«بايت دانس» تعمل مع «برودكوم» لتطوير شريحة ذكاء اصطناعي متقدمة

أول تعاون معلن من نوعه بين شركة صينية وأخرى أميركية

شعار شركة «بايت دانس» الصينية على مقرها في مدينة شنغهاي (رويترز)
شعار شركة «بايت دانس» الصينية على مقرها في مدينة شنغهاي (رويترز)
TT

«بايت دانس» تعمل مع «برودكوم» لتطوير شريحة ذكاء اصطناعي متقدمة

شعار شركة «بايت دانس» الصينية على مقرها في مدينة شنغهاي (رويترز)
شعار شركة «بايت دانس» الصينية على مقرها في مدينة شنغهاي (رويترز)

قال مصدران مطلعان على الأمر إن شركة «بايت دانس» الصينية تعمل مع شركة «برودكوم» الأميركية لتصنيع رقائق في إطار برنامج تطوير معالج ذكاء اصطناعي متقدم، وهي الخطوة التي ستساعد مالك «تيك توك» في تأمين إمدادات كافية من الرقائق المتطورة وسط التوترات بين الولايات المتحدة والصين.

وأضاف المصدران أن الشريحة مقاس 5 نانومترات - وهي منتج مخصص يُعرف باسم الشريحة المتكاملة المخصصة للتطبيق (ASIC) - ستكون متوافقة مع قيود التصدير الأميركية، وسيتم الاستعانة بمصادر خارجية لأعمال التصنيع في شركة «تي إس إم سي» TSMC التايوانية.

ولم يكن هناك أي تعاون معلن لتطوير الرقائق بين الشركات الصينية والأميركية يتضمن تقنية 5 نانومترات أو التقنيات الأكثر تقدماً منذ أن فرضت واشنطن ضوابط التصدير على أشباه الموصلات المتطورة في عام 2022، وتتعلق الصفقات الأميركية الصينية في هذا القطاع عموماً بتقنيات أقل تعقيداً.

وقال المصدران اللذان رفضا الكشف عن هويتهما بسبب حساسية قضايا أشباه الموصلات في الصين إن شراكة «بايت دانس» مع «برودكوم»، ستساعد في خفض تكاليف المشتريات، وضمان إمداد مستقر من الرقائق عالية الجودة. ومع ذلك، أضافا أنه من غير المتوقع أن تبدأ شركة «تي إس إم سي» في تصنيع الشريحة الجديدة هذا العام. وقال أحدهما إنه في حين أن أعمال التصميم جارية على قدم وساق، فإن «التنفيذ» - الذي يمثل نهاية مرحلة التصميم وبداية التصنيع - لم يبدأ بعد... ولم تستجب «بايت دانس»، و«برودكوم» لطلبات متكررة للتعليق. ورفضت «تي إس إم سي» التعليق أيضاً.

ومثل كثير من شركات التكنولوجيا العالمية، أطلقت «بايت دانس» دفعة كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، لكن يتعين على الشركة ونظيراتها الصينية التعامل مع إمدادات محدودة للغاية من رقائق الذكاء الاصطناعي مقارنة بنظيراتها في الخارج.

وأصبحت شرائح «إنفيديا» الأكثر تقدماً بعيدة المنال بسبب ضوابط التصدير الأميركية التي تهدف إلى إعاقة الاختراقات في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة من قبل الجيش الصيني... وذلك وسط منافسة محمومة على الرقائق الأميركية المطورة خصيصاً للسوق الصينية، وكذلك من منافستها «هواوي»، إحدى الشركات الصينية القليلة المصنعة لمسرعات الذكاء الاصطناعي.

وكانت «بايت دانس»، و«برودكوم» شريكين تجاريين منذ عام 2022 على الأقل. وقالت «برودكوم» في تصريحات عامة إن الشركة الصينية اشترت شريحة التبديل عالية الأداء Tomahawk 5nm من أجل استخدامها في أعمالها بالأراضي الأميركية.

ويعد تأمين شرائح الذكاء الاصطناعي أمراً بالغ الأهمية لشركة «بايت دانس» لجعل خوارزمياتها أكثر قوة. وبالإضافة إلى «تيك توك» والنسخة الصينية من تطبيق الفيديو القصير المسمى «دوين» Douyin، تدير «بايت دانس» مجموعة من التطبيقات الشائعة، بما في ذلك خدمة «chatbot» التي تشبه «ChatGPT» و«دوباو» (Doubao)، التي تضم 26 مليون مستخدم.

ولدعم دفع تطوير عمليات الذكاء الاصطناعي، قامت «بايت دانس» بتخزين شرائح «إنفيديا»، وفقاً لشخص منفصل تم اطلاعه على الأمر وتحدث لـ«رويترز».

وقال المصدر إن هذا يشمل شرائح A100 وH100 التي كانت متاحة قبل بدء الجولة الأولى من القيود الأميركية، بالإضافة إلى شرائح A800 وH800 التي صنعتها «إنفيديا» للسوق الصينية ولكن تم تقييدها لاحقاً أيضاً، مضيفاً أن «بايت دانس» خصصت ملياري دولار لشراء شرائح «إنفيديا» العام الماضي. كما اشترت «بايت دانس» شرائح Ascend 910B من «هواوي» العام الماضي، وفقاً لمصدرين منفصلين على دراية بالأمر.

وفقاً لفحوصات على موقعها على الإنترنت، لدى «بايت دانس» حالياً مئات الوظائف الشاغرة المتعلقة بأشباه الموصلات، بما في ذلك 15 وظيفة لمصممي شرائح ASIC. ووفقاً لأحد المصادر الذي لديه معرفة مباشرة بهذه القضية، فقد كانت «بايت دانس» تصطاد أيضاً كبار الأشخاص من شركات شرائح الذكاء الاصطناعي الصينية الأخرى.


مقالات ذات صلة

المستشار الألماني: أي اتفاق جمركي محتمل مع واشنطن سيكون «غير متكافئ»

الاقتصاد المستشار الألماني فريدريش ميرتس خلال مؤتمر صحافي حول السياسات الداخلية والخارجية في برلين (أ.ف.ب)

المستشار الألماني: أي اتفاق جمركي محتمل مع واشنطن سيكون «غير متكافئ»

قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، يوم الجمعة، إن أي اتفاق جمركي محتمل بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيكون «غير متكافئ».

«الشرق الأوسط» (برلين - ديربان )
الاقتصاد سيدة تمر أمام أعلام دول مجموعة العشرين في مركز مؤتمرات كيب تاون بجنوب أفريقيا (رويترز)

وزراء مالية «العشرين» متفائلون بالتوافق حول التحديات العالمية

أعرب وزراء مالية دول مجموعة العشرين، الجمعة، عن تفاؤلهم بالتوصل إلى موقف مشترك بشأن التجارة والتحديات العالمية الأخرى

«الشرق الأوسط» (ديربان (جنوب أفريقيا))
الاقتصاد مشاة يسيرون أمام مقر أحد أفرع بنك ويلز فارغو في ولاية نيويورك الأميركية (رويترز)

أزمة «ويلز فارغو» تعقد مشهد ممارسة الأعمال التجارية في الصين

عادت المخاوف من تعرُّض موظفي الشركات الأجنبية لخطر التورط مع السلطات الصينية بعد أنباء عن منع موظفة في بنك ويلز فارغو الأميركي من مغادرة البلاد

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مشاة يسيرون في الحي المالي بمدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

الصين تقر بأن الاقتصاد يواجه وضعاً «شديد الخطورة والتعقيد»

أعلن وزير التجارة الصيني، الجمعة، أنّ اقتصاد بلاده يواجه وضعاً «شديد الخطورة والتعقيد»، مما قد يضطر بكين لاتّخاذ تدابير لدعم الاقتصاد.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مواطنون يابانيون يستمعون إلى خطاب لرئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا في أحد المجمعات الانتخابية بجنوب العاصمة طوكيو (رويترز)

التضخم الأساسي يواصل معاندة «بنك اليابان»

تباطأ التضخم الأساسي في اليابان في يونيو (حزيران) الماضي، لكنه بقي فوق هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة لأكثر من ثلاث سنوات

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

المستشار الألماني: أي اتفاق جمركي محتمل مع واشنطن سيكون «غير متكافئ»

المستشار الألماني فريدريش ميرتس خلال مؤتمر صحافي حول السياسات الداخلية والخارجية في برلين (أ.ف.ب)
المستشار الألماني فريدريش ميرتس خلال مؤتمر صحافي حول السياسات الداخلية والخارجية في برلين (أ.ف.ب)
TT

المستشار الألماني: أي اتفاق جمركي محتمل مع واشنطن سيكون «غير متكافئ»

المستشار الألماني فريدريش ميرتس خلال مؤتمر صحافي حول السياسات الداخلية والخارجية في برلين (أ.ف.ب)
المستشار الألماني فريدريش ميرتس خلال مؤتمر صحافي حول السياسات الداخلية والخارجية في برلين (أ.ف.ب)

قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، يوم الجمعة، إن أي اتفاق جمركي محتمل بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيكون «غير متكافئ»، في ظل رفض واشنطن إدراج قطاع الخدمات ضمن مفاوضات التجارة.

وأضاف ميرتس، خلال أول مؤتمر صحافي صيفي له منذ توليه المنصب قبل 70 يوماً: «لو تم إدراج قطاع الخدمات، لتغيَّرت صورة الميزان التجاري بين أوروبا والولايات المتحدة بشكل جوهري، لكن الإدارة الأميركية ترفض ذلك». وتابع: «لذا، علينا أن نُهيئ أنفسنا لاحتمال التوصًّل إلى اتفاق غير متوازن، مع السعي في الوقت نفسه لاعتماد أقل معدلات جمركية ممكنة من كلا الجانبين»، وفق «رويترز».

من جهته، شدَّد وزير المالية الألماني لارس كلينغبيل، خلال اجتماع لمجموعة السبع، صباح الجمعة، على ضرورة إنهاء النزاع التجاري مع الولايات المتحدة بسرعة. وقال في تصريحات للصحافيين من مدينة ديربان في جنوب أفريقيا، على هامش اجتماعات وزراء مالية مجموعة العشرين: «نحن بحاجة إلى اتفاق عادل، لكنني أقول بوضوح تام: لن نقبل باتفاق بأي ثمن، كما لا ينبغي لأي طرف أن يسعى لتحقيق نصر بأي ثمن».

في سياق آخر، يتجه منحنى العائد الألماني إلى تسجيل ارتفاع حاد للأسبوع الرابع على التوالي، مع تحوّل تركيز المستثمرين نحو السياسات المالية التوسعية، ما دفع بعوائد السندات طويلة الأجل إلى الارتفاع، بينما بقيت عوائد السندات قصيرة الأجل مستقرة نسبياً.

وتلقت أسواق السندات في منطقة اليورو دعماً من ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، وسط تنامي المخاوف بشأن استقلالية مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، واحتمال عودة الضغوط التضخمية الناتجة عن السياسات الجمركية، بحسب «رويترز».

وارتفعت عوائد السندات الحكومية الألمانية لأجل عامين - الأكثر حساسية لتوقعات الفائدة من البنك المركزي الأوروبي - بمقدار نقطة أساس واحدة لتسجل 1.85 في المائة يوم الجمعة، لتبقى قرب مستوياتها في أوائل يونيو (حزيران).

كذلك، ارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، وهو المعيار المرجعي في منطقة اليورو، نقطة أساس واحدة ليبلغ 2.70 في المائة، مقارنة بـ2.48 في المائة مطلع يونيو.

ومن المتوقع أن يتسع الفارق بين عوائد السندات لأجلَي 10 سنوات وسنتين بنحو 4 نقاط أساس هذا الأسبوع، مما يشير إلى ارتفاع ملموس في منحنى العائد خلال يوليو (تموز)، بعد فترة استقرار دامت منذ أبريل (نيسان).

أما في الولايات المتحدة، فتراجعت عوائد سندات الخزانة في التعاملات المبكرة بلندن، حيث انخفض العائد على السندات لأجل 10 سنوات بنقطتي أساس إلى 4.44 في المائة، بعد مكاسب طفيفة في معظم آجال الاستحقاق يوم الخميس.

وفي إيطاليا، ارتفعت عوائد السندات الحكومية لأجل 10 سنوات بنقطتي أساس لتصل إلى 3.58 في المائة. كما اتسع الفارق بين عوائد السندات الإيطالية ونظيرتها الألمانية إلى 88 نقطة أساس، مقارنة بـ84.2 نقطة أساس في يونيو – وهو أدنى مستوى يُسجَّل منذ مارس (آذار) 2015.