بنك اليابان متفائل بتحركات الأجور والأسعار

فائض في الحساب الجاري مع انتعاش التجارة… و«نيكي» يتراجع وسط تعاملات متقلبة

مشاة يستخدمون المظلات اتقاء للشمس في أحد شوارع وسط العاصمة اليابانية طوكيو مع تخطي الحرارة 35 درجة مئوية (أ.ف.ب)
مشاة يستخدمون المظلات اتقاء للشمس في أحد شوارع وسط العاصمة اليابانية طوكيو مع تخطي الحرارة 35 درجة مئوية (أ.ف.ب)
TT

بنك اليابان متفائل بتحركات الأجور والأسعار

مشاة يستخدمون المظلات اتقاء للشمس في أحد شوارع وسط العاصمة اليابانية طوكيو مع تخطي الحرارة 35 درجة مئوية (أ.ف.ب)
مشاة يستخدمون المظلات اتقاء للشمس في أحد شوارع وسط العاصمة اليابانية طوكيو مع تخطي الحرارة 35 درجة مئوية (أ.ف.ب)

قال بنك اليابان إن نقص العمالة يدفع الشركات الصغرى إلى رفع الأجور ونقل التكاليف المرتفعة من خلال زيادات الأسعار، ما يشير إلى الثقة في أن البلاد تحرز تقدما نحو تحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة بشكل دائم.

وقد يعزز التقييم المتفائل، الذي تم التوصل إليه في ملخص للمناقشات في اجتماع بنك اليابان لمديري الفروع الإقليمية، الحجة لصالح قيام البنك المركزي برفع أسعار الفائدة في أقرب وقت ممكن في اجتماعه القادم في 30 و31 يوليو (تموز) الجاري.

وأوضح ملخص الاجتماع ربع السنوي لبنك اليابان أن «كثيرا من المناطق أفادت بأن زيادات الأجور الكبيرة التي أجرتها الشركات الكبرى في مفاوضات الأجور هذا العام امتدت إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم».

وقارن التقييم بينه وبين تقييم الاجتماع السابق في أبريل (نيسان)، عندما قال بنك اليابان إن هناك «علامات أمل» تشير إلى أن الزيادات القوية في الأجور بين الشركات الكبرى سوف تنتشر إلى الشركات الصغرى. وقال إن بعض الشركات الإقليمية الصغرى قررت إعطاء الأولوية لزيادة الأجور للاحتفاظ بالعمال أو توظيفهم، حتى لو لم تكن تحقق أرباحا كافية لتعويض التكلفة الأعلى.

وقال بنك اليابان في الملخص إن كثيرا من المناطق شهدت أيضا شركات تمرر التكاليف المرتفعة، أو تفكر في القيام بذلك، وخاصة تلك العاملة في قطاع الخدمات. وقال إن الاستهلاك كان «قويا ككل»، مع تعويض الإنفاق القوي من قبل السياح الوافدين عن الاستهلاك الضعيف بين الأسر المتضررة من ارتفاع تكاليف المعيشة.

وستكون وجهة نظر البنك المركزي بشأن تطورات الأجور من بين العوامل الرئيسية التي سيفحصها مجلس إدارته في اجتماع السياسة هذا الشهر لتحديد أسعار الفائدة وكذلك توقعات النمو والتضخم الفصلية الجديدة. وأظهرت بيانات حكومية صدرت في وقت سابق من يوم الاثنين أن العمال اليابانيين شهدوا ارتفاع متوسط ​​أجرهم الأساسي بنسبة 2.5 في المائة في مايو (أيار) الماضي، وهو أسرع وتيرة في 31 عاما، مع تحقيق العمال بدوام جزئي مكاسب قوية بشكل خاص.

وفي سياق منفصل، أعلنت وزارة المالية اليابانية تسجيل اليابان فائضا في ميزان الحساب الجاري خلال مايو الماضي بقيمة 2.849 تريليون ين (17.74 مليار دولار). وكان المحللون يتوقعون فائضا بقيمة 2.07 تريليون ين، بعد فائض بقيمة 2.52 تريليون ين خلال أبريل.

وزادت واردات اليابان خلال مايو الماضي بنسبة 9.3 في المائة إلى 9.241 تريليون ين، في حين زادت الصادرات بنسبة 12.1 في المائة إلى 8.132 تريليون ين، لتسجل اليابان عجزا تجاريا بقيمة 1.107 تريليون ين. وفي الوقت نفسه سجل الحساب الرأسمالي عجزا بقيمة 11.7 مليار ين، في حين سجل الحساب المالي فائضا بقيمة 1.258 تريليون ين خلال مايو الماضي.

وفي الأسواق، تراجع مؤشر نيكي الياباني عن مستوى قياسي سجله خلال تداولات يوم الاثنين بضغط من جني المستثمرين لأرباح بعد ارتفاع للأسهم استمر عدة أيام.

ولامس المؤشر نيكي مستوى قياسيا مرتفعا عند 41112.24 نقطة في جلسة تداول متقلبة، لكنه أغلق منخفضا 0.32 في المائة عند 40780.70 نقطة. وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.57 في المائة إلى 2867.61 نقطة.

وارتفعت معنويات السوق في البداية بفضل الأداء القوي للمؤشرات الرئيسية في وول ستريت يوم الجمعة بعد أن عززت بيانات وظائف جاءت أضعف من المتوقع في الولايات المتحدة توقعات خفض أسعار الفائدة في موعد مبكر قد يكون سبتمبر (أيلول).

واقتفت بعض أسهم شركات التكنولوجيا اليابانية مكاسب نظيراتها الأميركية، ما دعم «نيكي». وسعى المستثمرون إلى جني الأرباح بعد أن حققت مؤشرات الأسهم الرئيسية في اليابان مكاسب على مدى خمسة أيام متتالية لتصل إلى مستويات قياسية خلال تداولات الجلسة الأسبوع الماضي.

ومن بين 225 سهما مدرجة على مؤشر نيكي، ارتفع 53 سهما فقط، في حين انخفض 171 سهما.

وانخفض سهم شركة «ياسكاوا إليكتريك» لصناعة المعدات الكهربائية 4.4 في المائة ليصبح أحد أسوأ الأسهم أداء بالنسبة المئوية بعد إعلان نتائج إيرادات مخيبة للآمال. وتراجع سهم شركة «طوكيو إلكترون» العملاقة لتصنيع معدات صناعة الرقائق 0.9 في المائة.

وفي المقابل، ارتفع سهم مجموعة «سوفت بنك» 0.4 في المائة بعد أن ارتفعت أسهم شركة تصميم الرقائق البريطانية «آرم» المدرجة في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. وتمتلك مجموعة «سوفت بنك» اليابانية حصة تبلغ 90 في المائة من شركة آرم. وصعد سهم شركة «فاست ريتيلينغ» المالكة للعلامة التجارية للملابس «يونيكلو 0.4» في المائة.


مقالات ذات صلة

حرب الجبهتين تضع الاقتصاد الإسرائيلي في مرمى النيران بعد عام من النزاع

الاقتصاد تصاعد الدخان عقب الضربات الإسرائيلية في مدينة غزة 11 أكتوبر 2023 (رويترز) play-circle 05:35

حرب الجبهتين تضع الاقتصاد الإسرائيلي في مرمى النيران بعد عام من النزاع

لم يعد الاقتصاد الإسرائيلي بعد عام من الحرب كما كان، بل دخل مرحلة جديدة مليئة بالتحديات الاقتصادية المعقدة.

هدى علاء الدين (بيروت)
رياضة عالمية «الشرق رياضة» تقدم تقارير مفصلة ومُحدثة بشكل مستمر حول آخر تطورات الأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

«الشرق رياضة»... منصة متكاملة تُقدّم تغطية شاملة للأحداث الرياضية

أطلقت «الشرق للأخبار» في عام 2022، إحدى أبرز خدماتها المتخصصة في مجال الرياضة تحت اسم «الشرق رياضة»، وهي منصة متكاملة تُقدّم تغطية شاملة للأحداث الرياضية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد فنّيون بجانب خطوط الإنتاج في أحد مصانع ألمانيا (رويترز)

رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي متفائل بشأن الاقتصاد الألماني

أعرب رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، بورغه برنده، عن ثقته بالتنمية الاقتصادية في ألمانيا على الرغم من الانكماش الاقتصادي الحالي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر يتحدث خلال زيارة لمصنع في تشيستر (رويترز)

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إنه واثق بجذب مزيد من الاستثمارات الخاصة إلى بريطانيا في الأسابيع والأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)

السكر يقود قفزة شاملة بأسعار الغذاء العالمي في سبتمبر

أظهرت بيانات أن مؤشر أسعار الغذاء العالمية قفز في سبتمبر (أيلول) مسجلاً أكبر زيادة له في 18 شهراً بدعم من ارتفاع أسعار السكر.

«الشرق الأوسط» (روما)

لهذه الأسباب... ارتفعت الصفقات العقارية للوحدات السكنية الصغيرة 151 % في السعودية

بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
TT

لهذه الأسباب... ارتفعت الصفقات العقارية للوحدات السكنية الصغيرة 151 % في السعودية

بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)

تشهد السوق العقارية في السعودية مؤخراً إقبالاً على الوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة، التي تتراوح مساحاتها بين 30 متراً مربعاً و65 متراً مربعاً، حيث ارتفعت الصفقات العقارية لتلك المساحات بنسبة 151 في المائة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي، مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وأرجع عدد من الخبراء والاختصاصيين العقاريين خلال حديثهم مع «الشرق الأوسط»، هذا الإقبال، إلى 4 أسباب، مشيرين إلى أن المستقبل في المدن الكبرى مثل الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة وجدة، والدمام سيكون للوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة، التي ستخلق فرصاً استثمارية جديدة للمطورين العقاريين في التوسع في هذه الوحدات وزيادة نصيبها ضمن مَحافظهم الاستثمارية والخاصة بمشروعات التطوير العقاري.

ويرى الخبير والمُقيّم العقاري المهندس أحمد الفقيه، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط»، أن المستقبل في المدن الكبرى للوحدات السكنية من الشقق الصغيرة بمتوسط مساحة 35 متراً مربعاً، مضيفاً أن مبيعات غالبية المطورين والمسوّقين العقاريين في المدن الكبيرة تتركز في الوحدات السكنية الصغيرة التي تتكون من غرفة أو غرفتين واستوديو.

وأرجع الفقيه هذا التوجه نحو الوحدات السكنية الصغيرة، إلى 4 أسباب، تتمثل في تغير التركيبة السكانية في المدن الرئيسية وعلى رأسها مدينة الرياض ومحافظة جدة؛ بسبب الهجرة الكبيرة نحو المدن التي أصبحت مركز جذب، ولارتفاع جودة الحياة فيها، ولزيادة الفرص الوظيفية فيها للسعوديين وغير السعوديين، كما أن هذه الفئات قليلة العدد ومتوسط عدد أفرادها 3 أشخاص. بالإضافة إلى ظهور فئات جديدة في المجتمع لم يعهدها سابقاً، من الذين يُفضّلون الاستقلالية في السكن، حيث إن بعضهم سيدات، سواء منفصلات أو موظفات قادمات من خارج المدن، أو رجال يفضلون الاستقلالية في السكن.

وأشار الفقيه إلى أن السبب الثالث، يكمن في تغير العادات الاجتماعية، بحيث أصبحت الأسر الجديدة وحديثو الزواج يميلون إلى عدم إنجاب الأطفال بعدد كبير جداً، ويفضّلون وجود فترة زمنية تتجاوز 3 سنوات لإنجاب طفلهم الأول، بعد الاستقرار المادي والسكني، مضيفاً أن السبب الرابع يتمثل في ارتفاع أسعار الوحدات السكنية في المدن الكبرى؛ مما دفع كثيراً من العائلات الصغيرة والمستقلين إلى تفضيل الوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة.

واستشهد الفقيه بلغة الأرقام، مشيراً إلى أن بيانات البورصة العقارية توضح تضاعف الصفقات العقارية للوحدات السكنية بين 30 متراً مربعاً و65 متراً مربعاً، حيث سجّلت البورصة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الماضي نحو 242 وحدة سكنية، بينما قفزت خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي إلى 608 وحدات سكنية، وهو مؤشر قوي على ازدياد وتفضيل هذا النوع من المساكن.

الوحدات الصغيرة... نجم صاعد

من جانبه، وصف المستشار والخبير العقاري العبودي بن عبدالله، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط»، الوحدات السكنية الصغيرة بأنها نجم صاعد في السوق العقارية السعودية، واستطاعت خلال الفترة الماضية جذب اهتمام المطورين والمستثمرين على حد سواء، مشيراً إلى أنه مع تنامي عدد السكان وزيادة الطلب على السكن فرضت هذه الوحدات نفسها حلاً مبتكراً وذكياً يلبي احتياجات الطلب الكبير والعصر الحديث في السوق العقارية السعودية، ويتواكب مع ما يشهده من تحولات ديناميكية، كما يجمع بين المرونة والكفاءة والاستدامة.

وأضاف أنه «في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المملكة تظهر الحاجة إلى تنوع في الخيارات السكنية بشكل متزايد من الجيل الجديد من السعوديين الذين يفضّلون الاستقلالية والمرونة، ويسعون للحصول على وحدات سكنية تلبي احتياجاتهم الفردية بأسعار تتناسب مع قدراتهم الشرائية». ولفت إلى أن الوحدات السكنية الكبيرة لم تعد الخيار الأوحد، بل باتت الوحدات الصغيرة تجذب الأنظار، خصوصاً للشباب والعائلات الصغيرة والمهنيين غير المتزوجين الذين يبحثون عن أسلوب حياة يتناسب مع احتياجاتهم، دون الإخلال بالجودة أو الراحة؛ مما يجعلها خياراً مثالياً لمَن يسعون للحصول على نمط حياة عصري ومستدام، يتماشى مع التوجهات العالمية نحو التصميم الذكي واستخدام المساحات بشكل أكثر فعالية.

ويرى العبودي أن النمو السكاني وتنامي تدفق موظفي الشركات العالمية والمستثمرين، زادا من الطلب على الوحدات السكنية الصغيرة بشكل لافت في المملكة، خصوصاً للفئات الباحثة عن سكن بأسعار معقولة وبمواقع استراتيجية داخل المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام، لافتاً إلى أن الأرقام والإحصاءات تشير إلى أن الطلب على الوحدات الصغيرة سيرتفع بشكل مستمر خلال السنوات المقبلة؛ حيث يسهم ذلك في تخفيف الضغط على الوحدات السكنية الكبيرة ويفتح أبواباً جديدة للاستثمار في قطاع العقارات، كما أن المستثمرين العقاريين بدأوا في استيعاب ذلك، وهو ما أدى إلى زيادة المشروعات السكنية التي تركز على تقديم وحدات صغيرة تتسم بالجودة والكفاءة.

وأضاف أنها تعدّ خياراً اقتصادياً ممتازاً سواء للمطورين أو للمشترين، فالمساحات الأصغر تعني تكاليف أقل للبناء وبالتالي تقديم وحدات بأسعار تنافسية تتيح لشريحة أوسع من السكان إمكانية التملك أو الإيجار، وهذا يسهم في تحقيق أهداف «رؤية 2030» في زيادة نسبة تملك السعوديين للمساكن، كما أنها ستصبح جزءاً أساسياً من النسيج العقاري للمملكة.