أسواق الغاز الطبيعي «هشة» رغم تراجع الأسعار

ناقلة غاز طبيعي مسال في عرض البحر (رويترز)
ناقلة غاز طبيعي مسال في عرض البحر (رويترز)
TT

أسواق الغاز الطبيعي «هشة» رغم تراجع الأسعار

ناقلة غاز طبيعي مسال في عرض البحر (رويترز)
ناقلة غاز طبيعي مسال في عرض البحر (رويترز)

قال الاتحاد الدولي للغاز إن أسواق الغاز الطبيعي المسال ما زالت «هشة» بعد عامين من التقلبات، بسبب نقص الإمدادات في المدى القريب، وذلك رغم الاكتشافات الجديدة للغاز وتراجع الأسعار.

وصلت التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال إلى مستوى قياسي بلغ 401.42 مليون طن متري في عام 2023 بنسبة نمو 2.1 في المائة، أو بزيادة 8.4 مليون طن عن العام الأسبق، مدعومة بارتفاع المشتريات الفورية بسبب الانخفاض التدريجي في الأسعار.

ومع ذلك، كانت وتيرة النمو أقل من نسبة 5.6 في المائة المسجلة في عام 2022، حيث لا يزال العرض المحدود هو العامل الأساسي الذي يحد من النمو القوي، حسبما ذكر الاتحاد الدولي للغاز الطبيعي في بيان صحافي الأربعاء.

ويلعب الغاز الطبيعي المسال، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع بوصفه وقوداً انتقالياً نحو صافي انبعاثات صفرية، دوراً حاسماً في مساعدة الدول، خصوصاً في آسيا، على تحقيق أهدافها المتعلقة بتحول الطاقة.

وتسابقت دول الاتحاد الأوروبي لاستبدال الوقود الروسي بعد الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، وكانت واردات الغاز الطبيعي المسال فعالة في استبدال حصة كبيرة من إمدادات خطوط أنابيب الغاز الروسية.

وسجلت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي ارتفاعاً ملحوظاً في التعاملات الأوروبية، الأربعاء، مع زيادة الطلب على الغاز في مناطق أخرى من العالم بسبب الحر الشديد. وارتفعت الأسعار بمقدار 0.60 يورو إلى 35.10 يورو (37:50 دولار) لكل ميغاواط في الساعة، بحلول الساعة 09:12 بتوقيت غرينيتش، وسط توقعات ببلوغ درجات الحرارة في شمال غربي أوروبا إلى ذروتها الخميس.

ومن المتوقع أن ينخفض الطلب على الغاز في المملكة المتحدة بشكل حاد بسبب التوقعات بسرعات رياح أقوى، حيث من المتوقع أن يتضاعف توليد طاقة الرياح ثلاث مرات بحلول يوم الجمعة المقبل، بينما من المتوقع أن يرتفع إنتاج طاقة الرياح في ألمانيا تدريجياً فوق المتوسط الموسمي بحلول نهاية الأسبوع.

وعلى جانب العرض، من المتوقع أن تزيد الصادرات النرويجية إلى الدول الأوروبية، اعتباراً من الخميس، بسبب ارتفاع إنتاج الحقول النرويجية، وسيكون هناك حد لقدرة التصدير عبر خط أنابيب «لانجيلد» إلى بريطانيا حتى 7 يوليو (تموز).

وترى رئيسة الاتحاد الدولي للغاز لي يالان أنه «لا تزال ظروف سوق الغاز الطبيعي المسال صعبة، على الرغم من انخفاض الأسعار... ولا يزال التوازن في السوق العالمية هشاً وحساساً على جانبي العرض والطلب».

ووفق البيان: «هيمنت الولايات المتحدة على صادرات الغاز الطبيعي المسال، والتي أصبحت أكبر منتج ومصدر في العالم (84.53 طن متري في عام 2023 مقابل 75.63 طن متري في عام 2022)، ثم أستراليا (79.56 طن متري)، ثم قطر (78.22 طن متري)، وروسيا (31.36 طن متري)».

وشهدت آسيا أكبر تغير في صافي الواردات، بزيادة قدرها 10.49 مليون طن، حيث أدى انخفاض الأسعار إلى تحفيز المشتريات الفورية، وكانت الصين أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم، حيث بلغت وارداتها 71.21 مليون طن؛ وفق البيان.

وأفاد البيان بأن الواردات الأوروبية من الغاز ظلت ثابتة، حيث ساعد الشتاء المعتدل على إبقاء المخزونات عند مستويات قوية، وبلغت مشتريات أوروبا طويلة الأجل 46.4 في المائة، ومشترياتها الفورية 48.4 في المائة.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد علم الولايات المتحدة يلوح في السماء في حين تشتد قوة الإعصار «هيلين» (رويترز)

توقف 24% من إنتاج النفط الأميركي في خليج المكسيك بسبب «هيلين»

توقف نحو 24 في المائة من إنتاج النفط الخام و18 في المائة من إنتاج الغاز الطبيعي في خليج المكسيك بالولايات المتحدة نتيجة العاصفة «هيلين»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي كلمة في منتدى «أسبوع الطاقة الروسي» (إ.ب.أ)

بوتين: روسيا ستواصل تعاونها مع الشركاء في «أوبك بلس»

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس إن روسيا ستواصل التعاون مع الشركاء في إطار «أوبك بلس» ومنتدى الدول المصدرة للغاز.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد مضخات في حقل نفط بولاية كاليفورنيا الأميركية (رويترز)

«إيني» تتوقع ارتفاع برنت إلى 80 دولاراً خلال أسابيع

توقّع الرئيس التنفيذي لمجموعة الطاقة الإيطالية «إيني»، أن يتعافى سعر خام برنت إلى نحو 80 دولاراً للبرميل في الأشهر القليلة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الاقتصاد مشروع للغاز المسال في موزمبيق (الموقع الإلكتروني لشركة «إيني»)

«تكنيب إنرجيز» و«جيه جي سي» تحصلان على عقد مشروع غاز في موزمبيق

حصلت شركة الهندسة والتكنولوجيا الفرنسية «تكنيب إنرجيز» بالشراكة مع «جيه جي سي» اليابانية على عقد تصميم هندسي «إف إي إي دي» من عملاق الطاقة الأميركي إكسون موبيل

«الشرق الأوسط» (باريس)

تحركات دولية تقودها السعودية لمكافحة التغيّر المناخي وتدهور الأراضي

مسؤولون من رئاسات النسخ الثلاث المقبلة لـ«مؤتمر الأطراف»... (الشرق الأوسط)
مسؤولون من رئاسات النسخ الثلاث المقبلة لـ«مؤتمر الأطراف»... (الشرق الأوسط)
TT

تحركات دولية تقودها السعودية لمكافحة التغيّر المناخي وتدهور الأراضي

مسؤولون من رئاسات النسخ الثلاث المقبلة لـ«مؤتمر الأطراف»... (الشرق الأوسط)
مسؤولون من رئاسات النسخ الثلاث المقبلة لـ«مؤتمر الأطراف»... (الشرق الأوسط)

اجتمعت رئاسات النسخ الثلاث المقبلة من «مؤتمر الأطراف (كوب)»، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهي السعودية، وأذربيجان، وكولومبيا؛ وذلك لتحديد إطار طموحاتها المتعلقة بالاتفاقيات الثلاث لـ«مبادرة ريو البيئية»، وسوف تعقد أيضاً اجتماعات خلال الربع الأخير من السنة، سعياً إلى مواجهة التحديات المتمثلة في «التغير المناخي»، و«التصحّر»، و«فقدان التنوع البيولوجي».

وتستمد «مبادرة ريو»، اسمها من المقررات التاريخية لـ«قمة الأرض» عام 1992 التي عقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية. واجتمعت حكومات العالم، الأحد في نيويورك، لبناء إطار للتحرّك في مواجهة التحديات الوجودية المتمثلة في «التغير المناخي» و«التصحّر» و«فقدان التنوع البيولوجي»، وركّز هذا الاجتماع على تعزيز التعاون بين النسخ الثلاث المرتقبة من «كوب».

وقد ضمّ الاجتماع، السعودية، التي سترأس «مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب16)»، وأذربيجان، التي سترأس «المؤتمر التاسع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (كوب29)»، وكولومبيا، التي سوف ترأس «مؤتمر الأطراف السادس عشر حول التنوّع البيولوجي».

وتسعى «مبادرة ريو» الثلاثية إلى زيادة التعاون في مكافحة تدهور الأراضي، وتغيّر المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، فضلاً عن تعزيز زخم العمل الدولي المشترك في اتفاقيات الأمم المتحدة البيئية.

وقد سلّطت الرئاسة السعودية لـ«مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحّر (كوب16)» الضوء على أهمّية استصلاح الأراضي لصحّة الناس والكوكب، كما أشارت إلى التأثير الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المدمّر لمشكلتي تدهور الأراضي والجفاف؛ مما من شأنه تهديد التنوع البيولوجي وزيادة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، الذي يؤدي إلى تفاقم تحديات الأمن الغذائي والمائي.

وقال وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية ومستشار رئاسة «كوب16»، الدكتور أسامة فقيها، إن «التغيّر المناخي، وفقدان التنوع البيولوجي، وتدهور الأراضي، تحديات مترابطة للأزمة نفسها التي يواجهها الكوكب، والتي تجب معالجتها بشكل متكامل وأكثر فاعلية».

وأضاف أن «هذا العام تتوفّر فرصة فريدة لتضافر الجهود مع أذربيجان وكولومبيا، وحشد التأييد الدولي؛ لمعالجة هذه التحديات البيئية العالمية المترابطة، والتي لها تأثير مدمر على الكوكب وسكانه».

بدورها، أكدت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في كولومبيا، رئيسة «مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي»، سوزانا محمد، «الحاجة إلى أجندة مشتركة يجري تنفيذها على أرض الواقع»، مبيّنة استعدادهم لتأسيس مجموعة عمل لتعزيز التنسيق والتعاون.

وأوضحت أن «التحوّل العادل الذي يجري الحديث عنه في مجال التغير المناخي لا بدّ من أن يتجسّد في ترابط الجهود لتجنّب تدهور النظم البيئية الطبيعية وإلحاق الضرر بها».

وواصلت: «لدينا فرصة ثمينة لتخطيط الأراضي وفق نهج أكثر تكاملاً: إزالة الكربون، واستعادة البيئة، وتوفير ظروف أفضل للحياة البشرية. و(مؤتمر الأطراف السادس عشر حول التنوّع البيولوجي) هو المكان المناسب لتعميق فهم هذه الجهود».

من جهته، لفت رئيس «مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين حول التغيّر المناخي (كوب29)»، مختار باباييف، إلى هدفهم «إطلاق العنان لجهود التعاون، وتعزيز كفاءة الإجراءات، وتحقيق نتائج ملموسة تعود بالنفع على الناس والكوكب عموماً، وذلك من خلال تعزيز التعاون عبر (اتفاقيات ريو الثلاث)».

وتابع: «هذا يفرض علينا الإقرار بأنّ أهداف الاتفاقيات المعنية مترابطة جوهرياً، وأنّ التقدّم في مجال واحد يمكن أن يحفّز التقدم في مجالات أخرى».

هذا؛ ودعت السعودية حكومات الدول المجتمعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة في «مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب16)»، الذي ستستضيفه الرياض في مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وقد حددت «اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» هدفاً لاستصلاح 1.5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030. وفي الرياض، ستدفع الرئاسة السعودية لـ«مؤتمر الأطراف (كوب16)» نحو مزيد من التعهّدات الملموسة لتحقيق هذه الغاية.

يذكر أن «كوب16»، سيكون في نسخته المقبلة المؤتمر الأكبر والأكثر شمولاً في تاريخ «مؤتمرات الأطراف» التابعة للاتفاقية، حيث سيوفر مساحة للتعاون الدولي على مستوى عالمي، وسيتيح الفرصة أمام القطاع الخاص والمجتمع المدني والمجتمع العلمي لتبادل الحلول المتعلقة بتدهور الأراضي والتصحر والجفاف.