البنك الدولي يتوقع تباطؤ نمو الاقتصاد الجزائري في 2024

أشار إلى أن الإنتاج القياسي للغاز الطبيعي عوَّض انخفاض النفط

رجل يمشي على رصيف في الجزائر العاصمة في 2020 (رويترز)
رجل يمشي على رصيف في الجزائر العاصمة في 2020 (رويترز)
TT

البنك الدولي يتوقع تباطؤ نمو الاقتصاد الجزائري في 2024

رجل يمشي على رصيف في الجزائر العاصمة في 2020 (رويترز)
رجل يمشي على رصيف في الجزائر العاصمة في 2020 (رويترز)

توقع البنك الدولي تباطؤ النمو في الجزائر هذا العام، نتيجة تراجع الإنتاج الزراعي والنفطي، على أن يتعافى في عام 2025. وقال البنك الدولي في رصده الوضع الاقتصادي، إن الجزائر حافظت على نمو اقتصادي ديناميكي في عام 2023؛ حيث سجل ناتجها المحلي الإجمالي زيادة بنسبة 4.1 في المائة، بفضل الأداء القوي في قطاعات المحروقات وخارج المحروقات. وهذا يرجع إلى ديناميكية الاستهلاك الخاص وزيادة قوية في الاستثمار، مما أدى إلى زيادة ملحوظة في الواردات.

يشير التقرير أيضاً إلى أن الإنتاج القياسي للغاز الطبيعي عوَّض انخفاض إنتاج النفط الخام بسبب تخفيضات الحصص الطوعية لـ«أوبك». وعلى الرغم من انخفاض الأسعار العالمية للمحروقات، وزيادة الواردات، وتقلص الميزان التجاري الذي نتج عنهما، استمرت احتياطات الصرف في الزيادة؛ حيث وصلت إلى 16.1 شهر من الواردات في نهاية عام 2023.

وانخفضت معدلات التضخم إلى 5 في المائة بالربع الأول من عام 2024، مقارنة بـ9.3 في المائة عام 2023، بفضل قوة الدينار وانخفاض أسعار المنتجات الزراعية الطازجة والواردات. وقال إن انخفاض أسعار المحروقات في عام 2023 أدى إلى تقليص فائض الحساب الجاري، وزيادة عجز الموازنة العامة ليصل إلى 5.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ونسبة الدين إلى الناتج المحلي.

كما جرى تمويل العجز بالكامل من خارج القطاع المصرفي؛ حيث انخفضت الإصدارات السيادية، مع زيادة الادخار النفطي إلى 8.2 في المائة من الناتج المحلي، بالإضافة إلى ارتفاع طفيف في الدين العمومي إلى 49.2 من الناتج المحلي الإجمالي.

وتوقَّع البنك الدولي أن يتباطأ النمو في عام 2024، في ظل انخفاض الإنتاج النفطي والزراعي، قبل أن يتحسن في عام 2025. وتنبأ بأن يسجل الناتج المحلي الجزائري نمواً نسبته 2.9 في المائة خلال العام الجاري، ويرتفع إلى 3.7 في المائة عام 2025، مع تعافي الإنتاج النفطي والزراعي.

وذكر البنك أنه في ظل زيادة الواردات والنفقات العمومية، سيؤدي انخفاض عائدات المحروقات إلى زيادة الضغط على التوازنات الخارجية وتوازنات الموازنة. وبالتالي: «من المتوقع أن تنخفض صادرات المحروقات وترتفع الواردات، بما يتماشى مع ديناميكية الطلب المحلي، ما يعيد الميزان التجاري إلى التوازن في عام 2024، قبل أن يولِّد عجزاً في الميزانية العمومية خلال العامين المقبلين».

وتوقَّع «البنك الدولي» أن يزداد عجز الموازنة في عام 2024 قبل أن يستقر خلال السنتين التاليتين، وهو ما سيؤدي بدوره إلى زيادة الدين العمومي ليتجاوز 55 في المائة من الناتج المحلي بحلول عام 2026.

وشدد «البنك الدولي» على أهمية تكثيف الجهود الرامية إلى تشجيع استثمارات القطاع الخاص والتنويع الاقتصادي، لتفادي المخاطر المرتبطة بتقلُّب أسعار النفط والغاز.

وكذلك، دعا «البنك الدولي» الجزائر إلى مواصلة تحسين أنظمة البيانات التي من شأنها أن تدعم الاستثمار وترسم السياسات العمومية. وقال إن «الرقمنة» أمر بالغ الأهمية، لما توفره من إحصاءات وبيانات دقيقة، تساهم في صنع السياسات. بالإضافة إلى أنها ستوفر بيانات اقتصادية دقيقة وشاملة، للباحثين، والمحللين، والمستثمرين.


مقالات ذات صلة

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

الاقتصاد جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، إنه يتوقع مخرجات مهمة من مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر الذي ينعقد في السعودية.

لمياء نبيل (القاهرة)
الاقتصاد عمال بحقل للشاي في ناندي هيلز غرب نيروبي عاصمة كينيا (رويترز)

أميركا والإمارات: تمويل مهمة الابتكار الزراعي للمناخ يتجاوز 29 مليار دولار

أعلنت الولايات المتحدة والإمارات خلال «كوب 29» في باكو، أن تمويل مهمة الابتكار الزراعي للمناخ التي تقودها الدولتان وصل إلى 29.2 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (باكو)
يوميات الشرق ياسمين مصر: عطر الأجيال وسر البقاء في دلتا النيل

ياسمين مصر: عطر الأجيال وسر البقاء في دلتا النيل

تحتل زراعة الياسمين مكانة خاصة، حيث يُعد هذا النبات العطري جزءاً من تقاليد متوارثة وعصباً اقتصادياً للعديد من العائلات.

الاقتصاد مجموعة من حبات القمح بعد نضجها (وزارة البيئة والمياه والزراعة)

القمح يتصدر الحبوب المزروعة في السعودية بـ1.3 مليون طن خلال 2023

احتل محصول القمح المرتبة الأولى بمساحات الحبوب المزروعة بالسعودية، خلال العام المنصرم، حيث شكل 63.4 في المائة من الإجمالي، وبكمية إنتاج بلغت 1.3 مليون طن.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير البيئة والمياه والزراعة وعدد من المسؤولين خلال المعرض الزراعي السعودي (الشرق الأوسط)

المعرض الزراعي بالسعودية ينطلق بتوقيع استثمارات تتجاوز 213.3 مليون دولار

شهد المعرض الزراعي السعودي في نسخته الحادية والأربعين، توقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم باستثمارات تجاوزت قيمتها الإجمالية أكثر من 800 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».