أكدت السعودية أنها تمضي في التقدم بصناعة المركبات الكهربائية، وذلك نتيجة للشراكات الاستراتيجية التي تم تنفيذها مع كبرى الشركات العالمية، إلى جانب مجهودات صندوق الاستثمارات العامة في هذا القطاع، حيث تطمح «الرياض» إلى تجاوز الطاقة الإنتاجية لـ600 ألف سيارة سنوياً بحلول 2035.
وجاءت هذه التأكيدات من خلال حديث وكيل وزارة الاستثمار لتطوير الاستثمارات محمد الصاحب، خلال المنتدى العالمي للمركبات الكهربائية وتكنولوجيا التنقل 2024، الذي يعقد في العاصمة الرياض، بحضور مسؤولين وقادة ورؤساء تنفيذيين لكبرى الشركات في صناعة المركبات الكهربائية، وذلك على مدى يومي 10 و11 يوليو (تموز) الجاري.
وقال إن مبيعات السيارات في السعودية وصلت إلى 740 ألف سيارة، وهو ما يمثل أكثر من نصف سوق دول مجلس التعاون الخليجي، مضيفاً أن ذلك ضمن آفاق تطوير التصنيع المحلي وتعزيز سلاسل التوريد الكبيرة، مما يعكس الدور الحاسم لقطاع التكنولوجيا في المشهد الاقتصادي للمملكة.
وأكد الصاحب حرص وزارة الاستثمار على دعم المساعي الرامية إلى توفير الموارد والمعرفة والتوجيه اللازم لدعم الصناعة.
التنقل المستدام
من ناحية أخرى، شمل المنتدى معرضاً يضم شركات متقدمة تعرض حلول التنقل المستدامة، مثل شركة «لوسيد موتورز» الأميركية، وجلسات حوارية تطرقت إلى عدة ملفات هامة في منظومة صناعة المركبات الكهربائية، تضمنت موضوعات رئيسية أبرزها: حلول التنقل المستقبلية، والكفاءة التشغيلية والاستدامة، ومشهد صناعة السيارات والفرص في السعودية كجزء من الاستراتيجية الوطنية للصناعة.
كما تضمن المنتدى مناقشات محورية أخرى حول المبادرات المستقبلية والسياسات الحكومية للتنقل المستدام في المملكة، إلى جانب استراتيجيات تعزيز اعتماد المركبات الكهربائية، والدور المحوري للشراكات بين القطاعين العام والخاص في تمويل وتنفيذ المشاريع المستقبلية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «فاليانت آند كومباني» - المنظمة لهذا الحدث - شارق عبد الحي، إن السعودية في طليعة الانتقال إلى حلول التنقل الحضري المستدامة، إذ تقود بفاعلية الجهود لتعزيز هذا التحول، بهدف مكافحة تغير المناخ من خلال خفض انبعاثات الكربون بحلول عام 2030، ومن المقرر أن يصبح هذا التحول محوراً في مشهد النقل بالمملكة.
الاستثمارات الخارجية
يشار إلى أن «لوسيد»، التي يمتلك «صندوق الاستثمارات العامة» السعودي 60 في المائة من أسهمها، افتتحت أول مصنع في المملكة للسيارات الكهربائية في مدينة الملك عبد الله (غرب السعودية).
وفي السياق ذاته، أنشأ الصندوق السيادي السعودي شركة «سير» التي من المتوقع أن تجذب استثمارات خارجية تصل إلى 562 مليون ريال (149 مليون دولار)، وتساهم في الناتج المحلي بنحو 30 مليار ريال (8 مليارات دولار) بحلول 2034.
كما أطلق الصندوق، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، شركة «إيفيك» المتخصصة في توفير نقاط الشحن الكهربائية بجميع أنحاء المملكة، بالإضافة إلى بناء أساس قوي للقطاع، مما يساعد في رفع نسبة استخدام المركبات الكهربائية بين أفراد المجتمع.