الاتفاق الضريبي العالمي بخطر في ظل التعنت الأميركي

واشنطن ترى أنه يستهدف شركات التكنولوجيا بشكل غير عادل

الإصلاح الضريبي الرقمي العالمي يمكن أن يؤثر على شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى مثل «أمازون» و«ميتا» و«أبل» حسب صندوق النقد (د.ب.أ)
الإصلاح الضريبي الرقمي العالمي يمكن أن يؤثر على شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى مثل «أمازون» و«ميتا» و«أبل» حسب صندوق النقد (د.ب.أ)
TT

الاتفاق الضريبي العالمي بخطر في ظل التعنت الأميركي

الإصلاح الضريبي الرقمي العالمي يمكن أن يؤثر على شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى مثل «أمازون» و«ميتا» و«أبل» حسب صندوق النقد (د.ب.أ)
الإصلاح الضريبي الرقمي العالمي يمكن أن يؤثر على شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى مثل «أمازون» و«ميتا» و«أبل» حسب صندوق النقد (د.ب.أ)

يهدد الشلل التشريعي في واشنطن بإشعال حرب ضريبية عالمية، في وقت تستعد الدول للفشل المحتمل لاتفاقية تاريخية لإصلاح الضرائب على الشركات الكبرى متعددة الجنسيات.

ومع الموعد النهائي الذي تم تحديده في 30 يونيو (حزيران)، فإن المفاوضين من أكثر من 140 دولة على أعتاب الخروج هذا الأسبوع بنص معاهدة توسطت فيها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بشأن فرض الضرائب على الشركات الرقمية، التي يطلق عليها إصلاحات «الركيزة الأولى»، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

وهذا من شأنه في الواقع أن يبدأ العملية التي طال انتظارها لتوقيع الدول والمصادقة على الصفقة التي من شأنها إعادة توزيع نحو 200 مليار دولار من الأرباح السنوية والتي سيتم فرض ضرائب عليها في البلدان التي تعمل فيها الشركات متعددة الجنسيات.

ولكن حتى قبل أن تبدأ عملية التصديق، انشق العديد من البلدان، بما في ذلك كندا، عن صفوفها للبدء في فرض ضرائب من جانب واحد ضد مجموعات التكنولوجيا الكبرى، وهي خطوة تم تصميم الاتفاق العالمي لتجنبها.

القلق بين الدبلوماسيين والمحللين هو أن الحزمة النهائية من الإصلاحات المدعومة من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي تم الاتفاق عليها للمرة الأولى في عام 2021، ستولد ميتة؛ لأن الاتفاق العالمي يتطلب تصديق الولايات المتحدة ليدخل حيز التنفيذ، وهو تحد شبه مستحيل في واشنطن المنقسمة.

فإقرار المعاهدة الضريبية الدولية، التي يعارضها الجمهوريون بشدة، يتطلب أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ الأميركي. وقال أحد الأشخاص المشاركين في المفاوضات إنه نتيجة لذلك فإن الصفقة «ماتت بالتأكيد».

وقال آلان ماكلين، رئيس قسم الأعمال في لجنة الضرائب بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: «إذا لم تصدق الولايات المتحدة، فسيكون ذلك بمثابة انتصار باهظ الثمن. كان لدينا شيء لكنه لن يصبح ساري المفعول».

ووقعت الدول المشاركة في المحادثات على وقف اختياري في عام 2021 لحظر ضرائب الخدمات الرقمية بينما تستمر المفاوضات الدولية. لكن من المقرر أن ينتهي هذا الاتفاق في نهاية يونيو.

ومن شأن الاقتراح أن يفيد إلى حد كبير الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، بينما يؤدي إلى خسائر في مراكز الاستثمار، وفقاً لتقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وكان صندوق النقد الدولي أشار في وقت سابق إلى أن الإصلاح الضريبي الرقمي العالمي يمكن أن يؤثر على شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى مثل «أمازون» و«ميتا» و«أبل» و«غوغل»، وفق «إنفستوبيا».

وزعم المسؤولون الأميركيون أن سياسات مماثلة تستهدف بشكل غير عادل الشركات الأميركية.

وتقدر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أنه بموجب «الركيزة الأولى»، سيُعاد تخصيص حقوق الضرائب على ما يقرب من 200 مليار دولار من الأرباح، مما يؤدي إلى مكاسب سنوية من عائدات الضرائب العالمية تتراوح بين 17 مليار دولار و32 مليار دولار كل عام.

ومن المقرر أن توزع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نص معاهدة جاهزاً للتوقيع، اعتباراً من مساء الأربعاء، وفقاً للوثائق التي اطلعت عليها صحيفة «فايننشال تايمز».

لكن لكي يتم تفعيل الصفقة، فإنها تحتاج إلى موافقة المجالس التشريعية في 30 دولة على الأقل من التي تضم المقرات الرئيسية لما لا يقل عن 60 في المائة من الشركات المتضررة البالغ عددها 100 شركة تقريباً، وهو مطلب لا يمكن تلبيته دون مشاركة الولايات المتحدة.

وقال ويل موريس، مسؤول السياسة الضريبية العالمية في شركة «برايس ووترهاوس كوبرز»: «أعتقد أن توقيع المعاهدة، على افتراض أن بإمكانهم الوصول إلى هناك، سيزيد من التوقعات التي لا يمكن تلبيتها ببساطة - التوقعات العامة والسياسية على حد سواء - وهو أمر مؤسف؛ كون معظم اللاعبين يعرفون بالفعل أن هذا من غير المرجح أن يحدث».

ومن المتوقع أن يؤدي هذا الفشل إلى إشعال حرب ضريبية من جديد مع انسحاب الدول من المفاوضات العالمية لتطبيق الضرائب المحلية، رغم التهديدات الطويلة الأمد بالانتقام من الولايات المتحدة.

وقد دعمت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، حملة الإصلاح الضريبي العالمية التي أطلقتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ولكنها أوضحت مؤخراً أن الولايات المتحدة لن توقع على المعاهدة الدولية من دون «اتفاق حازم» على التبسيط الإلزامي لقواعد التسعير التحويلي.

ونظراً للتحديات، قال أحد المفاوضين إن الدول بدأت «مناقشات نقدية» حول فرض رسوم رقمية أحادية الجانب، بما في ذلك الضرائب على أساس الشركات التي لها «وجود اقتصادي كبير» في البلاد.

وأقرت كندا الأسبوع الماضي بشكل خاص تشريعاً بشأن ضريبة الخدمات الرقمية على الشركات الكبيرة. وبدأت كينيا ونيوزيلندا أيضاً عملية فرض مثل هذه الضرائب، وهي الرسوم التي ستشعر بها في الغالب شركات التكنولوجيا الكبيرة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.

وقال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير، الذي لعب دوراً حاسماً في التفاوض على الصفقة، إن على جميع الأطراف «عدم تجنيب جهودنا لدخول هذا الاتفاق النهائي حيز التنفيذ». لكنه حذر الأسبوع الماضي من أنه «إذا لم يكن الأمر كذلك، فلدينا حل أوروبي».

وقالت باربرا أنغوس، رائدة السياسة الضريبية العالمية في «أرنست يونغ»، إن الشركات كانت تطلب من «أرنست» التفكير في كيفية قيام الدول بفرض مثل هذه الرسوم من أجل الاستعداد بشكل أفضل لبيئة «فوضوية» محتملة.

وقالت ميغان فانكهاوسر، من مجلس صناعة تكنولوجيا المعلومات، الذي يمثل قطاع التكنولوجيا، إن المديرين التنفيذيين كانوا قلقين بشأن رؤية «انتشار الإجراءات الأحادية» في جميع أنحاء العالم.

وقال زعماء مجموعة السبع في 14 يونيو إنهم «ملتزمون» بإنجاز الاتفاق بحلول نهاية الشهر.


مقالات ذات صلة

السعودية وقطر توقّعان اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي

الاقتصاد توقيع الاتفاقية بين وزيري المالية السعودي والقطري (واس)

السعودية وقطر توقّعان اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي

وقّع وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، مع نظيره القطري، علي الكواري، الخميس، اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الاقتصاد بايدن سيقارن مقترحاته مع خطط الجمهوريين لتمديد الإعفاءات الضريبية (أ.ب)

بايدن يقترح في خطابه زيادات ضريبية كبيرة على المليارديرات والشركات الأميركية

تستهدف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، المليارديرات والشركات الأميركية بزيادات ضريبية شاملة كجزء من خطة لخفض الدين الوطني القياسي للولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد وزير المالية المصري محمد معيط ووزير دولة الإمارات للشؤون المالية محمد الحسيني بعد توقيع اتفاقية لعدم الازدواج الضريبي في دبي (الشرق الأوسط)

مصر والإمارات توقعان اتفاقاً تكميلياً لتجنب الازدواج الضريبي

وقَّعت مصر والإمارات (الأحد) اتفاقاً تكميلياً لبروتوكول تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب من الضريبة على الدخل

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد سيارات في إحدى محطات الوقود بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

«ولاية النفط» الأميركية تفرض ضريبة على السيارات الكهربائية

فرضت ولاية تكساس الأميركية ضريبة قدرها 200 دولار سنوياً على سائقي السيارات الكهربائية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ هانتر بايدن نجل الرئيس الأميركي جو بايدن يغادر المحكمة بعد مثوله أمامها في 26 يوليو 2023 في ويلمنغتون بالولايات المتحدة (أ.ب)

هانتر بايدن يدّعي على مصلحة الضرائب بسبب الإفصاحات الضريبية

أقام هانتر بايدن، نجل الرئيس الأميركي جو بايدن، دعوى على «دائرة الإيرادات الداخلية»، بحجة أن اثنين من العملاء انتهكا خصوصيته عندما نشرا معلوماته الضريبية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«أرامكو السعودية» تستحوذ على 10 % في «هورس باورترين» العالمية

رئيسة الاستراتيجية والشراكة في «جيلي» فيونا فاي والنائب الأعلى للرئيس للتنسيق والإشراف التقني في «أرامكو» علي المشاري والنائب الأعلى للرئيس للتنمية الدولية والشراكات في مجموعة «رينو» فرنسوا بروفو ونائب الرئيس للنمو والتطوير في قطاع التكرير والكيماويات والتسويق في «أرامكو» أندرو كاتز والمستشار العام لشركة «جيلي» تيهوا هوانغ والنائب التنفيذي للرئيس في قطاع الأعمال للمنتجات والعملاء في «أرامكو» ياسر مفتي والرئيس التنفيذي لشركة «هورس باورترين» المحدودة ماتياس جيانيني والرئيس التنفيذي للعمليات الدولية في «فالفولين» جمال المعشر (الشرق الأوسط)
رئيسة الاستراتيجية والشراكة في «جيلي» فيونا فاي والنائب الأعلى للرئيس للتنسيق والإشراف التقني في «أرامكو» علي المشاري والنائب الأعلى للرئيس للتنمية الدولية والشراكات في مجموعة «رينو» فرنسوا بروفو ونائب الرئيس للنمو والتطوير في قطاع التكرير والكيماويات والتسويق في «أرامكو» أندرو كاتز والمستشار العام لشركة «جيلي» تيهوا هوانغ والنائب التنفيذي للرئيس في قطاع الأعمال للمنتجات والعملاء في «أرامكو» ياسر مفتي والرئيس التنفيذي لشركة «هورس باورترين» المحدودة ماتياس جيانيني والرئيس التنفيذي للعمليات الدولية في «فالفولين» جمال المعشر (الشرق الأوسط)
TT

«أرامكو السعودية» تستحوذ على 10 % في «هورس باورترين» العالمية

رئيسة الاستراتيجية والشراكة في «جيلي» فيونا فاي والنائب الأعلى للرئيس للتنسيق والإشراف التقني في «أرامكو» علي المشاري والنائب الأعلى للرئيس للتنمية الدولية والشراكات في مجموعة «رينو» فرنسوا بروفو ونائب الرئيس للنمو والتطوير في قطاع التكرير والكيماويات والتسويق في «أرامكو» أندرو كاتز والمستشار العام لشركة «جيلي» تيهوا هوانغ والنائب التنفيذي للرئيس في قطاع الأعمال للمنتجات والعملاء في «أرامكو» ياسر مفتي والرئيس التنفيذي لشركة «هورس باورترين» المحدودة ماتياس جيانيني والرئيس التنفيذي للعمليات الدولية في «فالفولين» جمال المعشر (الشرق الأوسط)
رئيسة الاستراتيجية والشراكة في «جيلي» فيونا فاي والنائب الأعلى للرئيس للتنسيق والإشراف التقني في «أرامكو» علي المشاري والنائب الأعلى للرئيس للتنمية الدولية والشراكات في مجموعة «رينو» فرنسوا بروفو ونائب الرئيس للنمو والتطوير في قطاع التكرير والكيماويات والتسويق في «أرامكو» أندرو كاتز والمستشار العام لشركة «جيلي» تيهوا هوانغ والنائب التنفيذي للرئيس في قطاع الأعمال للمنتجات والعملاء في «أرامكو» ياسر مفتي والرئيس التنفيذي لشركة «هورس باورترين» المحدودة ماتياس جيانيني والرئيس التنفيذي للعمليات الدولية في «فالفولين» جمال المعشر (الشرق الأوسط)

وقّعت «أرامكو السعودية» اتفاقات نهائية للاستحواذ على حصة ملكية بنسبة 10 في المائة في شركة «هورس باورترين» المحدودة (هورس) بقيمة إجمالية تبلغ 7.4 مليار يورو، وتحتفظ كلٌّ من مجموعتي «رينو» و«جيلي» بحصص ملكية بنسبة 45 في المائة.

سيدعم استثمار «أرامكو السعودية» نمو شركة «هورس باورترين» المحدودة، ويُسهم في تطوير نواقل حركة الاحتراق الداخلي وحلول الوقود الاصطناعي.

ومن المتوقع أن يصل إنتاج شركة «هورس باورترين» المحدودة إلى 5 ملايين من وحدات نقل الحركة سنوياً، ويشمل ذلك مجموعة كاملة من تقنيات نقل الحركة المتقدمة للشركاء في جميع أنحاء العالم.

قالت «أرامكو السعودية» إنها وقَّعت من خلال شركة تابعة ومملوكة لها بالكامل، اتفاقات نهائية للاستحواذ على حصة 10 في المائة في شركة «هورس باورترين» المحدودة، وهي المتخصصة في حلول نقل الحركة، إلى جانب مجموعة «رينو» ومجموعة «تشجيانغ جيلي القابضة»، وشركة «جيلي» للسيارات القابضة «جيلي»، حيث تأسست «هورس باورترين» في نهاية مايو (آذار) 2024، من قبل مجموعتي «جيلي» و«رينو»، وهي شركة مسجلة مقرها الرئيس في لندن بالمملكة المتحدة.

ووفق المعلومات الصادرة فإن «أرامكو السعودية» ستستحوذ على حصة 10 في المائة في شركة «هورس باورترين»، بينما ستحتفظ مجموعتا «رينو» و«جيلي» بحصة متساوية لكلٍّ منهما بنسبة 45 في المائة، وسيستند السعر الذي ستدفعه «أرامكو السعودية» عند الإغلاق، والذي يخضع لشروط الإغلاق المتعارف عليها، بما في ذلك الحصول على الموافقات التنظيمية، على القيمة الكاملة للشركة وذلك بقيمة 7.4 مليار يورو.

وذكرت «أرامكو» أنها تستهدف في هذا الاستثمار تعزيز إسهامها في تحوّل الطاقة العالمي من خلال تطوير وتسويق حلول تنقّل أكثر كفاءة. وتتضمن الاتفاقات أيضاً إجراءات تعاون بين «أرامكو السعودية» و«فالفولين» في مجال التقنيات والوقود وزيوت التشحيم لتحسين أداء محركات الاحتراق الداخلي التي تنتجها شركة «هورس باورترين»، وذلك بشكل جماعي.

وتستهدف «أرامكو السعودية» ومجموعتا «رينو» و«جيلي» دعم التحوّل المنظم في مجال الطاقة والتنقّل في جميع أنحاء العالم من خلال رؤيتهما المشتركة القائمة على أنه سيتطلب مزيجاً من التقنيات المختلفة للتقليل من الانبعاثات الكربونية الصادرة من صناعة السيارات. تشمل التقنيات محركات الاحتراق الداخلي عالية الكفاءة، ونواقل الحركة، والمحركات الهجينة، والوقود البديل مثل الوقود الاصطناعي منخفض الكربون والهيدروجين، بالإضافة إلى السيارات الكهربائية.

وتتمثّل مهمة شركة «هورس باورترين» المحدودة في قيادة السباق نحو تقنيات الجيل المقبل ذات الانبعاثات المنخفضة، وستعمل الإمكانات المتميّزة لـ«أرامكو السعودية» التي تضم شبكة عالمية من مراكز البحوث والتطوير على إجراء بحوث الوقود الاصطناعي والهيدروجين، وتحسين محركات الاحتراق الداخلي، وتسهيل تطوير حلول منخفضة الكربون وأكثر استدامة.

وقال النائب التنفيذي للرئيس للتقنية والابتكار في «أرامكو السعودية»، أحمد الخويطر: «من المتوقع أن يُسهم استثمار (أرامكو السعودية) بشكل مباشر في تطوير واستخدام محركات احتراق داخلي ميسورة التكلفة وفعّالة ومنخفضة الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم. ونخطط مع كلٍّ من (جيلي) و(رينو) للاستفادة من خبراتنا ومواردنا لدعم التقدّم المتميّز في تقنيات المحركات والوقود».

وأضاف: «مع التركيز القوي على الابتكار، فإن هدفنا هو توفير الحلول التي يمكن أن تقلل من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من وسائل النقل مع تلبية احتياجات كلٍّ من مصنّعي وسائقي السيارات. وعبر تأمين شراكة طويلة الأمد بين (فالفولين) وشركة (هورس باورترين) المحدودة ومجموعتي (رينو) و(جيلي) من خلال هذا الاستثمار، فإننا نظهر أيضاً قدرة (أرامكو السعودية) على تحقيق القيمة والاستفادة منها على المستوى العالمي».

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «رينو»، لوكا دي ميو: «لن يكون خفض الانبعاثات الكربونية من صناعة السيارات عملية منفردة، بل إنها تتطلب تضافر جهود أفضل اللاعبين في هذا المجال؛ بهدف فتح مسارات جديدة، والتوصل إلى حلول مبتكرة. هذا ما يحدث اليوم؛ حيث نرحب بـ(أرامكو السعودية) شريكاً استراتيجياً في شركة (هورس باورترين) المحدودة، وبذلك يتشكّل فريق الأحلام لإعادة اختراع مستقبل تقنيات محركات الاحتراق الداخلي والتقنيات الهجينة».

إضافة إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «جيلي القابضة»، دانيال لي: «يتطلب خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري تعاوناً عالمياً، وحلولاً تقنية متعددة الجوانب، إلى جانب تبادل الخبرات. وبفضل دعم (أرامكو السعودية) وخبرتها في تقنيات الوقود، تعمل (هورس باورترين المحدودة) على تعزيز دورها شركةً رائدةً في مجال حلول تقنية الوقود منخفضة الكربون والخالية من الكربون مثل الميثانول والهيدروجين».

في الوقت الذي بيَّن فيه الرئيس التنفيذي لشركة «هورس باورترين» المحدودة، ماتياس جيانيني: «يسعدني أن تنضم (أرامكو السعودية) إلى (هورس باورترين) المحدودة. وتتمتع (أرامكو السعودية) بخبرة في مجال الوقود والهيدروجين؛ ما يجعلها شريكاً مثالياً لنا لتقديم حلول متطورة ومنخفضة الانبعاثات لنواقل الحركة؛ ما يعزز جهود خفض الانبعاثات الكربونية في صناعتنا، ويمضي بها إلى الأمام. ومعاً، سنعمل على وضع معايير جديدة للابتكار في قطاع السيارات».

وتملك «هورس باورترين» 17 مصنعاً حول العالم، و9 عملاء صناعيين في 130 دولة، بمن في ذلك مصنّعو السيارات، و5 مراكز للبحوث والتطوير، وما يقرب من 19 ألف موظف، وحضوراً استراتيجياً يركز على الصين وأوروبا وأميركا اللاتينية، في الوقت الذي يتوقع فيه إنتاج 5 ملايين من وحدات نقل الحركة سنوياً، وتعمل فيه على تغطية جميع أنواع حلول نقل الحركة - المحركات الهجينة الكاملة والمحركات الهجينة القابلة للشحن طويلة المدى، بالإضافة إلى محركات الاحتراق الداخلي التي تستخدم الوقود البديل مثل: الإيثانول، والميثانول، والغاز الطبيعي المُسال، والغاز الطبيعي المضغوط، والهيدروجين، وغيره.