رسمية أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم نما 4.7 في المائة في الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران)، في أبطأ وتيرة منذ الربع الأول من 2023، وخلافاً لتوقعات ببلوغه 5.1 في المائة في استطلاع أجرته «رويترز». كما تباطأ أيضاً من 5.3 في المائة التي سجلها في الربع السابق.

وقال ياب جون رونغ، محلل استراتيجيات الأسواق لدى «آي جي»: «جاءت أرقام الناتج المحلي الإجمالي للصين في الربع الثاني ومبيعات التجزئة بمثابة مفاجأة على الجانب السلبي بهامش كبير، في حين أن توقع اتخاذ إجراءات تحفيز أقوى في الجلسة العامة الثالثة قد يواجه مخاطر خيبة الأمل»، في إشارة إلى اجتماع رئيسي للقيادة الاقتصادية في بكين هذا الأسبوع.

وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مساء الاثنين إن قراءات التضخم الأميركية الثلاث خلال الربع الثاني من هذا العام «تزيد إلى حد ما الثقة» في أن وتيرة زيادات الأسعار تعود إلى هدف البنك المركزي على نحو مستدام.

وفسَّر المشاركون في السوق هذه التصريحات على أنها إشارة إلى أن خفض أسعار الفائدة قد لا يكون بعيداً. ويؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى خفض تكلفة الاقتراض؛ مما يمكن أن يعزز النشاط الاقتصادي والطلب على النفط.

وحذّر بعض المحللين من الإفراط في التفاؤل؛ إذ إن الضعف المتوقع في بعض بيانات الاقتصاد الكلي من الولايات المتحدة قد يضر بشكل غير مباشر بالطلب على النفط على المدى القريب.

وقال كلفن وونغ، كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادي لدى «أواندا»، في رسالة بالبريد الإلكتروني: «العوامل الكلية لا تؤيد ارتفاع أسعار النفط على المدى القريب (بحد أقصى يقل عن 85 دولاراً للبرميل لخام غرب تكساس الوسيط) بسبب احتمال ضعف مبيعات التجزئة الأميركية لشهر يونيو، والتي من المقرر إعلانها في وقت لاحق».

وفي سياق منفصل، قالت شركة النفط الفرنسية العملاقة «توتال إنرجيز»، الثلاثاء إن مستويات إنتاج الهيدروكربونات في الربع الثاني ستصل إلى الحد الأعلى من نطاق توقعاتها، في حين سيخفف ارتفاع معدلات استخدام المصافي جزئياً الضغوط على هوامش التكرير.

ومن المقرر أن تعلن «توتال إنرجيز» أرباحها الفصلية في 25 يوليو (تموز)، ويراقب المستثمرون من كثب الشركة ونظيراتها مع انخفاض هوامش التكرير بسبب ضعف الطلب على البنزين. وأصدرت شركة «بي بي» المدرجة في لندن في وقت سابق من هذا الشهر تحذيراً بشأن الأرباح.

بينما تتوقع «توتال» أن يصل إنتاج الوقود الأحفوري إلى الحد الأعلى من النطاق المعلن عنه سابقاً، عند ما يقرب من 2.45 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً.

من المتوقع أن تسجل أعمال الطاقة المتكاملة التابعة لها أرباحاً تبلغ نحو 500 مليون دولار، مع توقع تدفقات نقدية ربع سنوية تتماشى مع توقعات تتراوح بين 2.5 مليار دولار و3 مليارات دولار. وتبدو نتائج الغاز الطبيعي المسال متماشية على نطاق واسع مع الربع الأول.

وانخفضت أسهم «توتال إنرجيز» بنحو 0.8 في المائة في التعاملات المبكرة، الثلاثاء، بما يتماشى مع السوق الأوسع.

وقال المحلل جياكومو روميو، من «جيفريز»، في مذكرة بحثية: «يبدو تحديث تداول (توتال إنرجيز) متوافقاً بشكل عام، ومن شأنه أن يؤدي إلى تغييرات محدودة في الأرباح الجماعية».


مقالات ذات صلة

«الأمن البحري العماني»: الناقلة «برستيج فالكون» انقلبت قبالة ساحل الدقم

الخليج ناقلة حاويات أثناء مرورها في البحر الأحمر (أرشيفية - إ.ب.أ)

«الأمن البحري العماني»: الناقلة «برستيج فالكون» انقلبت قبالة ساحل الدقم

قال مركز الأمن البحري العماني لـ«رويترز» اليوم الثلاثاء إن ناقلة النفط برستيج فالكون التي ترفع علم جزر القمر انقلبت قبالة ميناء الدقم.

«الشرق الأوسط» (عمان)
الاقتصاد مصفاة نفطية في مدينة لاغوس النيجيرية (رويترز)

النفط يستقر رغم مكاسب الدولار ومخاوف الطلب الصيني

استقرت أسعار النفط يوم الاثنين وسط حالة من الغموض السياسي في الولايات المتحدة والشرق الأوسط

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد وزير البترول المصري يتوسط وزراء المجموعة الاقتصادية أمام اللجنة البرلمانية الأحد (الشرق الأوسط)

مصر تدرس إضافة وحدة أخرى عائمة للتخزين والتغويز لتخزين الغاز المستورد

تدرس مصر إضافة وحدة أخرى عائمة للتخزين والتغويز إلى مرافق ميناء العين السخنة بمحافظة السويس، شرق القاهرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مضخات في حقل نفطي في ولاية نورث داكوتا الأميركية (أ.ب)

النفط يرتفع بدعم بيانات تباطؤ التضخم في أميركا

ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة وسط مؤشرات على انحسار الضغوط التضخمية في الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد منصة نفطية في بحر قزوين قرب باكو عاصمة أذربيجان (رويترز)

تباين تقييمات الطلب يتواصل بين «أوبك» و«وكالة الطاقة»

ارتفعت أسعار النفط يوم الخميس إثر تراجع مخزونات البنزين والخام بعد أن كثفت مصافي التكرير الأميركية عمليات المعالجة بما يشير إلى قوة الطلب.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أرباح «بنك أوف أميركا» تنخفض في الربع الثاني

شخص يستخدم ماكينة الصراف الآلي بأحد فروع «بنك أوف أميركا» في سان فرنسيسكو (أ.ب)
شخص يستخدم ماكينة الصراف الآلي بأحد فروع «بنك أوف أميركا» في سان فرنسيسكو (أ.ب)
TT

أرباح «بنك أوف أميركا» تنخفض في الربع الثاني

شخص يستخدم ماكينة الصراف الآلي بأحد فروع «بنك أوف أميركا» في سان فرنسيسكو (أ.ب)
شخص يستخدم ماكينة الصراف الآلي بأحد فروع «بنك أوف أميركا» في سان فرنسيسكو (أ.ب)

انخفضت أرباح «بنك أوف أميركا» في الربع الثاني حيث انخفض الدخل من الفوائد على القروض وارتفعت مخصصات خسائر الائتمان المحتملة، لكن توقعات أفضل من المتوقع لصافي دخل الفوائد دفعت أسهم البنك للارتفاع في تداولات ما قبل السوق.

وتدفع البنوك مزيداً على الودائع، حيث وصلت أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2007. وهو ما عزز عائدات السندات، مما جعل البدائل مثل صناديق سوق المال أكثر جاذبية، وفق «رويترز».

وأدى ارتفاع تكلفة منع خروج الودائع إلى تقويض مكاسب البنوك من ارتفاع الفائدة التي تفرضها على المقترضين.

وانخفض صافي دخل الفوائد -الفرق بين ما تكسبه البنوك من القروض وما تدفعه على الودائع- بنسبة 3 في المائة إلى 13.7 مليار دولار في الربع الثاني. وارتفعت مخصصات خسائر الائتمان إلى 1.5 مليار دولار من 1.1 مليار دولار قبل عام.

وقال الرئيس التنفيذي بريان موينيهان، في بيان يوم الثلاثاء: «إن قوة وأرباح أعمالنا المصرفية الاستهلاكية الرائدة يكملها نمو وربحية أسواقنا العالمية والخدمات المصرفية العالمية وشركات إدارة الثروات».

وحقق ثاني أكبر مُقرض أميركي 6.9 مليار دولار، أو 83 سنتاً للسهم، في الربع المنتهي في 30 يونيو (حزيران)، مقارنةً بـ7.4 مليار دولار، أو 88 سنتاً للسهم، قبل عام، كما جاء في بيان.

وقال البنك إنه يتوقع صافي دخل فوائد بقيمة 14.5 مليار دولار في الربع الرابع، وهو أعلى من تقديرات مجموعة بورصة لندن للأوراق المالية البالغة 14.4 مليار دولار، ويرجع ذلك جزئياً إلى الرياح المعاكسة الناتجة عن إعادة تسعير قروض الرهن العقاري وقروض السيارات.

وارتفع سهم البنك بنسبة 2.2 في المائة إلى 42.80 دولار. وارتفع بنسبة 24.4 في المائة حتى الآن هذا العام، متفوقاً على منافسيه «جي بي مورغان تشيس» و«ويلز فارغو».

وجلبت البنوك الاستثمارية مزيداً من رسوم الاكتتاب مع انتعاش أسواق رأس المال. وشجع الاقتصاد الأميركي القوي الشركات على جمع رأس المال عن طريق بيع الأسهم وإصدار سندات في الأشهر الأخيرة.

كما يكتسب الاندماج والاستحواذ زخماً أيضاً، مما يعزز رسوم الاستشارات للبنوك الاستثمارية. وقفزت رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية لـ«بنك أوف أميركا» بنسبة 29 في المائة إلى 1.6 مليار دولار، مما يعكس نتائج البنوك المنافسة.

لكنَّ وحدة الخدمات المصرفية واجهت مقارنات أكثر صعوبة على أساس سنوي مقارنةً بمنافِساتها. وفي الربع الثاني من عام 2023 نمت رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية للبنك بنسبة 7 في المائة، بينما أبلغ كل من «جي بي مورغان» و«سيتي غروب» عن انخفاض.

وقفز دخل الاكتتاب بنسبة 32 في المائة في الربع الثاني من عام 2024، فيما ارتفعت رسوم القروض المشتركة بنسبة 77 في المائة.

كما حققت وحدة إدارة الثروات والاستثمارات إيرادات أعلى بنسبة 6 في المائة وشهدت نمواً بنسبة 10 في المائة في أرصدة العملاء إلى مستوى قياسي يزيد على 4 تريليونات دولار.