إرهاصات «حرب التجارة» تخيّم مجدداً على الأفق العالمي

بكين تفرض عقوبات على شركات أميركية وتخطط لاستهداف السيارات

عمال في أحد مصانع البطاريات شرق الصين (أ.ف.ب)
عمال في أحد مصانع البطاريات شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

إرهاصات «حرب التجارة» تخيّم مجدداً على الأفق العالمي

عمال في أحد مصانع البطاريات شرق الصين (أ.ف.ب)
عمال في أحد مصانع البطاريات شرق الصين (أ.ف.ب)

عادت ذكريات الحرب التجارية التي انطلقت في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لتخيّم على الأجواء العالمية، بعدما فرض الرئيس الحالي جو بايدن رسوماً جمركية مضاعفة على سلع صينية، وقيادة وزيرة الخزانة جانيت يلين لحملة تهدف إلى توحيد مجموعة السبع ضد الفائض الصناعي الصيني.

وفي إطار رد بكين على الإجراءات والتوجهات الأخيرة، أعلنت الأربعاء فرض عقوبات على 12 شركة أميركية عاملة في مجال الدفاع ومديرين تنفيذيين بسبب سياسة «الإكراه الاقتصادي» التي تعتمدها واشنطن حيال شركات صينية، وبيعها أسلحة لتايوان. ومن بين هذه الشركات، «لوكهيد مارتن» و«رايثيون»، فضلاً عن عشرة كوادر.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان: «فرضت الولايات المتحدة بشكل عشوائي عقوبات غير قانونية وأحادية الجانب على عدد من الكيانات الصينية... في حين تواصل بيع أسلحة لمنطقة تايوان»، معلنة «إجراءات مضادة» من جانب بكين.

وبالتزامن، ألمحت بكين أيضاً إلى أنها على استعداد لفرض رسوم تصل إلى 25 في المائة على واردات السيارات ذات المحركات الكبيرة، وذلك في ظل تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن غرفة التجارة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي قالت في بيان نشر على منصة «إكس» إن «مصادر مطلعة» أبلغتها بالخطوة المحتملة. وأضافت أن الرسوم سوف تؤثر على مصنّعي السيارات الأوروبيين والأميركيين، كما سيكون لها تأثير «كبير» على العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.

وكان البيت الأبيض قد أعلن في 14 مايو (أيار) الحالي عن رفع الرسوم. وقال مكتب الممثل التجاري الأميركي يوم الأربعاء إن بعض الزيادات الحادة في الرسوم الجمركية على مجموعة من الواردات الصينية، بما في ذلك بطاريات السيارات الكهربائية ورقائق الكمبيوتر والمنتجات الطبية ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس (آب)، بعد تعليق استمر 30 يوماً.

وسيحتفظ الرئيس جو بايدن بالتعريفات الجمركية التي وضعها سلفه الجمهوري دونالد ترمب مع زيادة التعريفات الأخرى، بما في ذلك زيادة رسوم المركبات الكهربائية أربع مرات إلى أكثر من 100 في المائة، ومضاعفة الرسوم الجمركية على تعريفات أشباه الموصلات إلى 50 في المائة.

وقال البيت الأبيض إن الإجراءات الجديدة تؤثر على 18 مليار دولار من البضائع الصينية المستوردة، بما في ذلك الصلب والألمنيوم وأشباه الموصلات والسيارات الكهربائية والمعادن المهمة والخلايا الشمسية والرافعات. وعلى الرغم من أن بند السيارات الكهربائية يحتل العناوين الرئيسية، فإنه قد يكون له تأثير سياسي أكثر منه عملي في الولايات المتحدة، التي تستورد عدداً قليلاً جداً من السيارات الكهربائية الصينية.

واستوردت الولايات المتحدة بضائع بقيمة 427 مليار دولار من الصين في عام 2023 وصدرت 148 مليار دولار إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وفقاً لمكتب الإحصاء الأميركي، وهي فجوة تجارية استمرت عقوداً وأصبحت موضوعاً أكثر حساسية في واشنطن من أي وقت مضى.

وقالت الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي إن الرسوم الجمركية المعدلة لها ما يبررها؛ لأن الصين تسرق الملكية الفكرية الأميركية. لكن تاي أوصت أيضاً بإعفاءات جمركية لمئات الفئات من الآلات الصناعية المستوردة من الصين، بما في ذلك معدات تصنيع منتجات الطاقة الشمسية.

وفي المقابل، نددت الصين بالخطة، وتعهدت باتخاذ «إجراءات حازمة» لحماية مصالحها... وقالت إن الإجراءات الجمركية تأتي بنتائج عكسية وتلحق ضرراً بالاقتصاد الأميركي والعالمي.


مقالات ذات صلة

البنك الدولي: السعودية الأعلى نمواً في الخليج العام المقبل

الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

البنك الدولي: السعودية الأعلى نمواً في الخليج العام المقبل

أعرب البنك الدولي عن توقعه تسارع نمو اقتصادات دول الخليج إلى 4.2 في المائة في 2025 و2026، وأن تتصدر السعودية النمو في المنطقة العام المقبل لتسجل 4.8 في المائة.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد القنصل الباكستاني في صورة جماعية مع عدد من الشخصيات (الشرق الأوسط)

انطلاق الدورة الثانية من ملتقى فرص الاستثمار والمعرض الذكي بجدة

انطلقت في جدة (غرب السعودية) الدورة الثانية لملتقى فرص الاستثمار والمعرض الذكي الذي تنظمه جمعية «صناعة المعارض» الباكستانية.

سعيد الأبيض (جدة)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

البنك الدولي: السعودية الأعلى نمواً بين دول الخليج في 2025

توقع البنك الدولي تسارع نمو اقتصادات دول الخليج إلى 4.2 % في 2025 و2026 بقيادة القطاع غير النفطي وأن تتصدر السعودية النمو المتوقع العام المقبل

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد جانب من التصاميم والتصورات المستقبلية لاستاد الملك سلمان ومرافقه الرياضية أحد أكبر الملاعب الرياضية عالمياً (الهيئة الملكية لمدينة الرياض)

بطولة كأس العالم 2034 تحقق أهداف السعودية لخلق اقتصاد متنوع ومستدام

تتجه الأنظار نحو السعودية التي تقف على أعتاب حدث رياضي دولي سيشكل تحولاً اقتصادياً كبيراً في البلاد، وهو يحقق أهدافها في خلق اقتصاد متنوع ومستدام.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي بالرياض (الشرق الأوسط)

البنك الدولي: القطاعات غير النفطية تقود النمو القوي في دول الخليج

توقع البنك الدولي أن تتحسن الآفاق الاقتصادية لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي على المدى المتوسط، مع نمو يقدر بنحو 4.2 في المائة في الفترة 2025-2026.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

النفط يرتفع بفضل بيانات صينية متفائلة وهدنة هشَّة بين إسرائيل ولبنان

مضخات الرفع تعمل في حقل بالقرب من لوفينغتون بنيو مكسيكو (أ.ب)
مضخات الرفع تعمل في حقل بالقرب من لوفينغتون بنيو مكسيكو (أ.ب)
TT

النفط يرتفع بفضل بيانات صينية متفائلة وهدنة هشَّة بين إسرائيل ولبنان

مضخات الرفع تعمل في حقل بالقرب من لوفينغتون بنيو مكسيكو (أ.ب)
مضخات الرفع تعمل في حقل بالقرب من لوفينغتون بنيو مكسيكو (أ.ب)

ارتفعت أسعار النفط يوم الاثنين بدعم من نشاط المصانع المتفائل في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم ومع استئناف إسرائيل هجماتها على لبنان على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار مما أجج التوترات في الشرق الأوسط.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت ثمانية سنتات أو 0.1 في المائة إلى 71.92 دولار للبرميل بحلول الساعة 01:07 بتوقيت غرينتش، في حين بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 68.09 دولار للبرميل بزيادة تسعة سنتات أو 0.1 في المائة.

وارتفعت الأسعار بعد أن أظهر مسح رسمي أن نشاط المصانع في الصين توسع بشكل متواضع للشهر الثاني على التوالي في نوفمبر (تشرين الثاني)، مما يشير إلى أن موجة من التحفيز بدأت أخيراً في الظهور بينما يكثف دونالد ترمب تهديداته التجارية.

وقال توني سيكامور محلل السوق لدى «آي جي»، ومقرها سيدني: «البيانات الصينية تساعد، لكنني أعتقد أنها تأتي أيضاً بسبب المخاوف من أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان قد لا يصمد».

دخلت الهدنة بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ يوم الأربعاء لكن الجانبين اتهم كل منهما الآخر بخرق وقف إطلاق النار.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان إن عدة أشخاص أصيبوا في ضربتين إسرائيليتين في جنوب لبنان. كما تكثفت الضربات الجوية في سوريا، حيث تعهد الرئيس بشار الأسد بسحق المتمردين الذين اجتاحوا مدينة حلب. وفي الأسبوع الماضي، سجل كلا المعيارين انخفاضاً أسبوعياً بأكثر من 3 في المائة، مع تخفيف المخاوف بشأن مخاطر العرض من الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» وتوقعات فائض المعروض في عام 2025 حتى مع توقع تمديد «أوبك بلس» لتخفيضات الإنتاج.

وأجّلت منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفاؤها، المعروفة باسم «أوبك بلس»، اجتماعها إلى الخامس من ديسمبر وتناقش تأجيل زيادة إنتاج النفط المقرر أن تبدأ في يناير (كانون الثاني)، حسبما قالت مصادر «أوبك بلس» لـ«رويترز» الأسبوع الماضي.

ومن المنتظر أن يقرر الاجتماع هذا الأسبوع السياسة للأشهر الأولى من عام 2025.

وقال سيكامور: «إن تمديد تخفيضات الإنتاج من شأنه أن يسمح لـ(أوبك بلس) بمزيد من الوقت لتقييم تأثير إعلانات سياسة ترمب فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية والطاقة، وكذلك لمعرفة رد فعل الصين».

من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 74.53 دولاراً للبرميل في عام 2025، حيث إن الضعف الاقتصادي في الصين يلقي بظلاله على صورة الطلب، كما أن وفرة الإمدادات العالمية تفوق الدعم من التأجيل المتوقع لرفع الإنتاج المخطط له من قبل «أوبك بلس»، حسبما أظهر استطلاع شهري أجرته «رويترز» لأسعار النفط يوم الجمعة. وهذا هو التعديل السابع على التوالي بالخفض في إجماع عام 2025 للمعيار العالمي، والذي بلغ متوسطه 80 دولاراً للبرميل حتى الآن في عام 2024.