جددت عضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، ميشيل بومان الثلاثاء، موقفها بأن إبقاء سعر الفائدة ثابتاً «لفترة من الوقت» سيكون على الأرجح كافياً للسيطرة على التضخم، لكنها أكدت أيضاً على استعدادها لرفع تكاليف الاقتراض إذا لزم الأمر.
وقالت بومان في تصريحات أعدت مسبقاً لإلقائها في لندن: «لا يزال التضخم في الولايات المتحدة مرتفعاً، وما زلت أرى عدداً من المخاطر التصاعدية للتضخم التي تؤثر على توقعاتي»؛ وفق «رويترز».
وخلال جلسة أسئلة وأجوبة عقب كلمتها، وافقت بومان على تأكيد موقفها بعدم توقع أي خفض في تكاليف الاقتراض لبقية هذا العام.
وقالت بومان في إشارة إلى التوقعات التي قدمها مسؤولو «الفيدرالي» بشكل مجهول المصدر في اجتماع السياسة النقدية الأخير للمصرف المركزي في وقت سابق من هذا الشهر: «نعم، هذا لا يزال رأيي. لم أدرج أي تخفيضات أخرى للأسعار في بيان توقعاتي الاقتصادية لمعظم هذا العام، لقد قمت بتأجيلها إلى سنوات مقبلة. في الوقت الحالي، ومع عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية وما تخبرنا به البيانات، فنحن في وضع جيد الآن لفهم كيف يمكن أن تتطور الأمور».
وقالت إنه من غير المرجح أن يستمر تحسن سلاسل التوريد وزيادة عرض العمالة من الهجرة، وكلاهما أسهم في خفض التضخم العام الماضي. كما حذرت من أن النزاعات الإقليمية يمكن أن تمارس ضغوطاً تصاعدية على أسعار الطاقة والغذاء، وأن الظروف المالية الأكثر تساهلاً أو التحفيز المالي يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تفاقم التضخم.
وأضافت أن احتياجات المهاجرين إلى السكن، إلى جانب استمرار تشدد سوق العمل، يمكن أن يؤدي ذلك أيضاً إلى ارتفاع الأسعار.
وتابعت: «في حال أشارت البيانات الواردة إلى أن التضخم يتجه بشكل مستدام نحو هدفنا المتمثل في 2 في المائة، سيصبح من المناسب في النهاية خفض سعر الفائدة الفيدرالية تدريجياً لمنع السياسة النقدية من أن تصبح مقيدة للغاية».
ومع ذلك، قالت بومان إن الاقتصاد «ليس في هذه المرحلة بعد»، مضيفة أنها ستظل «حذرة» في نهجها تجاه السياسة النقدية، وتوقعت أن تقوم المصارف المركزية في دول أخرى بتخفيف السياسة بشكل أسرع أو أبطأ من «الفيدرالي الأميركي».
وتُعد بومان واحدة من أكثر الأصوات تشدداً في «الفيدرالي الأميركي»، ولم تكن تصريحاتها يوم الثلاثاء استثناءً.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أبقى «الفيدرالي» سعر الفائدة ضمن النطاق 5.25 في المائة - 5.5 في المائة الذي ظل عليه منذ يوليو (تموز) الماضي. وأظهرت التوقعات الجديدة أنه لا يتوقع أي صانع سياسة في «الفيدرالي» رفع أسعار الفائدة من هذا المستوى، وكان متوسط توقعاتهم لخفض واحد فقط في سعر الفائدة قبل نهاية العام.
وقالت بومان: «بالنظر إلى المستقبل، سأتابع عن كثب البيانات الواردة وأنا أقيم ما إذا كانت السياسة النقدية في الولايات المتحدة كافية لخفض التضخم إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بمرور الوقت».
وأضافت أنه لم يحدث سوى «تقدم إضافي متواضع» حتى الآن هذا العام بشأن التضخم. وتوقعت أن يظل التضخم مرتفعاً لبعض الوقت.