انطلاق القمة البريطانية - السعودية لتعزيز الشراكات في تنمية المدن الخضراء

تبحث توسيع نطاق التكنولوجيات لحلول الطاقة المتجددة وتوفير أدوات التمويل اللازمة

جانب من فعالية القمة السعودية - البريطانية للبنية التحتية المستدامة في المملكة المتحدة (الشرق الأوسط)
جانب من فعالية القمة السعودية - البريطانية للبنية التحتية المستدامة في المملكة المتحدة (الشرق الأوسط)
TT

انطلاق القمة البريطانية - السعودية لتعزيز الشراكات في تنمية المدن الخضراء

جانب من فعالية القمة السعودية - البريطانية للبنية التحتية المستدامة في المملكة المتحدة (الشرق الأوسط)
جانب من فعالية القمة السعودية - البريطانية للبنية التحتية المستدامة في المملكة المتحدة (الشرق الأوسط)

انطلقت القمة البريطانية - السعودية للبنية التحتية المستدامة في المملكة المتحدة، صباح الاثنين، بمشاركة وفد سعودي رفيع المستوى، برئاسة وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح؛ لتعزيز الشراكات في مجال تنمية المدن الخضراء وتعظيم التعاون بالكربون والطاقة النظيفة.

وحشد مجلس الأعمال السعودي - البريطاني المشترك «SBJBC»، بالتعاون مع مدينة لندن وشركة «COLC»، نحو 250 من قادة الصناعة والقطاع المالي في السعودية والمملكة المتحدة لحضور القمة؛ بهدف مناقشة سبل تعزيز المدن الخضراء، والتنمية المستدامة، وأدوات التمويل، بالإضافة إلى توسيع نطاق التكنولوجيات الخضراء وحلول الطاقة المتجددة.

وأكد عمدة مدينة لندن، البروفيسور مايكل ماينيلي، أن القمة توفر منصة ممتازة لاعتماد وتبادل المعرفة المكتسبة من طموحات السعودية، فيما يتعلق بخطط التنمية المستدامة لـ«رؤية 2030».

وقال عمدة مدينة لندن في القمة: «يسعدني أن أستضيف هذه القمة الحاسمة. البنية التحتية المستدامة في جميع أنحاء العالم، أمر ضروري لمعالجة تغير المناخ، وتعزيز التنمية الاقتصادية، وضمان الوصول إلى الإمدادات الحيوية، مثل النقل والطاقة والمياه».

وتعدّ السعودية أكبر دولة تستثمر في البنية التحتية، أكثر من أي دولة أخرى في الشرق الأوسط؛ إذ تستثمر في 14 مشروعاً ضخماً جديداً، إلى جانب لندن التي تبذل جهداً كبيراً لنقل تجاربها في مجال التمويل المستدام؛ حتى تستطيع أن تضع نموذجاً يحتذى به عالمياً، في مجال التنمية المستدامة.

ومن جهته، أعرب رئيس المجلس السعودي البريطاني، كريس هوبكنز، عن تطلعه من الجانب البريطاني إلى تعزيز جلسات القمة بمشاركة وفد سعودي رفيع المستوى، برئاسة وزارة الاستثمار واتحاد الغرف؛ بهدف تعزيز قيم الحوار العام والخاص القائم بالفعل بين المملكتين، واستكشاف الفرص الجديدة في المجالات الحيوية.

وبحسب هوبكنز، ستركز المناقشات على مجالات الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة وإزالة الكربون، مع الاستفادة من نتائج مؤتمر «غريت فيوتشرز»، الذي عُقد في الرياض مؤخراً؛ مما عزز المشاركة المتزايدة للشركات البريطانية في «الرؤية السعودية».

جانب من فعالية القمة السعودية - البريطانية للبنية التحتية المستدامة في المملكة المتحدة (الشرق الأوسط)

وشدد على أن المشاركين في القمة، يتطلعون إلى الاستفادة من «مبادرات 2030» التي تعمل حالياً على تحويل القطاعات الاقتصادية وتطوير مشاريع «جيغا»، في تطوير البنية التحتية المستدامة، وتعزيز التحول الأخضر وسبل سد فجوة الاستثمار، في مجالات مكملة للتخطيط الحضري الذكي.

وتوقع أن تساهم نتائج القمة في استكمال خريطة طريق تعنى ببناء مجتمعات قادرة على الصمود وقابلة للعيش، من خلال توسيع نطاق مبادرات التكنولوجيا الخضراء والطاقة المتجددة، وتوسيع دائرة التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الصلة.

ويتطلع المشاركون في القمة إلى تعظيم الاستثمار والتعاون التجاري. ويأتي ذلك في الوقت الذي تجاوز فيه التبادل التجاري بين البلدين 17 مليار جنيه إسترليني (21 مليار دولار)، وفي الوقت الذي تعمل فيه المملكتان على زيادة حجم التجارة الثنائية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030.


مقالات ذات صلة

الاستثمارات السنوية في الطاقة النظيفة بالدول النامية تحتاج زيادة بتريليون دولار سنوياً

الاقتصاد المشاركون في اجتماع مجلس قيادة التحالف الدولي للطاقة من أجل الناس والكوكب GEAPP في نيويورك (الشرق الأوسط)

الاستثمارات السنوية في الطاقة النظيفة بالدول النامية تحتاج زيادة بتريليون دولار سنوياً

يشكل الجنوب العالمي 65 في المائة من سكان العالم، ولكنه يتلقى أقل من 15 في المائة من الاستثمارات في الطاقة النظيفة، مما سيجعل من الصعب جذب التمويل اللازم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد فنيان يوصلان الدائرة الكهربائية للتوربين في الشفرات الذي يولد الطاقة من الرياح (الموقع الإلكتروني لشركة مصدر)

«مصدر» الإماراتية تستحوذ على شركة طاقة خضراء إسبانية بـ1.4 مليار دولار

قالت شركة «مصدر» الإماراتية إنها توصلت إلى اتفاق لشراء شركة الطاقة الخضراء «سايتا ييلد» من شركة «بروكفيلد» الكندية لإدارة الأصول، في صفقة بلغت 1.4 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الاقتصاد اجتماع وزراء الطاقة في «ميد 9» في مدينة لارنكا الساحلية الجنوبية (أ.ب)

9 دول أوروبية متوسطية تتطلع للتعاون بمجال الطاقة المتجددة

قال مسؤولون في مجال الطاقة من 9 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي مطلة على البحر المتوسط، اليوم (الاثنين)، إنهم يريدون تحويل المنطقة إلى مركز للطاقة المتجددة.

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا )
الاقتصاد طائرة تابعة لشركة «إير فرانس» (رويترز)

«توتال» توقّع اتفاقية مدتها 10 سنوات لإمداد طائرات «إير فرانس» بالوقود المستدام

أعلنت «توتال إنرجيز» الفرنسية أنها وقّعت اتفاقية مدتها 10 سنوات مع «إير فرانس - كيه إل إم» لتزويد شركات الطيران بنحو 1.5 مليون طن متري من وقود الطيران المستدام.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد الرئيس التنفيذي لشركة «سيمنس للطاقة» في السعودية محمود سليماني

رئيس «سيمنس السعودية للطاقة» يدعو لزيادة الاستثمار في شبكات الكهرباء العربية

دعا الرئيس التنفيذي لشركة «سيمنس للطاقة» بالسعودية محمود سليماني إلى زيادة الاستثمار في محطات الطاقة بالدول العربية، لضمان قدرة الشبكات على التعامل مع التحديات.

صبري ناجح (القاهرة)

السعودية تسعى لتعزيز التعاون الدولي في الأمن السيبراني

جانب من أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2023 في الرياض (الهيئة)
جانب من أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2023 في الرياض (الهيئة)
TT

السعودية تسعى لتعزيز التعاون الدولي في الأمن السيبراني

جانب من أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2023 في الرياض (الهيئة)
جانب من أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2023 في الرياض (الهيئة)

في ظل التطور المتسارع والتحديات المتصاعدة التي يشهدها قطاع الأمن السيبراني عالمياً، تقدم السعودية نموذجاً استثنائياً في هذا المجال. فقد تفوقت في مؤشر الأمم المتحدة للأمن السيبراني لعام 2024، كما تسعى من خلال استضافة المنتدى الدولي للأمن السيبراني، إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة المصاعب المشتركة، لا سيما باتساع الفجوة الرقمية بين المنشآت.

وكانت السعودية برزت بشكل لافت في تقرير حديث للأمم المتحدة عن الأمن السيبراني، أظهر تحقيق المملكة نسبة 100 في المائة في جميع معايير المؤشر الذي شمل 83 مؤشراً فرعياً. وهو ما يضع البلاد في مصاف الدول الرائدة عالمياً في مجال الأمن السيبراني، متفوقة على 190 دولة عضواً بالأمم المتحدة.

ويعود هذا التفوق إلى استراتيجية المملكة الشاملة للأمن السيبراني، التي ركزت على تحقيق التوازن بين الحوكمة المركزية والتشغيل اللامركزي. كما ساهمت الاستثمارات الكبيرة في بناء القدرات الوطنية وتطوير الكوادر المتخصصة في تعزيز الأمن السيبراني في السعودية.

وحسب الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، يعد هذا التصنيف امتداداً لموقع البلاد المتقدّم في عدد من المؤشرات الدولية، حيث حققت المملكة في يونيو (حزيران) الماضي المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني وفق الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2024، الأمر الذي يؤكد نجاح نموذج السعودية في الأمن السيبراني، والذي يعتمد على التعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص، وتبادل المعلومات مع الشركاء الدوليين.

وتُعد الهيئة الوطنية للأمن السيبراني الجهة المختصة بالأمن السيبراني في المملكة، والمرجع الوطني في شؤونه، وتهدف إلى حماية المصالح الحيوية للدولة وأمنها الوطني والبنى التحتية الحساسة والقطاعات ذات الأولوية، والخدمات والأنشطة الحكومية. وتعمل على تحفيز نمو القطاع وتشجيع الابتكار والاستثمار فيه، وإجراء الدراسات والبحوث والتطوير.

حجم القطاع

في نهاية عام 2023، بلغ حجم سوق الأمن السيبراني في السعودية 13.3 مليار ريال (3.54 مليار دولار)، كما وصل إسهام القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة إلى 15.6 مليار ريال (4.15 مليار دولار)، وجاءت المشاركة في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة 0.81 في المائة.

وكان مجموع إنفاق الجهات الحكومية السعودية 4.1 مليار ريال (مليار دولار)، يشكّل 31 في المائة من حجم السوق. في حين أنفقت منشآت القطاع الخاص ما يقارب 9.2 مليار ريال (2.4 مليار دولار)، وهو ما يمثّل 69 في المائة من الإجمالي.

وفي الفترة ذاتها، بلغ عدد كوادر الأمن السيبراني في المملكة 19.6 ألف مختص، وتمثّل المرأة فيه أكثر من 32 في المائة، وهو ما يتجاوز المعدل العالمي لمشاركة المرأة بالعمل في قطاع الأمن السيبراني الذي يبلغ قرابة 25 في المائة.

المنتدى الدولي للأمن السيبراني

وتزامناً مع التحديات المختلفة التي يشهدها القطاع عالمياً، تستضيف الرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بتنظيم الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، النسخة الرابعة من المنتدى الدولي للأمن السيبراني، بتاريخ 2 و3 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، تحت شعار «تعظيم العمل المشترك في الفضاء السيبراني»، وذلك لتعزيز التعاون الدولي لمواجهة القضايا المُلحّة في الفضاء السيبراني، بمشاركة أبرز الجهات الدولية ذات العلاقة.

وتناقش النسخة الرابعة من المنتدى 5 محاور رئيسية، وهي: تجاوز التباينات السيبرانية، وإسهام الاقتصاد السيبراني في التنمية الاقتصادية، من خلال تطوير الأسواق في قطاع الأمن السيبراني، والبنية الاجتماعية في الفضاء السيبراني، إلى جانب السلوكية السيبرانية، وآليات الاستفادة من التقنيات الصاعدة في دفع التقدم والابتكار.

ويتضمن المنتدى القمة العالمية لحماية الطفل في الفضاء السيبراني، بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ومعهد «دي كيو»، والتحالف العالمي «وي بروتيكت»؛ حيث تهدف إلى إرساء أُسس التعاون الدولي من أجل بناء فضاء سيبراني آمن ومُمكِّن للأطفال في جميع أنحاء العالم.

وكان تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2024، أظهر وجود فجوة متزايدة في المرونة السيبرانية بين الشركات الكبرى والشركات الصغيرة والمتوسطة. فبينما تسعى الشركات الكبرى للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، تعاني الشركات الأصغر من نقص في المهارات والموارد اللازمة لحماية أنظمتها، الأمر الذي يدعو إلى أهمية تكثيف الجهود العالمية لمعالجة هذه الفجوة الرقمية.