الحكومة المصرية تعمل على تنويع مصادر التمويل

وزير المالية: استمرار ارتفاع التكاليف والفائدة يضاعف خدمة الديون والمخاطر

طيور تحلق قرب أهرامات الجيزة جنوب غربي العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
طيور تحلق قرب أهرامات الجيزة جنوب غربي العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
TT

الحكومة المصرية تعمل على تنويع مصادر التمويل

طيور تحلق قرب أهرامات الجيزة جنوب غربي العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
طيور تحلق قرب أهرامات الجيزة جنوب غربي العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

بينما كانت الأوساط الاقتصادية المصرية تترقب قرار البنك المركزي المصري حول معدل الفائدة، وسط توقعات تميل أغلبها إلى تثبيت مستوى الفائدة، قال وزير المالية المصري محمد معيط، (الخميس) إن الحكومة تعكف على تنويع مصادر التمويل، بالعمل على توفير أدوات مالية مبتكرة وميسرة؛ لمواجهة التقلبات الحادة في الأسواق الدولية، كما تهدف إلى جذب شرائح جديدة من المستثمرين، وتقليل الحاجة إلى التمويلات السريعة.

وقال معيط، في بيان صحافي صادر عن وزارته، إن الحكومة تعمل على ضخ السيولة النقدية اللازمة لدعم الأنشطة الإنتاجية والتصديرية، حيث تتحمل فارق سعر الفائدة في إتاحة 120 مليار جنيه (نحو 2.5 مليار دولار) تسهيلات تمويلية للقطاعات الإنتاجية. وأضاف الوزير أن استمرار ارتفاع تكاليف التمويل وأسعار الفائدة يضاعف خدمة الديون والمخاطر الاقتصادية المحتملة في ظل حالة عدم اليقين التي تشهدها الساحة العالمية.

وقال معيط إن ما تقوم الحكومة بتنفيذه من إصلاحات هيكلية واقتصادية لتهيئة مناخ أكثر تحفيزاً للاستثمار يعزز من قدرتها على جذب شرائح جديدة من المستثمرين المحليين والأجانب، وبالتالي زيادة التدفقات الاستثمارية وتقليل الحاجة إلى التمويلات السريعة.

وكانت بنوك استثمار حذّرت من التعويل على الاستثمارات قصيرة الأجل التي عادة ما يضخها المستثمرون الأجانب عبر شراء أدوات الدين الحكومية، وسرعان ما يسحبونها سريعاً، مثلما حدث بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حينما تدفقت مليارات الدولارات من تلك الاستثمارات إلى خارج مصر.

من ناحية أخرى، أكد معيط أن الدولة تحشد كل قدراتها للسيطرة على الموجة التضخمية غير المسبوقة العالمية والمحلية، ودفع النشاط الاقتصادي من خلال انتهاج مسار تصحيحي يرتكز على سياسات اقتصادية متكاملة ومتوازنة وأكثر تحوطاً لتجاوز الأزمات المتتالية، على نحو يسهم في رفع قدراتها على التعامل المرن مع الوضع الاقتصادي؛ العالمي والإقليمي «الاستثنائي»، الذي يفرض أعباء ضخمة على المالية العامة؛ نتيجة لتغير سعر الصرف، وارتفاع الفاتورة الاستيرادية.

وقال الوزير إن الحكومة تعكف على تنفيذ استراتيجية شاملة ومتكاملة لتحسين إدارة الدين العام في مصر، وتستهدف سرعة خفض معدل دين أجهزة الموازنة العامة للدولة لأقل من 80 في المائة من الناتج المحلي بحلول يونيو (حزيران) 2027، مشيراً إلى أنه لأول مرة يتم وضع سقف لدين أجهزة الموازنة بمبلغ 15.1 تريليون جنيه (نحو 315 مليار دولار) لا يتجاوز 88.2 في المائة في السنة المالية الجديدة، مقارنة بنسبة 96 في المائة في السنة المالية 2022 - 2023، متوقعاً أن يصل إلى 90 في المائة بنهاية يونيو 2024.

وأضاف أنه لا يمكن تجاوز هذا السقف إلا في «الحتميات القومية وحالات الضرورة»، بموافقة رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب، كما تم وضع سقف للضمانات التي تصدرها وزارة المالية، مع مراقبة حجم الضمانات السيادية الصادرة، والضمانات المطلوبة لما تشكّله من التزامات محتملة على الموازنة العامة للدولة، وكذلك مراجعة كل الضمانات المطلوبة والتفاوض على شروطها، والعمل على خفض رصيد الضمانات السيادية للناتج المحلي الإجمالي ابتداءً من العام المالي المقبل.

وفي سياق منفصل، قال كمال هاشم رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للصوامع والتخزين التابعة لوزارة التموين المصرية لـ«رويترز»، (الخميس) إن مصر اشترت 3 ملايين طن من القمح في موسم الحصاد المحلي حتى الآن، الذي بدأ في منتصف أبريل (نيسان) من أصل 3.5 مليون طن تستهدفها.


مقالات ذات صلة

ثقة البريطانيين في اقتصاد بلادهم تتراجع لأدنى مستوى منذ عام 1978

الاقتصاد «ساعة بيغ بن» و«عين لندن» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

ثقة البريطانيين في اقتصاد بلادهم تتراجع لأدنى مستوى منذ عام 1978

انخفضت ثقة البريطانيين في اقتصاد بلادهم خلال الـ12 شهراً المقبلة، إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، مع توقُّع عدد قليل فقط من البريطانيين تحسناً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مواطنون يساهمون في تعزيز حماية الموارد الطبيعية (واس)

السعودية في 2024... نموذج متكامل للتنمية البيئية والاستدامة العالمية

بينما تواصل السعودية خطواتها الواسعة نحو تحقيق «رؤية 2030»، تبرز البيئة كأحد أعمدة التنمية المستدامة، في مسار متوازن يجمع بين بناء الإنسان والحفاظ على الطبيعة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رئيس الهيئة العامة للإحصاء فهد الدوسري (الشرق الأوسط)

«المنتدى السعودي للإحصاء» يطرح تجارب عالمية لتعزيز التكامل بين المعرفة والاحتياج المحلي

أكد رئيس الهيئة العامة للإحصاء، فهد الدوسري، أن المنتدى السعودي الأول للإحصاء يمثل منصة وطنية تُعنى بتطوير منظومة العمل الإحصائي ودعم السياسات العامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
الاقتصاد وزير المالية المصري خلال لقائه مع أعضاء غرفة التجارة الأميركية بواشنطن (وزارة المالية المصرية)

مصر: الاقتصادات الناشئة تحتاج لأدوات تمويلية جديدة

أكد وزير المالية المصري، أحمد كجوك، انفتاح بلاده على كل الخبرات والتجارب الدولية لاستكشاف أدوات تمويل مبتكرة تساعد في خفض المديونية وتكلفة خدمتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد إحدى المزارع في السعودية (واس)

السعودية تعزّز أمنها الغذائي... و30 مليار دولار مساهمة الزراعة في الناتج المحلي

واصلت السعودية خطواتها الواسعة نحو تحقيق أمنها الغذائي، بوصفه هدفاً استراتيجياً تبنته الدولة منذ تأسيسها، مدفوعة بتحديات الطبيعة الجغرافية الصحراوية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

وفد سعودي ضخم يبحث في إيطاليا التعاون في التحول الصناعي والطاقة المستدامة

لقاء سابق للمنجد مع عمدة مدينة نابولي (منصة إكس)
لقاء سابق للمنجد مع عمدة مدينة نابولي (منصة إكس)
TT

وفد سعودي ضخم يبحث في إيطاليا التعاون في التحول الصناعي والطاقة المستدامة

لقاء سابق للمنجد مع عمدة مدينة نابولي (منصة إكس)
لقاء سابق للمنجد مع عمدة مدينة نابولي (منصة إكس)

انطلقت، الأحد، في إيطاليا، ثلاثة منتديات أعمال واستثمار سعودية - إيطالية، بمشاركة ممثلين للقطاعين الحكومي والخاص، وذلك بهدف تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمارية والتجارية.

واستهلت هذه المنتديات باجتماع المنتدى الأول لمجلس الأعمال السعودي الإيطالي، مع «اتحاد أصحاب الأعمال في مقاطعة لومباردي» في ميلانو. فيما ينطلق، الاثنين، منتدى مشترك لمجلس الأعمال السعودي الإيطالي مع «اتحاد الحرفيين والشركات الصغيرة والمتوسطة»، يليه منتدى ثالث مع «اتحاد أصحاب الأعمال» في مقاطعة بيدمونت في تورينو الثلاثاء، في أول زيارة رسمية للمجلس إلى هذه المدينة الصناعية المهمة، في سبيل إيجاد شراكات بين الجانبين السعودي والإيطالي.

وكانت رئيسة الوزراء الإيطالية زارت المملكة في يناير (كانون الثاني) الماضي، والتقت ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مدينة العلا، حيث جرى توقيع اتفاقية إنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في العُلا يناير الماضي (واس)

وفي هذه المناسبة، قال المهندس كامل المنجّد، رئيس مجلس الأعمال السعودي الإيطالي، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «في إطار العلاقات المتنامية بين السعودية وإيطاليا، يوجد وفد أعمال سعودي رفيع المستوى في إيطاليا على مدى ثلاثة أيام، ضمن زيارة لمدينتي ميلانو وتورينو، من أجل السعي إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري والثقافي بين البلدين، وفتح آفاق جديدة لشراكات استراتيجية ومستدامة».

وأضاف المنجد: «الزيارة التي نقوم بها من 28 إلى 30 أبريل (نيسان) 2025، هي من تنظيم مشترك بين مجلس الأعمال السعودي الإيطالي، ووزارة الاستثمار، وسفارة خادم الحرمين الشريفين في روما، وبشراكة مع مؤسسات إيطالية منها (اتحاد أصحاب الأعمال في مقاطعة لومباردي) و(اتحاد الحرفيين والشركات الصغيرة والمتوسطة) و(اتحاد أصحاب الأعمال في مقاطعة بيدمونت)».

المنجد مع وزير المالية الإيطالي جورجيتي في فعالية العام الماضي (الشرق الأوسط)

ووفق المنجد، فإن الوفد، يعدّ أكبر بعثة أعمال سعودية تزور إيطاليا حتى اليوم، ويضم 100 شخصية، من بينها أكثر من 20 ممثلاً عن الوزارات والجهات الحكومية، إلى جانب قادة تنفيذيين من القطاع الخاص بمجالات متنوعة تشمل الطاقة المتجددة، والصناعة المتقدمة، واللوجيستيات، والسياحة، والغذاء، والزراعة، والعقار، والرعاية الصحية، والتقنيات الحديثة.

ولفت المنجد إلى أن المنتديات الثلاثة، تركز على محاور حديثة في الاقتصاد المعرفي، مثل التحول الصناعي، والطاقة المستدامة، والمدن الذكية، والابتكار، وسلاسل الإمداد، إلى جانب لقاءات ثنائية وزيارات ميدانية لشركات ومشاريع إيطالية رائدة.

وتابع أنه «في ظل التحول الشامل الذي تشهده المملكة طبقاً لـ(رؤية 2030) فإن السعودية ترحب بشركاء دوليين يملكون الرؤية، والابتكار، والجودة. وتُعد إيطاليا، بما تملكه من خبرة عميقة في مجالات التصميم، والهندسة، والصناعة، شريكاً طبيعياً لمسيرة المملكة نحو المستقبل».

وأوضح أن مجالات التعاون بين البلدين، لا تقتصر على الاقتصاد، حيث شهد ذلك تطوراً كبيراً في التبادل الثقافي بعد توقيع مذكرة التفاهم بين وزارتي الثقافة في عام 2023، التي أسهمت في إطلاق مشاريع مشتركة في مجالات التصميم، والمتاحف، والفنون، والسينما، مبيناً أن هذا التكامل الثقافي يثري الجانب الاقتصادي، ويمنحه بُعداً إنسانياً عميقاً.

وشدّد المنجد على ثقته في أن تشكل المنتديات الثلاثة محطة جديدة ومميزة في العلاقات السعودية الإيطالية، ليس فقط على مستوى التبادل التجاري، بل في بناء جسور التعاون المتكامل بين الثقافة، والصناعة، والطموح المشترك، وقال: «إيطاليا شريك استراتيجي للمملكة، واليوم أكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى تفكير مشترك، وتخطيط طويل الأمد، وشراكات تعود بالنفع على الأجيال المقبلة في كلا البلدين».

وقال إن «عدد الشركات الإيطالية في المملكة تجاوز الـ200 شركة، غير أننا نواجه بعض التحديات التي تتمثل في نقص الوعي، فكثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة الإيطالية ليست على دراية كافية بحجم الفرص الواسعة المتاحة في السعودية، وما نحتاج إليه بشدة هو تحسين التواصل وزيادة الوعي».

وشدّد المنجد على ضرورة إطلاق مبادرات أكثر استهدافاً، مثل الجولات الترويجية في إيطاليا، ومنصات لقاءات ثنائية متخصصة حسب القطاعات، وتيسير الوصول إلى المعلومات باللغة الإيطالية، مؤكداً أن مجلس الأعمال السعودي الإيطالي ملتزم ببناء هذه الجسور.