نتائج «اختبارات الجهد» لعمالقة المصارف الأميركية تصدر الأربعاء... فما المتوقع؟

نسر يتصدر واجهة مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
نسر يتصدر واجهة مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

نتائج «اختبارات الجهد» لعمالقة المصارف الأميركية تصدر الأربعاء... فما المتوقع؟

نسر يتصدر واجهة مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
نسر يتصدر واجهة مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

يصدر مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» النتائج السنوية لـ«اختبارات الجهد» المصرفية، يوم الأربعاء، والتي تُعد هذا العام حيوية؛ لأنها يمكن أن تؤثر على ثقة المستثمرين والاستراتيجيات المصرفية.

وفي إطار هذا التمرين، يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي باختبار الميزانيات العمومية للبنوك الكبرى، في مواجهة سيناريو افتراضي لانكماش اقتصادي حاد، والذي تتغير عناصره سنوياً.

وتحدد النتائج مقدار رأس المال الذي تحتاجه تلك البنوك لكي تُعد سليمة، ومقدار ما يمكنها إعادته إلى المساهمين من خلال عمليات إعادة شراء الأسهم وتوزيعات الأرباح. ومن المتوقع هذا العام أن يظهر كبار المقرضين الأميركيين مرة أخرى أن لديهم رأس مال كافياً لمواجهة أي اضطرابات جديدة في القطاع المصرفي.

لماذا يقوم «الاحتياطي الفيدرالي» بإجراء «اختبار الجهد» للبنوك؟

أنشأ «الاحتياطي الفيدرالي» الاختبارات في أعقاب الأزمة المالية 2007- 2009، كأداة لضمان قدرة البنوك على تحمل صدمة مماثلة في المستقبل. بدأت الاختبارات رسمياً في عام 2011، وكان كبار المقرضين يكافحون في البداية للحصول على درجات النجاح.

على سبيل المثال، اضطرت شركات «سيتي غروب»، و«بنك أوف أميركا»، و«جيه بي مورغان تشيس آند كو»، ومجموعة «غولدمان ساكس» إلى تعديل خططها الرأسمالية لمعالجة مخاوف «الاحتياطي الفيدرالي». وقد فشلت الشركة التابعة لـ«دويتشه بنك» في الولايات المتحدة في أعوام 2015 و2016 و2018.

ومع ذلك، فإن سنوات من الممارسة جعلت البنوك أكثر مهارة في الاختبارات، كما جعل «الاحتياطي الفيدرالي» الاختبارات أكثر شفافية. لقد أنهى كثيراً من دراما الاختبارات من خلال إلغاء نموذج «النجاح والفشل» في عام 2020، وإدخال نظام رأسمالي أكثر دقة خاص بالبنك.

كيف يتم تقييم البنوك الآن؟

يقيّم الاختبار ما إذا كانت البنوك سوف تظل أعلى من الحد الأدنى المطلوب لنسبة رأس المال (4.5 في المائة) -الذي يمثل النسبة المئوية لرأس مالها نسبة إلى الأصول- خلال دورة الانكماش الافتراضية. عادة ما تظل البنوك ذات الأداء القوي أعلى بكثير من ذلك.

وسيصدر «الاحتياطي الفيدرالي» النتائج بعد إغلاق الأسواق. وعادة ما تنشر خسائر الصناعة الإجمالية، وخسائر البنوك الفردية بما في ذلك تفاصيل حول كيفية أداء محافظ محددة؛ مثل بطاقات الائتمان أو الرهون العقارية.

عادة لا يسمح البنك المركزي للبنوك بالإعلان عن خططها لتوزيع الأرباح وإعادة الشراء، إلا بعد أيام قليلة من ظهور النتائج. ويعلن عن حجم احتياطي رأس المال الضغطي لكل بنك في الأشهر اللاحقة.

وتراقب الأسواق عن كثب أداء أكبر المقرضين في البلاد، وخصوصاً «جي بي مورغان»، و«سيتي غروب»، و«ويلز فارغو آند كو»، و«بنك أوف أميركا»، و«غولدمان ساكس»، و«مورغان ستانلي».

اختبار يتماشى مع 2023

يقوم «الاحتياطي الفيدرالي» بتغيير السيناريوهات كل عام. ويستغرق الأمر أشهراً عديدة لوضع واختبار لمحة سريعة عن الميزانيات العمومية للبنوك في نهاية العام السابق. وهذا يعني أنهم يخاطرون بأن يصبحوا وقد عفّى عليهم الزمن.

في عام 2020 -على سبيل المثال- كان الانهيار الاقتصادي الحقيقي الناجم عن جائحة «كوفيد-19» أكثر شدة من سيناريو بنك الاحتياطي الفيدرالي في ذلك العام بعدة مقاييس.

بعد فشل المقرضين متوسطي الحجم مثل بنك وادي السيليكون، وبنك سيغنتشر، و«فرست ريبابليك» في العام الماضي، تعرض بنك الاحتياطي الفيدرالي لانتقادات لعدم قيامه باختبار الميزانيات العمومية للبنوك، في مواجهة بيئة أسعار الفائدة المرتفعة، وبدلاً من ذلك افتراض أن أسعار الفائدة ستنخفض وسط ركود حاد.

ويتماشى اختبار هذا العام إلى حد بعيد مع اختبار 2023، مع ارتفاع معدل البطالة الافتراضي في ظل سيناريو «سلبي للغاية» بنسبة 6.3 نقطة مئوية، مقارنة بـ6.4 في العام الماضي.

ما هي البنوك التي تم اختبارها؟

في عام 2024، سيتم اختبار 32 بنكاً. وهذا ارتفاع عن 23 في العام الماضي؛ حيث قرر «الاحتياطي الفيدرالي» في عام 2019 السماح للبنوك التي تتراوح أصولها بين 100 مليار دولار و250 مليار دولار باختبارها كل عامين.


مقالات ذات صلة

الأسهم الأوروبية تتراجع بفعل خسائر البنوك وتوقعات اقتصادية ضعيفة

الاقتصاد مخطط مؤشر أسعار الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة فرنكفورت (رويترز)

الأسهم الأوروبية تتراجع بفعل خسائر البنوك وتوقعات اقتصادية ضعيفة

تراجعت الأسهم الأوروبية عن مكاسبها المبكرة، الخميس، متأثرةً بخسائر البنوك، بينما يتابع المستثمرون سلسلة قرارات أسعار الفائدة التي اتخذتها البنوك المركزية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أحد الفروع التابعة لبنك وربة (منصة «إكس»)

«وربة» يحصل على موافقة «المركزي الكويتي» للاستحواذ على «الغانم التجارية»

وافق بنك الكويت المركزي على طلب بنك وربة لشراء كامل حصص رأسمال شركة الغانم التجارية، والتي تملك نسبة 32.75 في المائة من أسهم بنك الخليج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من حملة «خلك حريص» في السعودية (الشرق الأوسط)

أكثر من 25 جهة سعودية تتعاون للقضاء على عمليات الاحتيال المالي

تعاونت أكثر من 25 جهة مع لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية، لمكافحة الاحتيال المالي، وتعزيز الوعي المجتمعي بأساليبه المتجددة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

«ألفاريز»: صافي أرباح أكبر 10 بنوك سعودية ينمو 13.5 % إلى 21.2 مليار دولار في 2024

زادت الربحية الصافية لأكبر 10 بنوك مدرجة بالسعودية بنسبة 13.5 في المائة خلال عام 2024، لتصل إلى 79.6 مليار ريال (21.2 مليار دولار)؛ مما يعكس المرونة في أدائها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد بومان في مؤتمر حول السياسة النقدية في مؤسسة هوفر في بالو ألتو بكاليفورنيا (أرشيفية - رويترز)

ميشيل بومان مرشحة ترمب لمنصب نائبة رئيس «الفيدرالي» لشؤون الإشراف على البنوك

قال مسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيعين ميشيل بومان، حاكمة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، نائبة لرئيس هيئة الإشراف على البنوك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ألمانيا تنهي عقود التقشف... «البوندسرات» يوافق على خطة الإنفاق الضخمة

جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)
جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)
TT

ألمانيا تنهي عقود التقشف... «البوندسرات» يوافق على خطة الإنفاق الضخمة

جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)
جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)

وافق المجلس الاتحادي الألماني (البوندسرات) يوم الجمعة على خطة إنفاق ضخمة تهدف إلى إنعاش النمو في أكبر اقتصاد في أوروبا وتعزيز الجيش، متجاوزاً العقبة الأخيرة في مسار التحول السياسي التاريخي.

وتنهي التشريعات الجديدة عقوداً من المحافظة المالية في ألمانيا؛ إذ أنشأت صندوقاً بقيمة 500 مليار يورو (546 مليار دولار) لتمويل مشاريع البنية التحتية، مع تخفيف القواعد الصارمة للاقتراض للسماح بزيادة الإنفاق على الدفاع، وفق «رويترز».

ونجح الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي، اللذان يجريان محادثات ائتلافية بعد انتخابات الشهر الماضي، في تمرير الحزمة في البرلمان المنتهية ولايته لتجنب معارضة المشرعين من أقصى اليسار واليمين في «البوندستاغ» الجديد الذي يبدأ عمله في 25 مارس (آذار).

ودافع الزعيم المقبل، فريدريش مرتس، عن الجدول الزمني الضيق الذي أغضب الأحزاب المعارضة المتطرفة، بالإشارة إلى الوضع الجيوسياسي المتغير بسرعة.

ويخشى قادة الاتحاد الأوروبي من أن التحولات في السياسة الأميركية تحت إدارة الرئيس دونالد ترمب قد تعرض القارة لهجوم متزايد من روسيا والصين المتزايدتين قوة.

وقال ماركوس سويدير، رئيس وزراء بافاريا: «التهديد من الشرق، من موسكو، لا يزال قائماً، في حين أن الدعم من الغرب لم يعد كما اعتدنا عليه». وأضاف: «العلاقة مع الولايات المتحدة قد اهتزت عميقاً بالنسبة لي ولعديد من الآخرين. الألمان قلقون».

«خطة مارشال» الألمانية

تشكل هذه الإصلاحات تراجعاً كبيراً عن «قاعدة الديون» التي تم فرضها بعد الأزمة المالية العالمية في 2008، والتي تعرضت لانتقادات عديدة باعتبارها قديمة وتضع ألمانيا في قيد مالي.

وقال رئيس بلدية برلين، كاي فيغنر: «دعونا نكن صرحاء: ألمانيا قد أُهملت جزئياً على مر العقود». وأضاف: «لقد تم إدارة بنيتنا التحتية في السنوات الأخيرة أكثر من أن يتم تطويرها بشكل فعّال».

ووصف سويدير الحزمة بأنها «خطة مارشال»، في إشارة إلى المساعدات الاقتصادية الأميركية التي ساعدت في إنعاش الاقتصاد الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية.

ومع ذلك، يرى الاقتصاديون أن الأمر سيستغرق وقتاً قبل أن تبدأ التحفيزات في التأثير إيجابياً على الاقتصاد الذي انكمش على مدى عامين متتاليين.

وقال الاقتصادي في بنك «بيرنبرغ»، سالومون فيدلر: «ربما يستغرق الأمر حتى منتصف العام قبل أن تتمكن الحكومة الجديدة من تمرير موازنة عادية لعام 2025». وأضاف أنه لن يكون قبل وقت لاحق من هذا العام حتى يبدأ الإنفاق الجديد في التأثير بشكل فعلي.

انطلاقة قوية لمرتس؟

تمنح موافقة البرلمان على التشريعات مرتس الذي فاز حزبه في الانتخابات الشهر الماضي، انتصاراً كبيراً قبل أن يؤدي اليمين مستشاراً. ومع ذلك، فقد كلفه ذلك بعض الدعم؛ إذ وعد مرتس خلال حملته الانتخابية بعدم فتح صنابير الإنفاق بشكل فوري، ليعلن بعدها بفترة قصيرة عن تحول كبير في السياسة المالية.

واتهمه البعض، بما في ذلك داخل معسكره، بأنه خدع الناخبين. وأظهر استطلاع للرأي أجرته قناة «زد دي إف» يوم الجمعة أن 73 في المائة من المشاركين يشعرون بالخذلان منه، بما في ذلك 44 في المائة من ناخبي الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي.

وأظهر الاستطلاع أيضاً انخفاض دعم الحزب إلى 27 في المائة، في حين ارتفع دعم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف إلى 22 في المائة.

وقال مرتس يوم الجمعة إنه يشعر بالقلق من هذه الاتهامات، لكنه فهمها إلى حدٍّ ما، مشيراً إلى أنه كان عليه أن يتصرف بسرعة بسبب التغيرات التي طرأت على السياسة الأميركية.

وأضاف في حدث في فرنكفورت: «أعلم أنني قد استنفدت مصداقيتي بشكل كبير، بما في ذلك مصداقيتي الشخصية».