تركيا: تراجع التضخم السنوي إلى 71.6 % واستمرار الارتفاع الشهري

شيمشك عدّ أن عملية انكماشه بدأت وأنه يسير باتجاه توقعات نهاية العام

سائحة تتجول في مسجد كاري بعد تجديده بمدينة إسطنبول التركية (د.ب.أ)
سائحة تتجول في مسجد كاري بعد تجديده بمدينة إسطنبول التركية (د.ب.أ)
TT

تركيا: تراجع التضخم السنوي إلى 71.6 % واستمرار الارتفاع الشهري

سائحة تتجول في مسجد كاري بعد تجديده بمدينة إسطنبول التركية (د.ب.أ)
سائحة تتجول في مسجد كاري بعد تجديده بمدينة إسطنبول التركية (د.ب.أ)

سجل معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلك في تركيا تراجعاً في يونيو (حزيران) الماضي إلى 71.6 في المائة، بعدما بلغ الذروة في مايو (أيار) عند مستوى 75.45 في المائة.

وبحسب بيان لمعهد الإحصاء التركي حول أرقام التضخم في يونيو، صدر، الأربعاء، سجل التضخم ارتفاعاً بنسبة 1.64 في المائة على أساس شهري.

وكانت توقعات الاقتصاديين السابقة على إعلان أرقام التضخم صبت باتجاه ارتفاع التضخم السنوي بنسبة 2.28 في المائة في يونيو، وأن يتم حسابه عند 72.68 في المائة.

وكان من المتوقع أيضاً تباطؤ معدل الزيادة في التضخم على أساس شهري. وأكد الخبراء أن بيانات التضخم، التي تقل عن 2 في المائة على أساس شهري ستستقبل بشكل إيجابي في الأسواق.

وخلافاً للأرقام المعلنة من معهد الإحصاء التركي، أعلنت مجموعة أبحاث التضخم، التي تضم خبراء مستقلين، أن التضخم سجل ارتفاعاً بنسبة 4.27 في المائة على أساس شهري في يونيو، وبلغت الزيادة في التضخم خلال الاثني عشر شهراً الماضية 113.08 في المائة، كما بلغ معدل التضخم في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي 41.16 في المائة.

عوامل إيجابية

وفي تعليق على الأرقام الرسمية للتضخم، قال وزير الخزانة والمالية التركي، محمد شيمشك، على حسابه في «إكس»: «لقد بدأت عملية انكماش التضخم، اتجاه التضخم الذي تشير إليه القيمة السنوية للمتوسط ​​المتحرك المعدل موسمياً لثلاثة أشهر يتوافق مع هدفنا لنهاية العام، وتشير بيانات يونيو التي أظهرت ارتفاعاً في التضخم الشهري بـ1.64 في المائة إلى تضخم سنوي معدله 22 في المائة».

وتستهدف الحكومة التركية والمصرف المركزي وصول التضخم بحلول نهاية العام الحالي إلى 39 في المائة.

وأضاف شيمشك: «سنرى بوضوح النجاح الذي حققناه في العديد من المجالات مثل الاستقرار المالي، وخفض العجز المستدام في الحساب الجاري، وتراكم الاحتياطيات، والخروج من القائمة الرمادية لمجموعة العمل المالي (فاتف) لغسل الأموال وتمويل الإرهاب، في مكافحة التضخم، وهو الهدف الرئيسي لبرنامجنا».

وأخرجت مجموعة العمل المالي (فاتف)، الجمعة الماضي، تركيا من القائمة الرمادية للدول الخاضعة لتدقيق خاص فيما يتعلق بجرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب، بعد استيفاء 40 معياراً حددتها المجموعة، في خطوة تفتح الباب أمام تعزيز التجارة العالمية لتركيا، وتدفق الاستثمارات الأجنبية عليها.

وقال شيمشك: «سنضمن زيادة الرفاهية الدائمة من خلال تنفيذ برنامجنا بحزم حتى يتم تحقيق استقرار الأسعار».

وأبقى مصرف تركيا المركزي، الأسبوع الماضي، سعر الفائدة على إعادة الشراء لمدة أسبوع (الريبو) المعتمد معياراً أساسياً لأسعار الفائدة عند 50 في المائة دون تغيير للشهر الثالث على التوالي، متماشياً مع التوقعات السابقة.

وأكد، في بيان، عقب اجتماع لجنته للسياسة النقدية، الخميس، أن الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري حقق انقطاعاً مؤقتاً في مايو الماضي، الذي بلغ فيه التضخم السنوي ذروته عند 75.45 في المائة، ولفت إلى أن المؤشرات الأخيرة تؤكد أن الطلب المحلي يتباطأ، رغم أنه لا يزال عند مستوى تضخمي.


مقالات ذات صلة

إنفاق الأسر اليابانية يتراجع بشكل غير متوقع

الاقتصاد رجل يسير أمام لوحات إلكترونية تعرض تحركات الأسهم في بورصة اليابان وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)

إنفاق الأسر اليابانية يتراجع بشكل غير متوقع

أظهرت بيانات أن إنفاق الأسر اليابانية انخفض بشكل غير متوقع في مايو مع استمرار ارتفاع الأسعار في الضغط على القدرة الشرائية للمستهلكين.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد إقبال كبير على المعرض العالمي للذكاء الاصطناعي المقام في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ف.ب)

الصين تتوعد بـ«إجراءات صارمة» ضد الاحتيال المالي

تعهدت الهيئة التنظيمية للأوراق المالية في الصين، الجمعة، باتخاذ إجراءات صارمة ضد الاحتيال المالي

«الشرق الأوسط» (بكين)
أوروبا رئيس حزب العمال البريطاني ورئيس الوزراء كير ستارمر يحتفل مع مؤيديه بعد إعلان نتائج الانتخابات... لندن في 5 يوليو 2024 (رويترز) play-circle 01:18

ببرنامج واعد... حزب العمال البريطاني يعود إلى السلطة بعد 15 عاماً

بفوزه بالانتخابات، سيكون رئيس حزب «العمال» أمام اختبار تحقيق وعود الإصلاحات التي طرحها ببرنامجه، وأبرزها في مجالات الصحة، والاقتصاد، والتعليم، والدفاع، والهجرة.

شادي عبد الساتر (بيروت)
الاقتصاد سائحون يتجولون في حديقة «القصر الصيفي» التاريخي في العاصمة الصينية بكين (أ.ب)

الصين تكشف عن أولى خطواتها في التصعيد الجمركي ضد أوروبا

أعلنت الصين يوم الجمعة الخطوة التالية في تحقيقها لمكافحة الإغراق في واردات أحد المشروبات الكحولية الأوروبية

«الشرق الأوسط» (بكين - بروكسل)
الاقتصاد منظر للحي المالي في لندن (رويترز)

«غولدمان ساكس» يرفع توقعات النمو البريطاني في العامين المقبلين

رفع بنك «غولدمان ساكس» توقعاته للنمو الاقتصادي في المملكة المتحدة لعامي 2025 و2026 يوم الجمعة بمقدار 0.1 نقطة مئوية على التوالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

استمرار نمو التوظيف القوي في الولايات المتحدة

يصطف الناس خارج مركز التوظيف للحصول على المساعدة في مطالبات البطالة الخاصة بهم في كنتاكي (رويترز)
يصطف الناس خارج مركز التوظيف للحصول على المساعدة في مطالبات البطالة الخاصة بهم في كنتاكي (رويترز)
TT

استمرار نمو التوظيف القوي في الولايات المتحدة

يصطف الناس خارج مركز التوظيف للحصول على المساعدة في مطالبات البطالة الخاصة بهم في كنتاكي (رويترز)
يصطف الناس خارج مركز التوظيف للحصول على المساعدة في مطالبات البطالة الخاصة بهم في كنتاكي (رويترز)

حقّق أصحاب العمل في الولايات المتحدة شهراً صحياً آخر من التوظيف في يونيو (حزيران)، حيث أضافوا 206 آلاف وظيفة، وأظهروا مرة أخرى قدرة الاقتصاد الأميركي على تحمل معدلات الفائدة المرتفعة بشكل مستمر.

ويمثل نمو الوظائف الشهر الماضي تراجعاً من 218 ألف وظيفة في مايو (أيار). ولكنه يظل مكسباً قوياً، وهو ما يعكس مرونة الاقتصاد الأميركي القائم على الاستهلاك، والذي يتباطأ ولكنه لا يزال ينمو بشكل مطرد، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وأظهر تقرير، يوم الجمعة الصادر عن وزارة العمل أيضاً، أن معدل البطالة ارتفع من 4 في المائة إلى 4.1 في المائة. وعدّلت الوزارة بشكل حاد تقديراتها لنمو الوظائف لشهرَي مايو ويونيو بمقدار 111 ألف وظيفة.

وتلقي الحالة الاقتصادية بثقلها على أذهان الناخبين مع اشتداد الحملة الانتخابية الرئاسية. وعلى الرغم من التوظيف المستمر، وعمليات تسريح العمال القليلة نسبياً، وتباطؤ التضخم تدريجياً، فإن عديداً من الأميركيين قد شعروا بالغضب من الأسعار التي لا تزال مرتفعة، وألقوا اللوم على الرئيس جو بايدن.

ومن وجهة نظر «الاحتياطي الفيدرالي»، فإن التباطؤ في التوظيف إلى وتيرة لا تزال لائقة سوف يكون مثالياً. وقد يشير ذلك إلى أن سوق العمل تتباطأ بما يكفي لتخفيف الضغط على أصحاب العمل لرفع الأجور بشكل حاد، وهو ما يمكن أن يغذي التضخم، ولكن ليس بالقدر الذي يتسبب في موجات من تسريح العمال.

وقال كبير الاقتصاديين في شركة «أبكاست»، التي تستخدم التكنولوجيا لمساعدة الشركات على توظيف العمال، أندرو فلاورز: «لقد أثبتت سوق العمل خطأ المشككين».

ومع ذلك، أشار فلاورز إلى أن تكاليف الاقتراض المرتفعة، الناجمة عن رفع أسعار الفائدة من قبل «الاحتياطي الفيدرالي» ستؤدي في النهاية إلى إضعاف سوق العمل.

وقال: «في النهاية، سوف تنحني، لكنها لن تنكسر. إن اللدغة البطيئة لأسعار الفائدة المرتفعة ستؤدي إلى اعتدال نمو الوظائف».

وارتفع الإنفاق الاستهلاكي، الذي يمثل نحو 70 في المائة من إجمالي النشاط الاقتصادي الأميركي، والذي أدى إلى التوسع في السنوات الثلاث الماضية، بمعدل 1.5 في المائة فقط في الرُّبع الأخير بعد نموه بأكثر من 3 في المائة في كل من الرُّبعين السابقين. بالإضافة إلى ذلك، انخفض عدد الوظائف الشاغرة المعلن عنها بشكل مطرد منذ أن بلغ ذروته عند مستوى قياسي بلغ 12.2 مليون في مارس (آذار) 2022.

ومع ذلك، في حين أن أصحاب العمل قد لا يقومون بالتوظيف بقوة بعد أن كافحوا لملء الوظائف خلال العامين الماضيين، إلا أنهم لا يقومون بتسريح كثير منهم أيضاً.