«السعودية للقهوة» تتوج جهودها المتسارعة لتمكين الصناعة بأول مصنع في جازان

مدير المبيعات لـ«الشرق الأوسط»: 4 ممكنات تعظّم أهمية المنشأة الجديدة

تعدّ منطقة جازان غنية بالبن السعودي ذي الجودة العالية والنكهة المميزة (الشرق الأوسط)
تعدّ منطقة جازان غنية بالبن السعودي ذي الجودة العالية والنكهة المميزة (الشرق الأوسط)
TT

«السعودية للقهوة» تتوج جهودها المتسارعة لتمكين الصناعة بأول مصنع في جازان

تعدّ منطقة جازان غنية بالبن السعودي ذي الجودة العالية والنكهة المميزة (الشرق الأوسط)
تعدّ منطقة جازان غنية بالبن السعودي ذي الجودة العالية والنكهة المميزة (الشرق الأوسط)

يُتوقع نمو سوق القهوة في السعودية 5 في المائة خلال الأعوام المقبلة، لتصل إلى 28700 طن بحلول 2026، وهو ما يتيح فرصاً استثمارية كبيرة لـ«الشركة السعودية للقهوة» المملوكة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، التي تعزز جهودها بهدف تمكين الصناعة والاستفادة القصوى من منتجات مزارع جازان، توجتها أخيراً في تسليم مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية أول رخصة إنشائية لبناء مصنع من أجل الإنتاج وتصدير المنتج الوطني على مستوى العالم.

وتشتهر جازان بالبن السعودي ذي الجودة العالية والنكهة المميزة، حيث تشكل مزارع البن فيها مصدر دخل مهماً لسكانها.

ومنذ إعلان «صندوق الاستثمارات العامة»، في منتصف مايو (أيار) 2022، إطلاق «الشركة السعودية للقهوة»، تتحرك الأخيرة بوتيرة متسارعة للاستفادة من دعم المنتج محلياً والارتقاء به الى المصافّ العالمية في المستقبل، كان آخرها إنشاء مزرعة بن نموذجية على مساحة مليون متر مربع من الأراضي الزراعية في جازان.

وكشف المدير التنفيذي للمبيعات والتوزيع في «الشركة السعودية للقهوة» راكان حريري، لـ«الشرق الأوسط»، عن 4 ممكنات تعزز دور المصنع الجديد، أولها: تعزيز الاقتصاد المحلي، حيث إن دعم القهوة المحلية سيساهم في تنمية الاقتصاد بالمنطقة من خلال زيادة الإنتاج وتمكين المزارعين والعاملين في القطاع. وثانيها: خلق فرص عمل في مجالات متعددة مثل الزراعة، والتصنيع، والتسويق، والبيع بالتجزئة.

أما ثالث الممكنات لإنشاء هذا المصنع، وفق حريري، فهو الترويج للثقافة المحلية، حيث إن القهوة في المملكة «ليست مجرد منتج، بل جزء من الهوية الثقافية، وبالتالي تعزيزها سيساهم في الحفاظ على هذه الثقافة وترويجها على المستوىيين المحلي والدولي»، ورابعها أن المصنع سيشجع على الزراعة المستدامة واستخدام الموارد بطريقة تحافظ على البيئة للأجيال القادمة.

جانب من تسليم «الشركة السعودية للقهوة» رخصة بناء أول مصنع في جازان (الشرق الأوسط)

وتحدث حريري عن مستهدفات المصنع بعد التشغيل النهائي، التي تتلخص أولويتها في تلبية الطلب المحلي على القهوة في السعودية، شاملةً التوزيع على مختلف المناطق بكميات تكفي سدّ الحاجة الداخلية، مع التركيز على جودة المنتج.

ووفق مدير المبيعات والتسويق في الشركة، فإنه «لضمان نجاح القهوة السعودية في الأسواق الدولية، سنلتزم في المصنع بأعلى معايير الجودة، وأن نحقق التوافق مع المعايير الدولية للصحة والسلامة».

وبيّن أن الشركة تخطط في المستقبل إلى زيادة الإنتاج المحلي، من خلال المزارع النموذجية، بالإضافة إلى التعاون مع المزارعين عبر الزراعة التعاقدية، وأيضاً برنامج تمكين مزارعي البن، والوصول إلى مستهدف 5 ملايين شجرة بحلول عام 2030.

التوسع الخارجي

وأوضح حريري أن الشركة تعمل على التوسع الجغرافي تدريجياً في الأسواق بناءً على دراسات السوق والتحليل الدقيق للطلب، ويشمل هذا التوسع المحلي في المملكة أولاً، ثم الإقليمي والدولي.

وتكثف الشركة جهودها للاستثمار في التكنولوجيا لتحسين العمليات الإنتاجية وزيادة الكفاءة، بما فيها تحديث المعدات، وتحسين ممارسات الزراعة، وتبني نظم إدارة متطورة للتحكم بالجودة والتتبع.

تشكل مزارع البن في جازان مصدر دخل مهماً لسكانها (واس)

وأبان حريري أن الشركة ستركز في المستقبل على تطوير المنتج والابتكار، بإدخال تنويعات جديدة في المنتجات وتحسين جودة القهوة الحالية، واستكشاف فرص لمنتجات تتماشى مع اتجاهات السوق وتفضيلات المستهلكين.

يذكر أن «الشركة السعودية للقهوة» وقّعت في نوفمبر (تشرين ثاني) المنصرم 4 مذكرات تفاهم مع مؤسسات ومنظمات رائدة من القطاعين العام والخاص خلال منتدى جازان للاستثمار، وذلك في إطار جهودها لتحقيق نقلة نوعية في قطاع صناعة القهوة في المملكة.

تعزيز الإنتاج

أبرمت مذكرات التفاهم بالشراكة مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن)، وجامعة جازان، ووزارة الاستثمار، وشركة «بيدر آند ماير»، بالإضافة إلى المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.

وعقدت «الشركة السعودية للقهوة» اتفاقيات التعاون هذه في إطار التزامها تجاه تنويع وتنمية الاقتصاد السعودي، وتوحيد الجهود مع القطاع الخاص. وتهدف هذه الاتفاقيات إلى تعزيز إنتاج القهوة السعودية، وخلق فرص عمل عبر كامل سلسلة القيمة، والترويج للإنتاج السعودي للقهوة على مستوى العالم.


مقالات ذات صلة

السعودية تروّج في لاس فيغاس لفرصها التعدينية الواعدة

الاقتصاد الوزير بندر الخريف يتحدث خلال افتتاح فعالية «الليلة السعودية» في لاس فيغاس (واس)

السعودية تروّج في لاس فيغاس لفرصها التعدينية الواعدة

استضافت لاس فيغاس فعالية «الليلة السعودية» التي تهدف إلى ترويج الفرص الاستثمارية التعدينية الواعدة بالمملكة أمام مجموعة مستثمرين أميركيين وعالميين.

«الشرق الأوسط» (لاس فيغاس)
الاقتصاد إحدى مزارع إنتاج الدواجن في السعودية (الشرق الأوسط)

السعودية تُحقق قفزة جديدة في حجم إنتاج لحوم الدواجن خلال النصف الأول

حققت السعودية قفزة جديدة في حجم إنتاج لحوم الدواجن خلال النصف الأول من 2024، بتسجيلها رقماً قياسياً بلغ 558 مليون كيلوغرام.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ميناء جدة الإسلامي (الشرق الأوسط)

السعودية تطبق نظاماً جمركياً دولياً لتسهيل الاستيراد المؤقت للسلع

بدأت السعودية في تطبيق نظام جمركي دولي يسهّل عملية الاستيراد المؤقت للسلع لمدة عام واحد على الأكثر، دون الحاجة إلى دفع أي رسوم أو ضرائب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج ولي العهد السعودي يعلن إطلاق «مؤسسة الرياض غير الربحية» وتشكيل مجلس إدارتها

ولي العهد السعودي يعلن إطلاق «مؤسسة الرياض غير الربحية» وتشكيل مجلس إدارتها

أطلق الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، الخميس، «مؤسسة الرياض غير الربحية».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الخريف يتحدث مع الأكاديميين والطلبة في جامعة كولومبيا (واس)

الخريف يستعرض في جامعة كولومبيا رحلة التحول في الصناعة والتعدين بالسعودية

استعرض وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، خلال لقاء تفاعلي عقد مع الأكاديميين والطلبة في مقر جامعة كولومبيا، رحلة التحوّل في الصناعة والتعدين بالسعودية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

اغتيال حسن نصر الله قد يدعم الطلب على الذهب

سبائك ذهب (رويترز)
سبائك ذهب (رويترز)
TT

اغتيال حسن نصر الله قد يدعم الطلب على الذهب

سبائك ذهب (رويترز)
سبائك ذهب (رويترز)

يوماً بعد يوم، يزداد الذهب بريقاً مقارنة بالأصول الأخرى التي ترتفع مخاطرها بزيادة الاضطرابات الجيوسياسية حول العالم، وتصاعد وتيرة الصراع في منطقة الشرق الأوسط.

وتوقّعت منصة «آي صاغة» ارتفاع حجم الطلب على المعدن الأصفر النفيس، بعد تأكيد اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، في لبنان من قبل إسرائيل، وذلك بعد أن لامس سعر أوقية الذهب أعلى مستويات له على الإطلاق عند 2685 دولاراً، وبعد أن أشارت بيانات التضخم الأميركي في سبتمبر (أيلول)، إلى إحراز تقدم نحو هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة، وهو ما يدعم خفض أسعار الفائدة.

وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن «اغتيال حسن نصر الله، قد يشعل المنطقة ويوسع نطاق الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، ويرفع الطلب على الذهب، الذي يعد الملاذ الآمن وقت الأزمات، وسط حالة من عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)».

واختتمت الأوقية تعاملات الأسبوع عند 2658 دولاراً، لتحقق ارتفاعاً أسبوعياً بنسبة 1.4 في المائة، بلغ 36 دولاراً، بعد أن لامست الأوقية مستوى 2685 دولاراً في أعلى مستوى لها على الإطلاق، وفق إمبابي.

ووفقاً لبيانات منصة «آي صاغة»، فقد ارتفعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية بنحو 596 دولاراً، وبنسبة 29 في المائة في عام 2024، وهو أكبر ارتفاع سنوي منذ عام 2010.

وهبطت أسعار الذهب إلى أدنى مستوى في 3 أيام، خلال الأسبوع الماضي، بعد أن كشف مكتب التحليل الاقتصادي الأميركي، أن التضخم في سبتمبر في طريقه لتحقيق هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي، ما يدعم مزيداً من التيسير النقدي وخفض أسعار الفائدة بنحو 50 نقطة أساس في اجتماع نوفمبر المقبل، إلا أن «الذهب فشل في اكتساب الزخم بفعل عمليات التصحيح وجنى الأرباح». وفق إمبابي.

وأظهر مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة، الذي يستبعد تكاليف الغذاء والطاقة المتقلبة، وهو مقياس التضخم المُفضّل لدى البنك المركزي الأميركي، أن أسعار المستهلك تظل مرتفعة. وكشفت البيانات عن ارتفاع مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي في الولايات المتحدة بنسبة 2.7 في المائة في الأشهر الـ12 الماضية، ارتفاعاً من 2.6 في المائة في يوليو (تموز). ومع ذلك، ارتفع التضخم الرئيسي بنسبة 2.2 في المائة فقط بسبب انخفاض أسعار الطاقة.

وشهدت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب تدفقات صافية متواضعة الأسبوع الماضي، ولم تسهم بعد بشكل كامل في ارتفاع سعر الذهب، على الرغم من أن المحللين يتوقّعون مزيداً من النشاط من صناديق الاستثمار المتداولة في الأشهر المقبلة.

وتترقب الأسواق كلمة جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، في الاجتماع السنوي للجمعية الوطنية لاقتصادات الأعمال، يوم الاثنين المقبل.

ورفع بنك «يو بي إس» توقعاته لأسعار الذهب، وتوقّع تسجيل مزيد من المكاسب خلال العام المقبل.

وتوقّع المصرف السويسري وصول أسعار المعدن النفيس إلى 2750 دولاراً للأوقية بحلول نهاية 2024 من تقديراته السابقة البالغة 2600 دولار، أما بحلول منتصف العام المقبل فقد توقّع وصولها إلى 2850 دولاراً، ثم إلى 2900 دولار بحلول الرُّبع الثالث من 2025.

وأشار البنك إلى أن المعدن الأصفر يميل تاريخياً للارتفاع بنسبة تصل إلى 10 في المائة في الأشهر الـ6 التي تعقب أول خفض للفائدة من قبل «الاحتياطي الفيدرالي»، كما أنه مع اقتراب الانتخابات الأميركية يتوقع البنك زيادة حالة عدم اليقين؛ مما يعزز الطلب على الذهب بوصفه ملاذاً آمناً.