«الترفيه» السعودية تواصل حربها على السوق السوداء

الإعلان عن أكبر حجب يتجاوز 4 آلاف تذكرة

حشود كبيرة من الزوار في أحد مواقع فعاليات الهيئة العامة للترفيه (الشرق الأوسط)
حشود كبيرة من الزوار في أحد مواقع فعاليات الهيئة العامة للترفيه (الشرق الأوسط)
TT

«الترفيه» السعودية تواصل حربها على السوق السوداء

حشود كبيرة من الزوار في أحد مواقع فعاليات الهيئة العامة للترفيه (الشرق الأوسط)
حشود كبيرة من الزوار في أحد مواقع فعاليات الهيئة العامة للترفيه (الشرق الأوسط)

منذ إنشاء الهيئة العامة للترفيه في السعودية عام 2016، وهي تخوض حرباً من أجل القضاء على السوق السوداء التي تستغل رفع أسعار تذاكر الفعاليات، بما فيها الحفلات الغنائية، والمسارح العربية والعالمية ومناطق الترفيه، بالإضافة إلى النزالات الرياضية، وغيرها.

يوم الاثنين، أعلن رئيس الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي آل الشيخ، عن أكبر عملية حجب للسوق السوداء في «ويبوك»، بأكثر من 4 آلاف تذكرة، مؤكداً استمرار الحرب على السوق السوداء، كاشفاً عن أنه سيتم قريباً طرح العديد من المميزات التي ستحد منها بشكل كبير.

وأضاف المستشار تركي آل الشيخ «نتمنى منكم الشراء من المنصة المعتمدة... هدفنا رضاكم وأن تحصلوا على التذكرة بسعرها المناسب».

وكان المستشار تركي آل الشيخ، أطلق في العام الماضي، الموقع الرسمي والوحيد لحجوزات موسم الرياض 2023 (ويبوك)، الذي يوفر العديد من المزايا والعروض والخدمات لزوار الموسم في نسخته الرابعة، داعياً المستفيدين إلى ضرورة التسجيل فيه من أجل القضاء على السوق السوداء.

وتلاحق «هيئة الترفيه» بشكل مستمر المواقع التي تقوم بتسويق تذاكر الفعاليات والحفلات في السوق السوداء، من أجل القضاء عليها بالتعاون مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، من خلال ربط النظام المتعلق بإصدار التذاكر وتوفير أسعار تنافسية للراغبين في حضور الفعاليات.

وتكثف الهيئة جهودها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة للقضاء على السوق السوداء التي تستغل رفع أسعار التذاكر، واتخاذ الإجراءات المشددة للحد منها، وذلك بعد ملاحظة انتشار هذا النوع من الاستغلال في عدة مواقع غير رسمية.

ويرى الرئيس التنفيذي لشركة صانعي الخيال لحلول التسويق «NOB» فهد بن نايف لـ«الشرق الأوسط»، أن التوعية ينبغي أن تسبق الحديث عن أي عقوبات في هذا الشأن، مبيناً أن الترفيه في المملكة قطاع مهم وتراهن عليه الدولة في القيام بدور محوري، وهو يدعم الاقتصاد الوطني.

وأضاف أنه ينبغي لهذا القطاع أن يكون خالياً من أي سلبيات تعكر صفوه، أو تقلل من دوره، وعلى رأس هذه السلبيات السوق السوداء التي تظهر في بيع تذاكر المناسبات والفعاليات المختلفة.

وتابع بن نايف أنه يجب أن تنطلق التوعية من مرتكزات وطنية، تبعث برسائل إلى من يهمه الأمر، بأن السوق السوداء في قطاع الترفيه، يمكن أن تفسد إيجابيات القطاع بأكمله، وتحرم الدولة والمواطن من فرص استثمارية وفرص عمل كثيرة، يمكن أن يحققها القطاع إذا ما سار في طريقه المرسوم له، دون سلبيات.

واستطرد: «لا شك أن القطاع يشهد تطوراً سريعاً ومنقطع النظير، إذ تقوم عليه منظومة ذات كفاءة، وتطلُّع إلى المستقبل، وهذا كفيل بدعوة هيئة الترفيه وغيرها من الجهات المعنية، باتخاذ أي إجراءات، من شأنها الحد من المتلاعبين وصانعي السوق السوداء في القطاع، عبر تفعيل التقنيات الحديثة، مثل موقع (ويبوك) الذي يقضي على السوق السوداء إلى حد كبير».

وأكمل أن «ويبوك» وغيرها من المواقع التي تعد لها هيئة الترفيه، ستكون بمثابة نافذة رسمية معتمدة، يستطيع من خلالها الجميع حجز تذاكر فعاليات مواسم الترفيه بخطوات سهلة وميسرة، تمنع الاحتكار وتكشف عن تجار السوق السوداء.


مقالات ذات صلة

«المالية السعودية» تدين 14 شخصاً من «ريدان» لمخالفة سلوكيات السوق

الاقتصاد سوق الأسهم السعودية (أ.ف.ب)

«المالية السعودية» تدين 14 شخصاً من «ريدان» لمخالفة سلوكيات السوق

أعلنت هيئة السوق المالية صدور قرار لجنة الاستئناف في منازعات الأوراق المالية القطعي ضد 14 شخصاً من أعضاء مجلس إدارة ومنسوبي شركة «ريدان» الغذائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منطقة بوليفارد الرياض سيتي (الشرق الأوسط)

تحويل «ويبوك» إلى منصة تدفع بأرباح منظومة الترفيه بالسعودية

تنوي الهيئة العامة للترفيه مضاعفة إيرادات «ويبوك»، المنصة الرسمية لتذاكر «موسم الرياض»، من خلال خدمات نوعية جديدة تضاف لأول مرة.

بندر مسلم (الرياض)
يوميات الشرق (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 01:30

فعاليات متنوعة ونزالات عالمية ضمن «موسم الرياض» بنسخته المقبلة

ينطلق «موسم الرياض» بنسخته الخامسة في 12 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بمناطق جديدة وفعاليات وحفلات إضافية كبرى، إضافة إلى 12 مسرحية خليجية وعربية وعالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تظهر الباعة والمتسوقين في مهرجان «العلا» السنوي للتمور (واس)

200 مليون دولار قيمة صادرات السعودية من التمور في النصف الأول

كشف المركز الوطني للنخيل والتمور عن ارتفاع قيمة صادرات المملكة من التمور خلال النصف الأول من العام الحالي، لتصل إلى أكثر من 751 مليون ريال (200 مليون دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (رويترز)

«السيادي السعودي» يقترض 15 مليار دولار من تحالف مؤسسات مالية دولية

حصل «صندوق الاستثمارات العامة» على تسهيلات ائتمانية دوّارة لأغراض مؤسسية عامة تبلغ قيمتها 15 مليار دولار (56.25 مليار ريال)، حيث ستحل محل تسهيل ائتماني دوّار.

زينب علي (الرياض)

السعودية تبحث مع الصين وسنغافورة توطين صناعة السيارات وتقنياتها المتقدمة

من جولة وزير الصناعة بشركات التعدين الكبرى في تشيلي (واس)
من جولة وزير الصناعة بشركات التعدين الكبرى في تشيلي (واس)
TT

السعودية تبحث مع الصين وسنغافورة توطين صناعة السيارات وتقنياتها المتقدمة

من جولة وزير الصناعة بشركات التعدين الكبرى في تشيلي (واس)
من جولة وزير الصناعة بشركات التعدين الكبرى في تشيلي (واس)

بدأ وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، جولة اقتصادية بشرق آسيا، تشمل الصين وسنغافورة، حيث سيلتقي مسؤولي الشركات العالمية الرائدة في صناعة السيارات والأتمتة والحلول التكنولوجية، إضافة إلى القطاعات الاستراتيجية الأخرى.

وسيبحث وفد منظومة الصناعة والتعدين، خلال جولته التي تستمر من 1 إلى 8 سبتمبر (أيلول) الحالي، عن فرص استثمارية متبادلة في القطاع الصناعي، تماشياً مع أهداف «رؤية 2030» لتنويع الاقتصاد وتحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة على مستوى العالم.

ويشارك الوفد في اجتماعات استراتيجية مع كبار المسؤولين الحكوميين من مختلف الوزارات في الصين وسنغافورة.

وستشمل الاجتماعات الرئيسية في غوانغزو الصينية لقاءات مع مسؤولي «جاك غروب» لصناعة السيارات، وشركة «جنرال ليثيوم» لتصنيع بطاريات السيارات، إلى جانب اجتماع مع شركة «هواوي» الصينية؛ عملاق الاتصالات والحلول الذكية في العالم.

ويشمل جدول الوفد في سنغافورة، زيارة ميناء «تواس»، الذي يعدّ أكبر ميناء آلي في العالم.

أكبر شريك تجاري

ترتبط المملكة بعلاقات استراتيجية متينة بالصين تمتد لأكثر من 80 عاماً، وقد شهدت نمواً متسارعاً خلال العقد الأخير في شتى المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية وغيرها.

وتعدّ الصين أكبر شريك تجاري للمملكة، حيث فاق حجم التبادل التجاري بينهما 100 مليار دولار خلال عام 2023.

وخلال عام 2023، شملت الاستثمارات الصينية في السعودية ما قيمته 5.6 مليار دولار في قطاع تصنيع المعدات الأصلية للسيارات، إضافة إلى استثمارات بحجم 5.26 مليار دولار في المعادن. فيما بلغ حجم الاستثمار في قطاع أشباه الموصلات 4.26 مليار دولار.

يضاف إلى ذلك التقارب الثقافي الكبير بين المملكة والصين الذي نتج عنه اعتماد تدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية.

وتتمتع هونغ كونغ، التي تعدّ منطقة إدارية خاصة للصين، بعلاقات اقتصادية متميزة بالمملكة، حيث بلغ إجمالي حجم الصادرات السعودية غير النفطية إليها نحو 267 مليون دولار خلال عام 2023، أبرزها المعادن العادية ومصنوعاتها والأجهزة الطبية، فيما بلغ حجم الواردات من هونغ كونغ نحو 1.78 مليار دولار في العام ذاته؛ أبرزها الجلود والمواد النسيجية والمصنوعات المرتبطة بها.

تعزيز التنافسية

من ناحية أخرى، تعدّ سنغافورة من البلدان المتقدمة اقتصادياً وصناعياً، فاقتصادها من أكثر اقتصادات العالم تنافسية، وتعدّ نموذجاً فريداً لتطوير القدرات البشرية، والاستفادة من الحلول التكنولوجية والأتمتة في القطاعات المختلفة، مما يعزّز من وجود فرص مشتركة بين المملكة وسنغافورة للاستثمار في قطاعات الحلول التكنولوجية وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، والأتمتة في القطاعين الصناعي واللوجيستي، خصوصاً أن المملكة تعمل على مبادرة مهمة لـ«مصانع المستقبل»، تستهدف أتمتة 4 آلاف مصنع، من خلال تحويل تلك المصانع من الاعتماد على العمالة الكثيفة ذات المهارات المنخفضة إلى الكفاءة التشغيلية والأتمتة وتطبيق الحلول والممارسات الصناعية المتقدمة، وفقاً لمعايير عالية تحقّق كفاءة الإنتاج وتحسّن ربحية هذه المصانع وتعزّز تنافسيتها.

الحلول الابتكارية

يعدّ قطاع صناعة السيارات من أبرز القطاعات الواعدة التي ركزت «الاستراتيجية الوطنية للصناعة» على تطويرها، وأيضاً على نقل المعرفة والحلول الابتكارية والتقنيات المتقدمة إليها، وتصنّف السوق السعودية واحدة من أهم أسواق السيارات في المنطقة، حيث تمثل مبيعاتها في المملكة 40 في المائة من إجمالي المبيعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأُصدر العام الماضي ترخيص لأول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية «سير»، وافتُتح أول مصنع في المملكة لصناعة المركبات الكهربائية «لوسد»، حيث تستهدف المملكة صناعة أكثر من 300 ألف سيارة سنوياً بحلول عام 2030.

تعزيز التعاون

وتتوافق زيارة وفد منظومة الصناعة والثروة المعدنية إلى الصين مع مستهدفات السعودية بأن تصبح مركزاً محورياً لصناعة السيارات في المنطقة، ورائدة في الحلول المبتكرة لصناعة مركبات صديقة للبيئة بشكل خاص؛ منها السيارات الكهربائية التي أطلقت المملكة مشروعات مهمة لصناعتها.

كما أجرت البلاد مباحثات الشهر الماضي مع جمهورية تشيلي، التي تعدّ ثاني أكبر دولة منتجة لمعدن الليثيوم في العالم، تستهدف تعزيز التعاون في مجال إنتاج هذا المعدن المكوّن الأساسي لبطاريات السيارات الكهربائية.

وتستهدف المملكة استقطاب استثمارات نوعية في 12 قطاعاً صناعياً واعداً ركزت «الاستراتيجية الوطنية للصناعة» على تطويرها، وفي مقدمتها قطاعات السيارات والأدوية والأغذية، معتمدة على بيئة استثمارية محفزة في قطاعها الصناعي.

ويتوقع أن تؤدي زيارة الصين وسنغافورة إلى توقيع شراكات تعزز العلاقات الثنائية، ومن المتوقع أن تركز هذه الشراكات على تعزيز النمو المتبادل من خلال الاستثمارات النوعية المشتركة، والتنمية المستدامة، والتنويع الاقتصادي، خصوصاً في القطاعات الصناعية الاستراتيجية.