«الاستثمارات العامة» وقطاع الطيران... محاور لتعزيز قطاع واعد محلياً وعالمياً

استراتيجية متكاملة لإطلاق قدرات المجال وتأسيس منظومة شاملة

يتوقع أن تساهم شركة «طيران الرياض» في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للسعودية بقيمة 20 مليار دولار (الشرق الأوسط)
يتوقع أن تساهم شركة «طيران الرياض» في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للسعودية بقيمة 20 مليار دولار (الشرق الأوسط)
TT

«الاستثمارات العامة» وقطاع الطيران... محاور لتعزيز قطاع واعد محلياً وعالمياً

يتوقع أن تساهم شركة «طيران الرياض» في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للسعودية بقيمة 20 مليار دولار (الشرق الأوسط)
يتوقع أن تساهم شركة «طيران الرياض» في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للسعودية بقيمة 20 مليار دولار (الشرق الأوسط)

في وقت تستضيف العاصمة السعودية أكثر من 5 آلاف من خبراء وقادة قطاع الطيران العالميين ضمن فعاليات النسخة الثالثة من مؤتمر «مستقبل الطيران» لاستكشاف مستقبل القطاع وتعزيز تمكينه وضمان نموه واستدامته، تعمل السعودية في إطار «رؤية 2030» على الاستفادة من الفرص الاقتصادية المتاحة في قطاع النقل الجوي، الذي يسهم عالمياً بـ2.7 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي ويوفر فرص عمل تصل إلى 65 مليوناً حول العالم، وفقاً لتقرير مجموعة عمل النقل الجوي (آتاغ) «ATAG».

مؤشرات نمو قطاع الطيران

ويأتي هذا التوجه مواكباً لمؤشرات النمو المتزايدة التي سجلها قطاع الطيران خلال العامين الماضيين، وما تتطلبه الزيادة في الأنشطة الاقتصادية والسياحية في السعودية من تعزيز وتوسعة خدمات وخطوط السفر والشحن الجوي للاستفادة من موقع المملكة وقدراتها الاقتصادية، خاصة أن منطقة الشرق الأوسط ستكون في مقدمة المناطق التي ستشهد أكبر توسّع للأساطيل الجوية. إذ تتوقع شركة «بوينغ» تسليم 3025 طائرة تجارية جديدة في الشرق الأوسط حتى عام 2042، 48 في المائة منها ذات ممر واحد (صغيرة البدن).

وتعمل السعودية، عبر منظومة متكاملة من المشاريع والمبادرات تشمل خدمات السفر الجوي الاعتيادي، والشحن الجوي، وخدمات رجال الأعمال، والطائرات الخاصة المستأجرة، وطيران الشركات الخاصة ودعم ملاك الطائرات والمستثمرين والمشغلين ومقدمي الخدمات، على تعزيز نمو قطاع الطيران، مستهدفة ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للطيران والخدمات اللوجيستية؛ لتصبح وجهة سياحية رائدة على مستوى العالم، وجسراً يربط بين الشرق والغرب. كما تهدف لزيادة الربط الجوي إلى 250 وجهة ومضاعفة أعداد المسافرين لتصل إلى 330 مليون مسافر بحلول عام 2030.

«الاستثمارات العامة» نحو تحقيق المستهدفات

ويُعتبر صندوق الاستثمارات العامة - الصندوق السيادي السعودي - بين أبرز المساهمين في تحقيق مستهدفات المملكة لقطاع الطيران بقوة وفاعلية عبر استراتيجية استثمارية متكاملة تقوم على محورين رئيسيين، يتمثل الأول في إطلاق قدرات القطاع من خلال مجموعة من المشاريع الكبرى التي تعزز مكانة البلاد في القطاع، والثاني في بناء منظومة الأعمال المتكاملة وسلاسل التوريد الخدمية المحيطة بالقطاع.

وبحسب تقرير صادر عن «صندوق الاستثمارات العامة»، أسس الصندوق شركة «طيران الرياض» كناقل جوي وطني جديد للبلاد، بهدف الاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة بين القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا، لتكون الرياض بوابة إلى العالم ووجهة عالمية للنقل والتجارة والسياحة.

وكانت «طيران الرياض» أعلنت عن صفقة لطلب 72 طائرة بوينغ دريملاينر من طراز 787 - 9. وتستعد حالياً لتوسيع طلباتها عبر صفقة لشراء عدد «كبير» من الطائرات ضيقة البدن في الأسابيع المقبلة.

ومن المتوقع أن تساهم «طيران الرياض» في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة بقيمة تصل إلى 75 مليار ريال (20 مليار دولار) واستحداث أكثر من 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

تعزيز المنظومة

ولتعزيز منظومة الأعمال المتكاملة وسلاسل التوريد الخدمية المحيطة بالقطاع، أطلق الصندوق مجموعة من الشركات والمشاريع من أهمها شركة «سامي» للمواد المركبة المحدودة، حيث ستُنتج الأجزاء للتركيبات الفرعية الهيكلية الخاصة بالطائرات؛ وشركة «أفيليس» التي تعمل من خلال 4 أنشطة، أولها تمويل خطوط الطيران عبر شراء طائراتها وإعادة تأجيرها، وثانيها عبر الاستحواذ على طائرات من شركات التأجير الأخرى مثل صفقة الشراء من شركة «أفالون»، وثالثها عبر الاستحواذ والاندماج مثل الاستحواذ على أعمال تمويل الطيران التابعة لبنك «ستاندرد تشارترد»، ورابعها عن طريق طلبات شراء الطائرات مباشرة من الشركات المصنّعة.

كما وقّع الصندوق اتفاقية للاستثمار في شركة «السعودية لهندسة الطيران»، إحدى الشركات التابعة لـ«مجموعة السعودية» بهدف تعزيز قدرات المملكة في مجال تصنيع وصيانة الطائرات.

ولضمان الاستفادة من فرص نمو قطاعي الطيران والسياحة، أطلق الصندوق مشروع تطوير مطار الملك سلمان الدولي في الرياض ليكون الأكبر في العالم من حيث عدد الركاب (150 مليون مسافر في العام)، إلى جانب 3.5 مليون طن من البضائع التي ستمر عبر المطار بحلول عام 2050. ويتوقع أن يساهم المشروع بنحو 27 مليار ريال سنوياً في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، وأن يستحدث 103 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

توطين المعرفة

عبر هذه المنظومة الواسعة من الاستثمارات، يركز «صندوق الاستثمارات العامة» على توطين المعرفة وتعزيز كفاءة الكوادر السعودية وخلق مزيد من فرص العمل للشباب السعودي، لضمان استدامة تطور ونمو القطاع.

وتلتزم هذه المنظومة الاستثمارية التي يقودها الصندوق بتطبيق أعلى معايير الاستدامة والمحافظة على البيئة، من خلال توظيف التقنيات الحديثة، وخفض الأثر البيئي للعمليات، والاستعانة بأفضل الموارد بأقل تكلفة ممكنة، بما يعزز سوق السفر الجوي في السعودية بوتيرة غير مسبوقة.


مقالات ذات صلة

المجال الجوي للنمسا من دون مراقبة عسكرية بسبب إجازات المراقبين

أوروبا إحدى مراقبات الحركة الجوية لدى شركة «أوسترو كونترول» (صفحة الشركة عبر «فيسبوك»)

المجال الجوي للنمسا من دون مراقبة عسكرية بسبب إجازات المراقبين

خلا المجال الجوي للنمسا من المراقبة العسكرية خلال العطلة الأسبوعية الحالية؛ نظراً لأن مراقبي الحركة الجوية التابعين للجيش النمساوي اضطروا إلى أخذ إجازة.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد آل خليفة خلال جولته في معرض البحرين الدولي للطيران (بنا)

وزير المواصلات لـ«الشرق الأوسط»: البحرين تتجه للاستثمار في الطائرات الكهربائية

تتخذ البحرين خطوات مستمرة للاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، والاعتماد على الحلول البيئية المستدامة؛ مثل الطائرات الكهربائية والطاقة المتجددة في تشغيل المطارات.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد تستمر أعمال معرض البحرين الدولي للطيران حتى الجمعة (الموقع الرسمي)

شركات طيران: المنطقة بحاجة إلى السلام والهدوء

على هامش معرض البحرين الدولي للطيران، أجرت «الشرق الأوسط» مقابلات مع عدد من مسؤولي شركات الطيران الذين شددوا على حاجة المنطقة إلى السلام.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد الأمير سلمان بن حمد مع أطقم الصقور السعودية المشاركة (الموقع الرسمي للمعرض)

ارتفاع نسبة المشاركة بأكثر من 30 % في معرض البحرين الدولي للطيران

افتتح ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد، معرض البحرين الدولي للطيران 2024 بقاعدة الصخير الجوية، وسط حضور إقليمي ودولي واسع لشركات الطيران، وصناع القرار.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال افتتاح النسخة السابقة للمعرض (الموقع الرسمي)

معرض البحرين الدولي للطيران 2024 نحو تطوير الشراكات ودفع الابتكار

تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ينطلق الأربعاء معرض البحرين الدولي للطيران 2024، بمشاركة كبريات شركات الطيران والدفاع والفضاء العالمية.

عبد الهادي حبتور (المنامة)

كازاخستان تخفض إنتاجها النفطي وتؤكد أهمية التزامات «أوبك بلس» لاستقرار السوق

وزير الطاقة الكازاخستاني ألماسادام ساتكالييف يحضر اجتماعاً حكومياً في أستانا (رويترز)
وزير الطاقة الكازاخستاني ألماسادام ساتكالييف يحضر اجتماعاً حكومياً في أستانا (رويترز)
TT

كازاخستان تخفض إنتاجها النفطي وتؤكد أهمية التزامات «أوبك بلس» لاستقرار السوق

وزير الطاقة الكازاخستاني ألماسادام ساتكالييف يحضر اجتماعاً حكومياً في أستانا (رويترز)
وزير الطاقة الكازاخستاني ألماسادام ساتكالييف يحضر اجتماعاً حكومياً في أستانا (رويترز)

تخطط كازاخستان لإنتاج 88.4 مليون طن من النفط في عام 2024 بدلاً من 90.3 مليون طن المعلن عنها سابقاً، حسبما قال وزير الطاقة الكازاخستاني ألماسادام ساتكالييف.

وقال ساتكالييف في مجلس النواب في البرلمان يوم الاثنين إن إنتاج النفط في البلاد بلغ 73.5 مليون طن في الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، بحسب وكالة «إنترفاكس».

وأوضح أن الإنتاج سيكون أقل مما هو مخطط له بسبب الإصلاحات في حقلي تنجيز وكاشاغان، بالإضافة إلى التزامات كازاخستان بموجب اتفاقية «أوبك بلس».

وأشار إلى أن التزام كازاخستان بإنتاج «أوبك بلس» لعام 2024 محدد بـ1.468 مليون برميل يومياً. وقال: «الوفاء ببنود الاتفاقية ضروري للحفاظ على الاستقرار في سوق النفط العالمية».

وأوضح أن عمليات الإغلاق غير المجدولة في حقل كراتشاجاناك والقيود المفروضة على استهلاك الغاز في محطة معالجة الغاز في أورينبورغ ساهمت أيضاً في انخفاض الإنتاج.

ولفت إلى أن كازاخستان تدرس شحن جزء كبير من صادراتها النفطية عبر خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان على المدى المتوسط.

ومن شأن مثل هذه الخطوة أن تجعل أستانا أقل اعتماداً على روسيا التي تنقل حالياً الحصة الكبرى من الصادرات الكازاخستانية، وفق «رويترز».

وقال ساتكالييف إن الدولة الواقعة في آسيا الوسطى يمكن أن تزيد شحنات النفط الخام من 1.5 مليون طن متري سنوياً إلى ما يصل إلى 20 مليون طن متري سنوياً مع زيادة إنتاجها من النفط الخام، لكنه لم يقدم إطاراً زمنياً محدداً.

وقال: «هناك اهتمام بتطوير وزيادة حجم شحنات النفط الكازاخستاني تدريجياً في هذا الاتجاه من جانبنا ومن جانب الشركاء الأذربيجانيين». وقال إن كازاخستان ستصدّر 68.8 مليون طن من النفط هذا العام، بما في ذلك 55.4 مليون طن عبر اتحاد أنابيب بحر قزوين، و8.6 مليون طن عبر خط أنابيب أتيراو-سامارا، و3.6 مليون طن عبر بحر قزوين و1.1 مليون طن عبر خط أنابيب إلى الصين. واعتباراً من عام 2026، تتوقع كازاخستان إنتاج أكثر من 100 مليون طن من النفط سنوياً.