عضو بـ«المركزي الأوروبي»: لا خوف من تداعيات زيادة الأجور على التضخم

لافتة تظهر خارج مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)
لافتة تظهر خارج مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)
TT

عضو بـ«المركزي الأوروبي»: لا خوف من تداعيات زيادة الأجور على التضخم

لافتة تظهر خارج مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)
لافتة تظهر خارج مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)

أعرب عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي ماريو سينتينو، عن وجهة نظره أن زيادة أجور الموظفين في منطقة اليورو، أوائل العام، ليست مدعاة للقلق بشأن التضخم.

وقال سينتينو، وهو أيضاً محافظ البنك المركزي البرتغالي، إن من المتوقع خلال السنوات المقبلة أن يحدث انقلاب في تراجع الأجور الحقيقية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما كان قد أدى إلى ارتفاع أسعار المستهلك.

وأوضح سينتينو لوكالة «بلومبرغ» للأنباء على هامش مؤتمر في ريكيافيك، عاصمة آيسلندا: «لست بحاجة للتفكير كثيراً في 0.2 نقطة زيادة عما نتوقعه. هذا التعافي القائم على الأجور الحقيقية يتوافق مع اقتراب التضخم من معدل 2 في المائة».

وعن قرب تخفيض أسعار الفائدة، كان قد حذَّر عضو مجلس إدارة المصرف المركزي الأوروبي، مارتين كازاكس، من تخفيضات سريعة في أسعار الفائدة بعد يونيو (حزيران).

ووفقاً لكازاكس، فإن وتيرة خفض أسعار الفائدة في «المركزي الأوروبي» يجب أن تتناسب مع التباطؤ التدريجي للتضخم في منطقة اليورو.

وأخبر المسؤول اللاتفي «بلومبرغ أدريا» في مقابلة أن شهر يونيو يبدو الوقت المناسب لبدء خفض تكاليف الاقتراض، ولكن من الأفضل تحديد قرارات أي خطوات لاحقة بناءً على البيانات الواردة.

وقال كازاكس: «يشير السيناريو الأساسي إلى أننا نقترب تدريجياً من هدفنا البالغ 2 في المائة؛ ما يعني بالطبع أنه يمكننا أيضاً البدء في خفض الأسعار تدريجياً. يجب أن تكون هذه العملية حذرة وتدريجية، ويجب ألا نتسرع».

ولم يترك صانعو السياسة في جميع أنحاء المنطقة مجالاً للشك في أن يونيو سيكون الأول في سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة التي تهدف إلى إزالة بعض القيود اللازمة لإعادة التضخم إلى أقل من 10 في المائة. لقد قدموا القليل من الأدلة حول استراتيجيتهم بعد ذلك، وكانت عضوة المجلس التنفيذي، إيزابيل شنابل، الصوت الوحيد الذي دعا إلى التوقف في يوليو (تموز).

وقال كازاكس إن نهج «المركزي الأوروبي» المتمثل في النظر إلى الأرقام، ثم اتخاذ قرارات على أساس كل اجتماع كان «نهجاً مناسباً حتى الآن». وتابع: «في ضوء استمرار حالة عدم اليقين العالية، فإن التوجيه المستقبلي الواضح جداً ليس حلاً جيداً للسياسة في الوقت الحالي».


مقالات ذات صلة

التضخم يتراجع في منطقة اليورو ويقترب من مستهدف «المركزي الأوروبي»

الاقتصاد متسوق يدفع ورقة نقدية من فئة 10 يوروات في سوق محلية بمدينة نيس الفرنسية (رويترز)

التضخم يتراجع في منطقة اليورو ويقترب من مستهدف «المركزي الأوروبي»

تراجعت حدة التضخم في منطقة اليورو، واقتربت من مستهدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة، نزولاً من ذروة 10 في المائة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يحضر تجمعاً حاشداً في بنسلفانيا في سبتمبر 2022 (رويترز)

«ترمب 2.0»: الأسواق في حالة تأهب وتنتظر الاستقرار... أم الفوضى

أحدثت المناظرة الرئاسية الأولى بين الرئيس الأميركي الحالي الديمقراطي جو بايدن، والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب، ضجةً كبيرةً في الساحة السياسية.

هدى علاء الدين (بيروت)
الاقتصاد مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

تفاؤل حذر من رئيس «فيدرالي» نيويورك بشأن التضخم والاقتصاد

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز يوم الجمعة، إن الاحتياطي الفيدرالي حقق خطوات كبيرة في خفض التضخم إلى مستوى هدفه البالغ 2 في المائة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مقيمة محلية تحمل عملات الروبل الروسي وورقة نقدية بقيمة 50 روبلاً (رويترز)

«المركزي الروسي» يُلمح إلى تشديد السياسة النقدية

قال نائب محافظ المصرف المركزي الروسي أليكسي زابوتكين الخميس إن العوامل المؤيدة لتشديد السياسة النقدية أصبحت أكثر وضوحاً منذ اجتماع سابق لتحديد سعر الفائدة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار بنك كوريا على قمة مبناه في سيول (رويترز)

مسؤول في بنك كوريا: التركيز على التضخم يتطلب إصلاحات جذرية

قال مسؤول في بنك كوريا إن على كوريا الجنوبية معالجة ارتفاع الأسعار في البلاد من خلال إصلاحات هيكلية، إذ يركز المصرف المركزي بشكل رئيسي على معدل التضخم.

«الشرق الأوسط» (سيول)

انتخابات فرنسا تزعزع الأسواق... انخفاض الأسهم وارتفاع العائدات

الناس يتجمعون في ساحة الجمهورية بباريس بعد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية (د.ب.أ)
الناس يتجمعون في ساحة الجمهورية بباريس بعد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية (د.ب.أ)
TT

انتخابات فرنسا تزعزع الأسواق... انخفاض الأسهم وارتفاع العائدات

الناس يتجمعون في ساحة الجمهورية بباريس بعد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية (د.ب.أ)
الناس يتجمعون في ساحة الجمهورية بباريس بعد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية (د.ب.أ)

انخفضت الأسهم الفرنسية، وارتفعت العائدات على السندات الفرنسية، مقارنة بالسندات الألمانية، بعد أن تركت الانتخابات فرنسا أمام برلمان معلق وآفاق معقدة جداً للتفاوض لتشكيل الحكومة.

وأدى صعود مفاجئ لليسار في انتخابات يوم الأحد إلى عرقلة سعي مارين لوبان لجلب اليمين المتطرف إلى السلطة في الجمعية الوطنية، لكن لم تتمكن أي مجموعة من الحصول على أغلبية عاملة، وفق «رويترز».

وهبط مؤشر «كاك 40» الفرنسي للأسهم الكبرى بنسبة 0.6 في المائة، وارتفع الفارق بين عوائد سندات الخزانتين الفرنسية والألمانية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتيْ أساس إلى 70 نقطة أساس.

ويعكس هذا الفارقُ العلاوة التي يطالب المستثمرون بها للحفاظ على الدَّين الفرنسي، بدلاً من السندات الألمانية. وقد اتسع هذا الفارق إلى أكثر من 80 نقطة أساس، في الفترة الممتدة قبل الانتخابات، وهو أعلى مستوى له منذ أزمة منطقة اليورو في عام 2012، حيث خشي المستثمرون من أغلبية يمينية متطرفة قد تنفذ سياسات إنفاق عالية.

وهبطت أسعار السندات الحكومية الفرنسية، مما دفع بعائد سندات «أو إيه تي» لأجل 10 سنوات إلى الارتفاع بمقدار 3 نقاط أساس، إلى 3.24 في المائة.

وتوقعت استطلاعات الرأي أن يكون حزب التجمع الوطني، اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، هو أكبر حزب، لكن الانتخابات تركت الجمعية الوطنية الفرنسية، المؤلَّفة من 577 مقعداً، منقسمة إلى ثلاث مجموعات كبيرة - هي اليسار والمركزيون واليمين المتطرف - مع برامج وسياسات مختلفة تماماً.

ومع ذلك، لدى المستثمرين أيضاً مخاوف من أن خطط اليسار قد تؤدي إلى تفكيك عدد من الإصلاحات المؤيدة للسوق، للرئيس إيمانويل ماكرون، ويعتقدون أن الجمود قد يُنهي محاولات كبح جماح ديون فرنسا، التي وصلت إلى 110.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2023.

وقالت مديرة البحوث الاقتصادية في «ويزدوم تري»، آنيكا غوبتا: «سيكون من الصعب جداً تقديم أي سياسة، وتحقيق أي إصلاحات تقدمية؛ لأن تصويت كل حزب متشتت، ولا أحد لديه أغلبية مطلقة».

وأضافت: «ومع ذلك، أعتقد أن الأسواق ستكون سعيدة بتفادي هذا الموقف المتطرف مع اليمين».

وتأثرت أسهم البنوك بشكل خاص، حيث انخفضت أسهم بنكيْ «سوسيتيه جنرال» و«بي إن بي باريبا» بنحو 1 في المائة لكل منهما، مقارنة بانخفاض قدره 0.4 في المائة فقط بمؤشر «ستوكس» المصرفي الأوسع.

من جانبه، قال سيمون هارفي، رئيس تحليل العملات في «مونيكس أوروبا»: «يبدو أن الأحزاب المُعادية لليمين حصلت حقاً على كثير من الدعم».

وأضاف: «لكن من وجهة نظر السوق، لا يوجد اختلاف في نتائج الانتخابات. هناك بالفعل فراغ سياسي فيما يتعلق بالقدرة على التشريع في فرنسا».