اتخذ صندوق الاستثمارات العامة خطوة جديدة تعزز انتشار العلامات الوطنية في الأسواق الحرة العالمية، وذلك بعد إطلاق شركة «الواحة للأسواق الحرة»، أول مشغّل سعودي لمبيعات التجزئة للمسافرين؛ بهدف تعزيز قطاع التجزئة خلال السفر ودعم الاقتصاد السعودي.
ويرى مختصون أن شركة «الواحة» ستدعم تصدير السلع السعودية إلى الأسواق الحرة العالمية؛ ما يسهم في فتح قنوات وشراكات جديدة دولية لتصدير المنتجات، في خطوة تمكن القطاع الخاص غير النفطي في المملكة.
وستعمل شركة «الواحة» على تطوير منافذ فاخرة للبيع بالتجزئة في أماكن مختارة في أنحاء المملكة، وستتميز بتوفيرها مجموعة متنوعة من السلع، بما فيها منتجات سعودية عالية الجودة والنوعية، وفق بيان لصندوق الاستثمارات العامة، الاثنين.
وستدير الشركة منافذها في المطارات وفق مبدأ الأسواق الحرة، كما ستدرس مستقبلاً فرصاً إضافية لمبيعات التجزئة عند نقاط الحدود البرية والمرافئ، إلى جانب البيع على متن الرحلات الجوية.
تنويع المنتجات
وقال رئيس قطاع المنتجات الاستهلاكية والتجزئة في الإدارة العامة للاستثمارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «صندوق الاستثمارات العامة»، ماجد العسّاف، إن الصندوق يتجه إلى تعزيز نمو تجارة التجزئة للمسافرين، ودعم تطلعاته في قطاع السياحة المحلي، من خلال إطلاق «الواحة» لتكون شركة وطنية رائدة في مجال تجارة التجزئة للمسافرين.
وستقدم «الواحة» تجربة مميزة للمسافرين في مختلف مرافق السفر في المملكة من خلال تنويع المنتجات، وتميّز عمليات السوق الحرة، وتطوير تجربة تسوّق رقمية متقدمة.
وأضاف العسّاف أن لدى المملكة فرصاً كبيرة لزيادة حصتها من الإنفاق على مبيعات التجزئة خلال السفر في المستقبل.
وأوضح أن النمو المتوقع في أعداد المسافرين القادمين إلى المملكة، واستضافة الأحداث العالمية، يوفر فرصاً جديدة لتوليد عوائد مستدامة لقطاع مبيعات التجزئة خلال السفر.
توليد فرص العمل
من جهتها، قالت الباحثة الاقتصادية فدوى البواردي لـ«الشرق الأوسط»، إن إطلاق «الواحة»، المتخصصة في مبيعات التجزئة بالأسواق الحرة، خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الاقتصاد السعودي ورفع الإيرادات، من خلال زيادة الإنفاق السياحي، مؤكدةً أنه مع وجود الأسواق الحرة، تستطيع الشركة استقطاب السياح وتوجيه إنفاقهم إلى المنتجات المحلية؛ ما يعزز الاقتصاد ويقلل من الاعتماد على الواردات.
وتابعت البواردي، أن تقديم منتجات سعودية مميزة عالية الجودة وبأسعار تنافسية، يساهم في جذب السياح، وبالتالي زيادة حجم الإنفاق داخل المملكة أيضا، وأن شركة «الواحة» ستشجع المسافرين على إنفاق أكثر أثناء سفرهم عبر المطارات السعودية.
وأشارت إلى أن إطلاق شركة «الواحة» يعزز من توفير فرص عمل جديدة في قطاع التجزئة واللوجيستيات، وكذلك دعم سلاسل التوريد المحلية، وجذب الاستثمارات في البنية التحتية اللوجيستية، ودعم الصادرات غير النفطية؛ ما يساهم في التنمية الاقتصادية.
شراكات دولية
وأكدت الباحثة الاقتصادية أن الخطوة ستساهم في تعزيز العلامة التجارية للمملكة، من خلال تصدير السلع السعودية وجعلها متاحة في الأسواق الحرة العالمية؛ ما يزيد من التعرف على المنتجات المحلية.
ومن خلال التعاون مع الشركات المحلية، ستتمكن شركة «الواحة» من تصدير السلع السعودية إلى الأسواق الحرة العالمية؛ ما يسهم في فتح قنوات وشراكات جديدة دولية لتصدير المنتجات.
كما أن التعاون مع شبكات التجزئة العالمية لإدراج المنتجات السعودية في قوائمها، سواء عبر التوزيع المباشر أو المنصات الرقمية، سيعزز من أثر هذه الشراكات الدولية. وسوف تمثل المنتجات المعروضة ثقافة المملكة وتقاليدها، لتكون جاذبة للسياح ويزيد من رغبتهم في تجربة ما تقدمه البلاد من تجربة سياحية فريدة، وفق البواردي.
وأضافت أن مساهمة شركة «الواحة» من خلال تنويع الاقتصاد السعودي وزيادة العوائد المالية، وكذلك رفع المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي من خلال تطوير وتوسيع قطاع التجزئة.
وبينت أن أهداف الشركة تتماشى مع «رؤية 2030» التي تهدف إلى تعزيز القطاع السياحي، وتنويع مصادر الدخل، وزيادة فرص العمل، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتطوير الاقتصاد غير النفطي، وبالتالي، خلق بيئة تجارية مزدهرة تعود بالنفع على الاقتصاد السعودي وتدعم تحقيق التنمية المستدامة.
القطاعات الاستراتيجية
ويعمل «صندوق الاستثمارات العامة» على إطلاق قدرات القطاعات الاستراتيجية؛ بهدف تعزيز جهود التنويع الاقتصادي في المملكة.
ويتماشى إطلاق شركة «الواحة» مع سلسلة من الاستثمارات الكبيرة للصندوق في قطاعات السياحة والطيران والتجزئة، وبينها مطار الملك سلمان الدولي في الرياض، الذي تم إطلاق مخططه في عام 2022، وسيكون بين أكبر مطارات العالم عند انتهاء أعمال تطويره مع قدرة استيعاب تبلغ 120 مليون مسافر سنوياً، ويحتوي على الكثير من متاجر التجزئة والمطاعم.
كذلك أطلق الصندوق شركة «طيران الرياض»، الناقل الجوي الوطني الجديد في المملكة، الذي يهدف لجعل الرياض بوابة عالمية للسفر، كما تتضمن استثمارات الصندوق مجموعة «المشاريع الكبرى»، إلى جانب شركة «كروز السعودية» ومقرها جدة، والتي تعمل على جعل سواحل المملكة على البحر الأحمر وجهة عالمية رئيسية، بالإضافة إلى الاستثمارات في قطاع التجزئة التي تشمل «الشركة السعودية للقهوة» وشركة «تراث المدينة» التي تركز على إنتاج التمور عالية الجودة، وشركة «سواني»، المتخصصة في منتجات حليب الإبل.