اقتصاد بريطانيا ينتعش بقوة منهياً «ركوداً فنياً»

الناتج المحلي الإجمالي سجل نمواً 0.6 % في الربع الأول

عمال يسيرون نحو «تاور بريدج» في لندن، بريطانيا (رويترز)
عمال يسيرون نحو «تاور بريدج» في لندن، بريطانيا (رويترز)
TT

اقتصاد بريطانيا ينتعش بقوة منهياً «ركوداً فنياً»

عمال يسيرون نحو «تاور بريدج» في لندن، بريطانيا (رويترز)
عمال يسيرون نحو «تاور بريدج» في لندن، بريطانيا (رويترز)

انتعش الاقتصاد البريطاني بأقوى وتيرة في نحو 3 سنوات في الربع الأول من العام، منهياً ما أسماه الاقتصاديون «الركود الفني»، وفقاً للأرقام الرسمية الصادرة اليوم الجمعة.

وقال مكتب الإحصاء الوطني إن الاقتصاد نما بنسبة 0.6 في المائة في الربع الأول مقارنة بفترة الـ3 أشهر السابقة، مع قوة واسعة النطاق عبر قطاع الخدمات الأساسية على وجه الخصوص، وفق وكالة «أسوشيتد برس».

وكانت الزيادة أعلى من 0.4 في المائة التي توقعها الاقتصاديون والأقوى منذ الربع الرابع من عام 2021 عندما كان الاقتصاد يتعافى بعد الانكماش الحاد خلال جائحة «كورونا».

يأتي ذلك بعد ربعين من الانخفاضات المتواضعة، التي تُعرف في المملكة المتحدة بالركود.

وعلى الرغم من الزيادة الفصلية، فإن الاقتصاد البريطاني لم ينمُ إلا بالكاد خلال العام الماضي. وقد تعثرت أسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها منذ 16 عاماً عند 5.25 في المائة.

كان هناك أملٌ يوم الخميس بأنها قد تنخفض قريباً. وأشار محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، إلى أن خفض أسعار الفائدة قد يكون مطروحاً للنقاش في يونيو (حزيران) إذا استمر التضخم في الاتجاه الهبوطي.

وقام بنك إنجلترا، مثل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والمصارف المركزية الأخرى حول العالم، برفع أسعار الفائدة بشكل كبير في أواخر عام 2021 بالقرب من الصفر لمواجهة ارتفاع الأسعار التي أشعلتها لأول مرة مشكلات سلسلة التوريد خلال جائحة «كورونا»، ثم من قبل غزو روسيا لأوكرانيا.

وأسعار الفائدة المرتفعة، التي تهدئ الاقتصاد عن طريق جعل الاقتراض أكثر تكلفة، ساعدت في تخفيف التضخم، لكنها أثرت أيضاً على الاقتصاد البريطاني.

وأعرب خبراء الاقتصاد عن أملهم في أنه مع تباطؤ التضخم وانخفاض أسعار الفائدة، فإن الاقتصاد البريطاني ربما يدخل فترة من النمو المستدام أكثر. ومع ذلك، لا يُتوقع أن يكون قوياً بشكل خاص، حيث يتوقع بنك إنجلترا نمواً بنسبة 0.5 في المائة فقط هذا العام.

وقال مدير الأبحاث الاقتصادية في «ديلويت»، ديبابراتيم دي: «هذا انتعاش قوي بشكل مفاجئ، ومن المحتمل أن يكون نقطة تحول للاقتصاد».

وسيأمل المشرعون في حزب المحافظين الحاكم في المملكة المتحدة، الذي يبدو أنه يتجه نحو هزيمة انتخابية كبيرة في وقت لاحق من هذا العام أمام «حزب العمال»، أن يتم ضبط الاقتصاد بشكل عادل، مما يخفف الضغط على الأسر التي تعاني من ضائقة مالية، بالتالي يساعد في دعم شعور اقتصادي جيد.

وقال وزير الخزانة جيريمي هانت: «لا شك أنه كانت هناك سنوات قليلة صعبة، لكن أرقام النمو يوم الجمعة هي دليل على أن الاقتصاد يعود إلى صحة جيدة لأول مرة منذ الوباء».

وقالت نظيرته في «حزب العمال»، راشيل ريفز، إن هذا «ليس الوقت المناسب للوزراء المحافظين لتحقيق النصر وإخبار الشعب البريطاني أنهم لم يتمتعوا بمثل هذا الوضع الجيد من قبل».


مقالات ذات صلة

تدهور حاد في النشاط التجاري بمنطقة اليورو خلال نوفمبر

الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر مفوضية الاتحاد في بروكسل (رويترز)

تدهور حاد في النشاط التجاري بمنطقة اليورو خلال نوفمبر

شهد النشاط التجاري في منطقة اليورو تدهوراً حاداً هذا الشهر، حيث انكمش القطاع الخدمي المهيمن في المنطقة، بينما استمر التصنيع في التدهور بشكل أعمق في الركود.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد تظهر سحب داكنة فوق مبنى الرايخستاغ مقر البرلمان الألماني في برلين (رويترز)

الاقتصاد الألماني يتباطأ مجدداً... نمو أقل من المتوقع

نما الاقتصاد الألماني بوتيرة أقل من التقديرات السابقة في الربع الثالث، بحسب ما أعلن مكتب الإحصاء يوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد عمال يعملون في موقع بناء بوسط مدريد إسبانيا (رويترز)

التوظيف في منطقة اليورو يتفوق على التوقعات

أظهرت البيانات الجديدة يوم الخميس أن التوظيف في منطقة اليورو ارتفع بشكل أكبر من المتوقع في الربع الماضي، بينما توسع الاقتصاد بوتيرة جيدة.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يسلم شهادة الإقالة لوزير المالية كريستيان ليندنر بعد عزله من قِبَل المستشار أولاف شولتز (رويترز)

انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا يزيد الضغوط على الاقتصاد

من المتوقع أن يؤدي انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا إلى زيادة معاناة الاقتصاد في الأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

الاقتصاد الألماني يتجنب الركود

سجّل الناتج المحلي الإجمالي الألماني نمواً غير متوقع في الربع الثالث، مدفوعاً بزيادة إنفاق الحكومة والأسر، مما ساعد أكبر اقتصاد في أوروبا على تجنب الركود.

«الشرق الأوسط» (برلين)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».