صندوق النقد يتوقع تباطؤ اقتصاد اليابان واستمرار رفع الفائدة

قال إن الانتعاش لا يزال متفاوتاً

شعار صندوق النقد الدولي على مقرّه في واشنطن (أ.ف.ب)
شعار صندوق النقد الدولي على مقرّه في واشنطن (أ.ف.ب)
TT

صندوق النقد يتوقع تباطؤ اقتصاد اليابان واستمرار رفع الفائدة

شعار صندوق النقد الدولي على مقرّه في واشنطن (أ.ف.ب)
شعار صندوق النقد الدولي على مقرّه في واشنطن (أ.ف.ب)

توقع صندوق النقد الدولي تباطؤ نمو اقتصاد اليابان إلى 0.9 في المائة خلال 2024، من 1.9 في المائة العام الماضي، مع ارتفاع الاستهلاك في النصف الثاني من العام الحالي؛ بسبب ارتفاع الأجور وتراجع التضخم في البلاد. كما أوضح الصندوق أن التزام اليابان بالسماح للين بالتحرك بمرونة سيتيح لبنك اليابان التركيز على تحقيق استقرار الأسعار.

وأوضح الصندوق في تقريره أن الاقتصاد الياباني استمر في النمو بعد الوباء، مع زيادات واسعة النطاق في الأسعار بعد ثلاثة عقود من التضخم المنخفض. إلا أنه رغم توقع أن تكون فجوة الإنتاج قد أغلقت، ومع ذلك، فإن الانتعاش لا يزال متفاوتاً. وفي حين ارتفعت صادرات السلع والخدمات فوق ذروة ما قبل الجائحة، فإن الاستهلاك الخاص والاستثمار لا يزالان عند مستويات منخفضة.

وأفاد الصندوق بأنه من المتوقع أن يستمر النمو، مع ارتفاع الاستهلاك في وقت لاحق من هذا العام. ومن المتوقع أن يتباطأ النمو إلى 0.9 في المائة في عام 2024، بسبب تلاشي العوامل غير المتكررة التي تدعم النمو في عام 2023، بما في ذلك ارتفاع السياحة. ومن المتوقع أن يتراجع التضخم الأساسي تدريجياً مع انحسار تأثير ارتفاع أسعار الواردات، لكنه من المتوقع أن يظل أعلى من هدف 2 في المائة حتى النصف الثاني من عام 2025.

ومن المتوقع أن يظل العجز المالي الأولي مرتفعاً عند 6.4 في المائة في عام 2024؛ مما يعكس الركود الاقتصادي. ومن المتوقع أن يرتفع فائض الحساب الجاري قليلاً إلى 3.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي مدعوماً بالصادرات. وستظل شيخوخة السكان وانخفاض عددهم تشكل تحدياً كبيراً للاقتصاد الكلي على المدى المتوسط إلى الطويل.

ويشير تقرير الصندوق إلى أن المخاطر التي تهدد النمو والتضخم متوازنة بشكل عام. وبالنسبة للنمو، تشمل مخاطر الجانب السلبي تباطؤ الاقتصاد العالمي، وتفاقم التجزئة الجغرافية الاقتصادية، وزيادة تقلب أسعار المواد الغذائية والطاقة. وعلى الجانب المحلي، تتمثل المخاطر السلبية الرئيسية في ضعف الاستهلاك المرتبط بالنمو السلبي للأجور الحقيقية، والنقص الحاد في العمالة الذي قد يقيد النشاط، والعودة إلى بيئة خالية من التضخم.

وعلى الجانب الإيجابي، فإن التعافي الإضافي للسياحة الوافدة وقوة الاقتصاد العالمي يمكن أن يدعما النمو. بالنسبة للتضخم، تنبع المخاطر الصعودية من توقعات التضخم ذات النظرة الرجعية والأجور القوية بشكل كبير عن المتوقع بعد مفاوضات الأجور في الربيع. ويمكن أن تأتي مخاطر الجانب السلبي من انخفاض أسرع في أسعار السلع والواردات العالمية.

وشدد المديرون التنفيذيون على ضرورة ضبط أوضاع المالية العامة من أجل إعادة بناء هوامش الأمان المالية وضمان القدرة على تحمل الديون، وذلك بدعم من تدابير الإيرادات والنفقات. وفي هذا السياق، أكدوا أن أي إنفاق جديد يجب أن يقابله ارتفاع الإيرادات أو المدخرات في أماكن أخرى من الميزانية؛ نظراً لسد فجوة الناتج وارتفاع نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي، وأن ضبط الأوضاع المالية الداعمة للنمو يجب أن يكون مدعوماً بسياسات معززة ومتوازنة، وإطار مالي أكثر انضباطاً على المدى المتوسط.

واتفق المديرون على أن المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة قصيرة الأجل يجب أن تتم بوتيرة تدريجية وأن تعتمد على البيانات، في ضوء المخاطر المتوازنة على التضخم والإشارات المختلطة في البيانات الأخيرة. واتفقوا على أن شراء بنك اليابان سندات الحكومة اليابانية سيساعد على تخفيف التحولات المفرطة في العائدات التي يمكن أن تقوض الاستقرار المالي الكلي خلال هذا التحول التاريخي في السياسة.

وعلى نطاق أوسع، أكد المديرون على أن استراتيجية الاتصال الواضحة والفعالة التي تستمر في التركيز على العوامل التي تقف وراء وتيرة زيادات أسعار الفائدة الأساسية ستكون أساسية. وشددوا على أن التزام اليابان طويل الأمد بنظام سعر صرف مرن سيساعد على امتصاص الصدمات ودعم تركيز السياسة النقدية على استقرار الأسعار.


مقالات ذات صلة

النفط ينخفض أكثر من 1% مع انحسار «تأثير رافائيل»

الاقتصاد منشآت نفطية خارج مدينة ساو باولو البرازيلية (رويترز)

النفط ينخفض أكثر من 1% مع انحسار «تأثير رافائيل»

تراجعت أسعار النفط يوم الجمعة مع انحسار المخاوف من تأثير الإعصار رافائيل في خليج المكسيك على البنية التحتية لإنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد صينيون يعبرون أحد الشوارع المزدحمة في ساعة الذروة الصباحية بالعاصمة بكين (إ.ب.أ)

الصين تبدأ التحفيز المالي برفع سقف الديون المحلية

بدأت الصين جولة جديدة من الدعم المالي، يوم الجمعة، لاقتصادها المتعثر بحزمة تخفف من ضغوط سداد الديون للحكومات المحلية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد رجل يمر أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

إنفاق الأسر اليابانية يتراجع للشهر الثاني على التوالي

تراجع إنفاق الأسر اليابانية في سبتمبر للشهر الثاني على التوالي، حيث أدى ارتفاع الأسعار إلى خنق شهية المستهلكين

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد الناس يتسوقون في البازار الكبير في إسطنبول (رويترز)

«المركزي التركي» يرفع توقعات التضخم ويؤكد استمرار السياسة النقدية المتشددة

رفع البنك المركزي التركي توقعاته لمعدل التضخم للعام الحالي والعام المقبل إلى 44 في المائة و21 في المائة على التوالي.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد جانب من اجتماع المجموعة التشاورية الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالرياض (ساما)

المجموعة التشاورية الإقليمية التابعة لمجلس الاستقرار المالي تجتمع في الرياض

انعقد اجتماع المجموعة التشاورية الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التابعة لمجلس الاستقرار المالي، في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الزيوت النباتية تقود ارتفاع أسعار الغذاء العالمية لأعلى مستوى في 18 شهراً

امرأة تتسوق في هايبر ماركت كارفور في مدينة المعادي بضاحية القاهرة (رويترز)
امرأة تتسوق في هايبر ماركت كارفور في مدينة المعادي بضاحية القاهرة (رويترز)
TT

الزيوت النباتية تقود ارتفاع أسعار الغذاء العالمية لأعلى مستوى في 18 شهراً

امرأة تتسوق في هايبر ماركت كارفور في مدينة المعادي بضاحية القاهرة (رويترز)
امرأة تتسوق في هايبر ماركت كارفور في مدينة المعادي بضاحية القاهرة (رويترز)

ارتفعت أسعار الغذاء العالمية في أكتوبر (تشرين الأول) إلى أعلى مستوى لها منذ 18 شهراً، حيث تصدرت الزيوت النباتية الزيادة التي لوحظت في معظم المواد الغذائية الأساسية، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة الصادرة يوم الجمعة.

وارتفع مؤشر الأسعار الذي جمعته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) لقياس أسعار السلع الغذائية المتداولة عالمياً إلى 127.4 نقطة في الشهر الماضي، بزيادة 2 في المائة عن 124.9 نقطة المعدلة في سبتمبر (أيلول)، وفق «رويترز».

وقد أدى هذا إلى زيادة بنسبة 5.5 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ أبريل (نيسان) 2023، على الرغم من أنه يظل أقل بنسبة 20.5 في المائة من الرقم القياسي الذي تم تسجيله في مارس (آذار) 2022 بعد غزو روسيا لأوكرانيا، حسبما أظهرت البيانات.

وشهدت جميع الفئات ارتفاعاً في الأسعار باستثناء اللحوم، حيث قفزت أسعار الزيوت النباتية بنسبة تزيد على 7 في المائة مقارنة بالشهر السابق، مدعومة بالقلق بشأن إنتاج زيت النخيل، وفقاً لما ذكرته «الفاو».

ووسع المؤشر العام للأسعار مكاسبه من سبتمبر، عندما بلغ أعلى مستوى له منذ يوليو (تموز) 2023، بدعم من ارتفاع أسعار السكر.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة إن المخاوف المستمرة بشأن توقعات إنتاج السكر في البرازيل في 2024/ 2025 دعمت الزيادة المعتدلة في أسعار السكر في أكتوبر، التي ارتفعت بنسبة 2.6 في المائة. أما أسعار الحبوب فقد ارتفعت بنسبة 0.8 في المائة مقارنة بشهر سبتمبر.

وأشارت إلى أن أسعار القمح ارتفعت وسط مخاوف بشأن ظروف النمو في نصف الكرة الشمالي وبعد تطبيق حد أدنى غير رسمي لسعر صادرات القمح من روسيا، في حين ارتفعت أيضاً أسعار الذرة.

أما أسعار الألبان فقد ارتفعت بنحو 2 في المائة، مدعومة من الجبن والزبدة، اللذين شهدا طلباً قوياً وعرضاً محدوداً.

أما أسعار اللحوم بشكل عام فقد انخفضت بنسبة 0.3 في المائة، وتراجعت أسعار الدواجن، بينما ارتفعت أسعار لحوم البقر بدعم من زيادة الطلب الدولي.

وفي تقرير منفصل عن الحبوب، خفضت «الفاو» توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمي في 2024 إلى 2.848 مليار طن متري، مقارنة بـ2.853 مليار طن كانت قد توقعتها في الشهر الماضي.

وبهذه التعديلات، يبقى الإنتاج المتوقع أقل بنسبة 0.4 في المائة عن العام الماضي، لكنه لا يزال ثاني أكبر مستوى في التاريخ.