انخفاض أسعار الجملة الأميركية يضيف إلى علامات تباطؤ التضخم

ارتفاع طلبات إعانة البطالة لأعلى مستوى في 10 أشهر

عربة تسوق في سوبر ماركت بمانهاتن (رويترز)
عربة تسوق في سوبر ماركت بمانهاتن (رويترز)
TT

انخفاض أسعار الجملة الأميركية يضيف إلى علامات تباطؤ التضخم

عربة تسوق في سوبر ماركت بمانهاتن (رويترز)
عربة تسوق في سوبر ماركت بمانهاتن (رويترز)

انخفضت أسعار الجملة في الولايات المتحدة في شهر مايو (أيار)، مما يضيف دليلاً على احتمال تراجع ضغوط التضخم بينما يضع مجلس الاحتياطي الفيدرالي جدولاً زمنياً لخفض أسعار الفائدة.

وأفادت وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، بأن مؤشر أسعار المنتجين - الذي يتتبع التضخم قبل وصوله إلى المستهلكين - انخفض بنسبة 0.2 في المائة من أبريل (نيسان) إلى مايو بعد ارتفاعه بنسبة 0.5 في المائة في الشهر السابق، بسبب انخفاض بنسبة 7.1 في المائة في أسعار البنزين. وبشكل عام، كان هذا أكبر انخفاض في أسعار المنتجين منذ أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

وبالمقارنة مع العام السابق، ارتفعت أسعار الجملة بنسبة 2.2 في المائة الشهر الماضي، وهو انخفاض طفيف عن الارتفاع الذي بلغ 2.3 في المائة في أبريل. وباستثناء أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، لم تتغير ما تسمى أسعار المنتجين الأساسية عن أبريل وارتفعت بنسبة 2.3 في المائة مقارنة بمايو 2023.

وانخفضت أسعار المواد الغذائية بالجملة بنسبة 0.1 في المائة من أبريل إلى مايو. وانخفضت أسعار البيض بنسبة 35 في المائة. وانخفضت أسعار أجهزة الكمبيوتر والمعدات الحاسوبية بنسبة 1.2 في المائة، وانخفضت أسعار الأجهزة المنزلية بنسبة 0.5 في المائة.

ويمكن أن يوفر مؤشر أسعار المنتجين قراءة مبكرة عن اتجاه التضخم لدى المستهلكين. كما يراقب الاقتصاديون هذا المؤشر لأن بعض مكوناته، بما في ذلك بعض تكاليف الرعاية الصحية والخدمات المالية، تُستخدم لتجميع مؤشر التضخم المفضل لدى الفيدرالي، والمعروف باسم مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي.

في المقابل، ارتفع عدد الأميركيين الذين يقدمون طلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة إلى أعلى مستوى في 10 أشهر الأسبوع الماضي، مشيراً إلى تباطؤ ظروف سوق العمل.

وقفزت طلبات الإعانة الأولية المقدمة إلى برامج التأمين ضد البطالة على مستوى الولايات المتحدة بمقدار 13 ألفاً إلى رقم معدل موسمياً بلغ 242 ألفاً للأسبوع المنتهي في الثامن من يونيو (حزيران)، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس (آب) الماضي، وفقاً لوزارة العمل الأميركية التي أصدرت التقرير يوم الخميس. وكان المحللون الاقتصاديون الذين استطلعت آراؤهم «رويترز» قد توقعوا 225 ألف طلب خلال الأسبوع الماضي.

وتتباطأ سوق العمل بشكل مطرد حيث تؤثر التأثيرات التراكمية والمتأخرة لرفع أسعار الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي منذ عام 2022 على الاقتصاد على نطاق واسع.

وارتفع معدل البطالة إلى مستوى منخفض نسبياً بلغ 4 في المائة في مايو لأول مرة منذ يناير (كانون الثاني) 2022، بينما تباطأ النمو الاقتصادي بشكل ملحوظ في الربع الأول.

وقرر المركزي الأميركي يوم الأربعاء إبقاء سعر الفائدة الأساسي ليوم واحد في النطاق الحالي بين 5.25 في المائة و5.50 في المائة، وهو النطاق الذي ظل عليه منذ يوليو (تموز) الماضي.

وتوقع مسؤولو الفيدرالي تأجيل بدء خفض أسعار الفائدة ربما حتى ديسمبر (كانون الأول)، حيث يتوقع صناع السياسة تخفيضاً بمقدار ربع نقطة مئوية فقط لهذا العام.

وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول للصحافيين إن «مجموعة واسعة من المؤشرات تشير إلى أن ظروف سوق العمل عادت إلى ما يقرب من وضعها عشية الوباء، حيث تكون ضيقة نسبياً ولكنها ليست شديدة التسخين».

وأظهر تقرير المطالبات أن عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد أسبوع أولي من المساعدة، وهو مؤشر على التوظيف، ارتفع بمقدار 30 ألفاً إلى 1.820 مليون معدل موسمياً خلال الأسبوع المنتهي في الأول من يونيو.


مقالات ذات صلة

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو، إن «المركزي» ليس متأخراً في خفض أسعار الفائدة، لكنه بحاجة إلى مراقبة من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد البنك المركزي التركي

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة عند 50 في المائة دون تغيير، للشهر الثامن، مدفوعاً بعدم ظهور مؤشرات على تراجع قوي في الاتجاه الأساسي للتضخم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد المصرف المركزي التركي (رويترز)

«المركزي» التركي يمدد تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن

مدَّد البنك المركزي التركي تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن على التوالي، إذ قرر إبقاء سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع دون تغيير عند 50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

مقترحات ترمب الاقتصادية تعيد تشكيل سياسة «الفيدرالي» بشأن الفائدة

قبل بضعة أسابيع، كان المسار المتوقع لبنك الاحتياطي الفيدرالي واضحاً. فمع تباطؤ التضخم وإضعاف سوق العمل، بدا أن البنك المركزي على المسار الصحيح لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

دي غالهو من «المركزي الأوروبي»: التعريفات الجمركية لترمب لن تؤثر في توقعات التضخم

قال فرنسوا فيليروي دي غالهو، عضو صانع السياسات في البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس، إن زيادات التعريفات تحت إدارة ترمب الجديدة لن تؤثر في توقعات التضخم.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.