«أوبك بلس» ترجئ اجتماع يونيو يوماً واحداً وتعقده افتراضياً

«قلق الفيدرالي» يسيطر على أسواق النفط

شعار «أوبك» على مقرها في العاصمة النمساوية فيينا (رويترز)
شعار «أوبك» على مقرها في العاصمة النمساوية فيينا (رويترز)
TT

«أوبك بلس» ترجئ اجتماع يونيو يوماً واحداً وتعقده افتراضياً

شعار «أوبك» على مقرها في العاصمة النمساوية فيينا (رويترز)
شعار «أوبك» على مقرها في العاصمة النمساوية فيينا (رويترز)

أرجأ تحالف «أوبك بلس»، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا، اجتماعه بشأن سياسة الإنتاج يوماً واحداً إلى الثاني من يونيو المقبل، وقالت «أوبك»، يوم الجمعة، إنه كان من المقرَّر عقد الاجتماع في فيينا، في الأول من يونيو (حزيران)، لكنه سيُعقد عبر الإنترنت في اليوم التالي.

وتنفذ الدول المنتجة للنفط في تحالف «أوبك بلس» خفضاً طوعياً للإنتاج يبلغ نحو 2.2 مليون برميل يومياً للنصف الأول من عام 2024، بقيادة السعودية التي تمدد خفضاً طوعياً سابقاً.

تأتي هذه التخفيضات بالإضافة إلى تخفيضات سابقة تبلغ 3.66 مليون برميل يومياً حتى نهاية 2024 أُعلن عنها من أواخر عام 2022 على عدة مراحل، ليصل إجمالي التخفيضات المُتعهَّد بها إلى نحو 5.86 مليون برميل يومياً، أو ما يعادل 5.7 في المائة تقريباً من الطلب العالمي اليومي، وفقاً لحسابات «رويترز».

وقالت مصادر من الدول، التي خفضت الإنتاج طوعاً، لـ«رويترز»، هذا الشهر، إنه من المحتمل تمديد الخفض.

وتخفض «أوبك بلس» الإمدادات منذ أواخر عام 2022، على خلفية زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة ومنتجين آخرين غير أعضاء في التحالف، بينما تظل المخاوف بشأن الطلب محل اهتمام في الوقت الذي تكافح فيه الاقتصادات الكبرى، بسبب أسعار الفائدة المرتفعة.

وفي الأسواق، تراجعت أسعار النفط يوم الجمعة؛ إذ تقيم الأسواق أحدث تعليقات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بشأن أسعار الفائدة في ظل التضخُّم العنيد، في حين دعمت مؤشرات على تزايد الطلب الموسمي على الوقود في الولايات المتحدة الأسعار.

وبحلول الساعة 11:04 بتوقيت غرينتش، هبطت العقود الآجلة لخام برنت 62 سنتاً، أو 0.76 في المائة إلى 80.74 دولار للبرميل. في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي الوسيط 85 سنتاً، أو 0.65 في المائة، إلى 76.22 دولار للبرميل.

والخامان القياسيان عند أدنى مستوياتهما في عدة أشهر. وتتجه العقود الآجلة لخام برنت نحو انخفاض أسبوعي بأكثر من 3 في المائة، كما تتجه العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط صوب خسارة 4 في المائة تقريباً هذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع الماضي، إذ أدَّت قيود الاقتصاد الكلي المستمرة في الولايات المتحدة إلى استمرار حالة عدم اليقين.

وأظهر محضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء أن صناع السياسات يناقشون ما إذا كانت أسعار الفائدة الحالية مرتفعة بما يكفي لكبح جماح التضخم.

وقال بعض المسؤولين إنهم سيكونون على استعداد لزيادة تكاليف الاقتراض، مرة أخرى، إذا ارتفع التضخم. ومع ذلك، استبعد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، وآخرون من متخذي القرار في تصريحات مختلفة رفع أسعار الفائدة مرة أخرى.

وفي الوقت نفسه، ساعد ارتفاع الطلب على البنزين في الولايات المتحدة على تهدئة تراجع الأسعار، قبل عطلة نهاية الأسبوع، التي تليها عطلة يوم الذكرى، يوم الاثنين، التي تُعتبر بداية موسم السفر الصيفي بالسيارات في الولايات المتحدة.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، يوم الأربعاء، إن الطلب على البنزين وصل إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني). وقال محللون لدى «إيه إن زد»، في مذكرة، إن ذلك ساعد في دعم السوق؛ إذ يمثل قائدو السيارات الأميركيون نحو عُشر الطلب العالمي على النفط «ما يجعل موسم السفر المقبل إحدى ركائز انتعاش نمو الطلب العالمي».


مقالات ذات صلة

إضراب يهدد قطاع النفط والغاز في الأرجنتين بالشلل

الاقتصاد عمال في موقع حفر نفطي في حقل فاكا مويرتا غرب الأرجنتين (رويترز)

إضراب يهدد قطاع النفط والغاز في الأرجنتين بالشلل

قرر أكبر اتحاد نفطي في الأرجنتين أن ينفذ إضراباً مدة 48 ساعة ابتداءً من الثلاثاء للمطالبة بزيادة الرواتب، وهي خطوة ستؤثر على الإنتاج في حقل فاكا مويرتا الصخري.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس)
الاقتصاد إحدى مصافي المجموعة النفطية الفنزويلية التابعة للدولة «بتروليوس دي فنزويلا» (رويترز)

فنزويلا تقترب من إنتاج مليون برميل من النفط يومياً

تقترب فنزويلا، التي تمتلك أكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم، من إنتاج مليون برميل يومياً، لأول مرة منذ أكثر من خمس سنوات، حسبما أعلن وزير النفط الفنزويلي.

«الشرق الأوسط» (كراكاس)
الاقتصاد عمال في موقع بناء خط الأنابيب في النيجر (أ.ف.ب)

النيجر توقف صادرات النفط عبر بنين بسبب نزاع حدودي

أغلقت النيجر خط أنابيب نفط كان يُستخدم لتصدير الخام عبر ميناء في دولة بنين المجاورة؛ ما يصعد من حدة التوتر بين البلدين وسط أزمة حدودية حالية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة خلال عملية تنظيف الشاطئ في سنتوسا (رويترز)

تسرب نفطي يغلق شواطئ جزيرة سنتوسا في سنغافورة

أدى تسرب نفطي في ميناء شحن إلى إغلاق الشواطئ في جزيرة سنتوسا السياحية بجنوب سنغافورة.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة )
الاقتصاد منصة نفطية قرب ساحل كمبوديا (أ.ف.ب)

النفط يسجل أفضل أداء أسبوعي في شهرين

اتجه النفط نحو تسجيل أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهرين بعد توقعات قوية للطلب على الخام والوقود.

«الشرق الأوسط» (لندن)

روسيا تتفوق على الولايات المتحدة في توريد الغاز إلى أوروبا خلال مايو

آبار الغاز في حقل غاز بوفانينكوفو المملوك لشركة «غازبروم» الروسية في شبه جزيرة يامال في القطب الشمالي (رويترز)
آبار الغاز في حقل غاز بوفانينكوفو المملوك لشركة «غازبروم» الروسية في شبه جزيرة يامال في القطب الشمالي (رويترز)
TT

روسيا تتفوق على الولايات المتحدة في توريد الغاز إلى أوروبا خلال مايو

آبار الغاز في حقل غاز بوفانينكوفو المملوك لشركة «غازبروم» الروسية في شبه جزيرة يامال في القطب الشمالي (رويترز)
آبار الغاز في حقل غاز بوفانينكوفو المملوك لشركة «غازبروم» الروسية في شبه جزيرة يامال في القطب الشمالي (رويترز)

تجاوزت واردات أوروبا من الغاز من روسيا الإمدادات من الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ ما يقرب من عامين في شهر مايو (أيار)، على الرغم من الجهود التي بذلتها المنطقة لإبعاد نفسها عن الوقود الأحفوري الروسي منذ الغزو الشامل لأوكرانيا.

وفي حين أدت عوامل لمرة واحدة إلى هذا التراجع، إلا أنها تسلط الضوء على صعوبة تقليل اعتماد أوروبا على الغاز من روسيا، حيث لا تزال العديد من دول أوروبا الشرقية تعتمد على الواردات من جارتها، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

وقال توم مارزيك مانسر، رئيس قسم الطاقة في شركة «إيسيس» الاستشارية: «من المثير للدهشة أن نرى الحصة السوقية للغاز الروسي و(الغاز الطبيعي المسال) أعلى قليلاً في أوروبا بعد كل ما مررنا به، وكل الجهود المبذولة لفصل إمدادات الطاقة والتخلص من مخاطرها».

وفي أعقاب الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، خفضت موسكو إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا وكثفت المنطقة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال، الذي يتم شحنه على متن سفن متخصصة مع الولايات المتحدة كمزود رئيسي.

تفوقت الولايات المتحدة على روسيا كمورد للغاز إلى أوروبا في سبتمبر (أيلول) 2022، وأصبحت منذ عام 2023 تمثل نحو خمس إمدادات المنطقة.

لكن في الشهر الماضي، شكلت شحنات الغاز والغاز الطبيعي المسال عبر الأنابيب الروسية 15 في المائة من إجمالي الإمدادات إلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وسويسرا وصربيا والبوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية، وفقاً لبيانات من «إيسيس».

وأظهرت بيانات «إيسيس» أن الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة يشكل 14 في المائة من الإمدادات إلى المنطقة، وهو أدنى مستوى له منذ أغسطس (آب) 2022.

يأتي هذا التراجع وسط ارتفاع عام في الواردات الأوروبية من الغاز الطبيعي المسال الروسي على الرغم من ضغط العديد من دول الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات عليها.

وتوقفت روسيا في منتصف عام 2022 عن إرسال الغاز عبر خطوط الأنابيب التي تربطها بشمال غربي أوروبا، لكنها تواصل تقديم الإمدادات عبر خطوط الأنابيب عبر أوكرانيا وتركيا.

وتأثرت التدفقات في مايو بعوامل لمرة واحدة، بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي في منشأة أميركية رئيسية لتصدير الغاز الطبيعي المسال، في حين أرسلت روسيا المزيد من الغاز عبر تركيا قبل الصيانة المخطط لها في يونيو (حزيران). ولا يزال الطلب على الغاز في أوروبا ضعيفاً نسبياً أيضاً، حيث تقترب مستويات التخزين من مستويات قياسية في هذا الوقت من العام.

وقال مارزيك مانسر، من شركة «إيسيس»، إن هذا الانعكاس «من غير المرجح أن يستمر»، حيث ستتمكن روسيا في الصيف من شحن الغاز الطبيعي المسال إلى آسيا عبر طريق بحر الشمال. وأضاف أن من المرجح أن يؤدي ذلك إلى خفض الكمية المرسلة إلى أوروبا، في حين ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة مرة أخرى.

أضاف: «تتمتع روسيا بمرونة محدودة للاحتفاظ بهذه الحصة في أوروبا مع ارتفاع الطلب على الغاز في الشتاء المقبل، في حين أن إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة ينمو فقط مع وصول المزيد من القدرات الجديدة إلى السوق العالمية بحلول نهاية العام».

كما تنتهي اتفاقية العبور بين أوكرانيا وروسيا هذا العام، مما يعرض التدفقات عبر الطريق للخطر.

وتدعم المفوضية الأوروبية الجهود الرامية إلى وضع خطة استثمارية لتوسيع قدرة خطوط الأنابيب في ممر الغاز الجنوبي بين الاتحاد الأوروبي وأذربيجان.

وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي إن الإمدادات عبر الطريق ليست كافية حالياً لاستبدال 14 مليار متر مكعب من الغاز الروسي الذي يتدفق حالياً عبر أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي كل عام.

وقالت مفوضة الطاقة بالاتحاد الأوروبي كادري سيمسون إنها أثارت مخاوف بشأن تحويل الغاز الطبيعي المسال من أوروبا لتلبية الطلب في آسيا خلال رحلة إلى اليابان هذا الشهر.

وأوضحت أن طوكيو وبروكسل أنشأتا «نظام إنذار مبكر» لمراقبة نقص الغاز الطبيعي المسال، واتفقتا على ضرورة اتباع كل منهما لإجراءات توفير الطاقة.

وأضافت: «الاتحاد الأوروبي مستعد لمواجهة أي أحداث سلبية في العرض أو الطلب في أسواق الغاز العالمية. لا يزال تخزين الغاز لدينا عند مستويات عالية قياسية واستقر طلبنا على الغاز عند مستويات منخفضة قياسية، بانخفاض 20 في المائة مقارنة بعام 2021».