التحقيقات الأوروبية تزيد المخاطر والتوترات التجارية مع الصين

بكين تؤكد أنها لم تستخدم أي «إعانات محظورة» للسيارات الكهربائية

الضباب يخيم على سماء مدينة شنغهاي الصينية ويحاصر قمم ناطحات السحاب (أ.ف.ب)
الضباب يخيم على سماء مدينة شنغهاي الصينية ويحاصر قمم ناطحات السحاب (أ.ف.ب)
TT

التحقيقات الأوروبية تزيد المخاطر والتوترات التجارية مع الصين

الضباب يخيم على سماء مدينة شنغهاي الصينية ويحاصر قمم ناطحات السحاب (أ.ف.ب)
الضباب يخيم على سماء مدينة شنغهاي الصينية ويحاصر قمم ناطحات السحاب (أ.ف.ب)

قال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية هي يادونغ في بكين يوم الخميس إن الاتحاد الأوروبي بدأ مؤخراً تحقيقات مكثفة تمييزية ضد السيارات الكهربائية، وطاقة الرياح، والخلايا الكهروضوئية، ومنتجات أخرى صينية.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن المتحدث قوله: «هذه التحقيقات أدت لتصاعد مخاطر حدوث خلافات اقتصادية وتجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي، مما يؤثر على التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي».

وأضاف أن الصين أعربت عن قلقها، وعدم رضاها بشأن هذا الأمر عدة مرات. وأوضح المتحدث أن الصين مستعدة في الوقت نفسه لحل الخلافات الاقتصادية والتجارية مع الاتحاد الأوروبي من خلال الحوار والتشاور، مع أخذ مصالح الطرفين في الاعتبار.

كما شدّدت الصين على أنها لا تستخدم أبداً إعانات السيارات الكهربائية التي حظرتها منظمة التجارة العالمية.

وتنتج الشركات الصينية كميات كبيرة من السيارات الكهربائية منخفضة السعر، التي يخشى البعض أن تلحق الضرر بشركات صناعة السيارات الأميركية الكبرى، والتي ركز بعضها مؤخراً على السيارات الرياضية الكبيرة التي تعمل بالبنزين.

وقالت ماو نينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية في إفادة صحافية دورية، إن «منتجات الطاقة الجديدة في الصين، بما في ذلك السيارات الكهربائية، تحظى بشعبية واسعة في السوق الدولية... وذلك نتيجة للتأثيرات المشتركة للمزايا النسبية وقوانين السوق».

وجاءت التعليقات رداً على استفسار بشأن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بأن الصين تقدم إعانات لإغراق السوق الأميركية بالسيارات الكهربائية، وهي المخاوف التي رددها مسؤولون آخرون في الإدارة الأميركية.

وقالت ماو إن منتجات الطاقة الجديدة كانت نتيجة لجهود الشركات، وليست إعانات حكومية، مضيفة: «في العام الماضي، صدرت الصين 13 ألف سيارة كهربائية فقط إلى الولايات المتحدة، فكيف يمكنها أن تُغرق السوق الأميركية؟».

وتعهد بايدن بزيادة الرسوم الجمركية على عدد من القطاعات الصينية، بإجراءات مثل مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات السيارات الكهربائية إلى أكثر من 100 في المائة، مع مضاعفة الرسوم الجمركية على أشباه الموصلات إلى 50 في المائة.

وفي سياق مواز، قالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين تظل منفتحة على التعاون مع دول بما في ذلك الولايات المتحدة في مجال الفضاء، وذلك في أعقاب التهنئة التي تلقتها من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بمهمة تشانغ إي - 6 الصينية إلى الجانب البعيد من القمر.

لكنّ المتحدثة باسم الوزارة قالت في مؤتمر صحافي دوري إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إزالة العقبات أمام المزيد من التعاون. ويحظر القانون الأميركي حالياً على الصين أي تعاون مع «ناسا»، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

جلسة «كانتري غاردن»

وفي سياق منفصل، قالت شركة «كانتري غاردن» المتعثرة في ملف قدمته يوم الخميس إن «المحكمة العليا في هونغ كونغ أجلت مرة أخرى جلسة استماع بشأن التماس يطلب تصفية شركة التطوير العقاري الصينية إلى 29 يوليو (تموز)».

ولم تقدم الشركة سبباً للتأخير. وكان من المقرر في الأصل أن يتم عقد الجلسة في 11 يونيو (حزيران)، بعدما تم تأجيلها من شهر مايو (أيار) الماضي، حيث طلبت «كانتري غاردن» مزيداً من الوقت لإعداد الدفوع. وإذا تمكنت «كانتري غاردن» من عرض التقدم المحرز في محادثات إعادة هيكلة الديون مع دائنيها الخارجيين، فإن هذا من شأنه أن يساعد الشركة في التصدي لالتماس التصفية.

وقال مصدر إن مستشاري «كانتري غاردن»، ومجموعة مؤقتة من حاملي السندات، ومجموعة من المقرضين المصرفيين ما زالوا يعملون على فحص الميزانية العمومية للشركة بعناية فائقة.

وتخلّفت الشركة عن سداد 11 مليار دولار من السندات الخارجية العام الماضي، وهي في صدد إعادة هيكلة الديون الخارجية.

وقدمت شركة «إيفر كريديت» المحدودة، وهي وحدة تابعة لشركة «كينغ بورد هولدينغز» المدرجة في هونغ كونغ، التماساً ضد «كانتري غاردن» في فبراير (شباط) لعدم سداد قرض بقيمة 205 ملايين دولار. وأفادت «رويترز» بأن «كانتري غاردن» أبلغت بعض دائنيها الخارجيين في أبريل (نيسان) أنها تخطط لتقديم اقتراح لإعادة هيكلة الديون في النصف الثاني من هذا العام. وتم تعليق تداول أسهم الشركة منذ الثاني من أبريل، في انتظار إصدار نتائجها المالية لعام 2023.


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

الاقتصاد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر يتحدث خلال زيارة لمصنع في تشيستر (رويترز)

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إنه واثق بجذب مزيد من الاستثمارات الخاصة إلى بريطانيا في الأسابيع والأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)

السكر يقود قفزة شاملة بأسعار الغذاء العالمي في سبتمبر

أظهرت بيانات أن مؤشر أسعار الغذاء العالمية قفز في سبتمبر (أيلول) مسجلاً أكبر زيادة له في 18 شهراً بدعم من ارتفاع أسعار السكر.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد ماسح أحذية يتعامل مع أحد الزبائن أمام محطة طوكيو المركزية بالعاصمة اليابانية (أ.ف.ب)

رئيس الوزراء الياباني يطلب رسمياً إعداد حزمة تحفيز

أصدر رئيس الوزراء الياباني الجديد تعليمات رسمية لوزرائه يوم الجمعة بإعداد حزمة اقتصادية جديدة لتخفيف الضربة التي تتعرض لها الأسر نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد منظر عام لبنك إنجلترا في لندن (رويترز)

كبير اقتصاديي بنك إنجلترا يدعو إلى الحذر عند خفض الفائدة

أكد كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، هيو بيل، ضرورة أن يتخذ المصرف المركزي البريطاني خطوات تدريجية عند خفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي أمام مقر المصرف المركزي في فرانكفورت (رويترز)

التضخم في عالم ما بعد الجائحة... هل تستعد المصارف المركزية لمزيد من القوة؟

قد يكون التذبذب السريع في معدلات التضخم دون تأثيرات مماثلة على الناتج الاقتصادي سمة بارزة لعالم ما بعد جائحة كوفيد-19.

«الشرق الأوسط» (لندن)

وزير السياحة المصري: اتفقنا على مبادرات مع السعودية سنطورها لاحقاً

جانب من زيارة وزير السياحة والآثار المصري والوفد المرافق له لمقر مكتب الأمم المتحدة للسياحة في السعودية (الشرق الأوسط)
جانب من زيارة وزير السياحة والآثار المصري والوفد المرافق له لمقر مكتب الأمم المتحدة للسياحة في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

وزير السياحة المصري: اتفقنا على مبادرات مع السعودية سنطورها لاحقاً

جانب من زيارة وزير السياحة والآثار المصري والوفد المرافق له لمقر مكتب الأمم المتحدة للسياحة في السعودية (الشرق الأوسط)
جانب من زيارة وزير السياحة والآثار المصري والوفد المرافق له لمقر مكتب الأمم المتحدة للسياحة في السعودية (الشرق الأوسط)

كشف وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، لـ«الشرق الأوسط» أنه اتفق مع وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، على التعاون في كثير من المجالات المتعلقة بالمنظومة، بما فيها التسويق المشترك، وبرامج سياحية مشتركة، ومبادرات لحماية البيئة، وتنشيط أنواع معينة من السياحة في البحر الأحمر، وخلافه.

وكانت لوزير السياحة المصري زيارة إلى الرياض منذ أيام، التقى خلالها الوزير الخطيب. وعقد الوزيران عدداً من اللقاءات الرسمية والمهنية، ومع رجال الأعمال السعوديين، تمّت خلالها مناقشة آليات الترويج السياحي المشترك، وزيادة حركة السياحة البينية بين البلدين.

وقال فتحي لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في الشرق الأوسط بالرياض، إن وجود هذا المكتب في السعودية هو إضافة كبيرة لعمل المنظمة في المنطقة، وتسهل عملية التواصل مع البلدان، وصناعة السياحة ومجابهة التحديات.

وأوضح أن المبادرات المتفق عليها سيتم تطويرها في المرحلة المقبلة، والبدء في تحقيق أجزاء منها.

صورة تجمع وزير السياحة والآثار المصري مع مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في الشرق الأوسط (الشرق الأوسط)

وبيَّن فتحي أن الشرق الأوسط من المناطق الرائدة في مجال السياحة العالمية، وتستحق أن يكون لديها مكتب داخل المنطقة ليعود بالفائدة على جميع البلدان.

السياحة والناتج القومي

من جهته، ذكر مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في الشرق الأوسط، سامر الخراشي، أن المكتب أُسس لخدمة دول المنطقة الثلاث عشرة، ومصر عضو مؤثر وبارز في المنطقة. وقال إن زيارة وزير السياحة والآثار الذي يمثل نائب رئيس اللجنة الإقليمية، تفتح الكثير في مجال التعاون، وكيفية جعل السياحة عنصراً مساهماً في الناتج القومي، إلى جانب توليد الوظائف، وأن تكون السياحة مستدامة، وتحافظ على البيئة، وتحقق مستهدفات النماء للدول.

وأكمل الخراشي خلال تصريحه لـ«الشرق الأوسط»، أن المنظمة لديها فرص كبيرة يمكن أن تتعاون من خلالها مع مصر التي تمتلك خبرة وباعاً طويلاً في المجال السياحي، وهي من أقدم الدول التي تمتلك الآثار والمناطق السياحية. وفي الجهة المقابلة، يتمتع مكتب الأمم المتحدة الإقليمي بخبرة في دعم الدول من عدة مجالات مختلفة.

وأفاد بأن الاجتماع تطرق إلى كثير من آفاق التعاون والإسهام في المشاريع المشتركة، متطلعاً إلى تنفيذ تلك الرؤى على أرض الواقع، لخدمة مصر ودول الإقليم بشكل عام.

تبادل الخبرات

وتأتي زيارة فتحي للمكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية؛ حيث تُعد القاهرة عضواً مهماً وفاعلاً في المنظمة، وتسعى دائماً إلى تطوير قطاع السياحة لديها من خلال التعاون الدولي.

وناقش اللقاء بين فتحي ومدير المكتب الإقليمي كثيراً من القضايا التي تهم قطاع السياحة في مصر والمنطقة، بما في ذلك التحديات والفرص المتاحة لتعزيز هذا القطاع الحيوي، واستعراض فرص التعاون والتطوير المستقبلية، بما في ذلك تبادل الخبرات في مجال التدريب والتعليم السياحي، وتحسين الخدمات السياحية وزيادة الاستثمارات في هذا القطاع.

وتحتل مصر المرتبة الأولى في أفريقيا، والخامسة في منطقة الشرق الأوسط، والمرتبة الـ63 عالمياً في مؤشر تنمية السفر والسياحة.

يذكر أن المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في الرياض يُعد أول مكتب إقليمي للمنظمة خارج مقرها الرئيسي، ويهدف إلى دعم ومساعدة الدول الأعضاء في منطقة الشرق الأوسط. ويعمل المكتب على تعزيز التعليم والتدريب السياحي، وتطوير البنية التحتية السياحية، ودعم الابتكار وريادة الأعمال في القطاع السياحي، كما يساهم المكتب في تعزيز السياحة المستدامة، وحماية التراث الثقافي والاجتماعي والبيئي في المنطقة.