ستارمر وسوناك في يوم الحسم: تحذيرات من عواقب اقتصادية وخيمة

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وزعيم «حزب العمال» المعارض كير ستارمر في مناظرة لهيئة الإذاعة البريطانية في نوتنغهام (أ.ب)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وزعيم «حزب العمال» المعارض كير ستارمر في مناظرة لهيئة الإذاعة البريطانية في نوتنغهام (أ.ب)
TT

ستارمر وسوناك في يوم الحسم: تحذيرات من عواقب اقتصادية وخيمة

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وزعيم «حزب العمال» المعارض كير ستارمر في مناظرة لهيئة الإذاعة البريطانية في نوتنغهام (أ.ب)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وزعيم «حزب العمال» المعارض كير ستارمر في مناظرة لهيئة الإذاعة البريطانية في نوتنغهام (أ.ب)

بدأ زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر، ورئيس الوزراء ريشي سوناك، يوم الأربعاء، اليوم الأخير من الحملة الانتخابية قبل أن يتوجه البريطانيون يوم الخميس، إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في مجلس العموم الجديد، حيث حذر كل منهما الناخبين من عواقب اقتصادية وخيمة إذا فاز الآخر.

وتُظهر استطلاعات الرأي أن حزب العمال بزعامة ستارمر يتجه لتحقيق نصر كبير يُنهي 14 عاماً من حكم المحافظين ويسلم الزعيم اليساري المعتدل مفاتيح مكتب رئيس الوزراء رقم 10 في «داونينغ ستريت»، صباح الجمعة.

وخوفاً من أن يرى الناخبون البريطانيون النتيجة أمراً محسوماً ويبقوا في منازلهم عندما تُفتح صناديق الاقتراع في الساعة السادسة صباحاً (بتوقيت غرينتش) يوم الخميس، أو يسجلوا أصوات احتجاج مع الأحزاب الصغيرة، أطلق حزب العمال نداءً جديداً قال فيه: «لا تنسوا الفوضى الاقتصادية التي لا يزال الشعب البريطاني يدفع ثمنها. إذا صوتتم للمحافظين، فلن يتغير شيء. إذا لم تصوتوا على الإطلاق أو قمتم بالتصويت لحزب آخر، فإنكم تخاطرون بالاستيقاظ يوم الجمعة على ريشي سوناك يدخل باب رقم 10 مرة أخرى».

وبُنيت حملة ستارمر على وعد بكلمة واحدة وهي «التغيير»، مستغلاً الاستياء من حالة الخدمات العامة المتوترة في بريطانيا وانخفاض مستويات المعيشة -وهي الأعراض التي تدل على ركود الاقتصاد وعدم الاستقرار السياسي.

وحاول سوناك إقناع الناخبين بأن إدارته التي استمرت 20 شهراً وضعت الاقتصاد على مسار تصاعدي بعد الصدمات الخارجية الناجمة عن جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، مما وضع حداً لسنوات الاضطراب التي شهدها أسلافه المحافظون. ويجادل بأن ستارمر سيضطر إلى رفع الضرائب لتنفيذ أجندته للتغيير.

وبعد فشله في تقليص تقدم حزب العمال بنحو 20 نقطة في استطلاعات الرأي، تحولت استراتيجية المحافظين من السعي لتحقيق النصر إلى محاولة تقليص حجم الهزيمة.

وحذرت حملتهم في الساعات الأخيرة من أنه كلما كان انتصار حزب العمال أكبر، كان ستارمر أكثر جرأة في زيادة الضرائب بما يتجاوز ما تم تحديده بالفعل.

وقال المحافظون في بيان: «كلما زاد حجم الأغلبية الكبرى، كان من الأسهل تمرير السياسات المتطرفة -وستزيد الضرائب المفروضة على الشعب البريطاني».


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

الاقتصاد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر يتحدث خلال زيارة لمصنع في تشيستر (رويترز)

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إنه واثق بجذب مزيد من الاستثمارات الخاصة إلى بريطانيا في الأسابيع والأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)

السكر يقود قفزة شاملة بأسعار الغذاء العالمي في سبتمبر

أظهرت بيانات أن مؤشر أسعار الغذاء العالمية قفز في سبتمبر (أيلول) مسجلاً أكبر زيادة له في 18 شهراً بدعم من ارتفاع أسعار السكر.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد ماسح أحذية يتعامل مع أحد الزبائن أمام محطة طوكيو المركزية بالعاصمة اليابانية (أ.ف.ب)

رئيس الوزراء الياباني يطلب رسمياً إعداد حزمة تحفيز

أصدر رئيس الوزراء الياباني الجديد تعليمات رسمية لوزرائه يوم الجمعة بإعداد حزمة اقتصادية جديدة لتخفيف الضربة التي تتعرض لها الأسر نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد منظر عام لبنك إنجلترا في لندن (رويترز)

كبير اقتصاديي بنك إنجلترا يدعو إلى الحذر عند خفض الفائدة

أكد كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، هيو بيل، ضرورة أن يتخذ المصرف المركزي البريطاني خطوات تدريجية عند خفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي أمام مقر المصرف المركزي في فرانكفورت (رويترز)

التضخم في عالم ما بعد الجائحة... هل تستعد المصارف المركزية لمزيد من القوة؟

قد يكون التذبذب السريع في معدلات التضخم دون تأثيرات مماثلة على الناتج الاقتصادي سمة بارزة لعالم ما بعد جائحة كوفيد-19.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كبير اقتصاديي بنك إنجلترا يدعو إلى الحذر عند خفض الفائدة

منظر عام لبنك إنجلترا في لندن (رويترز)
منظر عام لبنك إنجلترا في لندن (رويترز)
TT

كبير اقتصاديي بنك إنجلترا يدعو إلى الحذر عند خفض الفائدة

منظر عام لبنك إنجلترا في لندن (رويترز)
منظر عام لبنك إنجلترا في لندن (رويترز)

أكد كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، هيو بيل، ضرورة أن يتخذ المصرف المركزي البريطاني خطوات تدريجية عند خفض أسعار الفائدة، وذلك بعد يوم واحد من تصريح المحافظ أندرو بيلي بأن البنك قد يسعى لخفض تكاليف الاقتراض بوتيرة أسرع.

وفي خطاب ألقاه، يوم الجمعة، في معهد «المحاسبين القانونيين» في إنجلترا وويلز، قال بيل: «في حين تظل تخفيضات إضافية في سعر البنك ممكنة إذا استمر الوضع الاقتصادي، وتوقعات التضخم في التطور كما هو متوقع، من المهم الحذر من المخاطر المرتبطة بخفض الأسعار بشكل مفرط أو سريع»، وفق «رويترز».

وأضاف: «هذا الحذر يشير إلى ضرورة سحب تدريجي للقيود على السياسة النقدية».

كما أعرب بيل عن قلقه من إمكانية حدوث تغييرات هيكلية في الاقتصاد البريطاني قد تؤدي إلى استمرار ضغوط التضخم، مشيراً إلى أن هناك «أسباباً كافية» للحذر عند تقييم مدى سرعة استمرار تلك الضغوط.

كما ذكر أن التضخم بين شركات الخدمات ونمو الأجور يمثلان «مصدر قلق مستمر». وفي تصريحاته خلال الفعالية، قال بيل: «أنا قلق بشأن التضخم أكثر مما هو وارد في توقعات لجنة السياسة النقدية المنشورة».

ومن المتوقع أن تعقد لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا اجتماعها المقبل في نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث من المرجح أن تُخفض أسعار الفائدة، بعد أن أجرت أول خفض لها منذ أكثر من 4 سنوات في أغسطس (آب) وتوقفت في سبتمبر (أيلول).

وفي رد فعل السوق، ارتفع الجنيه الإسترليني أمام الدولار واليورو يوم الجمعة، بعد تراجع حاد في اليوم السابق؛ حيث أشار محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» نُشرت يوم الخميس، إلى أن المصرف المركزي قد يتخذ خطوات أكثر عدوانية لخفض أسعار الفائدة إذا ظهرت أخبار إيجابية إضافية بشأن التضخم.

وساعدت دعوة بيل لاتخاذ نهج أكثر حذراً في خفض الأسعار، الجنيه الإسترليني على تحقيق مكاسب بلغت 0.3 في المائة، لتصل إلى 1.317 دولار. ومع ذلك، لا يزال الجنيه في طريقه نحو تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي له منذ أكثر من عام، بعد تصريحات محافظ المركزي.

وذكر استراتيجي سوق الصرف الأجنبية في «آي إن جي»، فرانشيسكو بيسول، أن تعليقات بيلي أدت إلى تفكيك المراكز الطويلة في الجنيه الاسترليني. وعلى الرغم من ذلك، ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 3.4 في المائة حتى الآن هذا العام، متفوقاً على عملات مجموعة العشر الأخرى، بفضل التوقعات بأن بنك إنجلترا سيبقي أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول مقارنة بمراكز أخرى.

وأشار بيسول إلى أنه «يوجد مجال أكبر لتسوية المراكز، ما قد يثقل كاهل الجنيه الإسترليني، ما لم تجبر اتصالات بنك إنجلترا أو البيانات على إعادة تسعير أكثر تشدداً. وما زلنا نعتقد أن الجنيه الإسترليني قد يهبط إلى مستوى 1.30 دولار في الأسابيع المقبلة».

وأظهر أحدث مسح صناعي أن قطاع البناء في بريطانيا شهد نمواً بأسرع وتيرة له منذ نحو عامين ونصف العام في سبتمبر، رغم أن بعض الشركات عبّرت عن قلقها بشأن تخفيضات الإنفاق المحتملة وزيادات الضرائب في أول موازنة لوزيرة المالية، راشيل ريفز، المقرر الإعلان عنها في 30 أكتوبر (تشرين الأول). وحذّرت ريفز من أن بعض الضرائب قد ترتفع في سعي الحكومة الجديدة لتعزيز الخدمات العامة والاستثمار.

وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.4 في المائة إلى 83.74 بنس لليورو، بعد أن شهد أكبر انخفاض يومي له منذ عامين، الخميس الماضي.