السعودية تزيد جاهزية الكوادر البشرية لمواجهة متغيرات أسواق العمل العالمية

المديفر لـ«الشرق الأوسط»: نسعى لرفع تنافسية المواطنين دولياً

TT

السعودية تزيد جاهزية الكوادر البشرية لمواجهة متغيرات أسواق العمل العالمية

المهندس أنس المديفر الرئيس التنفيذي لبرنامج تنمية القدرات البشرية يتحدث خلال الحفل (تصوير: تركي العقيلي)
المهندس أنس المديفر الرئيس التنفيذي لبرنامج تنمية القدرات البشرية يتحدث خلال الحفل (تصوير: تركي العقيلي)

أكد الرئيس التنفيذي لبرنامج تنمية القدرات البشرية، المهندس أنس المديفر، لـ«الشرق الأوسط»، أن التركيز الحالي يصب نحو تعزيز تنافسية السعوديين لمواكبة متغيرات سوق العمل محلياً ودولياً، وذلك من خلال التركيز على الجودة في التعليم الجامعي والتدريب التقني، وإتاحة فرص التعلم المستمر مدى الحياة لتهيئة المستفيدين بجميع التغيرات المستقبلية.

ويعمل برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج «رؤية 2030»، منذ إطلاقه في 2021، على ضمان جاهزية المواطنين في جميع مراحل الحياة من خلال الاستثمار في المواهب والكفاءات الوطنية، وضمان المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، وتعزيز ودعم ثقافة الابتكار وريادة الأعمال.

الاستثمار المتزايد

حديث المديفر جاء خلال حفل إطلاق التقرير المعرفي لمؤتمر «مبادرة القدرات البشرية»، تحت عنوان «تنمية قدراتنا لغٍد مشرق» بالتزامن مع اليوم العالمي لمهارات الشباب، الاثنين، في الرياض، مبيناً أن أبرز الإنجازات التي حققها البرنامج خلال الأعوام المنصرمة، العمل على التوسع في إتاحة مقاعد أكثر في مرحلة رياض الأطفال، وتغييرات كبيرة في التعليم العام وإعادة هيكلته، إضافة إلى الاستثمار المتزايد في الموهوبين بجميع المجالات، والعديد من الفرص التي أتيحت لاستكمال التعليم، سواء في الجامعات المحلية أو الجامعات العالمية، موضحاً أن ذلك تحقق بجهود وتكامل الجهات الحكومية والقطاعين الخاص وغير الربحي.

المهندس أنس المديفر الرئيس التنفيذي لبرنامج تنمية القدرات البشرية يتحدث خلال الحفل (تصوير: تركي العقيلي)

وتحت رعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية، شهدت الرياض انعقاد مؤتمر «مبادرة القدرات البشرية»، في فبراير (شباط) المنصرم، لمناقشة التحديات والفرص لتطوير المنظومة في ظل المتغيرات العالمية، واستضافت صناع السياسات وقادة الفكر والمستثمرين ورواد الأعمال على المستوى الدولي.

البحوث الخاصة

وكشف المديفر، في حديثه، عن ابتعاث أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة في أفضل 200 جامعة حول العالم، منهم ما يزيد على 2000 في أفضل 30 جامعة دولية، وذلك في تخصصات يتطلبها سوق العمل، إضافة إلى تدريب أكثر من مليون مستفيد بشراكة بين القطاعين العام والخاص، «وهذا ما شهدنا نتائجه في العديد من المؤشرات الدولية».

وبحسب المديفر، فإن التقرير هو خلاصة لأكثر من 100 جلسة حوارية ونقاش كانت خلال مؤتمر مبادرة القدرات البشرية السابق، إذ إنه إثراء للمحتوى المحلي في الدراسات والبحوث الخاصة بتنمية القدرات البشرية ومرجع للباحثين وصناع السياسات والشركات.

وأكمل أن المؤتمر الفائت كان منصة لخلق الشراكات العالمية بين القطاع العام والخاص وغير الربحي، لإتاحة فرص أكبر لتنمية القدرات البشرية في جميع مراحلها، والتركيز على إتاحة فرص التعلم مدى الحياة والاستعداد لمتغيرات ومستجدات سوق العمل القادمة.

الفرص والتحديات

ويسلط التقرير الضوء على أبرز ما ورد في الجلسات الحوارية التي عُقدت خلال أيام المؤتمر، حيث تضمن الحديث حول الفرص والتحديات التي تواجه القدرات البشرية في ظل المتغيرات العالمية، وأهمية المهارات التي يتطلبها مستقبل سوق العمل الدولي، ومناقشة الحلول المبتكرة لمواجهة هذه التحديات من خلال تزويد الأفراد بالمهارات الأساسية لتعزيز الجاهزية للمستقبل، إضافة إلى تنمية المرونة والقدرة على التكيف في بيئة مهنية متغيرة باستمرار.

جانب من حضور حفل إطلاق التقرير المعرفي لمؤتمر «مبادرة القدرات البشرية» (تصوير: تركي العقيلي)

ويوضح التقرير أن السعودية تعمل من خلال «رؤية 2030» على الاستثمار في التطوير الاستراتيجي الذي يعيد تشكيل منظومة التعليم والتدريب وسوق العمل، كما تستعد المملكة لإطلاق الإمكانات لمواطنيها وتحفيز الجهود التعاونية لتعزيز المرونة في القدرات البشرية، إلى جانب سعيها بكفاءة إلى تعزيز نمو الصناعات الصاعدة مثل الطاقة المتجددة والتقنية والسياحة، ما يخلق العديد من فرص العمل الجديدة.

بدوره، لفت وكيل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للمهارات والتدريب، الدكتور أحمد الزهراني، النظر إلى أن التقرير يؤكد على الدور المهم التي تقوم به المهارات والتعليم والتدريب لمواكبة متغيرات سوق العمل، كما تتماشى هذه التوصيات مع «رؤية 2030»، وتؤكد على الدور الذي يؤديه القطاع الحكومي لتعزيز المواءمة بين التعليم واحتياجات سوق العمل.

تطوير المهارات

من جانبه، ذكر ممثل «اليونيسيف» لمنطقة الخليج، الطيب آدم، أن المنظمة تؤمن بقوة بالحوار المستمر لتنمية قدرات كل طفل في المملكة، حيث يتناول التقرير أهمية الاستثمار في مرحلة الطفولة المبكرة؛ كونها أمراً حيوياً لتنمية القدرات، إضافة إلى أهميتها في وضع الأسس للتعلم طوال الحياة والصحة والإنتاجية.

وواصل أن التدخلات المبكرة تسهم في تطوير المهارات العقلية والاجتماعية والعاطفية، مما يؤدي إلى تحسين نتائج التعلم والتنمية الاقتصادية، وإعداد القوى العاملة الماهرة، ويساهم في تعزيز النمو الاقتصادي ورفاهية المجتمع.

وحضر فعالية إطلاق التقرير، التي أقيمت في مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)، أكثر من 150 من الخبراء وصنّاع السياسات وقادة الرأي.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

تسبب إعلان واشنطن عن عقوبات ضد «غازبروم بنك» الروسي في إرباك العديد من الدول الحليفة لواشنطن حول إمدادات الغاز

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد مشاة يعبرون طريقاً في منطقة تجارية وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

اليابان تدرس رفع الحد الأدنى لضريبة الدخل ضمن حزمة التحفيز

قالت الحكومة اليابانية إنها ستدرس رفع الحد الأدنى الأساسي للدخل المعفى من الضرائب

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.