الصين تشهد أعلى وتيرة تخارج لرأس المال منذ 2016

«غولدمان ساكس» توقع تمكّن بكين من السيطرة على ضغوط اليوان

أوراق نقدية من فئة 100 يوان صيني (د.ب.أ)
أوراق نقدية من فئة 100 يوان صيني (د.ب.أ)
TT

الصين تشهد أعلى وتيرة تخارج لرأس المال منذ 2016

أوراق نقدية من فئة 100 يوان صيني (د.ب.أ)
أوراق نقدية من فئة 100 يوان صيني (د.ب.أ)

تفاقمت تدفقات رأس المال إلى الخارج في الصين في أبريل (نيسان) الماضي، مما يسلط الضوء على الرياح المعاكسة لليوان وسط ضعف الاقتصاد المحلي والشكوك بشأن مسار سعر الفائدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وبالتزامن، أظهرت بيانات وزارة المالية الصينية يوم الاثنين انكماش الإيرادات المالية في الصين 2.7 في المائة في الأشهر الأربعة الأولى من 2024 مقارنة بها قبل عام، ليواصل تراجعاً نسبته 2.3 في المائة في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى مارس (آذار). وارتفع الإنفاق المالي بنسبة 3.5 في المائة في الأشهر الأربعة الأولى، مقابل زيادة بنسبة 2.9 في المائة في الربع الأول.

وأظهرت بيانات رسمية صدرت يوم الجمعة أن الشركات المحلية اشترت أكبر كمية من النقد الأجنبي من البنوك منذ عام 2016 في أبريل، في حين أحجم المصدرون عن تحويل الدولار، واقتنص السكان العملات الأجنبية للسفر إلى الخارج، بحسب تقرير لوكالة «بلومبرغ».

وتشير هذه العوامل إلى وجهة نظر حذرة بشأن اليوان، حيث إن سعر الفائدة المنخفض نسبياً في الصين مقابل الولايات المتحدة يزيد من جاذبية الدولار. وبينما تدخل بنك الشعب الصيني لإبقاء تحركات اليوان في نطاق ضيق، فإن عدم اليقين بشأن توقيت ومدى تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية هذا العام يجعل مهمة البنك المركزي الصيني أكثر صعوبة.

وكتب الاقتصاديون والاستراتيجيون في «غولدمان ساكس» في مذكرة: «نتوقع أن يحافظ صناع السياسات على رقابة مشددة لدرء توقعات الانخفاض، من خلال تثبيت قوي لليوان وإدارة السيولة في الخارج، بالنظر إلى ضغوط تدفق رأس المال المرتفعة».

وباعت البنوك الصينية صافي 36.7 مليار دولار من النقد الأجنبي لعملائها الشهر الماضي، وهو أكبر رقم منذ ديسمبر (كانون الأول) 2016، وفقاً للبيانات الصادرة عن إدارة الدولة للنقد الأجنبي.

وفضل المستثمرون أصول النقد الأجنبي في إطار حساب رأس المال في أبريل، وهي علامة على أنهم أكثر تفاؤلاً بشأن الأوراق المالية غير المقومة باليوان. ولم يكن الحساب الجاري أيضاً داعماً لليوان، إذ أظهر صافي شراء للعملات الأجنبية، وهو أمر نادر الحدوث لأن الصين تتمتع منذ فترة طويلة بفائض من صادراتها.

وقال دان وانغ، كبير الاقتصاديين في بنك هانغ سينغ الصيني المحدود: «المصدرون لديهم ميل أكبر للاحتفاظ بالعملة الأجنبية بدلاً من اليوان، نظراً لضعف توقعات النمو الاقتصادي في الصين، واستمرار تدفق رأس المال إلى الخارج».

وحولت البنوك الصينية ما قيمته 29.5 مليار دولار من الأموال إلى الخارج نيابة عن العملاء للاستثمار المباشر، وهو رقم قياسي. ويشمل هذا الإجراء كلاً من الاستثمار الأجنبي في الصين واستثمارات الصين الخارجية في الخارج.

وأوضح جيرارد ديبيبو، محلل «بلومبرغ» في مذكرة، أن «انهيار تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين قد يكون انعكاساً لأسعار الفائدة المرتفعة نسبياً في الولايات المتحدة أكثر من انعكاسه لفقدان الشركات الأجنبية اهتمامها بالصين». وأشار إلى أن الشركات غير المقيمة - بما في ذلك الشركات الصينية التي لها مكاتب في هونغ كونغ - ربما تكون قد نقلت أموالها إلى الخارج الأسبوع الماضي للاستفادة من العوائد المرتفعة.


مقالات ذات صلة

انتقادات لاذعة في دمشق لقرار «شيكات» المائة دولار

المشرق العربي صورة نشرتها «الخطوط الجوية السورية» في «فيسبوك» لمسافرين بمطار دمشق

انتقادات لاذعة في دمشق لقرار «شيكات» المائة دولار

أثار قرار الحكومة السورية بأن يحصل المواطن العائد عبر مطار دمشق الدولي على «شيك» ورقي بقيمة 100 دولار ملزم بتصريفها قبل دخوله إلى البلاد بانتقادات عارمة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الاقتصاد عاملة في أحد خطوط إنتاج الكابلات الكهربائية للسيارات بشرق الصين (أ.ف.ب)

نشاط التصنيع بالصين في أدنى مستوياته منذ 6 أشهر

هبط نشاط التصنيع في الصين إلى أدنى مستوى في ستة أشهر في أغسطس مع تراجع أسعار المصانع وصعوبة حصول أصحاب المصانع على الطلبات.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مخازن وأنابيب نفطية ضمن خط دروجبا في دولة التشيك (رويترز)

أوكرانيا تهدد بوقف مرور صادرات الطاقة الروسية إلى أوروبا

قال مسؤول أوكراني إن بلاده ستوقف شحن النفط والغاز الروسيين من خلال خطوط أنابيبها إلى الاتحاد الأوروبي في نهاية هذا العام.

«الشرق الأوسط» (كييف)
المشرق العربي من اجتماع سابق بين رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ووفد من جمعية المصارف (الوكالة الوطنية)

مقاربة حكومية لبنانية تمدّد أزمة الودائع المصرفية لـ20 عاماً

تكشف التسريبات المتوالية لمضمون الخطة الحكومية لإصلاح المصارف في لبنان، أن أزمة المودعين ستظل مقيمة لأمد يزيد على عِقد كامل لبعض الحسابات وعشرين عاماً لأخرى...

علي زين الدين (بيروت)
الاقتصاد سيدتان تمران أمام مقر بنك الشعب الصيني المركزي وسط العاصمة بكين (رويترز)

«المركزي» الصيني يكشف أول عملية شراء سندات بقيمة 14 مليار دولار

قال البنك المركزي الصيني يوم الجمعة إنه اشترى سندات حكومية صافية بقيمة 100 مليار يوان في أغسطس.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«بنك التنمية الجديد» لتعزيز الجهود في دول «البريكس»

شعار «بنك التنمية الجديد» (رويترز)
شعار «بنك التنمية الجديد» (رويترز)
TT

«بنك التنمية الجديد» لتعزيز الجهود في دول «البريكس»

شعار «بنك التنمية الجديد» (رويترز)
شعار «بنك التنمية الجديد» (رويترز)

أقر «بنك التنمية الجديد» آلية جديدة لتعزيز جهود التنمية في دول «البريكس»، خلال اجتماع عقدته الدول الأعضاء، السبت، في كيب تاون بجنوب أفريقيا.

وأنشأت الدول المؤسسة لمجموعة «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) «بنك التنمية الجديد». وضمّت مجموعة «بريكس» السعودية والإمارات ومصر وإيران والأرجنتين وإثيوبيا إلى عضويتها بدءاً من الأول من يناير (كانون الثاني) 2024.

ولم يتم الكشف عن بنود الآلية الجديدة، لكن من المقرر أن تظهر ملامحها خلال فعاليات الاجتماع الحالي.

وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، محافظ مصر لدى «بنك التنمية الجديد»، رانيا المشاط، أهمية سد الفجوات التمويلية التي تواجه جهود تحقيق التنمية، من خلال التمويل المختلط الذي يجمع بين الاستثمارات الحكومية، والتمويلات الأخرى المتاحة من مختلف الأطراف ذات الصلة.

وأوضحت المشاط، في الجلسة النقاشية لمحافظي «بنك التنمية الجديد»، حول «فتح آفاق التمويل من أجل التنمية المستدامة في الأسواق الناشئة والدول النامية»، أنه «في ظل انخفاض نسب التمويل المختلط، فإن التكامل بين بنوك التنمية متعددة الأطراف، والحكومات، يُعد أمراً بالغ الأهمية للدفع قدماً بجهود التنمية».

وأضافت المشاط، أن الحكومات يجب أن تكون واضحة بشأن أولوياتها، وأيضًا على مستوى حجم الاستثمارات الحكومية التي ستتيحها، وتعظيم مبدأ ملكية الدولة، من أجل تحديد الاحتياجات الفعلية من بنوك التنمية متعددة الأطراف، وتشجيع الاستثمارات الخاصة، مؤكدة أن توضيح الأولويات في خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول المختلفة يعزّز من فاعلية التعاون مع بنوك التنمية متعددة الأطراف، ويحفّز جذب استثمارات القطاع الخاص.

جاء ذلك، وفق بيان صحافي، خلال مشاركة الوزيرة في الاجتماع السنوي التاسع لمجلس محافظي البنك، المنعقد تحت عنوان «الاستثمار في مستقبل مستدام» خلال المدة من 28 - 31 أغسطس (آب) 2024 بمدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا.

وألقى الكلمة الافتتاحية للجلسة رئيسة «بنك التنمية الجديد» ديلما روسيف، ورئيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية جين لي تشون، ورئيسة منظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونجو إيويالا، ومحافظو دول البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا، وبنغلاديش، والإمارات العربية المتحدة، لدى البنك.

وفي كلمتها أوضحت المشاط، أن «تعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص وإفساح المجال للقطاع الخاص يُعدّ أحد المحاور الأساسية لتشجيع الاستثمارات، ومن أجل تحقيق ذلك يجب أن تتحمّل الدولة تكلفة، وتتيح جزءاً من موازنتها الاستثمارية لتنفيذ المشروعات ذات الأولوية».

وفي سياق متصل، شددت الوزيرة على أن «التعاون بين دول الجنوب العالمي وزيادة جهود تبادل الخبرات والممارسات التنموية، يُعدان عنصرين حاسمين للاستفادة من التجارب الناجحة التي تساعد الدول النامية على تجاوز تحدياتها».

ثم انتقلت إلى الحديث حول الترابط الكبير بين جهود التنمية والعمل المناخي، وأنه «لا يمكن تجاهل هذا الترابط في أثناء السعي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، ولذلك فقد أطلقت مصر المنصة الوطنية لبرنامج (نُوَفّي)، التي تتضمّن مشروعات ذات أولوية في مجالي التخفيف والتكيف بقطاعات المياه والغذاء والطاقة».

وأشارت الوزيرة إلى «أهمية التكامل بين التمويل الحكومي وما تقدمه بنوك التنمية متعددة الأطراف أو الشراكات الثنائية، بهدف خفض التكاليف إلى أدنى حد ممكن»، موضحة أن «أحد التحديات الكبرى التي نواجهها هو أن التمويل المطلوب للتنمية والعمل المناخي سيستمر في الزيادة مع مرور السنوات، وعلى الرغم من أن التمويلات التنموية تؤدي دوراً حيوياً في تلك القضية، فإنها لا تستطيع سد الفجوة المتنامية باستمرار، لذا يتعيّن على الدول النامية والناشئة اتخاذ نهج متعدد الأوجه لحشد التمويل للتنمية المستدامة».