الدين البريطاني يرتفع إلى أعلى مستوى منذ 1961 مع اقتراب الانتخابات

مبيعات التجزئة تُسجل قفزة قوية في مايو مُتجاوزة التوقعات

شخص يدخل مبنى وزارة الخزانة الحكومي في لندن (رويترز)
شخص يدخل مبنى وزارة الخزانة الحكومي في لندن (رويترز)
TT

الدين البريطاني يرتفع إلى أعلى مستوى منذ 1961 مع اقتراب الانتخابات

شخص يدخل مبنى وزارة الخزانة الحكومي في لندن (رويترز)
شخص يدخل مبنى وزارة الخزانة الحكومي في لندن (رويترز)

ارتفع الدين العام البريطاني، الشهر الماضي، إلى أعلى مستوياته كنسبةٍ من الاقتصاد منذ عام 1961، مما يزيد من التحديات المالية التي ستواجهها الحكومة القادمة فور توليها السلطة بعد الانتخابات العامة خلال أسبوعين.

وقال مكتب الإحصاء الوطني إن صافي ديون القطاع العام، باستثناء المصارف التي تسيطر عليها الدولة، ارتفع إلى 2.742 تريليون جنيه إسترليني (3.47 تريليون دولار) أو 99.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في مايو (أيار)، ارتفاعاً من 96.1 في المائة قبل عام، وفق «رويترز».

وجاءت الزيادة على الرغم من انخفاض الاقتراض الحكومي قليلاً عن المتوقع في مايو، الذي بلغ 15 مليار جنيه إسترليني (18.98 مليار دولار)، وهو ما يقل قليلاً عن متوسط ​​توقعات الاقتصاديين البالغة 15.7 مليار جنيه إسترليني (19.86 مليار دولار) في استطلاع أجرته «رويترز».

وبلغ إجمالي الاقتراض في الشهرين الأولين من السنة المالية 33.5 مليار جنيه (42.37 مليار دولار)، بزيادة 0.4 مليار جنيه عمّا كان عليه خلال الفترة نفسها من عام 2023.

ويبدو أن بريطانيا تتجه نحو تغيير الحكومة بعد الانتخابات المقررة في الرابع من يوليو (تموز)، حيث يتقدم حزب «العمال»، بزعامة كير ستارمر بفارق كبير، على حزب «المحافظين» بزعامة رئيس الوزراء ريشي سوناك في استطلاعات الرأي.

وارتفع الدين العام في بريطانيا خلال جائحة «كوفيد - 19»، كما تضررت المالية العامة؛ بسبب تباطؤ النمو وارتفاع أسعار الفائدة في «بنك إنجلترا» إلى أعلى مستوى في 16 عاماً.

وبلغ إجمالي الاقتراض في بريطانيا 33.5 مليار جنيه إسترليني (42.37 مليار دولار) في الشهرين الأولين من السنة المالية، بزيادة 0.4 مليار جنيه إسترليني عن الفترة نفسها من عام 2023، ولكن أقل بمقدار 1.5 مليار جنيه إسترليني (1.9 مليار دولار) عن توقعات الموازنة الحكومية في مارس (آذار).

وقال المستشارون في «كابيتال إيكونوميكس» إن أرقام الاقتراض الأقل من المتوقع تعكس استثماراً عاماً أقل، ولن توفر سوى قليل من الراحة لوزير المالية البريطاني القادم.

وقال الاقتصادي المساعد في «كابيتال إيكونوميكس»، أليكس كير: «لا يقومون بكثير لتقليل حجم التحدي المالي الذي ينتظرهم، جزئياً بسبب الضغط التصاعدي على فاتورة فوائد الدين نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة».

ويعتزم حزب «العمال» والمحافظون الالتزام بقواعد الموازنة الحالية التي تتطلب توقعات رسمية للتنبؤ بأن الدين كنسبةٍ من الناتج المحلي الإجمالي سينخفض ​​بين العامين الرابع والخامس من التوقعات.

وقال كير إن أسعار الفائدة الأعلى مما كان متوقعاً في موازنة مارس تعني أن المستشار البريطاني القادم لديه الآن 8.5 مليار (10.75 مليار دولار) فقط للوفاء بهذه القواعد، انخفاضاً من المستوى التاريخي المنخفض 8.9 مليار جنيه إسترليني (11.26 مليار دولار) في مارس.

وتعهد كل من حزب «العمال» والمحافظين بعدم رفع معدل ضريبة الدخل أو ضريبة القيمة المضافة أو الرسوم الرئيسية الأخرى، لكن توقعات الموازنة الحكومية في مارس أظهرت أن الضرائب بوصفها حصةً من الناتج المحلي الإجمالي في طريقها للوصول إلى أعلى مستوياتها منذ عام 1948.

على صعيد آخر، قال مكتب الإحصاء الوطني، يوم الجمعة، إن حجم مبيعات التجزئة البريطانية قفز بشكل حاد الشهر الماضي بعد أن أبقت الأمطار الغزيرة المتسوقين بعيداً في أبريل (نيسان)، مما يمثل دفعة طفيفة لسوناك قبل الانتخابات.

وارتفع حجم المبيعات بنسبة 2.9 في المائة في مايو، بارتفاع حاد عن الانخفاض المعدل الذي بلغ 1.8 في المائة في أبريل.

وكان متوسط توقعات الاقتصاديين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم أن ترتفع أحجام المبيعات بنسبة 1.5 في المائة على أساس شهري.

وبالمقارنة مع العام الماضي، كانت أحجام مبيعات شهر مايو أعلى بنسبة 1.3 في المائة، بعد انخفاض تمت مراجعته بنسبة 2.3 في المائة في أبريل، لكنها ظلت أقل بنسبة 0.5 في المائة عن مستواها في فبراير (شباط) 2020 قبل جائحة «كوفيد - 19».

وتعرّض المتسوقون البريطانيون لضغوط بسبب ارتفاع التضخم، الذي عاد إلى هدف «بنك إنجلترا» البالغ 2 في المائة الشهر الماضي فقط بعد تجاوزه له لمدة 3 سنوات تقريباً.

وترتفع الأجور المتوسطة الآن بوتيرة أسرع من التضخم، وتعافت ثقة المستهلك في يونيو (حزيران) إلى أعلى مستوى لها منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، وفقاً لأرقام من أطول مسح لمؤشر ثقة المستهلك في بريطانيا.


مقالات ذات صلة

الجدعان: السعودية تدعم تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون

الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)

الجدعان: السعودية تدعم تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون

أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان على أهمية معالجة الديون في البلدان منخفضة الدخل التي تمر بضائقة ديون عالية.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
الاقتصاد وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي (الشرق الأوسط)

مصر تتطلع إلى موافقة صندوق النقد على صرف شريحة جديدة من القرض

قال وزير المالية المصري إن بلاده تتطلع إلى موافقة مجلس إدارة صندوق النقد الدولي على المراجعة الثالثة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري يوم 29 يوليو الحالي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير المالية الباكستاني محمد أورنجزيب (أ.ف.ب)

وزير المالية الباكستاني في بكين سعياً لتخفيف عبء الديون

قال مصدران حكوميان إن وزير المالية الباكستاني محمد أورنجزيب، وصل الخميس إلى بكين لبدء محادثات بشأن الإصلاحات الهيكلية لقطاع الكهرباء التي اقترحها صندوق النقد.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

محللون يتوقعون نمو الاقتصاد المصري 4 % في السنة المالية الجديدة

توقع اقتصاديون أن يكون نمو الاقتصاد المصري أبطأ قليلاً في السنة المالية الجديدة، عند 4 % عما كان متوقعاً في أبريل (نيسان) الماضي، عند 4.3 %.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد الناس يتسوقون في البازار الكبير بإسطنبول (رويترز)

«موديز» ترفع التصنيف الائتماني لتركيا إلى «بي 1»

رفعت وكالة «موديز» التصنيف الائتماني لتركيا، للمرة الأولى خلال أكثر من عقد، ما يمثل أحدث علامة على تقدم جهود البلاد للعودة إلى السياسات الاقتصادية التقليدية.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

الجدعان: السعودية تدعم تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون

وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)
TT

الجدعان: السعودية تدعم تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون

وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)

أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان على أهمية معالجة الديون في البلدان منخفضة الدخل التي تمر بضائقة ديون عالية، مشيراً إلى دعم المملكة لجهود تعزيز تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون، وذلك لمواجهة التحديات التي تفرضها الديون على الاستدامة المالية واستقرار الاقتصاد الكلي. كلام الجدعان جاء في خلال الاجتماع الثالث لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين الذي انعقد خلال الفترة 25 و26 يوليو (تموز) تحت رئاسة البرازيل، في جلسة بعنوان «التمويل التنموي». وكان تم إطلاق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون من قبل مجموعة العشرين خلال رئاسة المملكة للمجموعة عام 2020؛ بهدف تخفيف الديون عن الدول الأكثر احتياجاً. وقال الجدعان إنه، ورغم التعافي الملحوظ في الاقتصاد العالمي، فإنه لا يزال أقل من مستوياته المأمولة، مسلّطاً الضوء على مكاسب التخطيط الاقتصادي بعيد المدى الذي تنعم به المملكة في ظل «رؤية2030»، كما أكّد أهمية التعاون متعدد الأطراف في التصدي للتحديات العالمية. وأشار إلى أن التمويل المستدام يتطلب العمل المنسق مع الأخذ بالاعتبار تطلعات الدول النامية للتقدم الاقتصادي، مؤكداً أهمية السماح للبلدان بتنفيذ نهج يتماشى مع سياساتها وإجراءاتها الوطنية، وأن تشمل الحلول المطروحة تقنيات احتجاز الكربون، وذلك خلال جلسة عنوانها «إتاحة التمويل لتحقيق أهداف المناخ والتنمية المستدامة». وأكد أن أهم عوامل استقرار ومتانة الاقتصادات ضد الصدمات العالمية هما التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى والتنويع الاقتصادي، وهما ما تنعم بهما المملكة في ظل رؤيتها 2030.

هيكلة الديون

من جهته، رحب محافظ البنك المركزي السعودي أيمن السياري، بالتقدم المحرز في إعادة هيكلة الديون للدول منخفضة الدخل، وأكّد على دور المملكة في دعم الجهود الرامية إلى معالجة التحديات التي تواجه الاستدامة المالية والاستقرار الاقتصادي الكلي، بالإضافة إلى ضرورة رأس المال الخاص لتحقيق التنمية المستدامة، خلال جلسة بعنوان «تمويل التنمية: العلاقة بين تدفقات رأس المال والديون العالمية وإصلاحات بنوك التنمية متعددة الأطراف». وذكر السياري أنه يتعين على دول مجموعة العشرين مواصلة العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، تفادياً لأي تداعيات سلبية قد تترتب في حال عدم تحقيق ذلك.

تنمية مستدامة

وأشار السياري خلال حديثه، إلى أن رأس المال الخاص ضرورة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وأن بنوك التنمية متعددة الأطراف تؤدي دوراً هاماً في جذب الاستثمارات. وتابع «ونرحب بتركيز خارطة طريق مجموعة العشرين على جعل بنوك التنمية متعددة الأطراف تعمل كنظام متماسك ومرن، لتلبية احتياجات كل دولة مع الأخذ في الاعتبار التحديات العالمية». وأفاد السياري بأن لكل بنك من بنوك التنمية متعددة الأطراف خصائص مختلفة من الفرص والتحديات، وينبغي لكل بنك أن يصمم نهجه الخاص المناسب لتحقيق مهامه، وتعزيز كفاءته التشغيلية، وتفعيل قدرته المالية. وذكر أن المملكة تواصل دعم تنفيذ توصيات إطار العمل المشترك بين بنوك التنمية متعددة الأطراف لتحسين ميزانياتها العمومية.