انكماش طفيف لقطاع الخدمات الفرنسي وسط حالة عدم اليقين الانتخابية

عائدات السندات تنخفض مع تحرك المعارضين لعرقلة اليمين المتطرف

سائحة تلتقط صوراً لمتحف اللوفر في باريس (رويترز)
سائحة تلتقط صوراً لمتحف اللوفر في باريس (رويترز)
TT

انكماش طفيف لقطاع الخدمات الفرنسي وسط حالة عدم اليقين الانتخابية

سائحة تلتقط صوراً لمتحف اللوفر في باريس (رويترز)
سائحة تلتقط صوراً لمتحف اللوفر في باريس (رويترز)

انكمش قطاع الخدمات المهيمن في فرنسا، الشهر الماضي، لكن بأقل مما كان متوقعاً في البداية؛ إذ أثرت حالة عدم اليقين قبل انتخابات برلمانية مبكرة على الطلب.

وجاء مؤشر مديري المشتريات النهائي لقطاع الخدمات «إتش سي أو بي فرانس»، الذي أعدته شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال» عند 49.6 في يونيو (حزيران) من 49.3 في مايو (أيار)، وهو أعلى من قراءة 48.8 من تقدير أولي سابق، وفق «رويترز».

ويشير أي رقم أقل من 50 إلى انكماش في النشاط، في حين يشير الرقم فوق 50 إلى التوسع.

ويراقب المستثمرون الماليون عن كثب الأداء الاقتصادي لفرنسا، حيث أدت حالة عدم اليقين بشأن الانتخابات، والتي تميزت بارتفاع عائدات الديون السيادية الفرنسية، إلى زيادة المخاوف من أن باريس قد تواجه مشكلة في تمويل عجز موازنتها.

وقال الاقتصادي في بنك «هامبورغ» التجاري، نورمان ليبكه، إن «حالة عدم اليقين بشأن الانتخابات أدت إلى توقف قطاع الخدمات الفرنسي في يونيو».

وانخفض مؤشر مديري المشتريات النهائي المركب، الذي يجمع بيانات من قطاعي الخدمات والتصنيع، إلى 48.8 نقطة من 48.9 في الشهر السابق.

في المقابل، تقلصت علاوة المخاطرة التي يطلبها المستثمرون للاحتفاظ بالديون الفرنسية، الأربعاء، مع تراجع احتمالات فوز حزب «التجمع الوطني» بزعامة مارين لوبان بأغلبية في البرلمان الفرنسي مع انسحاب المرشحين المناهضين لحزب «التجمع الوطني» في محاولة لعرقلة اليمين المتطرف.

وأكد أكثر من 200 مرشح من تحالف اليسار وحزب الرئيس إيمانويل ماكرون أنهم سينسحبون من انتخابات يوم الأحد، حيث دعوا الناخبين لاختيار أي مرشح هو الأفضل لهزيمة منافسه المحلي حزب «التجمع الوطني».

وقال كبير الاقتصاديين الأوروبيين في «جيفريز»، موهيت كومار، في مذكرة: «هذه الاستراتيجية ستحد بشكل كبير من فرص فوز لوبان بأغلبية مطلقة».

وأضاف: «مع عدم قدرة اليمين المتطرف أو أقصى اليسار على الحصول على الأعداد اللازمة لتنفيذ سياسات متطرفة، يجب أن يكون السيناريو إيجابياً على المدى القريب للأسواق».

وانخفض العائد على السندات الفرنسية لأجل 10 سنوات بمقدار 2.5 نقطة أساس إلى 3.307 في المائة. ويوم الثلاثاء، وصل إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عند 3.373 في المائة.

وتقلص فارق العائد بين عائدات السندات السيادية الفرنسية والألمانية لأجل 10 سنوات - وهو مقياس لطلب المستثمرين المتميزين للمخاطر الإضافية لحيازة السندات الفرنسية - إلى 69.9 نقطة أساس، وهو أضيق مستوى له في أسبوع.

ولم يطرأ تغير يذكر على عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، وهو مؤشر منطقة اليورو، عند 2.605 في المائة.

وانخفض العائد على السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات بمقدار 3.5 نقطة أساس إلى 4.041 في المائة.


مقالات ذات صلة

بعد تعرّض أنصاره للعنف... رئيس وزراء السنغال يدعو للانتقام

أفريقيا رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو يتحدث خلال مؤتمر صحافي في داكار 26 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

بعد تعرّض أنصاره للعنف... رئيس وزراء السنغال يدعو للانتقام

دعا رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو إلى الانتقام، وذلك بعد أعمال عنف ضد أنصاره اتهم معارضين بارتكابها خلال حملة الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها الأحد.

«الشرق الأوسط» (داكار)
أوروبا وزير المالية الألماني السابق كريستيان ليندنر (أ.ف.ب)

ألمانيا تستعد لانتخابات مبكرة في فبراير بعد انهيار الائتلاف الثلاثي

المستشار شولتس وافق على تقريب موعد الانتخابات أمام ضغوط المعارضة ويستعد لطرح الثقة في حكومته 16 ديسمبر.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ب)

ألمانيا تحدد 23 فبراير موعداً للانتخابات المبكرة

تعتزم ألمانيا إجراء انتخابات عامة مبكرة في 23 فبراير (شباط) المقبل، بعد انهيار ائتلاف يسار الوسط بزعامة المستشار أولاف شولتس.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الولايات المتحدة​ ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من «الاتفاق النووي» الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)

إيران تدرس فرص التوصل إلى اتفاق مع ترمب

دعا كثير من المسؤولين السابقين والخبراء بل الصحف في إيران الحكومة علناً إلى تحسين العلاقات مع ترمب بعد إعلان فوزه الساحق بالانتخابات.

فرناز فصيح (واشنطن)
آسيا شيغيرو إيشيبا يدلي بصوته في البرلمان لاختيار رئيس وزراء اليابان (أ.ف.ب)

البرلمان الياباني يعيد انتخاب إيشيبا رئيساً للوزراء

أعاد البرلمان الياباني انتخاب شيغيرو إيشيبا رئيساً للوزراء، الاثنين، بعدما تكبّد ائتلافه الحاكم أسوأ خسارة انتخابية منذ أكثر من عقد من الزمان.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

لمواجهة العقوبات... إيران وروسيا تربطان نظاميهما للبطاقات المصرفية

بطاقات روسية سيبدأ استخدامها في إيران (سبوتنيك)
بطاقات روسية سيبدأ استخدامها في إيران (سبوتنيك)
TT

لمواجهة العقوبات... إيران وروسيا تربطان نظاميهما للبطاقات المصرفية

بطاقات روسية سيبدأ استخدامها في إيران (سبوتنيك)
بطاقات روسية سيبدأ استخدامها في إيران (سبوتنيك)

أنهت موسكو وطهران رسمياً عملية ربط أنظمة الدفع الوطنية الخاصة بهما، مما سيسمح للمسافرين من البلدين باستخدام بطاقات الخصم المحلية الخاصة بهم للشراء إما في إيران أو روسيا، حسبما أفادت وسائل إعلام في إيران.

وقد استُبعدت المصارف الإيرانية منذ عام 2018 من نظام «سويفت» المالي الدولي المتحكّم بمعظم التعاملات التجارية حول العالم.

وكانت الخطوة جزءاً من سلسلة عقوبات أعيد فرضها على إيران بعدما انسحبت الولايات المتحدة من اتفاق 2015 النووي التاريخي.

وأفادت قناة «شبكة أخبار جمهورية إيران الإسلامية»، الاثنين، بأنه بات من الممكن استخدام بطاقات المصارف الإيرانية في روسيا، بينما بثّت لقطات لعملية سحب أموال بواسطة بطاقة مصرفية إيرانية من آلة في روسيا.

وذكرت القناة أن العملية باتت ممكنة من خلال ربط شبكة «شيتاب» الإيرانية المستخدمة بين المصارف مع نظيرتها الروسية «مير».

وأضافت أنه بإمكان الإيرانيين حالياً سحب الأموال في روسيا وسيكون بإمكانهم مستقبلاً استخدام بطاقاتهم للقيام بعمليات الشراء داخل المتاجر.

وتابعت أن «الخطة ستكون مطبّقة في بلدان أخرى لديها مجموعة واسعة من التعاملات المالية والاجتماعية مع إيران، مثل العراق وأفغانستان وتركيا. وسعت كل من إيران وروسيا لمواجهة تداعيات العقوبات على اقتصاديهما».

ووصف محافظ البنك المركزي الإيراني، محمد رضا فرزين، في كلمة ألقاها في حفل رسمي في طهران يوم الاثنين، ربط نظامي الدفع «مير» الروسي و«شيتاب» الإيراني بأنه خطوة كبيرة نحو التعاون الاقتصادي والتخلص من الدولار، فضلاً عن تسهيل الاقتصاد والعلاقات السياحية بين البلدين.

وكان فرزين قد صرح للصحافيين في وقت سابق بأن اتفاق ربط أنظمة الدفع المحلية في البلدين تم الانتهاء منه خلال اجتماع مع نظيرته الروسية إلفيرا نابيولينا على هامش المؤتمر المالي لبنك روسيا المركزي في سان بطرسبرغ في يوليو (تموز).

واتّهمت أوكرانيا وحلفاؤها في الغرب إيران بتزويد روسيا بمسيّرات وصواريخ لاستخدامها في الحرب.

وقّعت طهران وموسكو اتفاقاً في يونيو (حزيران) لتعزيز التعاون بينهما في القطاع المصرفي.

وسيكون بإمكان الروس مستقبلاً استخدام بطاقاتهم المصرفية في إيران، بحسب «شبكة أخبار جمهورية إيران الإسلامية» التي لم تحدد موعداً لذلك.

وتضغط روسيا من أجل تأسيس منصة للقيام بعمليات الدفع الدولية كبديل لخدمة «سويفت» التي تم أيضاً استبعاد مصارف روسية بارزة منها منذ عام 2022.